الياسين رغم شلله حباه الله عزيمة وإرادة قوية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الياسين رغم شلله حباه الله عزيمة وإرادة قوية

بقلم :د. محمد شهاب

اهنأ أحمد الياسين في جنانك يا معلمنا العظيم، ويا قائدنا الكبير، يا من علمت الرجال كيف تُحمل البنادق، وكيف تحفر الخنادق، وكيف تُهجر الخنادق إلى ميادين القتال، و إلى ساحات الشرف والبطولة.

كم أنت عظيم يا أيها الياسين، فلقد بنيت جيلا قويا متماسكا قادرا على حمل الأمانة من بعدك، يقارع المحتل الجبان، ويسحق أهل النفاق والتخاذل، ويتمسك بالثوابت والحقوق، ويرفض التفريط بشبر واحد من ثرى فلسطين الحبيبة.

يا أيها القعيد، الذي فعلت ما لم يستطع فعله آلاف المتحركين صحيحي الجسد، فأنت الذي أيقظت الأمة، أنت الذي زرعت في قلوب الملايين حب الجهاد والاستشهاد وحب ثرى فلسطين.

يا أيها الشهيد، يا من مضيت إلى ربك مضرجا بدمائك الزكية العطرة، كيف لا وروحك الطاهرة قد صعدت إلى بارئها وأنت تخرج من المسجد بعدما أديت صلاة الفجر وأنت صائما ذاكرا شاكرا لله أنعمه.

فصعب على الكلمات وإن كانت مدادها البحر أن توفي حق الإمام أحمد الياسين، فاليوم نقف في ذكرى استشهاده السادسة وكأنه استشهد بالأمس القريب، فصعب على الذاكرة أن تنسى هذا القائد العظيم مهما كانت ضعيفة.

والله يا شيخنا لقد عجزت الكلمات أن تكتب عنك في زمان الانحدار .. فأنت الذي خرجت جيل المقاومة، وجيل الوفاء، وجيل التحدي والصمود، فأنت شمس أضاءت للمجاهدين طريق الدماء والأشلاء، طريق الشهادة والرحيل إلى دنيا الآخرة بعزة وكرامة.

نم قرير العين يا أبا محمد، فلقد رحلت كشهيد المحراب عمر بن الخطاب، إذ اغتالوك في صلاة الفجر.. ولقد رحلت مثل عثمان بن عفان .. فلقد فارق الدنيا وهو صائم .. ولقد رحلت مثل علي فلقد غدروا به عند المسجد.. فرحمك الله يا فارس الأخلاق والإخلاص، يا رجل البطولة والشهامة ..

فاهنأ في جنانك يا شيخنا فلقد تركت من بعدك رجالا لا يخافون في الله لومة لائم، فخاضوا حروبا تلو الأخرى من بعدك .. وكما علمتهم يا شيخنا العزة والكرامة، فكانوا يرفضون الذل والعار، وواصلوا جهادهم على الرغم من شراسة الحرب وارتقاء آلاف الشهداء .. انتصرنا بصمودنا ورفضنا الانكسار... فنم قرير العين .. يا أبا محمد.. يا قائدنا ويا شيخنا ويا حبيبنا..

وفيما يلي نص الحوار الذي اجراه موقع القسام مع الدكتور محمد شهاب في ذكرى استشهاد المؤسس الشيخ أحمد ياسين ...

ما هي أبرز صفات الشيخ الذي تميز بها عن أي قائد آخر ؟

بسم الله الرحمن الرحمن، الشيخ أحمد الياسين رحمه الله كان يتمتع بكلمة قيادية و يتمتع بالذكاء الحاد، وهو رجل كان ذا فراسة وملهم من الله عز وجل، وحباه الله تعالى الإخلاص ووجدنا فيه الإخلاص والصدق والوفاء، وحاز التوفيق بحمد الله وكان موفقا في كل خطواته وفي تأسيسه لهذه الحركة الربانية، وصدق عهده مع الله ونجح في تأسيس هذه الجماعة بعد عام 67م، واجتاز بها مرحلة المؤسسة القوية الناجحة ودخل بهذه الجماعة وهيأها للدخول للمرحلة السياسية والجهاد في سبيل الله، وقبل أن يشرع بذلك كان يستشير مجلس الحركة و شورتها وكان القرار بتهيئة الحركة، وهيأها للولوج في هذه المرحلة من خلال التعبئة والتحريض حتى أتى أمر الانتفاضة وأعطى الضوء الأخضر لكل قادته في المناطق ليستغلوا أي موقف ولو كان عابرا لصب جام غضبهم والانقضاض على الصهاينة بالحجارة وبأي شيء.

ما دور الشيخ في الدفاع عن المقدسات والقضية الفلسطينية ؟

ونحن في الحديث عن المقدسات والأقصى كانت هناك مسيرات تسير للأقصى للدفاع عن الأقصى وكانت تنطلق من الجامعة الإسلامية .

