أم كلثوم فى الســـجن

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فهرس الكتاب

  • غنينا مع أم كلثوم فى السجن الحربى تحت تهديد السلاح
  • السادات اتهمنى بالفتنة الطائفية ثم بإخمادها فى الخطاب ذاته
  • ما زلت أشك حتى الآن فى ظروف مقتل الشيخ الذهبى

بتحدث عمرالتلمساني عن سلفيه المرشد الأول حسنالبنا والمرشد الثانى حسن ا لهضيبى بانبهار وحب ووفاء فلقد حمل المرشد الأول مسؤولية نشر الدعوة ووضع الأسس والمبادىء السلوكية والفكرية التى تسير عليها الجماعة وتحمل فى سبيل ذلك الكثير من المشاق والتضحيات التى توجها بدفع حياته ثمنا للذود عن دعواه . وتحمل المرشد الثانى مسؤولية قيادة معارك البقاء والاستمرار التى خاضها الاخوان فى مواجهة الثورة فتميز بالصلابة والقوة والصبر علىالمكاره التى فاقت كل حد ولم تنكسر إرادته ولم يسمح للوهن أن يصيب عزيمته .. فكان مجاهدا حقيقيا قاد الاخوان فى أحلك ساعات وأيام وسنوات وجودهم وكان قدوة فى جلده واحتماله أمام الآخرين .

وهذه الشهادة على عصرين لها قيمتها لأنها تجىء من المرشد العام الثالث للإخوان المسلمين الذى يتحمل اليوم مسؤولية قيادة سفينة الإخوان الى بر الامان الذى لا يعنى أبدا فى نظره أى تنازل عن المبادىء التى أرساها السلف القدوة وبخاصة مبدأ تنفيذ شرع الله وتطبيقه والذى أصبح اليوم فى عهد المرشد الثالث مطلبا أساسيا فى برامج كل الأحزاب السياسية فى مصر بما فيها الأحزاب المنبثقة عن ثورة 23 يوليو ( تموز ) " الوطنى والاحرار والتجمع " ، وفى هذه الحلقة يواصل الاستاذ " عمر التلمسانى " حديث ذكرياته عن معارك سلفه المرشد " حسن الهضيبى " فيقول :



أم كلثوم فى الســـجن

عندما كنا فى السجن الحربىكانوا يوقفوننا صفوفا صفوفا نردد مع أم كلثوم " يا جمال يا مثال الوطنية " وكان يقف على أسطح مبانى السجن الحربى جنود بأيديهم المدافع الرشاشة ليحصدونا حصدا لدى أية بادرة من توقف أو عصيان ! .. وفى مرة من تلك المرات طلب ضابط من فضيلة المرشد الأستاذ الهضيبى أن يضرب الأرض بقدمه بشدة وبمنتهى الاستهانة بتلك العقلية الطفولية قال له : سأضرب الأرض بشدةلأخرج بترولا لا بطيخا ولا شماما .. وكم كان من المستحيل وفى مثل ذلك الموقف الخطير أن يسيطر إنسان على أعصابه وأن يتحدث مستخفا بالعقلية التى أمامه مستهينا بخطورة الموقف ولكنه " حسن إسماعيل الهضيبى " وكفى ! .. الأنفة والشمم والصمود والاستهانة بالاخطار والثقة الكاملة بالقوى ا لعزيز الذى لا يقع فى ملكه إلا ما يشاء . إن الانسان فى دنياه بين يومين يوم قدر فيه قدره .. .. ويوم لم يقدر فيه ذاك القدر . فما الذى يخافه المسلم الصادق الايمان .ز يوم لا يقدر فيه قدر . لا يرهبه الانسان لأنه فى كنف من قدر المقادير . ويوم قدر فيه قدر فأين منه المفر حيث لا حذر ينجى من قدر .

ولما أفرج عن فضيلته فى أوائل عهد السادات جاءه كل من كان مختلفا معه فى الرأى معتذرا ومقدرا ومقدما بعض مؤلفاته وكان لقاء بينه وبينهم تأكدت فيه مكانة الأستاذ الهضيبى فكان يلقاهم باسما فرحا بعودتهم الى الحق بعدما تبين لهم ولم يشر الى الماضىبكلمة .

وظل الأستاذ الهضيبى رغم حل الجماعة ظل رمزا مشرفا لها وعنوانا هاديا اليها يعترف كل الاخوان المسلمين بأنه مرشدهم يرجعون اليه فى الكبير والصغير من أمورهم .. وكأنما هذه الجماعة لم تحل إلا على الورق ودون تحد لقوانين البلد ودون تنظيم مشهر أو غير مشهر ظلت أمور الإخوان تسير وكأنما شيئا لم يتغير . إن الصلة بالله والحب فيه واجتماع المسلم بالمسلم وجلوسهم لقراءة القرآن .ز ومدارسته وقراءة كتب السيرة والفقه والتفسير ومدارسة أحوال الوطن والمواطنين . أمر لا يحرمه القانون بل يرعاه الدستور وإن كان رجال الأمن يتصورون أنه الخطر كل الخطر . وليس لهذا الخطر فى حقيقة الواقع وجود فى برامج الإخوان المسلمين وطالما قبضت أجهزة المباحث علىالعشرات من الاخوان لشبهة أو لأخرى . وبعد أن تحتجزهم الأيام والأسابيع فى ضيافتها ويالها من ضيافة حارة !تقدمهم للنيابة التى تأمر بالافراج عنهم بمجرد عرضهم عليها والاطلاع على ما يسمونه تهما منسوبة اليهم . إذ ترى النيابة أنه ليس فى ما تقدم اليها من تحقيقات شبهة تستلزم إبقاء هؤلاء الاخوان لحظة واحدة فى قبضة المباحث التى تبقيهم بعد قرار النيابة بالافراج عنهم أياما وأسابيع تسعد فيها برؤياهم فى ضيافتها الكريمة .


فهرس الكتاب