الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البهي الخولي»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
 
(١٤ مراجعة متوسطة بواسطة ٤ مستخدمين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
<center>'''الداعية المجاهد البهي الخولي'''</center>
'''<center><font color="blue"><font size=5> البهي الخولي .. المربي والداعية </font></font></center>'''


*'''بقلم / المستشار [[عبدالله العقيل]]'''
*'''بقلم: السيد شعيب'''


== مقدمة ==
[[ملف:البهي-الخولي.jpg|تصغير|<center>الأستاذ [[البهي الخولي]]</center>]]
جعل الله تعالى التزكية والتربية من مهام الأنبياء والمرسلين، فقال تعالى في شأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: '''(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (2))''' (الجمعة)، فقد بيَّن الله تعالى أنه أرسل رسوله ليكون مربيًا ومعلمًا للأمة، فضلاً عن مهمة التبليغ والوعظ والإرشاد.


== معرفتي به ==
ولقد سار الربانيون من الدعاة والعلماء والمصلحين الذين يئول إليهم ميراث النبوة العظيمة والربانية الغالية على هذا الدرب، فأخذوا على عاتقهم مهمة إرشاد الناس، وتزكية نفوسهم، وتطهير أرواحهم.
[[ملف:الداعية-المجاهد-البهي-الخولي.jpg|تصغير|<center>'''الأستاذ [[البهي الخولي]]'''</center>]]
ولقد زخرت دعوة [[الإخوان المسلمين]] بالعديد من الدعاة والمربين الذين سلكوا هذا الدرب الجليل، وتركوا بصمات واضحة على الجيل المسلم المعاصر.
حين أكرمني الله بالتوجه إلى [[مصر]] للدراسة بكلية الشريعة سعدت برفقة إخوة كرام قَلّ أن يجود الزمان بمثلهم، ومنهم الأخ الدكتور [[يوسف القرضاوي]]، والأخ [[أحمد العسال]]، والأخ [[محمد الصفطاوي]]، والأخ [[محمد الدمرداش]]، وغيرهم من صفوة الشباب المسلم الأزهري، ومن خلال هؤلاء عرفتُ الأستاذ الكبير البهي الخولي الذي كان يتولى توجيههم بالدروس والمحاضرات، وبخاصة دروس الفجر، حيث كان يطلق على هذه المجموعة من الطلاب '''«كتيبة الذبيح»''' وقد أهداني الأخ العسّال الكتاب القيم للأستاذ الخولي وهو '''«تذكرة الدعاة»''' فقرأته بتأمل، ووجدت فيه من العلم الغزير والزاد الوفير ما يحتاجه كل داعية إلى الله، فهو كتاب قيم لا يستغني عنه الداعية والموجه، والخطيب، والمدرس، والواعظ، والمرشد.


وقد قال عنه الإمام الشهيد [[حسن البنا]] في تقديمه: '''«طالعت هذه التوجيهات، بل المحاضرات في أساليب الدعوة وتكوين الدعاة، فأعجبت بها وهششت لها، وشممت فيها بوارق الإخلاص والتوفيق إن شاء الله، ودعوت الله تبارك وتعالى أن يجعلها نافعة لعباده، موجهة لقلوب الناطقين بكلمته، والهاتفين بدعوته، وليس ذلك غريباً على كاتبها وملقيها الأخ الداعية المجاهد الأستاذ البهي الخولي، فهو بحمد الله صافي الذهن، دقيق الفهم، مشرق النفس، قوي الإيمان، عميق اليقين، أحسن الله مثوبته، وأجزل مكافأته، وبوأنا وإياه منازل من أحب من عباده فرضي عنهم ورضوا عنه»!'''. اهـ.
من هؤلاء الأستاذ البهي الخولي، ذلك الداعية والمربي الذي ذاع صيته، ولمع نجمه في مجال الدعوة والتربية، بل وأصبحت بعض كتبه ومؤلفاته من المقررات الثقافية في دعوة [[الإخوان المسلمين]]، من ذلك '''"تذكرة الدعاة"''' و'''"أصول الوعظ"''' و'''"مفتاح السنة"'''.


'''وعن هذا الكتاب القيم أقتبس لك فقرات مما قاله مؤلفنا وأستاذنا البهي الخولي ـ رحمه الله ـ:''' «واعلم يا أخي أن كل إنسان كائناً من كان ينطوي على مناجم إلهية من العبقريات العظيمة وإمداد من العزائم والهمم، وكنوز من الفضائل التي تنضر وجه الحياة، وتزدان بها الإنسانية، ولا سبيل إلى إثارة هذه المناجم النفيسة، إلا أن تثيرها باسم الله العلي الكبير، فاسم الله وحده هو مفتاح هذه الكنوز الربانية المغلقة، ولا يضع الله هذا المفتاح إلا في يد العبد الرباني الذي يتخلق بصفات الربانية الفاضلة، يجاهد نفسه حق المجاهدة ويقمع هواه في غير هوادة، فيفضي ذلك إلى ما شاء الله من بطولة وتوفيق: '''{وَالَّذِين جاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وإِنَّ الله لَمَعَ الْمُحْسِنين}''' [العنكبوت: 69].
== مولده ونشأته ==


'''وأنت واجد تفسير ذلك كله بصورة عملية واقعية في تاريخ الغر الميامين الذين خرّجهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)'''، وصاغهم بعين الله أبطالاً، فتحوا أقطار الأرض، لأنهم فتحوا قبل ذلك أقطار النفوس، وأضاؤوا الدنيا بنور الحق، لأنهم أطلعوا شموسه قبل ذلك في حنايا الصدور. وأسعدوا البلاد بنعمة العدل والحرية والإيثار، لأنهم بثقوا ينابيعها قبل في خفايا القلوب، وانبعثوا إلى تخليد الباقيات الصالحات من الأعمال والأخلاق والمبادئ، فأتوا من ضروب البطولات النفسية والمادية ما يدهش الألباب، ويعجز الأبطال، ويشبه الأساطير» اهـ.  
ولد الشيخ البهي نجا إبراهيم الخولي عام 1317هـ [[1901]]م بقرية القرشية مركز السنطة محافظة [[الغربية]]، نشأ في أسرة متدينة، وكان والده من ذوي النعمة واليسار.


تدرج الأستاذ البهي في مراحل التعليم من كتاب القرية؛ حيث حفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والحساب إلى أن بلغ دور الصبا، فدفع به والده إلى المعهد الأحمدي بطنطا، ومنه التحق بدار العلوم في [[القاهرة]]، وفيها تفتحت مداركه ونضجت مواهبه وتحدد هدفه.


'''وقد كتب المرحوم [[محمد الغزالي]] مقالاً تعريفياً بكتاب (تذكرة الدعاة) فقال رحمه الله:''' «في هذا الكتاب إيمان عميق صادق، وتصوف ناضج مهذب، وثقافة شرعية واسعة، وتحليل منسق للآيات والآثار، قد يدق، وقد يتضح، غير أنه لا يخلو قط من صيغة الإخلاص والحب والحرص الشديد على نفع القارئ وتسديد خطاه إلى الغاية السامية المرسومة له.. ولقد وددت مخلصاً لو أن إخواننا الوعاظ والأئمة والدعاة إلى الله طالعوا هذا الكتاب فهو ذخيرة كريمة يجدر اقتناؤها، وينبغي ألا تخلو مكتبات [[الإخوان]] منها»(1) اهـ.
'''درس الأستاذ البهي على نخبة من علماء الدين أمثال:''' محمد عبد المطلب، و[[عبد الوهاب النجار]]، و[[طنطاوي جوهري]]، والشيخ أحمد إبراهيم، وقد كان الشيخ البهي شغوفًا بكتب العلامة ابن قيم الجوزية متجهًا اتجاهه في تزكية النفس وتهذيب الأخلاق وفهم الدين.


