الإخوان يحتسبون الحاج عبد الحي سليمان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان يحتسبون الحاج عبد الحي سليمان

كتب- هاشم أمين

فقدت الدعوة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين مساء الثلاثاء 25/1/2006م أحد رجال الرعيل الأول للجماعة؛ وهو الحاج عبد الحي إبراهيم سليمان عن عمرٍ يُناهز السابعة والسبعين.

وقد وُلِد سليمان سنة 1929م بقرية شبرا خلفون بشبين الكوم بمحافظة المنوفية وسط الدلتا بجمهورية مصر العربية عن أسرة تتكون من ثمانية إخوة 4 ذكور و4 إناث، وكان والده رحمه الله يعمل بمهنة الزراعة.

وقد استقرَّ في منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة، وهناك تردد على شعبة الإخوان المسلمين حتى التحق بإحدى شعب الإخوان بمنطقة العصارة بإمبابة.

ثم تطوَّع في كتائب الإخوان المسلمين إبان حرب 1948م إلا أنه نتيجة لأسباب "ما" لم يلتحق بكتائب المجاهدين، وقد التحق رحمه الله بالتنظيمِ الخاص للإخوان المسلمين بعد ذلك.

وقد أُلقي القبض عليه في محنةِ الإخوان سنة 1954م وأُرسل إلى السجن الحربي الذي لاقى فيه أشد أنواع التعذيب والتنكيل، ولكنه ظلَّ صابرًا محتسبًا ذلك عند الله، وما زالت آثار التعذيب باقية بجسده حتى الآن.

وقد حُكِم عليه- رحمه الله- خلال هذه المحنة بعشر سنوات أشغال شاقة قضاها ما بين السجن الحربي وليمان طرة وسجن الواحات.

ثم خرج بعد قضاء العشر سنوات وأُعيد اعتقاله ثانية في محنة 1965م وخرج في إبريل سنة 1970م.

وظل رحمه الله خلال مدة سجنه يتنقل بين سجون مصر كسجن قنا وسجن أبي زعبل، وبعد أن خرج من السجن ظل مطاردًا من قِبل قوات الأمن لمدة خمس سنوات، وتمَّ حرمانه من وظيفته بمطابع الهيئة الأميرية وإغرائه بالعودة إلى وظيفته مقابل تركه للإخوان المسلمين، لكنه رحمه الله آثر دعوته على كل شيء فعاد بعد سنوات إلى وظيفته.

وقد تزوَّج رحمه الله سنة 1975م ورُزق بثلاث بنات وولدَين، وقد تُوفي الولدان رحمهما الله. وتعرَّض سليمان- رحمه الله- لجلطة بالقلب منذ خمسة عشر عامًا، كما كان يُعاني من السكر والمرارة، وقد أُجريت له عملية جراحية في الصيف الماضي؛ مما أثَّر على عضلةِ القلب وحركته، وكان سببًا في الوفاة.

ورغم مرضه الشديد ومعاناته كان رحمه الله لا يتأخر عن دعوته ولا عن حضور لقاءاته، وكان يجوب محافظات مصر للقاء الإخوان.

وقد أدَّى صلاة الجنازة عليه د. محمود عزت- عضو مكتب الإرشاد بالجماعة- وحضر تشييع الجنازة د. عصام العريان والحاج علي نويتو والحاج محمد نجيب والأستاذ سيد نزيلي مسئول الإخوان بالجيزة ولفيفٌ من شباب الإخوان، وقد دُفن رحمه الله بالبساتين.

وقد ألقى سيد نزيلي كلمةً على قبره أكد فيها أنَّ الموتَ حقيقةٌ مؤكدة لا مفرَّ منها ولا بد أن نعمل لها ونُعدَّ لها من الآن. وأشاد نزيلي في كلمته بتاريخ فقيد الإخوان وجهاده عبر عمره المديد المبارك وصبره على الابتلاءِ والتعذيب الذي تعرَّض له في سجون عبد الناصر.

وأضاف نزيلي أن فقيد الدعوة أشبع الشبابَ في كل مكانٍ في مصر محاضرات عن تاريخ الإخوان وعن محنتهم وما تعرَّضوا له من تضييقٍ ومحن.

وقد عُرِف رحمه الله بصلابته في الحقِّ فكان لا يخشى في الله لومة لائم، وعُرِف عنه صموده في وجه المحن والشدائد، والتناصح داخل الصف بكل ما يملك؛ حرصًا على دعوته بكل حب واحترام، وهذه لم تكن صفة فيه وحده بل هي صفة مشتركة بين كل أبناء جيله.

رحم الله الفقيدَ وأسكنه فسيح جناته، وتقبَّل منه جهادَه وعمله، وألهم أهله وإخوانه الصبرَ والثبات، وإنا لله وإنا إليه راجعون.