الحرب على الإسلام اليوم

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحرب على الإسلام اليوم


بقلم: الأستاذ عبد الله شمس الدين

الناظر إلى خريطة العالم الإسلامي الممتدة ما بين جاكرتا شرقاً وطنجة غرباً، يرى بوضوح تنوّع الحرب التي يشنّها أعداء الإسلام على وجوده وكيانه ومعتنقيه.. وهذه الحرب تأخذ طابع الاحتلال العسكري المباشر بتواطؤ من الحاكمين والمتسلّطين على شعوبهم، كما حدث ويحدث في العراق وأفغانستان، أو باحتلال واغتصاب للأرض والمقدسات وتهجير لأصحابها الشرعيين كما حدث في فلسطين، أو بتطهير عرقي وديني كما حدث في البوسنة والهرسك وكوسوفو في العقد الأخير من القرن الماضي، أو كما حدث في الأندلس في العصور السابقة، او بتدخل سياسي كما حدث ويحدث في معظم الأقطار العربية أثناء الانتخابات التي فازت بها الحركة الاسلامية.

هذا فضلاً عن الحروب الاقتصادية التي يشنّها سماسرة الدولار والبترول على شعوب هذه الأمّة بهدف إجبار الناس على البقاء لاهثين وراء لقمة العيش وصفيحة البنزين أو المازوت النابع أساساً من تحت أقدامهم!

فلا يبقى عند هؤلاء القوم وقت أو مجال للتفكير بقضايا الأمة الكبرى مثل تحرير المقدّسات وتطهير الأرض من رجس الاحتلال على الساحة العربية والاسلامية، بله التفكير بالتخطيط للمستقبل والابتكار في وسائل العيش الكريم والإبداع العلمي والتقني مثل بقية أمم الأرض الأخرى!

وها هو احتلال آخر يخترق البيوت والنفوس في آنٍ معاً، يتمثّل بالغزو الإعلامي الذي يسعى القائمون عليه جاهدين لصرف المسلمين عن دِينهم بشتّى وسائل الدعاية والإعلان وتسخير المشاهد الإباحية والبرامج المتلفزة وقلب الحقائق والموازين وتشويه صورة الإسلام في عقول المشاهدين والمستمعين، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً..

وها هي اليوم سويسرا تدقّ ناقوس الخطر خوفاً من المآذن التي ترتفع في سمائها معلنةً كلمة التوحيد: الله أكبر.. لا إله إلا الله، وقبلها كانت دولة الدنمارك التي أعلنت الحرب بالصور الكاريكاتورية المستهزئة بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.

نعم.. الكفر مِلّة واحدة، وهو يأخذ أشكالاً عديدة ويلبس أثواباً شتى، فلئن كان الخوف من انتشار الإسلام هناك في أوروبا بسبب مئذنة ترتفع على أرضهم، فهذا يدلّ على سطحيّة مَن أعلن منع المآذن أو يحاول منع الأذان في أرضه.. لأن كلمة التوحيد تطرق الأسماع والقلوب سواء عبر المآذن أو الألسنة الناطقة.

أما المآذن فكم يتردّد صدى الأذان صباح مساء في مشارقها ومغاربها؟ ألا يحقّ لنا أن نحافظ عليها ونتوحّد حولها لندافع عن هذا الدين العظيم.

فهل نكون فعلاً على مستوى هذه المعركة، ونثبت بالفعل والقول والممارسة أننا أهلٌ لهذا الدين العظيم؟!

المصدر