ثم سعدتُ بالجلوس إليه وهو يلقي دروسه على صفوة من [[الإخوان]]، المراد إعدادهم ليكونوا نماذج صادقة للدعاة من حيث الكفاءة العلمية، والتربية الخلقية، والطبيعة التنفيذية، والحركة الدعوية، وكان حديثه في غاية العمق، يغوص على المعاني غوصاً، ويستخرج اللآلئ المكنونة من كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، ويعرضها بأسلوب شيق وروح شفافة، وقلب حي مليء بمحبة الله ورسوله، غيور على الإسلام وأهله، حريص على إنقاذ الأمة من الضياع الذي تعيش فيه نتيجة تسلط الأعداء الذين صرفوا الناس عن [[الإسلام]] وحاربوا كل مظاهره ومشاعره.
عين بعد تخرجه من دار العلوم مدرسًا في المعاهد الأزهرية ب[[طنطا]]، ثم انتقل إلى [[أسيوط]]، ثم إلى [[القاهرة]]، ثم عاد إلى [[طنطا]].


والأستاذ البهي الخولي ذو طبيعة صافية تغلب عليه النزعة الصوفية الملتزمة البعيدة عن خرافات التصوف وأدعيائه لأنه منضبط بضوابط الكتاب والسُّنَّة، متبع لمنهج السلف الصالح من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون '''{الذين آمنوا وكانوا يتقون}''' [يونس:63].
==مع [[الإخوان]]==


'''وكان محباً للإمام الشهيد [[حسن البنا]] متأثراً به وبمنهجه، يراه القدوة الصالحة في زمانه، والنموذج الفريد للقادة والزعماء الذين أخلصوا دينهم لله، ووهبوا حياتهم [[الجهاد|للجهاد]] في سبيله.'''
عرف الأستاذ البهي [[الإخوان]] من خلال مصادقته للإمام [[البنا]] في المرحلة التعليمية الجامعية؛ حيث تزامل مع فضيلة [[المرشد العام]] [[الإمام الشهيد]] [[حسن البنا]] في الدراسة بكلية دار العلوم، وتحولت هذه الزمالة إلى صداقة وإخوة، أتت ثمارها الطيبة في ظهور الدعوة الإسلامية وانتشارها.


'''وظللت أحرص على دروس أستاذنا البهي الخولي في الكتائب والرحلات والمعسكرات والمخيّمات'''، شأني شأن معظم شباب الجامعات الذين استهوتهم الحركة الإسلامية المعاصرة بجهودها وجهادها، وكفاحها ونضالها ضد الاستعمار الصهيوني، حيث هبّ شباب [[الإسلام]] لمنازلة اليهود في [[:تصنيف:الإخوان في فلسطين|فلسطين]]، والإنجليز في قناة السويس، وأصابوا الأعداء وهزموهم، ولقي الله منهم شهداء كثيرون على أرض [[:تصنيف:الإخوان في فلسطين|فلسطين]]وعلى ضفاف القناة [[مصر|بمصر]].
أخذ الأستاذ البهي مكانه في صفوف [[الإخوان]] منذ وقت مبكر للجماعة، وأصبح أحد أعضاء [[مكتب الإرشاد]] العام وعضو الهيئة التأسيسية للجماعة.


ولولا المؤامرات الدولية الكبرى والخيانات العميلة في الداخل، لما سقطت [[:تصنيف:الإخوان في فلسطين|فلسطين]] بأيدي شراذم اليهود، ولما ضُرِب [[الإسلام]] في عقر داره، وحُورب الدعاة في كل مكان.
كما كان أحد كتاب الدعوة والتربية في [[الإخوان|الجماعة]]، وقد أسندت إليه الكتابة في مجلات [[الإخوان]] وصحفهم، وقام أيضًا بإلقاء الخطب والمحاضرات في الكتائب والمعسكرات في مختلف شعب [[الإخوان|الجماعة]].


إن الدروس الروحية التي كان يلقيها الأستاذ البهي الخولي على الشباب تربطهم بالدار الآخرة وتزين لهم العمل الصالح لمرضاة الله، وتهوِّن في أعينهم زخارف الدنيا ومتاعها، وتأخذهم بالجد والسعي الدؤوب للنهوض بالأمة الإسلامية من كبوتها وإيقاظها من سباتها، وإحياء الروح الجهادية في نفوس أبنائها.
'''ولقد بلغ حب الأستاذ البهي للإمام [[البنا]] وتأثره بفكره وعبقريته حد التصريح بذلك في كتابه "تذكرة الدعاة"، يقول الأستاذ البهي في مقدمة توجيهاته:''' إني أقر أن هذا الكتاب ليس كتابًا يعرض للخطبة فيستوعب قواعدها العلمية، ويستقصي أصولها الفنية، ويبني على تلك القواعد ما يريده العلم، ويفرع من تلك الأصول ما يوحي به الفن، ويجد فيه الراغبون ما يشبع رغبتهم، ويمتع عقولهم وقلوبهم، ولكنها أحاديث لم أرجع فيها إلى كتاب مما دوِّن في الخطابة وأصول الوعظ، إنما هي نظرات في كتاب الله عزَّ وجلَّ وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتجارب خاصة عرضت لي في ميدان دعوتنا العظيمة، ولفتات قبست فيها من عبقرية أستاذنا المرشد رحمه الله، عبقريته الروحية والعقلية، فاقرأها يا أخي على هذا إن أردت قراءتها.


'''وكان البهي الخولي ـ رحمه الله ـ بعد الانقلاب العسكري [[مصر|بمصر]] عام [[1952م]] يؤثر الملاينة والمهادنة مع ذوي السلطان'''، وينادي بعدم الصدام معهم والصبر على عوجهم وانحرافهم اتقاء الفتنة وخشية المحنة التي قد لا يصبر عليها الضعاف، ممن لم يتربوا التربية الإيمانية الجهادية، وقد استغل أعوان الطاغوت في [[مصر]] هذه الطيبة عند الأستاذ البهي الخولي وحاولوا الاستفادة منها في تفريق صف الجماعة المسلمة، ولكنهم لم يفلحوا رغم إيفادهم له في بعثة الحج المصرية الرسمية، حيث لقيته بمكة المكرمة وحذرته من مغبة ما يفعله هؤلاء القوم، وكنت معه قاسياً، مما ترك أثراً في نفسه دعاه للشكوى مني لبعض إخواننا [[مصر|بمصر]] حين عودته من موسم الحج عام 1375هـ  [[1955م]].
==مشواره الدعوي==


'''وقال:''' كيف يخاطبني أحد تلامذتي بهذا الأسلوب؟! ثم دارت الأيام دورتها وجاءت هزيمة الفرعون [[1967م]] أمام العجوز الحيزبون '''«جولدا مائير»''' وسقطت أسطورة البطل الظافر الذي سيقذف [[الكيان الصهيوني]] في البحر.
عاش الأستاذ البهي حياته داعية ومربيًّا ومجاهدًا في سبيل الله تعالى، تارة بالوعظ والإرشاد، وتارة بالتأليف والتربية في الكتائب والمعسكرات.


