إفطار إخوان الدقهلية.. مأدبة سياسية فكرية وملتقى للقوى الوطنية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إفطار إخوان الدقهلية.. مأدبة سياسية فكرية وملتقى للقوى الوطنية
هلال يلقى كلمة اثناء الحفل.jpg

كتب- أحمد البوسطجي

أقام الإخوان المسلمون ب الدقهلية أمس الثلاثاء حفل إفطارهم السنوي بدعوةٍ من الداعية محمد هلال المحامي عضو مكتب الإرشاد ، ولبَّى الدعوة أكثر من 500 شخصيةٍ من رموز الدقهلية من سياسيين ورؤساء الأحزاب والقوى الوطنية والشعبية ب الدقهلية .

بدأ الحفل بآياتٍ من الذكر الحكيم ثم كلمة د. عبد المنعم عيد - نقيب الأطباء ب الدقهلية - حيث أوضح أن المشاكل التي يحياها مجتمعنا كثيرة، وأن الجميع يراها ولا أحد يستطيع أن يُنكرها إلا أن كل فصيلٍ يصوغها ويُعبِّر عنها بطريقته، متمنيًا أن يكون هذا على سبيل التكامل والاتفاق لا الفرقة والاختلاف.

وتحدث المربي الكبير " محمد هلال "- المحامي عضو مكتب الإرشاد وصاحب الدعوة للإفطار- والتي بدأها شاكرًا نقيب الأطباء والجمع الحضور ومهنئًا بشهر رمضان، وداعيًا الله أن يكون فاتحة خير وبشارة تغيير.

وأوضح أن هذا لن يكون إلا بالتكاتف بين جموع الشعب وأطياف المجتمع، في ظلِّ احتكار السلطة والفساد ومحاصرة كل القوى الحية واعتقال أفرادها ومحاكمتهم.. يعتقد الإخوان المسلمون أنهم لن يستطيعوا وحدهم وقف هذا السيل العرم من الفساد؛ الفساد الذي عبَّر عنه الدكتور زكريا عزمي أنه أصبح "للركب"، "وشهد شاهد من أهلها"، وأكد إيمان الإخوان المسلمين بالتكاتف والمشاركة لكن الحزب الحاكم يغلق كل سبل الإصلاح والوحدة والتغيير، مستعينًا بالأمن والمحاكمات العسكرية وإغلاق الشركات، والتي تفتقد جميعها إلى الحدِّ الأدنى للقانونية.

ثم تناول الأسباب التي دعت الحكومة إلى التصعيد في هذه الفترة ضد الإخوان فقال: لا ندري أي سببٍ لهذه الأفعال إلا أن الإخوان نالوا ثقة الشعب والدليل وجود 88 عضوًا في مجلس الشعب غير 40 حال بينهم وبين خدمة أهليهم التزوير.

ثم تطرَّق إلى قرار حل الجماعة وكلمة "المحظورة"، فقال إن قرار حل الجماعة كان قبل الثورة وأُلغي بقيام الثورة قانونًا ولم يصدر له تجديد حتى الآن، وأنهم حين يتحدثون عن الإخوان كجماعةٍ محظورةٍ فأي محظورةٍ تلك التي حصلت على 2 مليون صوت في الانتخابات البرلمانية رغم كل التضييقات؟.. أي محظورةٍ تلك التي قدَّمت في حرب 48 رجالها.. منهم مَن استشهد والبقية عادوا والأغلال في أيديهم؟

وأكد أن هذا التاريخ يعلمه الكثيرون، وهذه صفحة بيضاء للإخوان لا ينكرها إلا جاحدٌ أو مفترٍ.

ثم بيَّن المصادر التي يستقي منها الإخوان شرعيتهم فقال: إن الإخوان المسلمين يستندون في شرعيتهم إلى الدستور في مادته الثانية، والتي تكفل لنا الشرعية، ف الإسلام كلٌّ لا يتجزأ، وإلى الشعب المصري الذي أعطاها الشرعية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وإلى الـ2 مليون صوت انتخابي على الأقل.

وتساءل: أي قانون هذا الذي يجعل الجماعة محظورة؟؟!! "لسنا حريصين على الحكم ولا أن نحل محل أحد لكننا مدربون ومهيئون أن نكون خُدامًا لهذا الشعب.. ونحن على أهبةِ الاستعداد لنمد أيدينا مع كافة القوى الوطنية لخدمة هذا الشعب".

