الوقاحة الأمريكية ورهاناتنا الخاسرة
بقلم : زياد ابوشاويش
ربما تكون الردود الأمريكية على التساؤلات الفلسطينية بما يخص عملية السلام ووقف الاستيطان صراحة ووضوح لمن كان يعيش في الوهم ويتغافل عن سلوك استمر عقوداً طويلة، لكنها وقاحة بكل المقاييس حين تقارن بما قدمته إدارات البيت الأبيض من وعود بحزبيها الجمهوري والديمقراطي، كما أنها تخاذل يصل حد خيانة الأمانة في العرف العربي حين تتنصل الدولة العظمى من وعودها ودورها المفترض وتعيد المنطقة للمربع الأول.
حضر السيد ميتشل للمنطقة ليبلغ الجانب الفلسطيني أن إدارته لن تفي بالتفاهمات مع الرئيس الفلسطيني حول الاستيطان والدولة الفلسطينية المستقلة وأنها تطلب منه مواصلة المفاوضات من غير شروط أو ضوابط، فهل هناك ما هو أكثر إهانة ووقاحة من ذلك؟
الأمريكيون يطلقون العنان للكيان الاسرائيلي لفعل ما يريد، في الوقت الذي تتسابق فيه الدول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 67 وتدين المواقف الإسرائيلية المتعنتة واستمرار الاستيطان، كما ترفض هذه الدول وهي الأغلبية كافة القوانين التي أصدرتها دولة الاحتلال لتأبيد احتلالها للأرض العربية، فهل يمكن فهم موقف الولايات المتحدة الجديد إلا في سياق سياسة مرسومة وترتبط بتاريخ طويل من العداء لمصالح الأمة العربية وممارسة الكذب والخداع عليها؟ الملفت أن أمريكا تمنعنا من اللجوء للأمم المتحدة، وتقطع علينا الطريق هناك.
الأمريكيون يمنحون ترخيصاً للكيان الصهيوني وحكومته العنصرية للتنكيل بالشعب الفلسطيني وقتل أطفاله كما فعلت في "الرصاص المصبوب" وغيرها من عمليات القتل والتدمير وهذه المرة بصيغة وأسلوب خسيس.
ليس لنا إلا لوم أنفسنا على رهاناتنا الخاسرة وليس أمامنا سوى إعادة الاعتبار لخيارات أخرى تحفظ كرامتنا بالحد الأدنى، ولن يتردد شعبنا في الرد المناسب على الوقاحة، أمريكية كانت أو غيرها...والأرجح أن القيادة الفلسطينية تعلمت الدرس.
المصدر
- مقال:الوقاحة الأمريكية ورهاناتنا الخاسرةالمركز الفلسطينى للتوثيق والمعلومات