أمية جحا: جوائزي هدية للمرأة الفلسطينية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أمية جحا: جوائزي هدية للمرأة الفلسطينية
06-08-2005


مقدمة


تعانقت ريشتها مع بندقية زوجها، فصعد الزوج شهيدًا، وبقيت الريشةُ تحمل الحب لفلسطين، وتصر على أن تستمر على الطريق.. الزوجة هي فنانة الكاريكاتير أمية جحا فنانة فلسطين الأولى، علَّمتنا كيف تكون المرأة المسلمة نموذجًا ناجحًا رغم المحن في بيتها ومملكتها، مع زوجها وأسرتها، في تربية ابنتها على نهج الإسلام، في دراستها وعملها الجامعي، ثم عملها الفني.

كانت أمية جحا وما تزال نموذجًا حيًّا لامرأةٍ عرفت معنى إسلامها حقًّا، وأدركت أنها قد تكون على ثغرٍ من ثغوره، فنسجت من رسوماتها خيطًا أنارَ فجرَ الإسلام الذي أيقنت أنه قادمٌ لا محالةَ.

  • كيف شقَّت أمية جحا طريقَها في مجال الفن؟
لقد كنتُ من الصِغر محبةً للرسم، وأذكر جيدًا أنني كنت أُخربش على جدران المنزل ودفاتري وكتبي، وكثيرًا ما كان الأهل يعنِّفونني، ولكنهم فيما بعد أدركوا أنهم أمام موهبة تكبُر وتتطور، فما كان منهم فيما بعد إلا أن يشجعونني، وكم كنتُ أفرح عندما يكون عندنا ضيوف ويناديني الأهل لأريهم ما أرسمه.
  • وكيف كنتِ تنمِّين هذه الموهبة منذ صغرك؟
عمومًا من أهم وسائل تنمية الموهبة هي الممارسة، فأنا لم أنشغل بدراستي عن الموهبة، وفي الوقت نفسه لم أنشغل بالموهبة عن الدراسة؛ فلقد كنتُ أهتم بكلتيهما معًا، وكنتُ متفوقةً جدًّا في شتى مراحل الدارسة، ففي شهادة إتمام المرحلة الإعدادية حصلتُ على الترتيب السابع على قطاع غزة، وفي الجامعة كنتُ الأولى على كل الأقسام وبتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وثاني وسائل تنمية الموهبة هي المطالعة ومتابعة أعمال الفنانين العرب وغير العرب ومقارنة أفكارهم وخطوطهم بما تقدمه يداي.
  • ومَن الذي ساعدكِ في تنمية هذه الموهبة؟
الأهل كان لهم الدور الأول، ثم المدرسة بكافة مراحلها؛ حيث لقيت التشجيع الكبير من كافة المدرسين وكذلك الطالبات، وقد كنت في الصغر صاحبةَ لقب "رسَّامة المدرسة"، ثم جاء دور الجامعة والتي كان لها الدور الأكبر؛ حيث مثلت لي الجامعة نافذةً واسعةً أطللت من خلالها برسوماتي على الشريحة الطلابية؛ حيث تنامت شُهرتي واتسعت بفضل الله عز وجل.

