الداعية السلفي الفقيه الأديب الحكيم أبو الحسن الندوي.

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإمام النَّدْوي أبوالحسن علي بن عبد الحي بن فخرالدين الحسني

إعداد: محمد طارق زبير النَّْدوي

اسمه ونسبه

عليٌّ أبو الحسنِ بنُ عبد الحي بن فخر الدين الحسني ينتهي نسبه إلى عبد الله الأشتر بن محمد ذي النفس الزكية بن عبد الله المحض بن الحسن السبط بن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه هاجرب عض أجداده وهو الأمير السيد قطب الدين محمدالمدني (م 677هـ) إلى الهند في أوائل القرن السابع الهجري.

أبوه علامة الهند ومؤرِّخُها السيد عبدالحي بن فخرالدين الحسني رحمه الله صاحب المصنَّفات المشهورة: "نُزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر في تراجم علماء الهند وأعيانها" طُبع أخيراً باسم: الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام في ثمانية مجلدات. "والهند في العهد الإسلامي"،و"الثقافة الإسلامية في الهند".

أمه رحمها الله كانت من السيدات الفاضلات،المربِّيات النادرات،المؤلِّفات المعدودات، تحفظُ القرآن وتكتبُ وتؤلِّف، وتقول الشعرَ.

ميلاده ونشأته

وُلِدَ بقرية تكيه بمديرية راي بريلي في الولاية الشمالية (Uttar Pardash) بالهند في 6 محرم 1333هـ الموافق عام 1914م.

بدأ تعلُّمَه للقرآن الكريم في البيتِ تُعاوِنُه أمُّه، ثم بدأ في تعلُّم اللغتَينِ الأرديةَ والفارسيةَ.

تُوُفِّي أبوه عام 1341هـ (1923م) وهو لم يزل دون العاشرة، فتولَّى تربيتَه أمُّه الفاضلةُ،وأخوه الأكبُر الدكتور عبد العلي الحسني الذي كان هو الآخَرُ طالباًفي كلية الطب بعد تخرُّجِه من دار العلوم ندوة العلماء ومن دار العلوم ديوبند.

بدأ تعلُّم العربيةِ على الشيخ خليل بن محمد الأنصاري اليماني عام 1342هـ (1924م) وتخرَّج عليه،كما استفاد في دراسة اللغة العربية وآدابها من عمَّيهِالشيخ عزيز الرحمن والشيخ محمد طلحة،وتوسع فيها وتخصص على الأستاذ الدكتور تقي الدين الهلالي عند مقدمه في ندوة العلماء عام 1930 م.

حضراحتفالَ ندوة العلماء بكانفور عام 1926م، وشدَّ انتباه المشاركين في الاحتفال بكلامه العربي، واستعان به بعضُ الضيوفِ العرب في تنقُّلا ته خارجَ مقرِّ الحفل.

التحق بجامعة لكهنؤ في القسم العربي عام 1927م وكان أصغرَ طُلاب الجامعةِ سِنّاً وحصل على شهادة فاضل أدب في اللغة العربية وآدابها.

قرأ أيام دراسة اللغة العربية الأولى كتبا تعتبر في القمة في اللغة الأردية وآدابها ، مِمَّاأعانه على القيام بواجب الدعوة، وشرح الفكرة الإسلامية الصحيحة، وإقناع الطبقة المثقَّفة بالثقافة العصرية.

عكف على دراسة اللغة الإنجليزية في الفترة مابين 1928- 1930م ممامكَّنَتْه من قراءة الكتب المؤلَّفة بالإنجليزية في المواضيع الإسلامية والحضارة الغربية وتاريخها وتطورها، والاستفادة منها مباشرة.

