أ زمة موارد ام أ زمة ضمائر؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أزمة موارد ام أ زمة ضمائر؟


بقلم : خميس النقيب

نهضة الامة ليست في موارد مادية قد تتمثل في مورد اصفر ( ماس وذهب ) اومورد ابيض ( غاز وقطن ) او في مورد اسود ( بترول ونفط ) وانما تتمثل في موارد بشرية تمتلك ضمائر حية وعقول ذكية ونفوس ابية تفكر وتعمل وتتقن وتبتكر فتصل لكل هذه الموارد .

والضمير هو الدافع الملهم وهو المحرك المهم ، وهو المنظم الفعلي ، وهو المنسق الاصلي لكل الموارد ، بل هو اعظم الموارد ، اذا كان ضميرا حيا احيا من معه ، واذا كان ميتا امات من حوله ، قال حسن البنا رحمه الله : ا قيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم على أرضكم ... وطبقوا شرع الله على أنفسكم قبل ان تطالبوا به حكامكم .. فما أحوجَنا إلى ثورةٍ لاحياء الضمير فلا تستبد نفس وتتسلط علي الجوارح والاعضاء، ما احوجنا الي وخذ الضمير وايقاظه عند الرجل و المرأة ، عند الشاب والفتاة ، عند الحاكم والمحكوم ، عند الغني والفقير ، عند القوي والضعيف ..!!

اسئلة كثيرا ماتتردد ..!! نجيب منين؟ ،مافيش موارد ، التعداد السكاني يتزايد و لا يتناسب مع الموارد المتاحة ، مع كل أزمة جديدة تمر بنا نتأكد من أن الازمة ليست ازمة موارد ولكن الأزمة الحقيقية فى الضمائر التى تفتقد غالباً إما للكفاءة أو النزاهه ، وتستحوذ - للاسف - علي التفاهة اوالشراهة ..!! المهم أنها لا تصلح للإستمرار فى اماكنها ، نعم تختلف الأزمات وتتباين المسكنات ، وتتبادل الأسماء والمسميات لكن السبب الرئيسى هو موت الضمير..!!

أزمة ضميركيف؟ : فعندما تنفق ملايين الجنيهات لعلاج الأغنياء على نفقة الدولة فى الخارج خلاف عشرات الملايين التى حصل عليها أشخاص أخرون بأسماء موتى بعد أن تحول العلاج على نفقة الدولة إلي منجم ذهب لإصحاب الذمم الخربة والضمائر الميتة ، بينما المواطنون البسطاء لا يجدون الشاش والقطن فهذ ازمة ضمير.

وعندما تصرف الملايين على الرصف فى الشوارع ثم يتاّكل الاسفلت و تتكاثر الحفر بعد قليل من الزمن فهذا دليل على ازمة ضمير ... وعندما تصرف ملايين الجنيهات علي الصرف الصحي ، ثم لانجد شيء من ذلك يتحقق علي ارض الواقع ، بل تحصل علي انهيار صحي يبتلع الانسان ويضر الحيوان..!! فهي ازمة ضمير.. . عندما تدعم المستشفيات العامة بملايين الجنيهات لخدمة المواطن البسيط ، فاذا طوابير امام هذه المستشفيات لاتجد من يطببها او يداويها فهي ازمة في الانسانية .قبل ان تكون ازمة ضمير.. عندما يترك المدرس مدرسته ولا يتقن فيها عمله من اجل حفنة جنيهات قد يكون مضطرا لها او لا فهي ازمة ضمير ... وعندما تصرف ملايين الجنيهات علي بناء كباري ومدارس ومؤسسات ثم يمر عام او عامين نجد ان هذه المباني تحتاج لترميم من جديد فهي اذن ازمة ضمير.. عندما يدعم الرغيف بالملايين ثم يخرج ترفض الحيوانات ان تاكله من سوء صنيعه وما حواه من نشارة الخشب ومسامير حديد فهذه ازمة ضمير... عندما تنحصر الملايين في المستشارين والمنظرين ويبقي السواد الاعظم بالملاليم ، فتجد الموظف يستلف مع بداية الشهر لانه وزع مرتبه بداية من يوم القبض 25 حتي يوم 30 اين الضمير ؟ عندما توزع الموارد علي10 % من الشعب دون الاخرين بحجة زيادة الاستثمار ادي في النهاية لاعلي معدلات الانهيار فهذا انعدام ضمير.

