الشيخ عبد السلام ياسين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ عبد السلام ياسين

لا معنى للتجديد ولا مكان له، ولو برز بين المسلمين زعماء عظام، ما لم يتجدد في الأمة الإيمان بصحبة المجددين وكذلك كان حال الأستاذ البنا رحمه الله. كان مغناطيسيا ومركز إشعاع. وبحاله نهض الإخوان المسلمون، وعلى مقاله لا يزال يعيش كثير من حملة الأقلام، وقراء الأدبيات الإسلامية رحمه الله رحمة واسعة.

المربى الكبير الشيخ عبد السلام يس مؤسس (جماعة العدل والإحسان) بالمغرب، وصاحب الكتب التربوية والدعوية والحركية المعروفة لكل من يهتم بأمر الإسلام، قال حفظه الله:

لا معنى للتجديد ولا مكان له، ولو برز بين المسلمين زعماء عظام، ما لم يتجدد في الأمة الإيمان بصحبة المجددين وكذلك كان حال الأستاذ البنا رحمه الله. كان مغناطيسيا ومركز إشعاع. وبحاله نهض الإخوان المسلمون، وعلى مقاله لا يزال يعيش كثير من حملة الأقلام، وقراء الأدبيات الإسلامية رحمه الله رحمة واسعة.

كان فكر البنا مغناطيسا ملائما لزمانه، كما كانت روحانيته، وهو حي يرزق، آية من آيات الله. وكان حريصا على أن يخرج بجماعته من سلبيات الطريقة الحصافية التبركية التي تربى طفلا ويافعا بين أحضانها. لكنه احتفظ بالبيعة الصوفية وطورها لتتسع للجهاد الذي ضاقت عنه الصيغة الموروثة عن المشايخ للبيعة. كانت بيعته لأصحابه بيعة مزدوجة، بين السيف والمصحف. بيعة تأخذ من التقليد الصوفي جانبا ومن التنظيم العصري جانبا.

مهد الأستاذ البنا رحمه الله لشروط بيعته في (رسالة التعاليم) بشرح المفاهيم الأساسية لفكره وعمله. فبين ما يقصده بكلمة (فهم)، وهو فهم أصوله العشرين في العقيدة والشريعة والفقه، وتمييز ما بين البدعة والسنة. وبين ما يعنيه بكلمة (إخلاص) وكلمة (عمل) وكلمة (جهاد)، وكلمة (تضحية)، وكلمة (تجرد) وكلمة (أخوة). وختم شرح مفاهيمه بمفهوم (الثقة) وقال: "للقيادة في دعوة الإخوان حق الوالد بالرابطة القلبية، والأستاذ بالإفادة العلمية، والشيخ بالتربية الروحية، والقائد بحكم السياسة العامة للدعوة ".

كان أفقه رحمه الله فسيحا جامعا لأطراف ما توزع من معان ومطالب. وكان شخصه الكريم فسيحا جامعا. فصحت قيادته وأثمرت أفضل الثمار. وبقيت البيعة بعده تراثا ثقيلا.

اشترط رحمه الله علي الملتحق بالجماعة المؤدى للبيعة ما لا يقل عن ثلاثة وثلاثين شرطا، من بينها الوفاء بتعهدات شخصية مثل اجتناب الإسراف في شرب القهوة والشاي والاعتناء بالنظافة، ومن بينها التعبدية الإيمانية كإتقان الطهارة والصلاة وسائر الفرائض، ومنها الإحسانية كالمحافظة على الأوراد وحفظ القرآن، ومنها الأخلاقية كالحياء ورحمة الخلائق ومساعدة الضعيف، ومنها الحركية كالنشاط الدائم والتدرب على الخدمات العامة، ومنها السياسة كمقاطعة المحاكم الأهلية وعدم الحرص على الوظائف الحكومية، ومنها الاقتصادية كمقاطعة المعاملات الربوية والادخار للطوارئ.

ركز الشيخ ياسين على الشرط أو الواجب السادس والعشرين من شروط بيعة الأستاذ البنا رحمه الله، وفيه يقول: "أن تديم مراقبة الله تبارك وتعالى، وتذكر الآخرة، وتستعد لها، وتقطع مراحل السلوك إلي رضوان الله بهمة وعزيمة، وتتقرب إليه سبحانه بنوافل العبادة. ومن ذلك صلاة الليل وصيام ثلاثة أيام من كل شهر على الأقل، والإكثار من الذكر القلبي واللساني، وتحرى الدعاء المذكور على كل الأحوال".

قال الشيخ ياسين: وهى شروط عالية، من يفي بها لا شك يكون من المتقين. من بينها مسألة واحدة لا يفيد فيها إسرار ولا (إعلان) ولا يخبر عنها بوح ولا كتمان، ولا هي من شأن دون شأن، ألا وهى مسألة (قطع مراحل السلوك إلى رضوان الله)،. هذا لا يجئ إلا بصحبة. والمصحوب رجل حي سلك المراحل إلى الله، وتقرب حتى أحبه الله، وجعل قلبه مشكاة ونبراسا وسراجا وفاتحا. ما يحصل ذلك بإجازة تبركية، ولا بالانضواء تحت جناح عظيم من عظماء الأمة، عدا المعصوم صلى الله عليه و سلم، قبلة القلوب، رحمة العالمين، محبوب الرب جل وعلا.

من كتاب (الإحسان) للشيخ عبد السلام ياسين ص 244- 246.

الشيخ عبد السلام يرى أن الصحبة المؤثرة هي صحبة الأحياء، لا صحبة الأموات، وإن كانوا من الربانيين الصادقين، وهو أشبه بمن يقول في الفقه: لا يجوز تقليد الموتى، إنما يقلد الفقيه الحي المتفاعل مع الناس والأحداث. وقد خالف في ذلك آخرون، وقالوا: الآراء لا تموت بموت أصحابها. وهذا صحيح، ولكنها لا تحيا إلا بتلاميذ أحياء، أقوياء، يوقظونها في العقول والقلوب.

لقد كان حسن البنا هبة من الله تعالى لمصر، ولأمة العروبة والإسلام. فبعد سقوط الخلافة بأربع سنوات أو خمس (أي سنة 1928م أو 1929م) بدأ حسن البنا دعوته، وأنشأ في مدينة الإسماعيلية التي كان يعمل مدرسا بها جمعية (الإخوان المسلمين).

هذه الشهادات الأربع من هؤلاء الرجال الكبار: تكفينا للتعريف بقدر حسن البنا. فقد شهد له الغزالي بعبقرية الدعوة والتثقيف، وشهد له قطب بعبقرية البناء والتنظيم، وشهد له الندوي و ياسين بعبقرية التربية والتكوين، وقد كان الرجل بالفعل إماما في هذه الميادين الثلاثة: في الدعوة وفى التربية، وفى التنظيم. وهى العلامات الفارقة التي تميزت بها حركته، التي تحمل (بصمته) الفكرية والدعوية والتربوية والتنظيمية.