التحق بدار العلوم لندوة العلماء عام 1929م، وحضَر دروسَ الحديث الشريف للعلامة المحدِّث المربِّي حيدر حسن خان وكان قد دَرَسَ كتاب الجهاد من صحيح الإمام مسلم على شيخه خليل الأنصاري ولازَمَه سنتَيْنِ كاملَتَيِن فقرأ عليه الصحيحين، وسنن أبي داؤد، وسنن الترمذي حرفاً حرفاً، وقرأ عليه دروساً في تفسير البيضاوي أيضاً، وقرأ على الشيخ الفقيه المفتي شبلي الجيراجبوري الأعظمي بعض كتب الفقه.

تلقَّى تفسيرَ سورٍ مختارة من شيخه خليل الأنصاري، ثم تلقَّى دروساًفي التفسير من الشيخ عبد الحي الفاروقي، وحضر دروس البيضاوي للمحدث حيدرحسن خان، ودَرَسَ التفسير لكامل القرآن الكريم حسب المنهج الخاص للمتخرجين من المدارس الإسلامية على العلامة المفسِّر أحمد علي اللاهوري في لاهور عام 1351هـ 1932م .

أقام عند العلامة المجاهد حسين أحمد المدني عام 1932م في دار العلوم ديوبند عدة أشهر، وحضردروسَه في صحيح البخاريِّ وسنن الترمذيِّ، واستفاد منه في التفسيروعلوم القرآن الكريم أيضاً،كما استفادمن الشيخ الفقيه الأديب إعزاز علي في الفقه، و من الشيخ المقرئ أصغر علي في التجويد على رواية حفص.

حياته العملية وجهوده الدعوية

تَعيَّن مُدَرِّساً في دارالعلوم لندوة العلماء عام 1934م، ودرَّس فيها التفسير والحديث، والأدب العربي وتاريخه’ والمنطق.

تزوج عام 1934م، وعوضه الله عن أولاده من الصلب ابن الأخ الداعية الكاتب الموهوب "محمد الحسني رحمه الله" وأبناء الأخت الصالحين البررة الدعاة المخلصين "محمد الثاني رحمه الله، محمد الرابع، ومحمد الخامس وهو المعروف بـ: واضح رشيد حفظهما الله"

استفادمن الصُّحف والمجلات العربية الصادرة في البلاد العربية والتى كانت تصل إلى أخيه الأكبر،أوإلى دار العلوم ندوة العلماء مما عرَّفَه على البلاد العربية وأحوالها، وعلمائها،وأدبائها،ومفكِّر يهاعن كثب.

بدأ يتوسع في المطالعة والدراسة خارجاً عن نطاق التفسير والحديث والأدب والتاريخ أيضاً منذ عام 1937م، واستفاد من كتب المعاصرين من الدعاة و المفكرين العرب ، وفضلاء الغرب ،و الزعماء السياسِيِّينَ.

قام برحلة استطلاعية للمراكز الدينيَّة في الهند عام 1939م تعرَّف فيها على الشيخ المربِّي عبد القادر الراي بوري والداعية المصلح الكبيرمحمد إلياس الكاندهلوي، وبقي علىصلة بهما، فتلقَّى التربيةَ الروحيةَ من الأول وتأسَّى بالثاني في القيام بواجبِ الدعوةوإصلاح المجتمع، فقضى زمناً في رحلات دعوية متتابعة للتربية والإصلاح والتوجيه الديني على منهجه، واستمرت الرحلات الدعوية على اختلاف في الشكل والنظام إلى مرض وفاته رحمه الله في ذي الحجة عام 1420هـ.

أسَّسَ مركزاً للتعليمات الإسلامية عام 1943م ونظَّم فيها حلقاتِ درسٍ للقرآن الكريم والسنَّة النَّبوِيَّةِ فتهافتَ عليها الناسُ من الطبقة المثقفةِ والموظَّفِين الكبار.

اختير عضواً في المجلس الانتظامي "الإداري" لندوة العلماء عام 1948م ، وعُيِّن نائبا لمعتمد (وكيل) ندوة العلماء للشؤن التعليمية بترشيحٍ من المعتمد العلامة السيد سليمان النَّدْوي رحمه الله عام 1951م، واختير معتمداً إثرَ وفاة العلامة رحمه الله عام 1954م،ثم وقع عليه الاختيارُ أميناًعاماً لندوة العلماء بعد وفاة أخيه الدكتور السيد عبد العلي الحسني عام 1961م.