'''ثم وفق الله بـعد ذلك لدعوة الأستـاذ البهـي الخولي إلى الموسم الثقافي في [[:تصنيف:الإخوان في الكويت|الكويت]]،''' حيث أحسـن وأجاد في محاضراته العامـة، كما كان له درس خاص في ندوتنا الأسبوعية مساء الجمعة، أفاض فيه بصدق وصراحة، وصفاء وشفافية، ودقة وعمق، وحلّق بنا في أجواء روحانية عالية، أخذت بمجامع القلوب، وأذرفت منا الدموع، وأثارت كوامن النفوس، حتى قال أحد الحاضرين '''(وهو محمد الحانوتي)''' بصوت عالٍ معلقاً على الدرس: '''«هذا فصل جديد يضاف إلى تذكرة الدعاة».'''
سجن في [[ديسمبر]] سنة [[1948]]م في معتقل الطور [[مصر]]، وكان مسئولاً عن [[الإخوان المسلمين]] في السجن، ولكنه استدعي إلى [[القاهرة]]؛ حيث وجه إليه اتهام في قضية تتعلق ب[[النظام الخاص]].


وبعد هذه الزيارة مباشرة أرسل أستاذنا البهي الخولي رسالة للشيخ [[يوسف القرضاوي]] في [[:تصنيف:الإخوان في قطر|قطر]] يُثني على تلميذه العقيل الذي رضي عنه كل الرضا، ويذكر للشيخ القرضاوي ما كان من العقيل من حسن استقبال، وحسن معاملة، وقد حاولت العثور على الرسالة، لعل الله ييسر ذلك في طبعة قادمة للكتاب (إن شاء الله).
خرج من السجن وانتخب عضوًا في [[مكتب الإرشاد]] الذي أعيد تشكيله في [[1951]]م أيام الأستاذ [[حسن الهضيبي]]، وهو المكتب الذي قابل محنة [[الإخوان]] مع [[جمال عبد الناصر]]، وأدخل معظم أعضائه السجون والمعتقلات، وحكم على بعضهم بالإعدام، وبعضهم بالسجن المؤبد، وبعضهم بسنوات طويلة!.


'''وللبهي الخولي بالإضافة إلى كتاب (تذكرة الدعاة) بعض المؤلفات منها: كتاب ([[الإسلام]] لا شيوعية ولا رأسمالية)، وكتاب ([[الإسلام]] وقضايا المرأة)، وكتاب (المرأة بين البيت والمجتمع)، وكتاب (العمل والعمال في [[الإسلام]])، وغيرها.'''
بعد قيام الثورة عمل مديرًا عامًّا للمساجد ب[[وزارة الأوقاف]]، ومديرًا لتحرير [[مجلة منبر الإسلام]]، ثم عين مراقبًا عامًّا للشئون الدينية في [[وزارة الأوقاف]]، ثم اختير عضوًا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.


'''نعم.. لقد كان البهي الخولي صادقاً مع الله ومع نفسه ومع سامعيه وهو يتحدث بكل جوارحه ومشاعره فكان حديث القلب ينفذ إلى القلوب'''، وقد تأثر به السيد [[أبوالحسن الندوي]] حين زار [[مصر]] سنة 1370هـ [[1951م]]، وتعلّق كلٌّ منهما بالآخر وبعد مغادرة الندوي [[مصر|لمصر]] كتب له البهي الخولي رسالة بعد مغادرته [[مصر]] إلى [[:تصنيف:الإخوان في السودان|السودان]] في (28/9/1370هـ  3/6/[[1951م]]) بالقطار الذي يركبه من محطة المطرية''' قال فيها:'''
عمل مستشارًا بالمجلس الأعلى ل[[جمعية الشبان المسلمين]]، كما انتدب للتدريس في [[الأزهر]] كلية أصول الدين، وفي دار العلوم، وكلية العلوم الاجتماعية.. وغيرها.


«أخي العزيز.. لقد أحسست وقطار المطرية يرحل بكم إلى بعيد أن في صدري كائناً مغلوباً على أمره يبكي بكاء الحنين، وينكسر إلى الله ضارعاً، وانكساره الحزن والبؤس، نعم، فهذه البقعة الحبيبة من النور آذنت بالرحيل بعد أن حلّت بيننا ميمونة الحل مأنوسة الجانب.. إنه شيء غير حلول الزائر الميمون والجانب المأنوس.. فلقد كانت بقعة النور الجديدة تشقُّ نفسها من صدري وهي تبتعد فكأنما ينشق لها ذلك النسيج الذي اتصلت لحمته منذ اللحظة الأولى في أول لقائه.
'''يقول الدكتور [[القرضاوي]] عن أثر دروس الأستاذ البهي في جيله:''' إن الدروس الروحية التي كان يلقيها الأستاذ البهي الخولي على الشباب تربطهم بالدار الآخرة، وتزين لهم العمل الصالح لمرضاة الله، وتهوِّن في أعينهم زخارف الدنيا ومتاعها، وتأخذهم بالجد والسعي الدءوب للنهوض بالأمة الإسلامية من كبوتها وإيقاظها من سباتها، وإحياء الروح الجهادية في نفوس أبنائها.


لماذا يا ربّ قدَّرت على أحبائك المتحابين فيك أن يتفرقوا في أكناف الأرض البعيدة، وأذقتهم هذا الوجد الذي يحزن في رقة وخشوع، لقد طالما قالوا إن فراق الأبدان لا يبطل الود مع رعاية العهد وإكرام الذكرى.
لم يكتف الأستاذ البهي بالعمل العام في الدعوة، بل كما كان رئيسًا للمكتب الإداري [[للإخوان]] في مديرية محافظة [[الغربية]]، قبل أن يُنقل إلى [[القاهرة]]، بل ضمَّ إلى ذلك العمل في [[النظام الخاص]] فكان هو المسئول عن هذا النظام في الغربية.


نسأله سبحانه أن يؤنسنا بك، وأن يؤنسنا عنك، وأن يجمع بيننا في الدنيا على خير ما يحب، وفي الآخرة مع النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
وفي عهد المرشد الثاني الأستاذ [[حسن الهضيبي]]، كان موضع ثقته من الناحية العلمية، وكلفه كتابة كتاب عن المرأة يببين حقوقها وواجباتها في ضوء الشريعة الإسلامية، ونهض بذلك على أتم وجه.


