اعرف مهمتك ... وارفع همتك
بقلم : الحاج فؤاد الهجرسى
( نزل هذا القران الكريم على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لينشىء به أمة ، وليقيم به دولة ، ولينظم به ضمائر وأخلاقا وعقولا ، وليربط ذلك كله برباط قوى واحد ، يجمع متفرقه ، ويؤلف أجزاؤه ، ويشدها كلها إلى مصير واحد ، وإلى سلطان واحد ، وإلى جهة واحدة ..... وذلك هو الدين ، كما هو فى حقيقته عند الله ، وكما عرفه المسلمون " الظلال "
هذه هى مقولة الحق .. فماذا بعد
لا أملك إلا أن أقول : وقد استجمع الباطل كل قواه ، وأمسك بالخناق يلفه حول رقابنا ...
وأتساءل : هل وصلنا إلى المستحيل ...؟ والجواب فيما يلى (إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )
· قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (المائدة 105)
· ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ) احفظوها من ملابسات المعاصى والإصرار على الذنوب ، والزموا إصلاحها وهو جهاد النفس .
· ( لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) قال الزمخشرى : كان المسلمون تذهب أنفسهم حسرة على الكفرة يتمنون دخولهم فى الإسلام ، فقيل لهم عليكم أنفسكم بإصلاحها ، والمشى بها فى طرق الهدى ، فلن يضركم ضلالهم عن دينكم إذا كنتم مهتدين ، قال تعالى لنبيه ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات )
وقال أبو السعود : ولا يتوهمن أن هذه الآية رخصة فى ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، فإن من جملة الاهتداء أن ينكر المنكر . وفى الحديث : ( من رأى منكم منكرا فليغيره .. )
وقد روى أن الصديق أبا بكر قال يوما على المنبر : ( أيها الناس : إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها فى غير موضعها وإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( أن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه ، عمهم الله بعذاب )
· (إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) قال البيضاوى : هذا وعد ووعيد للفريقين وتنبيه على أن أحدا لا يؤاخذ بذنب غيره .
قال أبو أميه الشعبانى : أتيت أبا ثعلبه الخشنى فقلت يا أبا ثعلبه : كيف تصنع فى هذه الآية ؟ قال أية آية ؟ قلت قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) قال : أما والله لقد سألت عنها خبيرا ، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( بل تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ، فإذا رأيت شحا مطاعا ، وهوى متبعا ، ودنيا مؤثرة ، وإعجاب كل ذى رأى برأيه ، فعليك بخاصة نفسك ، ودع عنك أمر العوام ، فإن من ورائكم أيام الصبر الصابر فيه مثل القابض على الجمر للعامل فى هذا الزمان أجر خمسين رجلا ) وزادنى عقبه بن حكيم قيل يا رسول الله أجر خمسين رجلا منا أو منهم ؟ قال ( بل خمسين رجلا منكم )
أقول : ومن يعزم عن أن يوزن عمله يوم القيامة خمسين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فسابقوا واستبقوا أيها المؤمنون فى جنة الله .. فلعل كلمة تخرج من فمك أو وقفة تقفها تعزز بها إخوانك الذين يسيرون أمامك فى طريق الحق وأنت لهم ناصر ومؤيد واعمل بمضمون هذا الحديث الشريف ( الجهاد ماض منذ بعثنى الله الى يوم القيامة لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل )
المصدر
- مقال:الحاج فؤاد الهجرسى يكتب : اعرف مهمتك ... وارفع همتك موقع: إخوان الدقهلية