أيها المجاهدون الأبطال استعينوا بالله وأمِّلوا فيه
كفر الشيخ اون لاين | خاص
" الا إن نصر الله قريب "
أخى الثائر/ أختى الثائرة ...
نحمد الله تعالى على اختياره لنا كمجاهدين ، وتثبيته لنا فى ظل هذه الظروف ، و نشكر لكم جهدكم الذى بذلتموه ، وتضحيتكم التى قدمتموها خالصة لوجه الله ، لا تريدون من الناس جزاءً ولا شكورا ، و نقدِّر لكم صبركم على ما تواجهون من مصاعب وابتلاءات ، و نذكركم أن هذا جهاد مبرور ، وهو عند الله فى موازينكم لن يضيع ، وستجدون ثمرته يوم لا ينفع مال ولا بنون
أخى الثائر / آختى الثائرة ...
ونحن على أعتاب مرحلة جديدة من حياة ثورتنا ، ننظر للمستقبل كما كان ينظر النبىّ صلى الله عليه وسلم يوم آن كان للمشركين صولة وجولة ، وكان المسلمون آنذاك مستضعفين ، فقد كان يبشرهم بملك فارس والروم ، فى الوقت الذى كان لا يستطيع أحدهم أن يقضى حاجته من شدة الخوف كما عبَّر المنافق ابن سلول .
وكان القرآن دائم التذكير بهذا الأمل ، يعرض على النبى قصص الآولين ، و يقول له : " وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك" ، ثم يوسع آفاق الأمل فى النصر والتمكين " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض ، كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم " .." كتب الله لأغلبن أنا ورسلى ".." وإن جندنا لهم الغالبون " .
ولذلك وقف عمر بن الخطاب فى وداع جيش اليمامة يقول لهم " ما أكثر ما تحقق مما وعد به النبىَّ صلى الله عليه وسلم ، ووالله ليتمَّنَّ الله الباقى فارس والروم ، ولكن وإن كُنّا على يقين من ذلك ، فلا ندرى أيُّنا يبلغ تمام هذا الأمر وأينا يُعجِّل الله له أجله "
ويقول الباحث الأمريكى دفيد أوللى : " يولد مصطلح الثورة المضادة مع ميلاد الثورة ، و كل الثورات التى نجحت وحققت أهدافها تعرضت لموجات مرتدة ، وكلما كانت الموجة المرتدة عنيفة كلما ساعدت على بلوغ الاهداف بشكل أسرع ، وذلك لأن رموز الفساد أثناء الإرتداد يعلنون عن أنفسهم بلا خجل ، ويصرحون بأنهم ضد الثورة بلا مواربة ، وقد كانوا قبل موجة الإرتداد مختبئون ينتظرون مآلات الأمور ، فإذا ما عادت الثورة لتصحح مسارها وتمتلك قوتها ، إستطاعت أن تأخذ كل رموز الفساد لا تخطىء منهم أحداً ، فيتخلص المجتمع من عوامل فساده ، وتتعافى الثورة من عوامل إعاقتها "
ويقول أيضاً :" تتشابه الثورات فى كثير من جوانبها ، ولكن الثورة المصرية تميَّزت بثلاث عناصر لم نرها كباحثين فى غيرها من الثورات ؛
العنصر الأول : أن الثورة يقودها إيديولوجيون ( أصحاب فكر وعقيدة) و عادة هؤلاء لا يعودوا من حيث بدأوا ، ولا يتوقفوا فى منتصف الطريق ، مهما بذلوا من تضحيات حتى يبلغوا مرادهم .
والعنصر الثانى : أن هؤلاء الايديولوجيون استطاعوا من خلال تنظيمهم العالمى الواسع أن يُوجِدوا للثورة زخماً ثورياً خارج قطرها ، و لم نجد هذا فى غيرها من الثورات ، فالمتعارف عليه أن تكون للثورات قوى معارضة من خارج قطرها تعمل على وأدها ، ولقد تجاوب مع هذا التنظيم أغلب العمالة المصرية فى الدول العربية ، ومعظم الجاليات العربية فى الدول الأوربية والأمريكية
والعنصر الثالث : أن كل الثورات التى حدث فيها ارتداد عنيف من الثورة المضادة قد اختفى ثوارها من الشارع تماماً وتلاشت مظاهر الإحتجاج لسنوات عديدة حتى صححت الثورة مسارها ، ما عدا هذا النموذج الذى نراه فى الثورة المصرية فلايزال الثوار فى الشارع لم يبرحوه .
ولذلك فأنا أرى كباحث فى عالم الثورات أن الثورة المصرية ستبلغ أهدافها بأسرع مما يظن أبناؤها الثائرون "
وما نراه الآن من حراك ثورىّ طلابىّ مهيب ، يبعث الأمل المتجدد فى انهيار الظالم مهما بلغت قوته ، و يدفع بنا جميعاً لنشاركه فى إسقاط هيبة الباطل ، وكسر شوكته .
فيا أيها المجاهدون الأبطال استعينوا بالله وأمِّلوا فيه ،
واعلموا أن فرجه قريب ،
وأنه " غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون "
المصدر
- مقال:أيها المجاهدون الأبطال استعينوا بالله وأمِّلوا فيهموقع:كفر الشيخ أون لاين