'''وأخيراً.. تحياتي وأشواقي إلى الإخوة الأحبّة الغرّ الذين شرفت بهم الديار في زيارتهم لها بصحبتك الميمونة، وأسأل الله لهم التوفيق إلى كل خير والتأييد فيما يرضيه.'''
وظلت العلاقات بينه وبين الأستاذ [[حسن الهضيبي]] طيبة، حتى قامت [[ثورة 23 يوليو 1952|ثورة يوليو]]، وكان التعاون بينها وبين [[الإخوان]] ملحوظًا، ثم حدث الخلاف، ودخل الباقوري الوزارة مع [[الثورة]]، على خلاف رأي [[الإخوان]]، فطلبوا إليه أن يستقيل من [[الجماعة]]، فاستقال، ليتحمل هو مسئولية اختياره، واختار فريقًا من [[الإخوان]] للعمل معه، كان منهم الأستاذ البهي الخولي، والشيخ [[محمد الغزالي|الغزالي]]، والشيخ [[سيد سابق]] رحمهم الله جميعًا.


'''والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.'''
وحين اشتد الخلاف، واحتدم النزاع اختلف أعضاء الهيئة التأسيسية فيما بينهم، فكان منهم فريق على رأسهم الأستاذ البهي، يرون ضرورة الصلح مع [[عبد الناصر]]، وتفادي جر [[الجماعة]] إلى معركة غير متكافئة مع [[الثورة]]، تجر فيها للمهلكة بغير مبرر، وهؤلاء يحسنون الظن ب[[عبد الناصر]]، ويرون أنهم إذا عقدوا عهدًا معه نفذه.


[[:تصنيف:إخوان القاهرة|القاهرة]] في 28 من ذي القعدة سنة 1370هـ
'''وفريق آخر يمثل قيادة [[الإخوان]]، ويمثل الأكثرية منهم أيضًا:''' لا يثقون ب[[عبد الناصر]]، ولا بتعهداته، وأنه لا يضمر خيرًا للجماعة، بل يتربص بها، ويريد أن يتخلص منها؛ ولهذا يريد ضرب بعضها ببعض فيكون بأسهم بينهم شديدًا.


(21/8/[[1951م]])
ويبدو أن الأحداث بعد ذلك صدقت ما قاله هؤلاء، وأن رؤية الأستاذ [[حسن الهضيبي|الهضيبي]] كانت أصدق، ولقد وقف الرجل- برغم كبر سنه- راسخ القدم، رافع الرأس، كأنه الطود الأشم.


وعلى أية حال انقضت هذه الفترة من عمر الدعوة بحلوها ومرها، وخرج منها [[الإخوان]] أصلب عودًا، وأثبت جنانًا، وأقوى شكيمة وصبرًا، وبقي للأستاذ البهي جهاده وبلاؤه الذي لا يجحده أحد.


== أخوك البهي الخولي ==
== قالوا عنه ==


'''وهذه الزيارة [[:تصنيف:الإخوان في الكويت|للكويت]] هي آخر العهد بأستاذنا البهي الخولي، حيث لقي ربه بعد فترة، نسأل الله عز وجل أن يرحمه رحمة واسعة ويغفر لنا وله، ويجمعنا وإياه في مستقر رحمته إخواناً على سُررٍ متقابلين، إنه على ما يشاء قدير.'''
[[ملف:المستشار-العقيل-والاستاذ-البهي-الخولي.jpg|تصغير|250بك|<center>الأستاذ [[البهي الخولي]] خطيباً ويرى وعلى يمين الصورة المستشار [[عبد الله العقيل]]</center>]]


==ألبوم مختار==
عُرف الأستاذ البهي بقوة الإيمان، وعمق اليقين، وصفاء الذهن، ودقة الفهم، وإشراق النفس، كما أخبر عنه الإمام [[حسن البنا]] وغيره من العلماء.
 
'''وترك الأستاذ البهي انطباعًا طيبًا عند العلامة الكبير السيد [[أبو الحسن الندوي]] الذي قال عند مقابلته:'''
:"القلب يمتلئ قوةً وحرارةً بتأثير الأستاذ البهي وروحه القوية وقلبه الفياض بالحب والإيمان حتى شعرت بنشاط جديد".
 
'''ويقول عنه الشيخ [[القرضاوي]]:'''
 
:"هو رجل ذواقة للمعاني الربانية، عميق الحاسة الروحية، وقد كان يرأس [[الإخوان]] في [[الغربية]] وكانت محاضراته ودروسه التي يظهر فيها الجانب الرباني، وكان للأستاذ البهي لقاءات خاصة مع مجموعة من الشباب اصطفاهم يصلون الفجر معًا كل أسبوع ويذكرون الله عز وجل، ويعيشون في جوٍّ روحي محلق".
 
'''ويقول عنه المستشار [[عبد الله العقيل]]:'''
 
:'''"كان حديثه في غاية العمق، يغوص على المعاني غوصًا، ويستخرج اللآلئ المكنونة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويعرضها بأسلوب شيق وروح شفافة، وقلب حي مليء بمحبة الله ورسوله، غيور على [[الإسلام]] وأهله، حريص على إنقاذ الأمة من الضياع الذي تعيش فيه نتيجة تسلط الأعداء الذين صرفوا الناس عن [[الإسلام]] وحاربوا كل مظاهره ومشاعره"'''.
 
والأستاذ البهي الخولي ذو طبيعة صافية تغلب عليه النزعة الصوفية الملتزمة البعيدة عن خرافات التصوف وأدعيائه؛ لأنه منضبط بضوابط الكتاب والسنة، متبع لمنهج السلف الصالح من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
 
== من أهم مؤلفاته ==
 
'''ترك الأستاذ البهي العديد من المؤلفات الدعوية والفكرية والشرعية والاجتماعية والترجمات التاريخية، من أبرزها:'''
 
*'''كتاب: [[إسلاميات]]'''
 
:وهو كتاب يحوي نظرات في كتاب الله وفي موضوعات الثقافة الإسلامية، جرى فيها الأستاذ البهي على نهجه المعروف في كل كتاباته، وبالاهتمام بالجوانب الروحية لأي موضوع يتعرض للكتابة فيه.
 
:ففي نظراته في كتاب الله لم يقف كثيرًا عند شرح معاني الكلمات أو عرض آراء وتفاسير السابقين، بل اهتم ببيان القيم والمبادئ والأسرار الروحية التي تتضمنها النصوص الشريفة، والتي هي عماد الزاد الذي يلزم روح الإنسان ليحقق إنسانيته، واستحقاقه شرف الخلافة في الأرض.
 
:لقد جاء هذا الكتاب ليكون سندًا للمجاهدين من أهل الحقيقة الذين يقفون في وجه الغزو المادي إيمانًا واحتسابًا.
 
'''من أهم موضوعات هذا الكتاب:'''
 
:نظرات في كتاب الله: وهي عبارة عن شرح لبعض آيات من القرآن الكريم مثل سورة الفاتحة وبعض آيات من سورة البقرة.
 
:موضوعات في الثقافة الإسلامية، ويتضمن العديد من النظرات والتحليلات على موضوعات ثقافية مختلفة ومتنوعة مثل كيف نقرأ القرآن، معنى التدبر، الزواج ضرورة فطرية، في غزوة بدر، حقيقة الدين، خواطر في رمضان، من خصائص الإيمان، [[الإسلام]] والتسامح الديني، الهجرة بين التفسيرين المادي والروحي، في نظام وأسلوب الدعوة.
 
