الدعوة العريقة والدولة العميقة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الدعوة العريقة والدولة العميقة

بقلم : خميس النقيب

(21/05/2014)

تعرض لها ابو جهل وابولهب وبن سلول وصد عنها امية بن خلف وعتبة وشيبة بني ربيعة وحاربها اتاتورك وشارون وابني بوش واذيالهم ممن تحالفوا مع الشيطان فسلكوا طريقهم وساروا قي ركابهم ، ثم توالي المعاندين للحق وتتابع المعادين للدين من المداهنين والمنافقين ، فذهب كل هؤلاء وبقيت الدعوة لم تذبل شجرتها ولم تفقد زهرتها ولن ينطفئ موقدها كيف ؟ " يريدون ان يطفؤا نور لله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون " ( التوبة ) يحميها ابطال صابرون ويحرسها رجال عمالقة " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر وما بدلا تبديلا " ( الاحزاب) ولازال احفاد ابوجهل وورثة ابولهب يتعرضون للدعوة بكل الطرق وشتي الوسائل صدا وعنادا ، حقدا وفسادا ، ظلما واستبدادا كيف ؟

الدعوة العريقة والدولة العميقة ... هل يستويان مثلا ؟!! ..!! الدعوة ومن معها من المخلصين صنعوا المعجزات في شتي الاقطار بعد أن تعرضوا للظلم والتعذيب والتشهير والنفي والعزل من وظائفهم وتجميد أبناءهم وأقرباءهم حتي الدرجة الرابعة ..!! والدولة العميقة ربت أبناءها علي أبشع أنواع الظلم والنهب والبطش والفساد والإفساد في كل المؤسسات والهيئات والفضائيات والبرمائيات والسموات وليست الطائرة المنكوبة والعبارة المكروبة والمؤسسة المخروبة و المحروسة المقلوبة والكنانة المحلوبة و غيرها منا ببعيد ، من ثمانية قرون والدعوة العريقة ومن معها من الصادقين تعمل علي الإصلاح والتهذيب والتقريب والتعاون علي البروالتقوي ، بينما الدولة العميقة تعمل علي الإفساد والإبعاد والتفرق والتعاون علي الاثم والعدوان من منطلق شعارهم "فرق تسد" واسألوا الأحزاب الورقية التي باءت بالفشل في كل شيء قديما وحديثا لكنها – للاسف -لم تتعلم الدرس واصبح لها أبواق بعد الثورة تطلق الإتهامات للشرفاء في كل الإتجاهات، وتنشر الاشاعات علي الدعوة والدعاة في كل حين ، ولا زالت تتعلق بتلابيب الدولة العميقة وكانها المنقذ لها والحامي لعرشها من طوفان التغيير ..!! الدولة الدينية - لمن لا يعلم - هي دولة فرعون يا سادة .. لماذا ؟ الكلمة كلمته والرؤية رؤيته ".. قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ") غافر:29( أما الاسلام فهو عدل وشوري ومساواة ورحمة والمسلمون حينما توثقت صلتهم بالله ولي عليهم اتقاهم لله واخوفهم من الله واعلمهم بكتاب الله وارحمهم بعباد الله ولكنهم لما نافقوا وداهنوا واتبعوا الشهوات والملذات من الرقص والخمر والغناء تولي عليهم اجرأهم علي الله وابعدهم عن ذكر الله واقساهم علي عباد الله .!!

الدعوة العريقة ومن معها من الناجحين فازت في انتخابات نزيهة شفافة بإشراف قضائي كامل بينما الدولة العميقة كلما اقتربت من الشفافية تعقدت وكلما دنت من النزاهة فشلت فشلا ذريعا ، وانكشفت انكشافا سريعا وانقلبت انقلابا شنيعا وقارنوا بين انتخابات 2010 وانتخابات 2012 ...!!.