ريشة وبندقية

الريشة والبندقية فى خدمة الاسلام


  • وماذا عن موقعكِ الذي يحمل في واجهته صورة "ريشة" تعانق "البندقية"؟
موقعي www.omayya.com أُنشئ أواخر عام 1999م، وموقع زوجي الشهيد رامي المرفق بموقعي والذي اقتبست منه "البندقية"؛ فلقد أنشئ مباشرةً بعد استشهاده في مايو 2003م، ولقد كان رحمه الله هو مَن يُديره على اعتبار أنه أصلاً مهندس كمبيوتر، ولكن بعد استشهاده أصبحت أدير الموقع بمساعدة زملاء متخصصين بمواقع الإنترنت.
وموقعي هذا أعتبره بفضل الله نافذةً لشباب المسلمين والعرب؛ ليرَوا عن قرب نموذجًا لامرأة فلسطينية تتخذ ريشتَها سلاحًا في وجه الأعداء ولشاب فلسطيني كان سلاحه بندقيته وشعره، وضحَّى بشبابه من أجل حرية وطنه ودينه.
  • هل أثَّر استشهاد زوجكِ على عملكِ ونجاحكِ؟
كان دافعًا لي لأن أُكمل مسيرةَ الجهاد بفني، كما كنت قبل أن نتزوج، فبالتأكيد مع استشهاده قد بكاه قلبي، لكني أتذكر لحظات حياتي التي قضيناها معًا، ومنها أستمد روح الصمود لأضاعف من مجهودي وأساهم في نهضة المسلمين من بعده بإذن الله.
  • ما الجوائز التي حصلت عليها أمية جحا؟
حصلت على العديد من شهادات التقدير من الجامعات أو المؤسسات أو التنظيمات، والحمد لله أشارك في كافة المعارض في الجامعات في الضفة وغزة والتي تراسلني باستمرار، وكذلك الجامعات العربية، وأشارك أيضًا في معارض دولية منها في فرنسا وكندا وبلجيكا.
وأول جائزة حصلتُ عليها هي جائزة الإبداع النسوي من وزارة الثقافة الفلسطينية، وجاءت على مجمل أعمالي في العام 1999م، وبعدها في عام 2001م حصلتُ على جائزة الصحافة العربية، وهي عن أفضل رسم كاريكاتيري عام 2000م، وكانت اللوحة تُعبِّر عن دفاع الجيوش العربية عن قضية فلسطين، ولكنها لا تدافع عن قضية فلسطين بل تدافع عن كرسي الحاكم فقط، وتعتبر أرقى جائزة حصلتُ عليها حتى الآن، ولم تكن جائزةً بالنسبة لي فقط وإنما كانت جائزةً لكل امرأة فلسطينية، وأيضًا لصحيفة (القدس) التي كنتُ أعمل بها حينئذٍ، ولشعبي ووطني.

الفن الإسلامي

  • هل من الممكن استخدام الرسم والكاريكاتير للنهضة بالأمة الإسلامية؟
بالتأكيد إذا كان أساس العمل سليمًا، وفيه مخافة الله ومراعاة العادات والتقاليد الإسلامية والحرص على نهضة الأمة وبنائها، فهنالك اللوحات الفنية الراقية التي جسَّدت انتصارات المسلمين وفرحة النصر على الأعداء، وهي كلها تمثل محطاتٍ تستوقف الرائي وتشحنه فينهض ليسترجع مجد أجداده.
وهنالك الكاريكاتير الذي يسخر من الحال العربي المزري وحال المسلمين؛ حيث تستباح دماء الأطفال والنشء والشباب والشيوخ، وربط هذا الحال بانتصارات المسلمين يوم كانت صرخة امرأة: وا معتصماه!! تحرك جيوش المسلمين.
والجدير بالذكر أنَّ الكاريكاتير له مكانة مرموقة في الإعلام العربي، وباتت تُقاس قوةُ الصحيفة بقوة الكاريكاتير فيها، وهو يستقطب اهتمام الشعوب بشكلٍ كبير، وهذا ما يجعل لهذا الفن أهميته، وبالتالي أهمية الرسالة اليومية الموجَّهة من خلاله، وهنا فنحن نحتاج للفنان الموهوب والملتزم دينيًّا وأخلاقيًّا، ومن ثمَّ فإنه سيسعى بموهبته لخدمة دينه ووطنه، وعمومًا فالفن يجب أن يلتزم بالإسلام وبالتقاليد العربية الأصيلة.
  • وكيف تساهم المجتمعات في تنمية هذه المواهب الفنية؟
قد يكون مفيدًا للغاية أن يتم إنشاء معاهد فنية راقية، وتقوم على هذه المعاهد نخبةٌ من الفنانين الملتزمين، ومن خلال ذلك يتم الاهتمام خاصةً بالمواهب الصغيرة؛ لأنَّ الشجرة القوية هي التي تتم رعايتها منذ أن كانت بذرةً في الأرض، ويجب الاهتمام بشتى فروع الفن المختلفة والتركيز أيضًا على فن الكاريكاتير؛ لأنه يستقطب الانتباه؛ ولأنه الفن الملائم للصحف ورسالته قوية وسريعة الانتشار.
  • ما رأيك في واقع الفن في العالم العربي والإسلامي؟
الفن العربي عمومًا استحوذت عليه أيدٍ خبيثةٌ، فمسلسلاتنا وأفلامنا وأغنياتنا باتت أقرب للإباحية، وأشعر أنني أمام إعلامٍ وفن عربي مستورَد وساقط، ولا أستبعد أنه مقصود في هذه المرحلة الخطيرة من حياة الأمة الإسلامية حتى يلهوَ شبابنا وينسوا قضاياهم ودينهم، لكن يبقى الأمل في الإعلام والفن الإسلامي الوليد في الفضائيات التي تستقطب اهتمام الشباب المسلم كقناة "أقرأ" وقناة "المجد" وغيرهما، كما نريد القنوات الخاصة بالأطفال؛ لأنهم الشريحة الأخطر التي يجب رعايتها، فهم البذرة التي ستصبح فيما بعد الشجرة، وهذه البذرة يجب أن تُسقى ببرامج هادفة سليمة؛ لتكون قويةً مترعرعةً عند الكبر وتساهم في صناعة أمة الإسلام مستقبلاً.
  • وماذا عن الكاريكاتير؟
لا شكَّ أنَّ التطورَ التكنولوجي كان له دور كبير في التعرف على واقع فن الكاريكاتير في العالم العربي؛ حيث إننا الآن نستطيع رؤية أعمال كثير من الفنانين المحترفين وحتى الهُواة عبر الإنترنت، ومما نراه نجد أنَّ هذا الفن يتربع على شتى أشكال الفنون الأخرى وأنه بأيدٍ أمينة، بأيدي فناني كاريكاتير يتميزون بالحس الوطني والديني وبقوة الفكرة والخط، ولكن لا شك أنَّ هنالك من يبتذلون ويرسمون فقط للسخرية والاستخفاف وللنقد فقط!!