لقد طالعتنا صحيفة الجمهورية الرسمية في صبيحة الجمعة 7/10/2011 ان هناك عشرين مليون دولار خسائر في 24 ساعة بسبب اضراب المراقبة الجوية .. !! يعني في حال عدم الخسارة تقريبا كل ساعة خمسة ملايين جنيه ..!! اين تذهب ؟ وفيما تصرف ؟ نترك 2 مليون مثلا مردود يبقي 3 مليون كل ساعة ..!! وهذا جذء من مورد واحد يبقي الغاز وقناة السويس وغيره وغيره ..!! وبعدين نقول قلة موارد ...!! لا ادري قلة موارد ولا قلة ضمائر ؟ ..!!

واقع مرير وتخصص عليل : للاسف نحن نصتدم دوما بواقع مرير في ممارساتنا المعوجة في التعامل مع شؤننا الخاصة والعامة ، نحن بحاجة لإزالة رواسب مقيتة من المحسوبية والبيروقراطية ، من التراخي والسلبية ، من الكسل في في العمل ، والعزوف عن الإحسان في التخصص والإنجراف في سيل المصلحة الخاصة علي حساب المجموع ، وظاهرة التعدي المهني والقفز البغيض علي كل مهنة ، بغرض تحصيل أكبرقدر من المادة مما يؤدي إلي عدم الاتقان في التخصص ، وتكون نتائجه عارية من الإجادة ، وانحسار مد الحضارة والعلم والريادة ، ويكون هذا نذير شؤم في إجهاض أي مشروع نهضوي تسعي إليه الأمة

الزمن الجميل : اما في عهد الصحابة دعا النبي( صلي الله عليه وسلم ) الي الأخذ بالتخصص بقوة حينما أثني علي كل واحد من الصحابة- رضوان الله عليهم – لإجادته وتفوقه في تخصصه فقال : ( أنسبهم أبو بكر ،وأفرضهم زيد ،وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ،وأقرؤهم أبي بن كعب ،ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح) ، وندب زيد بن ثابت لتعلم السريانية لغة يهود فتعلمها في سبعة عشر يوما ،وأثني علي خالد بن الوليد لتفوقه في فنون الحرب فقال عنه : سيف من سيوف الله ، وخطة خالد في الإنسحاب بالمسلمين في معركة مؤته والإنحياز للفئة المؤمنة في المدينة ما زالت تدرس في معاهد الغرب العسكرية دلالة علي عبقرية خالد العسكرية كما يقول الأستاذ العقاد في عبقرية خالد بن الوليد .

ضمير العالم : إن العقول تفسد و الفطر تنتكس و الضمائر تموت بإعراضها عن منهج الله , وعندها يصبح الحق باطلاً و الباطل حقاً , والمنكر معروفاً و المعروف منكراً , إذا امتلأت القلوب من معاصي الله , ونصير كالمستجير من الرمضاء بالنار إذا أحسنا الظن بأعداء الله , فضمائر أغلبهم ميتة كقلوبهم , والضمير العالمي الذي يناشده البعض في الازمات ما هو إلا وهم "كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ "(النور:39) , اعداء لا يحبون الخير في المسلمين يحاولون قتل ضمائرهم ومن ثم اهدار كرامتهم ونهب ثرواتهم وللاسف نقول ضمير عالمي ..: " وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء "(النساء : 89) فحذرنا الله منهم  :" وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ (هود : 113 ) وعدم اتخاذهم بطانة : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ " ( آل عمران : 118 ) لانهم مستمرون في فسادهم وتعويقهم  :" وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ" (البقرة : 217 ) ..

