العدل اولا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
العدل اولا


العدل-2.png

يقول تعالى (يا أيها الناس انّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا انّ أكرمكم عند الله أتقاكم .....) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم فى خطبة الوداع (أيها الناس .ان ربكم واحد وان اباكم واحد .وآدم من تراب .ان اكرمكم عند الله أتقلكم .ليس لعربى على أعجمى فضل الا بالتقوى ..ألا هل بلّغت ؟ قالوا نعم .قال فليبلغ الشاهد منكم الغائب ) وقال (كلكم لآدم وآدم من تراب )


ولو تذكرنا هنا موقف الفاروق ـ عمر بن الخطاب ـرضى الله عنه مع عمرو بن العاص وابنه وابن المصرى لرأينا بوضوح عدالة الإسلام ومدى حرصه على المساواة بين الناس جميعا ..فقد أذن عمر ابن الخطاب لأبن المصرى أن يضرب ابن عمرو ابن العاص وكان أميرا .وقال له قولته المشهورة الخالدة التى تعد اساسا للتعامل بين الطبقات " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار ؟ علما بأن هذا المصرى يعلم تماما عدل عمرو بن العاص ولو شك للحظة واحدة ان عمرو بن العاص ظالم وسوف يعاقبه على ذهابه للفاروق ماراح ولا جاء ولرضى بالصفع على وجهه اتقاء لما يحدث بعد ذلك ...كما نفعل نحن الآن عندما نرضى بالظلم والذل الأقل اتقاء للأكبر اذا شكونا الظالمين الا لله ..وحسبنا الله ونعم الوكيل


فالمساواة بين الناس صورة صادقة للعدل فالناس خلقوا من نفس واحدة فهم بذلك سواسية كأسنان المشط ....... فليس فى شريعتنا ملك يحميه ملكه ولا حاكم يحميه حكمه ولا رئيس تحميه رئاسته ولا ناجى الجمال يحميه جمله


ان ظلم أو اقترف اثما ..ولقد قالها رسول الله (ص) عندما دخل أهل مكة فى الإسلام وأرادوا أن يعفو ا شريفة من حد من الحدود ـ حد السرقة ـ صاح فيهم قائلا ( انّما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد ..وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) علما بأننا ننزه السيدة فاطمة من هذا الفعل فقد سبق القول منالله بطهارة أهل البيت وكذلك كان موقف الرسول من اسامة ابن زيد عندما اراد ان يشفع فى هذا الحد قالله ( أتشفع فى حد من حدود الله يا أسامة ؟ ) منكرا بذلك الشفاعة والوساطة والمحسوبية ليكون ذلك قانونا وشريعة لنا ...وعندما غاب هذا القانون الربانى عنّا غاب الخير كله وغاب الفضل كله وانتشرت الوساطة والمحسوبية والرشوة مما أدى الى انعدام تكافؤ الفرص بين الناس فى كل شىء سواء كانت وظائف او مساكن او ...........


حتى فى المرض والموت . فالفقير يأخذ أخطر الأمراض وأفتكها بجسده ولولا خوف الأغنياء على انفسهم من العدوى لتركوا الفقراء للأمراض والآفات تفتك بأجسادهم ...حتى اذا مات الفقير فى مستشفى لا تستطيع ان تأخذ جثته أو تفرج عنها من المشرحة الا برشوة او وساطة ونحن نرى ذلك كل يوم ...ولا رحمة عند طبيب او موظف او عامل مشرحة او حتى مدير المستشفى ...


وكذلك فى الأعمال ..فلولا خشية الغنى ان الفقير ان جاع لا يستطيع العمل عنده وخدمته لتركه يموت جوعا ومرضا ................

فمن غير المعقول ان يكون احد الناس متخما بالمال واصناف الطعام وجاره ـ فى الوقت نفسه ـ لا يجد ما يتقوى به على معيشته من لقيمات يقمن صلبه ثم ترى المجتمع يعفى هذا الثرى الفاحش من المسئولية عن هؤلاء او كفالتهم مع علمه بظلم الظالمين ..


والطامة انك ترى الجميع يدّعى الإسلام والأنتماء للشرع وربما يصلى ويصوم ويقدم موائد افطار للصائمين فى رمضان .........ولا حول ولا قوة الاّ بالله ...


والحمد لله رب العالمين