* '''كتاب: [[تذكرة الدعاة]]'''
 
:بلغ كتاب تذكرة الدعاة من الذيوع والشهرة في الأوساط الإسلامية ما جعله محل تقدير الأئمة والدعاة والعلماء، بل لقد هش به [[الإمام البنا]] رحمه الله وقال في شأنه: طالعت هذه التوجيهات، بل المحاضرات في أساليب الدعوة وتكوين الدعاة، فأعجبت بها وهششت لها، وشممت فيها بوارق الإخلاص والتوفيق إن شاء الله، ودعوت الله تبارك وتعالى أن يجعلها نافعة لعباده، موجهة لقلوب الناطقين بكلمته، والهاتفين بدعوته، وليس ذلك غريبًا على كاتبها وملقيها الأخ الداعية المجاهد الأستاذ البهي الخولي، فهو بحمد الله صافي الذهن، دقيق الفهم، مشرق النفس، قوي الإيمان، عميق اليقين، أحسن الله مثوبته، وأجزل مكافأته، وبوأنا وإياه منازل من أحب من عباده فرضي عنهم ورضوا عنه.
 
:'''ويقول الشيخ [[القرضاوي]] عن هذا الكتاب:''' "هو الكتاب الوحيد- بعد رسائل [[الإمام الشهيد]]- الذي تفرد في تلك الفترة بأن يكتب عليه: من رسائل [[الإخوان المسلمين]]، أي إن قيادة الحركة تبنته ضمن مناهجها المعتمدة.
 
:'''وقد كتب المرحوم [[محمد الغزالي]] مقالاً تعريفيًّا بكتاب "تذكرة الدعاة" فقال رحمه الله:''' في هذا الكتاب إيمان عميق صادق، وتصوف ناضج مهذب، وثقافة شرعية واسعة، وتحليل منسق للآيات والآثار، قد يدق، وقد يتضح، غير أنه لا يخلو قط من صيغة الإخلاص والحب والحرص الشديد على نفع القارئ وتسديد خطاه إلى الغاية السامية المرسومة له.. ولقد وددت مخلصًا لو أن إخواننا الوعاظ والأئمة والدعاة إلى الله طالعوا هذا الكتاب، فهو ذخيرة كريمة يجدر اقتناؤها، وينبغي ألا تخلو مكتبات [[الإخوان]] منها.
 
== الأستاذ البهي وقضايا المرأة ==
 
اهتم الأستاذ البهي بالمرأة المسلمة وقضاياها، وكتب في ذلك كتابيه الرائدين '''"[[المرأة بين البيت والمجتمع]]"''' في عام [[1951]]م، وكتاب '''"[[الإسلام والمرأة المعاصرة]]"''' عام [[1968]]م.
 
ولقد عالج الأستاذ البهي موضوعات ومسائل خاصة بالمرأة، غاية في الحساسية مثل عمل المرأة، وحجاب المرأة، وحقوق المرأة، وعلاقة المرأة بالرجل، وميراث المرأة، وتعليم المرأة، والمرأة الشرقية والمرأة الغربية.
 
ويعد الأستاذ البهي واحدًا من المنتمين للاتجاه المحافظ، والذي يعد الأستاذ العقاد والإمام المودودي و[[الإمام البنا]] أحد رواده، والذي يرى أن وظيفة المرأة الأساسية هي رعاية شئون البيت والأسرة، وعدم اللجوء للعمل أو غير ذلك إلا للضرورة القصوى؛ حفاظًا عليها، ورعاية لرسالتها في الرعاية والتربية.
 
ولا شك أن بزوغ هذا الاتجاه كان بزوغًا طبيعيًّا في ذلك الحين؛ حيث كانت الدعوة إلى تحرير المرأة على أشدها، وكتابات [[قاسم أمين]] و[[طه حسين]] و[[محمود عزمي]] تلقى رواجًا.
 
'''ومن الكتب الأخرى التي كتبها الأستاذ البهي:''' آدم عليه السلام، الثروة في ظل [[الإسلام]]، [[الإسلام]] لا شيوعية ولا رأسمالية، العمل والعمال.. [[الاشتراكية]] في العالم الإسلامي، المرأة بين البيت والمجتمع، الحج والعمرة، رفيق الحاج، الإمام الممتحن أحمد بن حنبل، من أسرار الفتح.. فتح مكة، منهج [[الإسلام]] في الزواج والطلاق، يوم الفرقان.
 
== وفاته ==
 
توفي الأستاذ البهي الخولي بعد حياة حافلة بالدعوة والتربية في 27/ 12/ [[1977]]م الموافق 16 محرم 1398هـ عن ست وسبعين عامًا، فرحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وجعل آثاره في ميزان حسناته.
 
== أهم المراجع ==
 
:# [[تذكرة الدعاة]] ،الطبعة الأولى [[1999]]م، دار البشير للثقافة والعلوم [[طنطا]].
:# [[إسلاميات]] ، دار التوزيع والنشر الإسلامية الطبعة الأولى [[2005]]م.
:# [[الإسلام والمرأة المعاصرة]]، دار القلم الكويت الطبعة الخامسة [[1994]]م.
:# [[من أعلام الحركة الإسلامية]]، المستشار [[عبد الله العقيل]]، دار البشير.
:# [[مذكرات ابن القرية والكتاب]] ،للدكتور [[يوسف القرضاوي]]، وموقع القرضاوي.
:# [[الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ]]، [[محمود عبد الحليم]].
:# [[ويكيبيديا الإخوان المسلمين]].
 
----
 
'''المصدر: [http://www.ikhwanonline.com/new/Article.aspx?SecID=363&ArtID=100115 موقع إخوان أون لاين]'''
 
==ألبوم صوره==
 
<center><font color="blue"><font size=5>الداعية المجاهد البهي الخولي</font></font></center>
'''<center>&nbsp;<gallerytag>12</gallerytag> <br></center>'''


'''<center>الداعية المجاهد البهي الخولي</center>'''
'''<center>??&nbsp;<gallerytag>12</gallerytag> <br></center>'''
== إقرأ أيضا ==
== إقرأ أيضا ==
{| class="wikitable" border="0"
{| class="wikitable" border="0"
|  
|  
<center>
<center>
<font color="green">
<font color="green">
<font size=3>
<font size=4>
'''كتب متعلقة'''
'''وصلات داخلية'''
</font>
</font>
</font>
</font>
</center>
</center>
<font size=2>
<font size=2>
*'''ألبوم:''' [[بهى الخولى (صور)|صور البهي الخولي]]
*'''أحداث في صور:''' [[أحداث في صور...عبدالرحمن البنا وعبدالمعز عبدالستار والبهي الخولي أثناء خروجهم من المحكمة عام 1954م]]


*'''كتاب:''' [[جمال عبد الناصر وحادثة المنشية بالأسكندرية]]
.
*'''كتاب:''' [[مذكرات وذكريات ما قبل التأسيس وحتي عام 1954]]
*'''كتاب:''' [[ الإخــوان المسلمــون في سجون مصر (من عام 1942م-1975م)]]
*'''كتاب:''' [[مع المستشار عبد الله العقيل في ترجماته]]
</font>
<center>
<font color="green">
<font size=3>
'''أبحاث ومقالات متعلقة'''
</font>
</font>
</center>
<font size=2>


*'''ترجمة:''' [[البهي الخولي]]
.
*'''ترجمة:''' [[ الدكتور عبدالعظيم الديب]]
*'''ترجمة:'''[[أحمد العسال]]
</font>
<center>
<font color="green">
<font size=3>
'''متعلقات'''
</font>
</font>
</center>
<font size=2>