  • أسَّسَ حركة رسالة الإنسانية عام 1951م.
  • أسَّسَ المجمع الإسلامي العلمي في لكهنؤ عام 1959م
  • شارك في تأسيس هيئة التعليم الديني للولاية الشمالية (U.P.) عام 1960م، وفي تأسيس المجلس الاستشاري الإسلامي لعموم الهند عام 1964م، وفي تأسيس هيئة الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند عام 1972م . دعا إلى أوَّل ندوة عالمية عن الأدب الإسلامي في رحاب دارالعلوم لندوة العلماء عام 1981م .

أهم مؤلفاته

نُشِرَله أوَّلُ مقالٍ بالعربية في مجلة المنار للسيد رشيد رضا عام 1931م حول حركة الإمام السيدأحمد بن عرفان (الشهيد في بالاكوت عام 1831م)

ظهر له أوَّلُ كتاب بالأردية عام 1938 م بعنوان "سيرة سيد أحمد شهيد" ونال قبولاً واسعاًفي الأوساط الدينية والدعوية.

ألّف كتابه "مختارات في أدب العرب" عام 1940م ، وسلسة "قصص النبيين" للأطفال وسلسلةً أخرى للأطفال باسم:"القراءة الراشدة" في الفترة مابين 1942-1944م.

بدأ في تاليف كتابه المشهور "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" عام 1944 م،وأكمله عام 1947م، وقد طُبِعت ترجمتُه الأرديةُ في الهند قبل رحلته الأولى للحج عام 1947م.

ألَّف عام 1947م رسالة بعنوان: "إلى مُمثِّلي البلاد الإسلامية موجَّهةً إلى المندوبين المسلمين والعرب المشاركين في المؤتمر الآسيوي المنعقد في دلهي على دعوة من رئيس وزراء الهند وقتها: جواهر لال نهرو فكانت أولَ رسالةٍ له انتشرت في الحجاز عند رحلته الأولى.

كلَّفته الجامعة الإسلامية في عليكره (A.M.U.) الهند، بوضع منهاج لطلبة الليسانس في التعليم الديني أسماه "إسلاميات"، وألقى في الجامعة الملية بدلهى على دعوة منها عام 1942م محاضرةًطُبعت بعنوان : "بين الدين و المدنِيَّةِ".

دُعِي أستاذاً زائِراً في جامعة دمشق عام 1956م، وألقى محاضرات بعنوان : "التجديد و المجدِّدون في تاريخ الفكر الإسلامي" ضُمَّت فيما بعد إلى كتابه الكبير "رجال الفكر والدعوة في الإسلام ".

ألقى محاضرات في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة على دعوة من نائب رئيسها سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز عام 1963م، طُبِعت بعنوان: "النبوة والأنبياء في ضوء القرآن".

سافر إلى الرياض على دعوة من وزير المعارف السعودي عام 1968م للمشاركة في دراسة خطة كلية الشريعة،وألقى بها عدَّةَ محاضرات في جامعة الرياض وفي كلية المعلِّمين، وقد ضُمَّ بعضُها إلى كتابه: "نحو التربية الإسلامية الحرة في الحكومات والبلاد الإسلامية".

ألّف بتوجيهٍ من شيخه عبد القادر الراي بورى كتاباً حول القاديانية ، بعنوان: "القادياني والقاديانية " عام 1958م.

ألَّف كتابه " الصِّراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في الأقطار الإسلامية" عام 1965م، وكتابه " الأركان الأربعة" عام 1967م ، و"العقيدة والعبادة والسلوك" عام 1980م، و " صورتان متضادتان لنتائج جهود الرسول الأعظم والمسلمين الأوائل عند أهل السنة و الشيعة" ، عام 1984م، و"المرتضى" في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عام 1988م

المصدر