مراقبة الله تعالج الضمير وتوقظه : من أجل ذلك كان الواجب أن تتعلق قلوبنا بالله في جلب النفع و دفع الضر , وأن نسعى في تربية النفس و الذين من حولنا على معاني الإيمان و المراقبة لله تعالى حتى تحيا القلوب و الأرواح بنور العلم النافع و العمل الصالح , فتكون الخشية لله في السر و العلن ، والعدل لله في الرضا و الغضب.. مراقبة الله في الفقر والغني ..قال عبد الله بن دينار : خرجت مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى مكة , فانحدر علينا راع من الجبل , فقال له : يا راعي , بعنا شاة من هذه الغنم ؟ فقال : إني مملوك , فقال : قل لسيدك : أكلها الذئب ؟ قال : فأين الله ؟ قال : فبكى عمر , ثم غدا إلى المملوك واشتراه من مولاه , وأعتقه , وقال : أعتقتك في الدنيا هذه الكلمة وأرجو أن تعتقك في الآخرة " . وقال أبو حفص : إذا جلست للناس فكن واعظاً لنفسك وقلبك , ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله رقيب على باطنك , وسئل ذو النون : بم ينال العبد الجنة ؟ فقال : بخمس : استقامة ليس فيها روغان واجتهاد ليس معه سهو , ومراقبة لله تعالى في السر و العلانية , وانتظار الموت بالتأهب له , ومحاسبة نفسك قبل أن تحاسب ، إن المعاني الطيبة التي تنطوي عليها كلمة الضمائر , لا تخرج عما جاء في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، نحن بحاجة لإقامة الدنيا على أساس من دين الله , وأن نعود لمثل ما كان عليه رسول الله , وصحابته الكرام , فقد كانوا أبر هذه الأمة قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفا, ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.. ً انظر الي سليمان عليه السلام وهو يتفقد كل رعيته " وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (النمل:20).. ويتفاعل مع دواب الارض ثم يعيد الفضل لرب السماء والارض.. " حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ "(لنمل:18-19) وصول النعمة و بلوغ القمة يحتاج مزيد من الشكر ...

موردين عظيمين : لقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى اهم موردين للانسان في سورة قال فيها الشافعي "لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم"، وهذه السورة هي سورة العصر " وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصبر " (العصر: 1- 3)

فالعصر هو الوقت وهو يمثل المورد الأساس الاول ، وهذا للاسف قتلوه بالخلاعة والميوعة وغيرها ...، ثم يأتي الإنسان ذاته وما يتضمنه من طاقات وقدرات كمورد أساسي ثان.. وهذا ايضا قتلوه بالامراض الفتاكة من فشل كلوي الي فيرس بانواعه ثم سرطانات مختلفة نتيجة.. نعم قتلوه جسديا بالمبيدلت المسرطنة ونفسشيا بإهدار قيمته وعدم احترامه ، واقتصاديا بنهب ثرواته واهدار حقوقه ، واجتماعيا بالسخرية منه في الفن الرخيص والاعلام الماجور ..!! الا ما رحم ربي وعصم ..!! هذين الموردين المهملين اشار اليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ... صححه الالباني

اذن هي ليست أزمة موارد، إذ أن البشرية كلها تنعم بموردي الأوقات والأنفس، والرفعة التي وصل إليها المسلمون الأوائل كأمة وأفراد، بالرغم من أنه لم يكن لديهم من موارد إلا ما امتلكه الآخرون من أنفس وأوقات بالإضافة إلى رمال الصحراء لهو خير دليل ..يجب ان تسخر البشرية الموردين الأساسيين ، الأوقات والأنفس للتفاعل التام مع المحيط وفق الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر ودون أن ينقص أي أمر من هذه الأربعة، فكلها تكمل وتتمم بعضها. فالإيمان هو اعتقاد بالجنان، والعمل الصالح هو نطق باللسان وعمل بالأركان، والتواصي بالحق هو تعميم للخير إلى الجماعة وعدم الاستئثار به، أما التواصي بالصبر فهو للتثبيت على الاستمرار في الطريق مهما كثرت العوائق والعراقيل....

إنها أشبه بمعادلة رياضية لا تفسد ، وصيغة علمية مسبوكة من لدن رب العالمين تؤدي بمن يتبعها إلى النجاح في تحقيق المأمول، وتكسبه المناعة من الاصابة بأي مردود سلبي، أو شعور بالعجز أو القيد في حالات الفشل الخارجة عن الإرادة .!