*'''صور:''' [[بهى الخولى (صور)|صور البهي الخولي]]
|
*'''أحداث في صور:''' [[أحداث في صور...عبدالرحمن البنا وعبدالمعز عبدالستار والبهي الخولي أثناء خروجهم من المحكمة عام 1954م]]
</font>
</font>
<center>
<center>
<font color="green">
<font color="green">
<font size=3>
<font size=4>
'''روابط خارجية'''
'''روابط خارجية'''
</font>
</font>
سطر ١١٥: سطر ١٦٨:
</center>
</center>
<font size=2>
<font size=2>
*'''مقال:''' [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=6716&SecID=0 الثروة في ظل الإسلام]،'''موقع إخوان أون لاين'''
*'''مقال:''' [http://www.odabasham.net/show.php?sid=14364  البهي الخولي]،'''موقع رابطة أدباء الشام'''
*'''مقال:''' [http://www.odabasham.net/show.php?sid=14364  البهي الخولي]،'''موقع رابطة أدباء الشام'''
*'''مقال:''' [http://www.yanabeea.net/details.aspx?pageid=1582&lasttype=5 الداعية المجاهد البهي الخولي]،'''موقع ينابيع تربوية'''
*'''مقال:''' [http://www.yanabeea.net/details.aspx?pageid=1582&lasttype=5 الداعية المجاهد البهي الخولي]،'''موقع ينابيع تربوية'''
سطر ١٢٢: سطر ١٧٣:
*'''مقال:''' [http://www.marefa.org/index.php/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%87%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%88%D9%84%D9%8A البهي الخولي] ،'''موقع المعرفة'''
*'''مقال:''' [http://www.marefa.org/index.php/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%87%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%88%D9%84%D9%8A البهي الخولي] ،'''موقع المعرفة'''
*'''مقال:''' [http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=6330&version=1&template_id=217&parent_id=189 الحلقة السادسة: وفاة الأستاذ البهي الخولي]، '''الحلقة السادسة، الجزء الرابع، مذكرات القرضاوي، القرضاوي نت'''
*'''مقال:''' [http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=6330&version=1&template_id=217&parent_id=189 الحلقة السادسة: وفاة الأستاذ البهي الخولي]، '''الحلقة السادسة، الجزء الرابع، مذكرات القرضاوي، القرضاوي نت'''
*'''مقال:''' [http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=4964&version=1&template_id=119&parent_id=13 القرضاوي وشيوخه من الإخوان]،'''موقع الشيخ القرضاوي'''
*'''مقال:''' [حسن البنا: كوكب درّي في سماء الأمة...]،'''موقع شبكة الحوار نت الاعلامية'''
*'''مقال:''' [http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1225119329223&pagename=Zone-Arabic-Daawa%2FDWALayout الخارجون عن الإخوان... متى وكيف ولماذا؟]،'''موقع إسلام أون لاين'''


|}
|}
</font>
</font>


[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:أعلام الحركة الإسلامية]]
[[تصنيف:أعلام الحركة الإسلامية]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:أعلام من مصر]]
[[تصنيف:أعلام من مصر]]
[[تصنيف:المقالة الجيدة]]
[[تصنيف:أعلام الغربية]]
[[تصنيف:مقالة جيدة أعلام]]
[[تصنيف:4/2/2012]]
[[تصنيف:عرض رئيسية]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١٥:٢٥، ٢ سبتمبر ٢٠١٨

البهي الخولي .. المربي والداعية
  • بقلم: السيد شعيب

مقدمة

جعل الله تعالى التزكية والتربية من مهام الأنبياء والمرسلين، فقال تعالى في شأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (2)) (الجمعة)، فقد بيَّن الله تعالى أنه أرسل رسوله ليكون مربيًا ومعلمًا للأمة، فضلاً عن مهمة التبليغ والوعظ والإرشاد.

ولقد سار الربانيون من الدعاة والعلماء والمصلحين الذين يئول إليهم ميراث النبوة العظيمة والربانية الغالية على هذا الدرب، فأخذوا على عاتقهم مهمة إرشاد الناس، وتزكية نفوسهم، وتطهير أرواحهم. ولقد زخرت دعوة الإخوان المسلمين بالعديد من الدعاة والمربين الذين سلكوا هذا الدرب الجليل، وتركوا بصمات واضحة على الجيل المسلم المعاصر.

من هؤلاء الأستاذ البهي الخولي، ذلك الداعية والمربي الذي ذاع صيته، ولمع نجمه في مجال الدعوة والتربية، بل وأصبحت بعض كتبه ومؤلفاته من المقررات الثقافية في دعوة الإخوان المسلمين، من ذلك "تذكرة الدعاة" و"أصول الوعظ" و"مفتاح السنة".

مولده ونشأته

ولد الشيخ البهي نجا إبراهيم الخولي عام 1317هـ 1901م بقرية القرشية مركز السنطة محافظة الغربية، نشأ في أسرة متدينة، وكان والده من ذوي النعمة واليسار.

تدرج الأستاذ البهي في مراحل التعليم من كتاب القرية؛ حيث حفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والحساب إلى أن بلغ دور الصبا، فدفع به والده إلى المعهد الأحمدي بطنطا، ومنه التحق بدار العلوم في القاهرة، وفيها تفتحت مداركه ونضجت مواهبه وتحدد هدفه.

درس الأستاذ البهي على نخبة من علماء الدين أمثال: محمد عبد المطلب، وعبد الوهاب النجار، وطنطاوي جوهري، والشيخ أحمد إبراهيم، وقد كان الشيخ البهي شغوفًا بكتب العلامة ابن قيم الجوزية متجهًا اتجاهه في تزكية النفس وتهذيب الأخلاق وفهم الدين.

عين بعد تخرجه من دار العلوم مدرسًا في المعاهد الأزهرية بطنطا، ثم انتقل إلى أسيوط، ثم إلى القاهرة، ثم عاد إلى طنطا.

مع الإخوان

عرف الأستاذ البهي الإخوان من خلال مصادقته للإمام البنا في المرحلة التعليمية الجامعية؛ حيث تزامل مع فضيلة المرشد العام الإمام الشهيد حسن البنا في الدراسة بكلية دار العلوم، وتحولت هذه الزمالة إلى صداقة وإخوة، أتت ثمارها الطيبة في ظهور الدعوة الإسلامية وانتشارها.

أخذ الأستاذ البهي مكانه في صفوف الإخوان منذ وقت مبكر للجماعة، وأصبح أحد أعضاء مكتب الإرشاد العام وعضو الهيئة التأسيسية للجماعة.

كما كان أحد كتاب الدعوة والتربية في الجماعة، وقد أسندت إليه الكتابة في مجلات الإخوان وصحفهم، وقام أيضًا بإلقاء الخطب والمحاضرات في الكتائب والمعسكرات في مختلف شعب الجماعة.

