الشعب المصرى يقوم بثورته الثانية وفى يد الرئيس وحده إنقاذ مصر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشعب المصرى يقوم بثورته الثانية وفى يد الرئيس وحده إنقاذ مصر
٣/ ٢/ ٢٠١١

بقلم: سمير فريد

الشعب المصرى يقوم بثورته الثانية وفى يد الرئيس وحده إنقاذ مصر

ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ هى الثورة الثانية التى يقوم بها الشعب المصرى فى العصر الحديث بعد ثورة ٩ مارس ١٩١٩، ومن اللافت أن كلا من الثورتين وقعتا بعد ثورتين للجيش هما ثورة عرابى عام ١٨٨٢، وثورة جمال عبدالناصر عام ١٩٥٢، ومن اللافت أيضاً أن ثورتى الشعب وقعتا بعد أزمة طائفية بين المسلمين والمسيحيين، وأدت الثورة الشعبية إلى إنهاء هذه الأزمة.

ولكن بينما كانت ثورة ١٩١٩ ضد الاحتلال البريطانى وأدت إلى الاستقلال، فإن ثورة ٢٠١١ ضد النظام الجمهورى الوطنى الذى قام على أساس حكم الحزب الواحد، والرئاسة مدى الحياة، والتوريث، وتزوير الانتخابات، والعبث بالدستور من أجل الاستمرار، واعتبار الاستمرار هو الاستقرار على ما هو قائم، أو حسب التعبير القانونى المعروف «يبقى الحال على ما هو عليه».

وقد اختتمت مقالى يوم الأحد الماضى عن شتاء الغضب العربى بأن أغلب المعارضة طالبت الرئيس مبارك بأن يقود الثورة الشعبية التى طالبت بالتغيير، ولكن مانشيت «الأهرام» اليوم التالى لبدء الثورة كان احتجاجات واضطرابات واسعة فى لبنان، وكان ذلك المانشيت علامة واضحة على الإصرار على عدم التغيير ضد شعار المظاهرات التى بدأت بالشباب ثم شملت كل الشعب وهو «الشعب يريد إسقاط النظام».

وإزاء الصمت الكامل يومى الأربعاء والخميس أعلن عن جمعة الغضب بعد صلاة الظهر، وتحول الشعار من إسقاط النظام إلى تنحى الرئيس مبارك، وكان رد فعل النظام قطع الموبايل والنت فى الصباح، وسحب الشرطة من الشوارع وإطلاق المجرمين من السجون، وفى الليل ألقى الرئيس خطابه الأول ليعلن إقالة الحكومة بعد نزول الجيش وحظر التجول.

إن سحب الشرطة وإطلاق المجرمين على الشعب المصرى، أكبر جريمة ارتكبت ضد الشعب طوال تاريخ مصر، وليست القضية هنا من الشخص الذى اتخذ القرار، وإنما القضية أنه قرار النظام لمواجهة الثورة، ومشهد المصريين وهم يحرسون بيوتهم لا يثير الإعجاب بهم، فمن الطبيعى أن يدافع كل إنسان عن نفسه، وإنما يثير الأسى على من يتمسكون بالسلطة حتى لو جعلوا الشعب بأكمله يعيش فى هلع وذعر.

وقد أسقط النظام نفسه بنفسه عندما اتخذ هذه القرارات من قطع وسائل الاتصال إلى إطلاق المجرمين على الشعب، بل أسقط الدولة المصرية، وليس النظام السياسى فقط، فالمهمة الأساسية لأى دولة أن تحقق الأمن للشعب بمعناه البسيط، وهو حمايته من اللصوص والمجرمين، وعندما تترك هذه المهمة لأفراد الشعب لا يصبح لوجودها أى مبرر، أو بعبارة أخرى إذا كان المحكوم يحمى نفسه بنفسه، فما هو مبرر وجود الحاكم؟!

وقام المجرمون بنهب وحرق الممتلكات العامة والخاصة ابتداء من مساء الجمعة لتصبح قضية كل مواطن تلقائياً ليست إسقاط النظام ولا تنحى الرئيس، وإنما الأمن، أو أن يبقى حياً، حتى لو كان النظام أو الرئيس لا علاقة لهما بسحب الشرطة وإطلاق المجرمين من السجون، وكانت هذه مؤامرة من الخارج وليس من الداخل، فمن المسؤول عن هزال الدولة إلى هذه الدرجة غير النظام والرئيس؟

وما الذى يبرر عشرات المليارات التى تنفق من أموال الشعب على الشرطة إذا كانت لا تسطيع حماية الشعب من كل المؤامرات؟

وإزاء استمرار المظاهرات فى القاهرة وكل مصر، أعلن الرئيس فى خطابه الثانى مساء الثلاثاء بعد مرور أسبوع على الثورة الشعبية أنه لن يترشح لدورة جديدة بعد نهاية ولايته بعد شهور، وسوف يغير الدستور ليضمن تحديد مدة الرئاسة، واجراء انتخابات بين عدة مرشحين وفى نفس الليلة بدأ الحزب الوطنى بتنظيم مظاهرات مضادة تطالب باستمرار الرئيس وهو رئيس الحزب، ورفع الشعار المشؤوم «بالروح بالدم نفديك يا ...».

تم سحب الشرطة وإطلاق المجرمين، ونزول الجيش مع تعليمات بعدم إطلاق النار، واستخدم النظام السلاح الثالث والأخير، وهو سلاح البلطجية للدفاع عن استمراره حتى لو أريقت دماء الملايين، وتطالب مظاهرات الحزب الوطنى الشعب بأن تكون مصر قبل كل شىء، فهل المطلوب من كل مصرى أن يضع مصر قبل كل شىء ماعدا رئيس الحزب الوطنى ورئيس الجمهورية؟!

الرئيس مبارك ليس مثل رئيس تونس بالقطع، ولا خلاف على هذا داخل مصر أو خارجها، وليس هناك مصرى واحد ينسى تاريخ الرئيس مبارك، ولا يقدر هذا التاريخ الذى لن يمحى أبداً، ولكن يا سيادة الرئيس لقد جئتنا بطلاً، وكل مصرى لا يرغب إلا فى أن تغادر الحكم بطلاً، ولذلك ومن أجل مصر حقاً وفعلاً لا تتأخر أكثر من ذلك فى حل الحزب الحاكم وإيقاف سلاح البلطجية وترك الحكم للجيش لفترة مؤقتة.. بيدك وحدك إنقاذ مصر أو خراب مصر، الآن وليس غداً.

المصدر