الدعوة العريقة تحاول أن تمد يد العون للجميع لأنتشال الفساد وإصلاح البلاد وإسعاد العباد ،لكن الدولة العميقة تضع في طريقها العراقيل ..!! تنهب الطبقات الفقيرة وتطلق الأشاعات المغرضة ،وتعطل المؤسسات المنتخبة ، تصنع الأزمات وتنشر البلطجة..!! ثم بعد ذلك تجد بعض المغرضين يساوي بين الفريقين " مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كالاعمي والاصم والبصير وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ")هود:24 ..!!

الدعوة العريقة– التي يحاك لها الآن من كل الكذابين والمنافقين – انتشرت في معظم بقاع العالم تنير الطريق وتهدي الحائر وترشد الضال ، جربت فيها الأنظمة العربية ما يفوق حد الخيال من أساليب التعذيب والنتكيل ، واستمرت الدعوة كلمة طيبة في شجرة طيبة وعاشت بين كل من ناصبوها العداء، لم تمت الفكرة ولم تسكت الكلمة ولم تتلف البذرة كلا بل تجدد الأتباع وتكاثر الانصار ، ورحل أكاسرة وقياصرة العرب وفراعنهم ، وبقي ذكر الشهداء عاليا وعلم العلماء ساريا ومد الله في عمر بعض المجاهدين ، فآية الله ماضية في كل زمن بصيغة المضارع المستمر "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين" ( القصص )

معظم اصحاب الدعوة إما تحت الثرى أو في الزنازين أو منفيون في أرجاء الأرض أو مطاردون في وطنهم،لم يخلفوا مليارات ولا شركات ولا مصانع ولا أبراجا في بضع سنين! ورغم ذلك يتعرضون لآلة إعلامية جبارة تحاول طمس جهادهم لكن ما يكتبه الله لا يمحوه بشر، ولا يقف في طريقه حجر ولايعوقه شجر . أجيال من أبناء المسلمين تدين بالكثير لدعاة الحق - وان كان واجبهم - الانتساب لها أو حتى التعرف إليها إلا أن غرسها نال خيره الجميع من التخلص من المحتل، ونشر الدين بفقه ووعي، وإحياء السنة وإماتة البدعة ونشر الفضيلة بعد اكتساح موجات التغريب، وخدمة المجتمع وألأمة.. ولازال دفاع السماء عن الشرفاء ساري المفعول وسيظل بإذنه تعالي " إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ") الحج:38(وستبقي شجرة الدعوة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها" أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ") إبراهيم:25(

وأن تكون مصر لأبناءها المخلصين من كل الاطياف لا للمفسدين كاملي الاوصاف يجب أن تكون مصر لرجالها الثائرين لا للقتلة المستبدين ؟! يجب أن يعاد لمصر رونقها ومكانتها ونضارتها وإشراقها وبريقها بين الأمم ..?!! من اجل مكانة رفيعة للوطن و حياة كريمة المواطن ، بعيدا عن الطغمة الفاسدة ، والبطانة الكاسدة ، والعصابة الحاقدة ..!!

انه تاريخ يسطره جيل رائع ثائر من كل أطياف المجتمع حتي الذين كانوا أعضاء في نظام المخلوع ثم ترفعوا عن كل سوءاته وعادوا للحق ، جيل ظل يقتلع البغاة ، ويتحدي الطغاة ويسقط الفراعنة ، فراعنة العصر ، بهمته العالية وعزيمته الماضية ، واخلاقه الباقية ، فالباقي هو نور الايمان و عز الاسلام ، عن تميم الداري-رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين ، بعز عزيز ، أو بذل ذليل ، عزا يعز الله به الإسلام ، وذلا يذل الله به الكفر، فكان تميم الداري يقول : قد عرفت ذلك في أهل بيتي ، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ، ولقدأصاب من كان منهم كافرا الذل والصغار والجزية ... نعم .. فاما الزبد فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ " ( الرعد : ١٧(

.. اللهم اجعلنا من جند الحق، وأتباع الرسل وأنصار الله ...


[email protected]

المصدر