القدوة

من أعمال الفنانه أمية جحا
  • مَن مثلكِ الأعلى في فنِّ الكاريكاتير؟
الفنان ناجي العلي، فقد كان- رحمه الله- مثالاً للفنان الحريص على وطنه والحريص على كشف كل ما يُحاك ضد هذا الوطن، وبالتالي ظلَّ رمزًا من رموز الفن العربي الهادف، وكان فنه مدرسةً ينهل منها كل أجيال الفنانين الحاليين وأنا من بينهم.
  • هل تواجهكِ متاعب من قوات الاحتلال الصهيوني أثناء ممارسة عملك؟
لا شك أنَّ هنالك موضوعات معينة في رسوماتي، مثل تلك التي تهتم بحق العودة واللاجئين.. كان هناك نوع من الخطوط الحمراء تحت تلك الموضوعات، كذلك ما يتعلق بالشهداء والدماء ونحو ذلك، فأحيانًا كان يُطلب مني تغيير التعليق أو تغيير أجزاء من اللوحة أو ربما تحذف اللوحة بتاتًا، لكني أعود وأقول إن قضيتنا إما "لاجئون" وإما "شهداء".
  • كيف ترى أمية جحا دور المرأة المسلمة في النهضة بالأمة؟
المرأة هي نصف المجتمع الذي يلد النصف الآخر، وبالتالي هي في النهاية تمثل الكل الذي يصنع الحياة، فهنالك المرأة الأستاذة والطبيبة والممرضة والمربية والأم والفنانة والأخت والصديقة، وكل هذه المسميات هي لبنات في صناعة المجتمع، ومن هؤلاء النسوة التي أعتز بمعرفتهن ويروق لي تسميتها خنساء فلسطين وهي السيدة أم نضال فرحات، التي ودعت ابنها لقتال الأعداء ثم استُشهد لها ابنٌ ثانٍ، بينما الأخير أسير لدى العدو، ومع هذا لم تعرف اليأس بل تزور أسر الشهداء وتحثهم على الصبر والثبات، وتأوي المجاهدين في بيتها وتطعمهم.

المصدر