ولقد بلغ حب الأستاذ البهي للإمام البنا وتأثره بفكره وعبقريته حد التصريح بذلك في كتابه "تذكرة الدعاة"، يقول الأستاذ البهي في مقدمة توجيهاته: إني أقر أن هذا الكتاب ليس كتابًا يعرض للخطبة فيستوعب قواعدها العلمية، ويستقصي أصولها الفنية، ويبني على تلك القواعد ما يريده العلم، ويفرع من تلك الأصول ما يوحي به الفن، ويجد فيه الراغبون ما يشبع رغبتهم، ويمتع عقولهم وقلوبهم، ولكنها أحاديث لم أرجع فيها إلى كتاب مما دوِّن في الخطابة وأصول الوعظ، إنما هي نظرات في كتاب الله عزَّ وجلَّ وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتجارب خاصة عرضت لي في ميدان دعوتنا العظيمة، ولفتات قبست فيها من عبقرية أستاذنا المرشد رحمه الله، عبقريته الروحية والعقلية، فاقرأها يا أخي على هذا إن أردت قراءتها.

مشواره الدعوي

عاش الأستاذ البهي حياته داعية ومربيًّا ومجاهدًا في سبيل الله تعالى، تارة بالوعظ والإرشاد، وتارة بالتأليف والتربية في الكتائب والمعسكرات.

سجن في ديسمبر سنة 1948م في معتقل الطور مصر، وكان مسئولاً عن الإخوان المسلمين في السجن، ولكنه استدعي إلى القاهرة؛ حيث وجه إليه اتهام في قضية تتعلق بالنظام الخاص.

خرج من السجن وانتخب عضوًا في مكتب الإرشاد الذي أعيد تشكيله في 1951م أيام الأستاذ حسن الهضيبي، وهو المكتب الذي قابل محنة الإخوان مع جمال عبد الناصر، وأدخل معظم أعضائه السجون والمعتقلات، وحكم على بعضهم بالإعدام، وبعضهم بالسجن المؤبد، وبعضهم بسنوات طويلة!.

بعد قيام الثورة عمل مديرًا عامًّا للمساجد بوزارة الأوقاف، ومديرًا لتحرير مجلة منبر الإسلام، ثم عين مراقبًا عامًّا للشئون الدينية في وزارة الأوقاف، ثم اختير عضوًا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

عمل مستشارًا بالمجلس الأعلى لجمعية الشبان المسلمين، كما انتدب للتدريس في الأزهر كلية أصول الدين، وفي دار العلوم، وكلية العلوم الاجتماعية.. وغيرها.

يقول الدكتور القرضاوي عن أثر دروس الأستاذ البهي في جيله: إن الدروس الروحية التي كان يلقيها الأستاذ البهي الخولي على الشباب تربطهم بالدار الآخرة، وتزين لهم العمل الصالح لمرضاة الله، وتهوِّن في أعينهم زخارف الدنيا ومتاعها، وتأخذهم بالجد والسعي الدءوب للنهوض بالأمة الإسلامية من كبوتها وإيقاظها من سباتها، وإحياء الروح الجهادية في نفوس أبنائها.

لم يكتف الأستاذ البهي بالعمل العام في الدعوة، بل كما كان رئيسًا للمكتب الإداري للإخوان في مديرية محافظة الغربية، قبل أن يُنقل إلى القاهرة، بل ضمَّ إلى ذلك العمل في النظام الخاص فكان هو المسئول عن هذا النظام في الغربية.

وفي عهد المرشد الثاني الأستاذ حسن الهضيبي، كان موضع ثقته من الناحية العلمية، وكلفه كتابة كتاب عن المرأة يببين حقوقها وواجباتها في ضوء الشريعة الإسلامية، ونهض بذلك على أتم وجه.

وظلت العلاقات بينه وبين الأستاذ حسن الهضيبي طيبة، حتى قامت ثورة يوليو، وكان التعاون بينها وبين الإخوان ملحوظًا، ثم حدث الخلاف، ودخل الباقوري الوزارة مع الثورة، على خلاف رأي الإخوان، فطلبوا إليه أن يستقيل من الجماعة، فاستقال، ليتحمل هو مسئولية اختياره، واختار فريقًا من الإخوان للعمل معه، كان منهم الأستاذ البهي الخولي، والشيخ الغزالي، والشيخ سيد سابق رحمهم الله جميعًا.

وحين اشتد الخلاف، واحتدم النزاع اختلف أعضاء الهيئة التأسيسية فيما بينهم، فكان منهم فريق على رأسهم الأستاذ البهي، يرون ضرورة الصلح مع عبد الناصر، وتفادي جر الجماعة إلى معركة غير متكافئة مع الثورة، تجر فيها للمهلكة بغير مبرر، وهؤلاء يحسنون الظن بعبد الناصر، ويرون أنهم إذا عقدوا عهدًا معه نفذه.

وفريق آخر يمثل قيادة الإخوان، ويمثل الأكثرية منهم أيضًا: لا يثقون بعبد الناصر، ولا بتعهداته، وأنه لا يضمر خيرًا للجماعة، بل يتربص بها، ويريد أن يتخلص منها؛ ولهذا يريد ضرب بعضها ببعض فيكون بأسهم بينهم شديدًا.

ويبدو أن الأحداث بعد ذلك صدقت ما قاله هؤلاء، وأن رؤية الأستاذ الهضيبي كانت أصدق، ولقد وقف الرجل- برغم كبر سنه- راسخ القدم، رافع الرأس، كأنه الطود الأشم.

وعلى أية حال انقضت هذه الفترة من عمر الدعوة بحلوها ومرها، وخرج منها الإخوان أصلب عودًا، وأثبت جنانًا، وأقوى شكيمة وصبرًا، وبقي للأستاذ البهي جهاده وبلاؤه الذي لا يجحده أحد.

قالوا عنه

الأستاذ البهي الخولي خطيباً ويرى وعلى يمين الصورة المستشار عبد الله العقيل

عُرف الأستاذ البهي بقوة الإيمان، وعمق اليقين، وصفاء الذهن، ودقة الفهم، وإشراق النفس، كما أخبر عنه الإمام حسن البنا وغيره من العلماء.

وترك الأستاذ البهي انطباعًا طيبًا عند العلامة الكبير السيد أبو الحسن الندوي الذي قال عند مقابلته:

"القلب يمتلئ قوةً وحرارةً بتأثير الأستاذ البهي وروحه القوية وقلبه الفياض بالحب والإيمان حتى شعرت بنشاط جديد".

ويقول عنه الشيخ القرضاوي:

"هو رجل ذواقة للمعاني الربانية، عميق الحاسة الروحية، وقد كان يرأس الإخوان في الغربية وكانت محاضراته ودروسه التي يظهر فيها الجانب الرباني، وكان للأستاذ البهي لقاءات خاصة مع مجموعة من الشباب اصطفاهم يصلون الفجر معًا كل أسبوع ويذكرون الله عز وجل، ويعيشون في جوٍّ روحي محلق".

ويقول عنه المستشار عبد الله العقيل:

"كان حديثه في غاية العمق، يغوص على المعاني غوصًا، ويستخرج اللآلئ المكنونة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويعرضها بأسلوب شيق وروح شفافة، وقلب حي مليء بمحبة الله ورسوله، غيور على الإسلام وأهله، حريص على إنقاذ الأمة من الضياع الذي تعيش فيه نتيجة تسلط الأعداء الذين صرفوا الناس عن الإسلام وحاربوا كل مظاهره ومشاعره".

