الإخوان يجدِّدون المطالبة بمواجهة المشروع الصهيوني

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان يجدِّدون المطالبة بمواجهة المشروع الصهيوني
الصهاينة هجروا الاف الفلسطينين عن بيوتهم عام 48.jpg

كتب- إسلام توفيق:

جدَّدت جماعة الإخوان المسلمين المطالبةَ بالتصدِّي لمشروع الذلَّة والخراب الصهيوني، مؤكدةً أن ذلك لا يكون إلا بمشروع عربي إسلامي، يرفض مبادرات تسوُّل السلام المطروحة منذ ضم، ويرفض إجراءات التطبيع مع الكيان الصهيوني ، ويُعيد النظر في اتفاقات السلام والعلاقات الدبلوماسية معه، كما يرفض المفاوضات العبثية بين الصهاينة والفلسطينيين التي هي أشبه بالمفاوضات بين الحمل وقطيع الذئاب.

وقالت الجماعة- في بيانٍ لها اليوم بمناسبة الذكرى الـ62 للنكبة الفلسطينية- إن هذا المشروع لا بد أن يرفض استفراد الكيان بكل دولة عربية على حدتِها، ويرفض الإقرار باغتصاب فلسطين وطرد أهلها وتهويدها وتهويد القدس ، ويحشد الرأي العام المصري والعربي والإسلامي والعالمي لنصرة الحق الكامل للفلسطينيين ويلاحق مجرمي الحرب ومرتكبي الجرائم ضد الإنسانية من زعماء الصهاينة.

كما دعت إلى أن يأخذ هذا المشروع بأسباب القوة السياسية؛ بتحرير الشعوب من الاستبداد والإدارة من الفساد، ويبني الرجال على الإيمان والمبادئ، ويسعى لتفعيلٍ جادٍّ لجامعة الدول العربية، وللدول الإسلامية في المنطقة على الأقل، وأسباب القوة الاقتصادية بالتكامل بين هذه الدول، والبحث العلمي والاهتمام بالتصنيع والتنمية، ودعم المقاومة بكل أشكالها، وكسر الحصار عن قطاع غزة والسعي لتحقيق المصالحة العادلة بين الفلسطينيين.

وأضاف البيان: "كان حريًّا بمسئولينا ومثقفينا والناشطين منا في كل المجالات ومن كل الأطياف أن يتدارسوا أسباب هذه النكبة وتداعياتها ونتائجها وطبيعة العدو وأطماعه، وكيفية التصدِّي له ومقاومته، خصوصًا أن النكبة التي وقعت سنة 1948 م لا تزال مستمرةً، بل تتمدَّد يومًا بعد يوم".

وأشار إلى أن احتلال الصهاينة ل فلسطين ليس مثل الاحتلال الغربي لمعظم بلاد العالم الإسلامي في القرنين التاسع عشر والعشرين، الذي انتهى ورحَل، ولكنه احتلالٌ "استيطانيٌّ" عنصريٌّ إرهابيٌّ توسعيٌّ، تحدوه عقيدة، وتحمله مزاعم تاريخية، ومن ثم فهو يسعى للاستيلاء الدائم على الأرض وتفريغها من أهلها بالإرهاب والقتل، والتهجير والطرد، وتدمير القرى والمزارع، وإحلال يهود العالم محلَّ الفلسطينيين.

ودلَّلت الجماعة بالقول: "رغم إعلانهم قيام دولتهم سنة 1948 م فإنهم لم يحدِّدوا لها حدودًا حتى الآن؛ وذلك لأنهم يسعون لتحقيق حلمهم بإقامة دولتهم الكبرى من النيل إلى الفرات، ويسعون لتدمير المسجد الأقصى لإقامة هيكلهم تنفيذًا لما قاله بن جوريون: "لا معنى لإسرائيل بدون القدس ، ولا معنى للقدس بدون الهيكل"، ويسعون للهيمنة على المنطقة والسيطرة على ثرواتها ومقدَّراتها واستعباد أهلها، فهو مشروعٌ استعماريٌّ متكاملٌ يستند إلى أساس ديني".

وأضاف: "إنه منذ وطئت أقدامهم أرضنا لم تعرف المنطقة أمنًا ولا استقرارًا ولا تنميةً ولا سلامًا، وإنما هي الحروب بويلاتها سنة 48،56، 67، 82، 2006 م، وأخيرًا وليس آخرًا العدوان على غزة 2009 م.. هذه الويلات التي تمثلت في التدمير والخراب والقتل وإراقة الدماء وإهدار الأموال والتخلُّف والاحتلال".

وعدَّدت الجماعة في بيانها عددًا من المجازر والمخططات الصهيونية بحق الفلسطينيين، مثل دير ياسين، وقبية، وكفر قاسم، وخان يونس، وغيرها كثير.. التي قَتلوا فيها الشيوخ والأطفال، وبقروا بطون الحوامل، وهدَّموا المنازل على ساكنيها، والتي تكرَّرت في قانا وبيروت وصابرا وشاتيلا في لبنان، وبحر البقر في مصر، وقتل أسرانا في حرب 56، 67، ودفن بعضهم أحياء، والتهديد بضرب السدِّ العالي بالقنبلة الذرية، والتآمر على حصتنا في مياه النيل، وإطلاق فرق التجسُّس على أسرارنا العسكرية والاقتصادية، والسعي لفصل جنوب السودان عن شماله، وإثارة الفتنة في دارفور لتمزيق الدول العربية، وتحريض السلطة الفلسطينية على منظمة حماس، والحصار الخانق ل قطاع غزة ؛ بغية تركيع الفلسطينيين ودفن القضية، إضافةً إلى دورهم التحريضي لتدمير العراق واحتلاله وتمزيقه بإثارة النعرات الطائفية، ونشر الدمار والخراب بين ربوعه، ويسعون لتكرار الأمر مع إيران، إضافةً إلى التهديد بالإفناء المتمثل في ترسانة الأسلحة النووية الضخمة المعلَّقة فوق رؤوسنا.. كل هذا يقطع بأن هؤلاء القوم ليسوا بشرًا طبيعيين، ولكنهم وحوش متعطشة للدماء، يتطلَّعون إلى الاستيلاء على ما في أيدينا والأرض التي تحت أقدامنا.

واختتم البيان: "هذه الجرائم اللا إنسانية لا تستحق منا إلا الإدانة والاستنكار، ومن ثمَّ فإن تهنئتهم بذلك إنما تضفي شرعيةً على هذه الجرائم، إضافةً إلى أنها تصدم مشاعر كلِّ العرب والمسلمين، إضافةً إلى ملايين الضحايا الفلسطينيين".

المصدر