في حين ظل خلوف الامة فترة طويلة تتهاوى فيها النُّفوس، وتتساقط فيها الضمائر، ويتشبَّث فيها المتشبِّثون بحبائل الدُّنيا المتهاتِّكة ، كان سلف الامة يجتمعون علي ثلاث كلمات ، من اصلح دنياه اصلح الله اخرته ، ومن اصلح سريرته اصلح الله علانيته ، ومن اصلح ما بينه وبين الله اصلح اللله ما بينه وبين الناس .. وهذه كلها دعائم الضمير الحي الذي يصلح صاحبه ويدعو غيره للاصلاح ...!!

الضمير والفطرة : الضمير يوكب الفطرة ، والفطرة تواكب السنة ، والسنة تفسر القراّن ، والقراّن من عند الله ...!! نعم فالمعاني الطيبة التي تنطوي عليها كلمة الضمائر , لا تخرج عما جاء في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وما سوى ذلك لا يلزمنا , وكلنا يقين أن النبي صلى الله عليه و سلم ما ترك خيراً يقرب الأمة من ربها إلا ودلها عليه ، وما ترك شراً يباعد الأمة عن ربها الا امرها باجتنابه ، فجزاه الله خيرا عن الاسلام والمسلمين ، ونحن بدورنا يجب أن نعود لمثل ما كان عليه صلى الله عليه و سلم , وصحابته الكرام , فقد كانو اطهر هذه الام ضمائرا ، و أبرها قلوباً وأعمقها علماً ، وأقلها تكللفا ، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

نحن بحاجة إلى إتقان فنِّ الحوار، وفن الاختلاف، وقبول الرأي الآخر، والتخلِّي عن ازدراء الآخَر، وتَسْفيه الآراء، واتِّخاذ خطوة إيجابيَّة في تقبُّلِها ومناقشتها، أو الاختلاف معها، ولكن في جوٍّ من الأُلْفة والمودَّة والأخوة، كما يقول الإمام الشافعيُّ - رحمه الله -: "رأيي صوابٌ يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يَحْتمل الصواب، وما جادلَني أحَدٌ في مسألة إلاَّ تمنيتُ أن يُظْهِر الله الحقَّ على لسانه، أو على لساني"، وقال احد الصالحين : نتفق فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا البعض فيما ختلفنا فيه ، والاختلاف في الراي لا يفسد للود قضية ..!!

ويقول الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه : من نصب نفسه للناس إماما,فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره,وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه.ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم .

وقال ايضا ناصحااحد اولاده : يا بني ,اجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك,فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك,واكره لغيرك ما تكره لنفسك,ولا تظلم كما لا تحب أن تَُظلم وأحسن كما تحب أن يحسن إليك,واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك,وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك,ولا تقل ما لا تعلم,وان قل ما لا تعلم , ولا تقل ما لا تحب أن يقال لك... هذه لا تنبع الا من ضمير يقظ وثاب حي ..!! وهكذا يجب أن نصنع ضمير سليم، وخُلق قويم، ورؤية واضحة صحيحة تقودنا إلى قيادةٍ ربَّانية ؛ لريادة العالَمين من أُمَّة رسول ربِّ العالمين، رحمة وهداية، وقدوة ورشاد، تنطلق اولا من داخل الضمير .... فاللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك و يذل فيه أهل معصيتك و يؤمر فيه بالمعروف و ينهى فيه عن المنكر.. اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا حبك ، اللهم ارفع مقتك وبغضك وغضبك عنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، اللهم سَدِّدْ خُطانا إليك، شرِّفنا بالعمل لدِينك، ووفِّقنا للجهادِ في سبيلك، وغيِّر حالَنا لمرضاتك، امنحْنا التقوى، واهدْنا السبيل، وارزقنا الإلهامَ والرشاد، اللهمَّ ارزُقْنا الإخلاص في القوْل والعمل، ولا تجعلِ الدنيا أكبر همِّنا، ولا مبلغ عِلْمنا، وصلِّ اللهمَّ على سيدنا محمَّد وعلى أهله وصحْبه وسلِّم، والحمدُ لله ربِّ العالمين.

المصدر