والأستاذ البهي الخولي ذو طبيعة صافية تغلب عليه النزعة الصوفية الملتزمة البعيدة عن خرافات التصوف وأدعيائه؛ لأنه منضبط بضوابط الكتاب والسنة، متبع لمنهج السلف الصالح من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

من أهم مؤلفاته

ترك الأستاذ البهي العديد من المؤلفات الدعوية والفكرية والشرعية والاجتماعية والترجمات التاريخية، من أبرزها:

وهو كتاب يحوي نظرات في كتاب الله وفي موضوعات الثقافة الإسلامية، جرى فيها الأستاذ البهي على نهجه المعروف في كل كتاباته، وبالاهتمام بالجوانب الروحية لأي موضوع يتعرض للكتابة فيه.
ففي نظراته في كتاب الله لم يقف كثيرًا عند شرح معاني الكلمات أو عرض آراء وتفاسير السابقين، بل اهتم ببيان القيم والمبادئ والأسرار الروحية التي تتضمنها النصوص الشريفة، والتي هي عماد الزاد الذي يلزم روح الإنسان ليحقق إنسانيته، واستحقاقه شرف الخلافة في الأرض.
لقد جاء هذا الكتاب ليكون سندًا للمجاهدين من أهل الحقيقة الذين يقفون في وجه الغزو المادي إيمانًا واحتسابًا.

من أهم موضوعات هذا الكتاب:

نظرات في كتاب الله: وهي عبارة عن شرح لبعض آيات من القرآن الكريم مثل سورة الفاتحة وبعض آيات من سورة البقرة.
موضوعات في الثقافة الإسلامية، ويتضمن العديد من النظرات والتحليلات على موضوعات ثقافية مختلفة ومتنوعة مثل كيف نقرأ القرآن، معنى التدبر، الزواج ضرورة فطرية، في غزوة بدر، حقيقة الدين، خواطر في رمضان، من خصائص الإيمان، الإسلام والتسامح الديني، الهجرة بين التفسيرين المادي والروحي، في نظام وأسلوب الدعوة.
بلغ كتاب تذكرة الدعاة من الذيوع والشهرة في الأوساط الإسلامية ما جعله محل تقدير الأئمة والدعاة والعلماء، بل لقد هش به الإمام البنا رحمه الله وقال في شأنه: طالعت هذه التوجيهات، بل المحاضرات في أساليب الدعوة وتكوين الدعاة، فأعجبت بها وهششت لها، وشممت فيها بوارق الإخلاص والتوفيق إن شاء الله، ودعوت الله تبارك وتعالى أن يجعلها نافعة لعباده، موجهة لقلوب الناطقين بكلمته، والهاتفين بدعوته، وليس ذلك غريبًا على كاتبها وملقيها الأخ الداعية المجاهد الأستاذ البهي الخولي، فهو بحمد الله صافي الذهن، دقيق الفهم، مشرق النفس، قوي الإيمان، عميق اليقين، أحسن الله مثوبته، وأجزل مكافأته، وبوأنا وإياه منازل من أحب من عباده فرضي عنهم ورضوا عنه.
ويقول الشيخ القرضاوي عن هذا الكتاب: "هو الكتاب الوحيد- بعد رسائل الإمام الشهيد- الذي تفرد في تلك الفترة بأن يكتب عليه: من رسائل الإخوان المسلمين، أي إن قيادة الحركة تبنته ضمن مناهجها المعتمدة.
وقد كتب المرحوم محمد الغزالي مقالاً تعريفيًّا بكتاب "تذكرة الدعاة" فقال رحمه الله: في هذا الكتاب إيمان عميق صادق، وتصوف ناضج مهذب، وثقافة شرعية واسعة، وتحليل منسق للآيات والآثار، قد يدق، وقد يتضح، غير أنه لا يخلو قط من صيغة الإخلاص والحب والحرص الشديد على نفع القارئ وتسديد خطاه إلى الغاية السامية المرسومة له.. ولقد وددت مخلصًا لو أن إخواننا الوعاظ والأئمة والدعاة إلى الله طالعوا هذا الكتاب، فهو ذخيرة كريمة يجدر اقتناؤها، وينبغي ألا تخلو مكتبات الإخوان منها.

الأستاذ البهي وقضايا المرأة

اهتم الأستاذ البهي بالمرأة المسلمة وقضاياها، وكتب في ذلك كتابيه الرائدين "المرأة بين البيت والمجتمع" في عام 1951م، وكتاب "الإسلام والمرأة المعاصرة" عام 1968م.

ولقد عالج الأستاذ البهي موضوعات ومسائل خاصة بالمرأة، غاية في الحساسية مثل عمل المرأة، وحجاب المرأة، وحقوق المرأة، وعلاقة المرأة بالرجل، وميراث المرأة، وتعليم المرأة، والمرأة الشرقية والمرأة الغربية.

ويعد الأستاذ البهي واحدًا من المنتمين للاتجاه المحافظ، والذي يعد الأستاذ العقاد والإمام المودودي والإمام البنا أحد رواده، والذي يرى أن وظيفة المرأة الأساسية هي رعاية شئون البيت والأسرة، وعدم اللجوء للعمل أو غير ذلك إلا للضرورة القصوى؛ حفاظًا عليها، ورعاية لرسالتها في الرعاية والتربية.

ولا شك أن بزوغ هذا الاتجاه كان بزوغًا طبيعيًّا في ذلك الحين؛ حيث كانت الدعوة إلى تحرير المرأة على أشدها، وكتابات قاسم أمين وطه حسين ومحمود عزمي تلقى رواجًا.

ومن الكتب الأخرى التي كتبها الأستاذ البهي: آدم عليه السلام، الثروة في ظل الإسلام، الإسلام لا شيوعية ولا رأسمالية، العمل والعمال.. الاشتراكية في العالم الإسلامي، المرأة بين البيت والمجتمع، الحج والعمرة، رفيق الحاج، الإمام الممتحن أحمد بن حنبل، من أسرار الفتح.. فتح مكة، منهج الإسلام في الزواج والطلاق، يوم الفرقان.

وفاته

توفي الأستاذ البهي الخولي بعد حياة حافلة بالدعوة والتربية في 27/ 12/ 1977م الموافق 16 محرم 1398هـ عن ست وسبعين عامًا، فرحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وجعل آثاره في ميزان حسناته.

أهم المراجع

  1. تذكرة الدعاة ،الطبعة الأولى 1999م، دار البشير للثقافة والعلوم طنطا.
  2. إسلاميات ، دار التوزيع والنشر الإسلامية الطبعة الأولى 2005م.
  3. الإسلام والمرأة المعاصرة، دار القلم الكويت الطبعة الخامسة 1994م.
  4. من أعلام الحركة الإسلامية، المستشار عبد الله العقيل، دار البشير.
  5. مذكرات ابن القرية والكتاب ،للدكتور يوسف القرضاوي، وموقع القرضاوي.
  6. الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ، محمود عبد الحليم.
  7. ويكيبيديا الإخوان المسلمين.

المصدر: موقع إخوان أون لاين

ألبوم صوره

الداعية المجاهد البهي الخولي
 

البهي الخولي

الداعية-المجاهد-البهي-الخولي

البهي الخولي

المستشار-العقيل-والاستاذ-البهي-الخولي


إقرأ أيضا

وصلات داخلية

.

.

روابط خارجية