الأستاذ محب الدين الخطيب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأستاذ محب الدين الخطيب


ولد بدمشق عام 1886م، وكان والده عالمًا دينيًّا يدرس فى أحد المساجد، كما كان يعمل أمينًا لدار الكتب الظاهرية، فنشأ فى بيئة محافظة وتعلم القراءة والكتابة وحفظ كتاب الله، سافر إلى مصر حيث عمل فى جريدة "المؤيد"، كما عمل مترجمًا ومحررًا بجريدة "الأهرام" فترة قصيرة، أصدر مجلة الفتح وجعلها منبرًا للدفاع عن الإسلام والمسلمين ثم أصبح رئيسًا لمجلة الأزهر.

كتب تحت عنوان (حديث عن البنا) يقول:

بعد بضعة أشهر من تأسيس جمعية (الشبان المسلمين) وفى نفس الغرفة التى ولدت فيها تلك الجمعية، سعدت بلقاء بضعة رجال كان المتكلم فيهم يحمل قلبًا لا كالقلوب، ونفسًا لعلها هى التى تهيبتُ لأجلها التحدث إلى الناس بهذه الذكريات بعد مرور أكثر من عشرين عامًا عليها.

إن الأستاذ حسن البنا أمة وحده، وقوة كنت أنشدها فى نفس مؤمن فلم أجدها إلا يوم عرفته فى تلك الغرفة المتواضعة من دار المطبعة السلفية عام 1346هـ، وكنت (ابن صنعة) يوم اكتشفت بينى وبين نفسى حاجة الإسلام إلى هذا الداعية القوى، الصابر المثابر، الذى يعطى الدعوة من ذات نفسه ما هى فى حاجة إليه من قوة ومرونة ولين وجلد وصبر وثبات إلى النهاية، وكان أول ما نشرته له - ولعل ذلك أول شىء نشره - هو مقالة (الدعوة إلى الله) فى خاتمة السنة الثانية من الفتح (25ذى الحجة 1346هـ) ثم مقالته: (على من تجب الدعوة) فى عدد (17محرم 1347هـ) من الفتح.

ثم رجوته أن يحاضر فى (الشبان المسلمين) فى دارهم الأولى التى كانت بشارع مجلس النواب، فملأ قلوبهم من قلبه ما شاء الله له من توفيق، وفى خلال ذلك كانت نواة (الإخوان المسلمين) قد غرست فى الأرض الصالحة، وبينما كانت الجمعيات الإسلامية الأخرى تتحول بالتدريج إلى أندية رياضية، كانت هذه النواة تبشر بأنها هى الأمل الذى كان يرجوه شيوخ الملة: أحمد تيمور، وأبو بكر يحيى، وعبد الرحمن قراعة وأضرابهم، يوم اجتمعوا فى دار المطبعة السلفية بشارع (خيرت) يقلبون وجوه الرأى فى السلاح الذى يقاتلون به موجة الإلحاد، والتى تحولت بأحداث أنقرة من موجة ماء يهدد بالغرق إلى موجة بترول وبنزين تهدد بالنار تلتهم الأخضر واليابس.

وأذكر أننا كنا نعجب كيف يكون للمعانى التافهة فى السياسة المحلية أحزاب يهب لها الشباب قلوبهم وحماستهم فى ذلك الحين، ولا يكون للإسلام - وهو المعنى الأشمل لكل سياسة سامية – حزب يواليه ويؤيده ويغضب له ويرضى لأجله، وكثيرًا ما أفكر فى هذا الجيش اللجب من الإخوان المسلمين ومالهم من مئات الشُّعب، وكيف استطاع رجل واحد أن يحقق ذلك بعد أن كان أملا بعيدًا لكل غيور على الإسلام، فأعود وأقول: (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ).


المرجع: أنور الجندى – "حسن البنا الداعية الإمام والمجدد الشهيد" صـ338 : 340.