وحول المحاكمات العسكرية قال: إنها تفتقد الحد الأدنى من القانونية، أُيحاكم المصلحون أم قاتلو الشعب قاتلو السكك الحديدية والعبَّارات والمسرطنات؟؟!!، أقول لهؤلاء الرجال: ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ﴾ (آل عمران: من الآية 139).

ثم ختم حديثه عن تلك النقطة بطلبٍ من الحضور بقوله: "ليس من الصعب ولا الشاق أن نطلب منكم أن تدعوا قبيل الفجر أن يفك الله أسرهم".

وعن التعديلات الدستورية التي طالت 43 مادةً في الدستور قال: إن الدستور المصري أصبح مثالاً لأسوأ دساتير العالم، وإن كانوا قد فصّلوه ليكون على مقاسهم أو مقاس مَن تبعوهم أقول لهم: إن الأمر لله.. ليس بيدكم أن ترسموا مستقبلكم ولا مستقبل أبنائكم، إنَّ الحكمَ بيد الله.. فلا تآمر على حكمه.. اتقوا الله في هذا الشعب، بيع البنوك والمصانع الناجحة والشركات والأراضي، ولا ندري لأي خزائن أودعت؟

وأكد أن المأساة التي يعيشها المصريون مأساةً عربيةً، فليس هناك فرقٌ بين حكام العرب في كون خزائن الدولة هي خزائنهم الخاصة.

وعلى الصعيد الدولي قال إن الأمريكان والصهاينة أشعلوا الحرائق والفتن في الدول الإسلامية، وخصص حديثه عن فلسطين فقال: وتتجلى نيرانهم وفتنهم في فلسطين الحبيبة، وقال إن حكومة هنية ربما اقترفت بعض الأخطاء، ولا ننكر ذلك لأننا نتكلم بحياديةٍ وشفافيةٍ حتى ولو على أنفسنا، صبروا على السرقات والفساد والجاسوسية حتى إن الشعب ضاق ذرعًا من أفعال تلك الفئات المستبدة الظالمة، فتدخلت القوة التنفيذية لخلاص الشعب من فسادهم، وقال بأن الوقت ليس وقت تفصيل.

ومن حزب الكرامة تحدَّث إبراهيم صالح مخاطبًا الإخوان المسلمين قائلاً: "في البداية أنتم جماعة محظورة، وليس أنتم فحسب.. بل الشعب المصري كله صار محظورًا".

وأضاف: إن الإسلام منحنا الحرية ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾.. إلا أن العصابةَ التي تحكمنا تهب الحرية لمَن تشاء.. الحرية لمَن يركعون للأمريكان و"لإسرائيل"، لمَن يسرقون وينهبون، "هم أسود علينا نعاج أمام الغرب"، ثم طالب بمحاكمة هؤلاء قائلاً: إن كنا لا نستطيع محاكمة هؤلاء فنستطيع أن نقيم لهم محاكمة شعبية عبر نقابة المحامين ونادي القضاة وغيرهما.

وعبَّر عن عجز النظام عن حلِّ مشاكل الشعب بقوله: "نظام عجز أن يُقدِّم كوب ماءٍ نظيفٍ فهل يستطيع أن يحل مشكلة البطالة والفساد؟؟!

وتطرق الحاج طلعت الشناوي في كلمته عن فكرة حزب الإخوان ، وقال: لقد كثُر الكلام في هذه الأيام عن دور الأحزاب في المجتمع وعلاقة الأحزاب الإسلامية على وجه الخصوص بالجماعات التي انبثقت عنها وخرجت لتُعبِّر عن منهاجها ومرجعياتها، والجماعة ليس لديها مانع من قيام حزبٍ يُمثِّل جناحًا من أنشطة الجماعة المتعددة، ولكن هذا الحزب لا يقتصر على الصراع على السلطة التنفيذية في المقام الأول وإنما الأولوية الأولى له أن يكون الوعاء الذي يحمل الدعوة في مجالات العمل العام المختلفة سعيًا نحو تكوين الأمة صاحبة الرسالة.

وتوالت بعد ذلك كلمات رؤساء الأحزاب والقوى السياسية التي لبَّت دعوة الإفطار، فتحدث كل من: طلعت مأمون ممثلاً عن اللجنة الشعبية لمناصرة فلسطين ، وسمير سعد أمين حزب الأحرار، ود. أمين الدكروري عن حزب العمل، ومحمود فودة أمين حزب التجمع، ومحمود جبر أمين الحزب الناصري، ويسري جمال عن حزب الوفد، ومصطفى خليل عن حركة كفاية، وخالد حماد عن حزب الجبهة الديمقراطي، كما ألقت كلمة المرأة الدكتورة كوثر كامل.

المصدر