و على الرغم من شلله إلا أن الله حباه عزيمة وإرادة قوية وأثمرت في نتائج تربية جيل كامل يحب الجهاد ويتفانى في العطاء ونجح في مسيرته وتهيئته للجهاد في سبيل الله عز وجل وبذلك هذا الرجل أقام الحجة على الأصحاء وعلى الأغنياء وعلى القادة والفقراء وأقام الحجة على المعوقين، و بجسده المشلول هز أركان الدنيا والباطل في هذه الدنيا وأحدثت انتفاضة وهذه تنتقل شرارتها والجهاد في سبيل الله ونقل الجهاد في كل العالم الإسلامي التي تتصاعد جذوته يوما بعد يوم .

كان الشيخ يتميز رحمه الله بالجلد والصبر رغم الشلل وأمراض العضال كان يتميز بالصبر والاحتساب سواء على التضحية بوقته و رجل أفنى وأعطى لدعوته . و أعطى كل وقته وكل جهده رغم ما به من أمراض عضال متراكمة، وأحدنا إذا مرض يتحجج ليلغلي ما عنده من ارتباطات

وكان الشيخ رجل يعمل رغم الضغط مألوف محب ما رأيت حتى أعداؤنا كانوا يكبرونه ويجلونه، فهو رجل دين عقيدة وسياسة ورجل تنظيم ورجل علم وإيمان، وفعلا فلقد جدد لفلسطين شبابها وجدد لقضية فلسطين شبابها بعدما فرط فيها المفرطون وكانت عنده الرحمة والمحبة والأخلاق الحسنة والطيبة ، وكل من يجلس عنده أحد إلا أحبه ويغمره بحنانه ورحمته فهذه من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وحباها الله للشيخ أحمد الياسين وكان التوفيق والسداد من الله.

كيف استطاع الشيخ تحمل رحلة السجون رغم أمراضه وشلله؟

في السجن كان هناك الرضا والاحتساب وكان يكبر فوق الألم ويتمتع بالحكمة ،كان يجتمع بالأساتذة والدكاترة ورجال على قدر كبير من العلم، وعندما تطرح الأمور كان رأي الشيخ الرأي الأصوب ، ولهذا هو ملهم، في الإمامة لم يختلف عليه أحد حتى الذين اختلفوا على الحركة لم يختلفوا على إمامته وقيادته .

أولا : من الأشياء التي كان يعتقدها الشيخ ورسخت عنده من معرفته الإسلامية بسيرة الأنبياء والمرسلين، دين بلا جهاد ودين لا شوكة ليس بدين ، وأنه ما فعل بالنبي من إيذاء وطرد وقتل واتهام، فلذلك فقد هيأ نفسه لهذا ونحن عرفنا هذا الطريق ووجدنا ما عرفنا، وما دلنا عليه والتي هي هداية متصلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن الأمر جديدا، وقابل الاعتقالات والسجن وما كل ما لحق بالحركة من فتن وملاحم فكان راضيا مرضيا.

هل اغتيال القادة يؤثر على مسيرة حركة حماس؟

كان واضحا عندما ييأس أعداء الدين من سبل الترويض والمساومة والمفاوضة ووسائل الاعتقال والتعذيب لم يجدوا إلا أساليب القتل والتصفية ويركزون على الرؤوس والقيادات ويظنون بقصف الرؤوس سيكسرون ويستخلصون من الرؤوس الموفقة والمسددة، ولكن الله أعمى بصائرهم.

لم يعلموا أنما كلما حاولوا اغتيال قائد أو إمام ، وأصابوا إمام فإن الله يقبله ويصطفيه من الشهداء وأن الله سيعوض الأمة وهذه الجماعة بعشرات إن لم يكن مئات من القادة والرؤوس الموفقة والمسددة ، وأن له الحياة الآخرة و بشهادته ستحيى أجيال ستكون نور على أجيال بأكملها.

وهذا ما حدث عندما اغتال الصهاينة مهندسا من القسام، أتى بعده مهندسا آخرا يحمل الراية من بعده ووفقه الله عز وجل.

فشيخنا رحمه الله قد ربى رجالا قادة، وإن كنا نألم لفراق جسده ولكن ما عند الله خير وأبقى، ونحن جماعة لا نبدأ من الصفر بل من هذا الإرث العظيم، الذي خلفه لنا هؤلاء القادة لنمضي أقوى صبرا .. وإيمانا وتحملا على مواصلة هذا الطريق.

كلمة توجهها إلى الشعب الفلسطيني في الذكرى السادسة لاستشهاد الشيخ ؟

ثقوا أن الشيخ لم يمت هو حي يرزق بنص القرآن الكريم وأن الله اصطفاه رجل صدق الله فصدقه هو منهم بإذن الله رب العالمين و يكفي أن حكومة الاحتلال كانوا ينتظرون لحظة بلحظة اغتيال الشيخ وأفرغوا غيظهم بهذا الشيخ بصواريخ الحقد، ولم يعلموا أن الأجيال التي رباها الشيخ على العهد لا تقيل ولا تستقيل، وكلما فعلوا هذه الأفاعيل بالإسلام فإن النصر يقترب والشيخ رحمه الله قد جمع بين مداد العلماء ودماء الشهداء والله نسأل أن يجمعنا في مستقر رحمته. .