بخصوص رفض الحكومة تسجيل 500 مستحضر دوائي مصري

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

القاهرة في 5 يناير 2006

عناية الدكتور / حمدي حسن

عناية الدكتور / جمال قرني

تحية طيبة وبعد ،،،

بداية نود أن نهنئكم بحصولكم على مقاعد في البرلمان, آملين أن تكون خطوة في إثراء الحياة السياسية وخطوة في طريق نهضة حقيقية لمصرنا الحبيب في جميع المجالات.

وأود أيضاً أن أعرفكم بمجال عملي كمدير إقليمي للشرق الأوسط – شركة لندبك للأدوية, حيث تعتبر من الشركات الرائدة في العالم في مجال صناعة الأدوية, بجانب دورها في دعم المرضى النفسيين على مستوى العالم عن طريق دعم لمشروعات بحثية علمية في مجال صناعة الدواء.

ولحرصي الشديد على تطوير صناعة الدواء في مصر ورغبة مني في استثمار جهودكم الأكيدة في التنمية والنهضة ونظراً لخبرتي الطويلة بهذا المجال في مصر وخارج مصر, اسمحوا لي بالتحفظ على طلبات الإحاطة التي أعلنتم التقدم بها لوزير الصحة الجديد بخصوص رفض الحكومة تسجيل 500 مستحضر دوائي مصري تحت ضغوط من شركات أمريكية.

وهذا التحفظ له وجهتين:


الوجهة الأولى: من الجانب الأخلاقي

حيث أن صناعة الدواء تستلزم العديد من الأبحاث المكلفة جداً تصل في المتوسط إلى 800 (ثمانمائة) مليون دولار وبالتالي فلها حقوق ملكية كفلها النظام العالمي والعرف السائد لمدة 20 عاماً , بعدها يحق لأي شركة استخدام الأبحاث ذاتها في صناعة الدواء. وهو ما يوجب علينا أخلاقياً الالتزام بهذه الحقوق وعدم التعدي على ملكيتها من قبل أي شركة حتى لو كانت مصرية سواءاً كانت حقوق الملكية تخص لشركات أمريكية او غيرها.

ونحن في غاية التأكد بأنكم لا تقبلون التعدي على حقوق الملكية لأي شركة أو فرد سواءاً كان من المسلمين أو من غير المسلمين.


الوجهة الثانية : من الجانب الاقتصادي

أن مستقبل صناعة الدواء كصناعة استراتيجية لا يمكن بناؤه بالطريقة التي تقوم بها بعض الشركات المحلية عن طريق نقل الأبحاث بطريقة غير مشروعة ثم استيراد المواد الخام وتعبئتها في مصر بجودة منخفضة وذلك للأسباب الآتية :

- نقل الأبحاث بطريقة غير مشروعة يعني عدم وجود كوادر علمية قادرة على البحث والتجربة والخطأ وعدم وجود ميراث علمي فكري لدى العاملين بهذا المجال , وهو ما يؤثر على مستقبل الصناعة في مصر.

- استيراد المواد الخام يعني عدم استقرار للصناعة إذا تم وقف الاستيراد لأي سبب من الأسباب سواء كانت ظروف عامة في المنطقة أو أسباب تخص المصدر نفسه , مما يدل على تبعية هذه الصناعة وعدم استقلالها. ومنطق الاستيراد دائماً هو أنه خطوة للتصنيع الفعلي وليس لمجرد التجميع

- ضعف جودة التعبئة وعدم وجود معايير عالية في التصنيع لدى الشركات المحلية يؤثر سلباً على جودة الأدوية وبالتالي على استفادة المريض من العلاج واحتمالات أعلى للآثار الجانبية.

- اختيار كثير من أصحاب شركات الأدوية المحلية لتصنيع أدوية غالية الثمن بأسعار تقل قليلاً عنها, وباعتبار انخفاض تكاليف التصنيع نظراً لعدم وجود استثمارات في أبحاث الدواء فإنهم يحققون أرباحاً طائلة حيث أن الأدوية البديلة ليست رخيصة وبالتالي ليس الهدف هو توفير دواء بسعر مناسب للمريض. مع ملاحظة أن 97% من الأدوية مصرح بتصنيعها من قبل أي شركة نظراً لانتهاء فترة الحفاظ على حقوق ملكيتها, أي أنه يمكن الاستثمار فيها وإيجاد بدائل لها بأسعار أرخص ولكن هامش ربح أقل وهو ما لا يريده أصحاب شركات الأدوية المحلية.

- تشجيع مثل هذه الثقافة لدى رجال الأعمال والمستثمرين سوف يعكس صورة سيئة لمناخ الاستثمار في مصر وهو ما سيؤدي بدوره إلى توقف تدفق الاستتثمارات الأجنبية من السوق ، علماً بأننا في حاجة إليها لخلق فرص عمل وتقليل البطالة .

وإننا إذ نرسل إليكم هذه الإيضاحات تعاوناً معكم لتحقيق الرخاء والنمو والإصلاح المنشود فإننا نتشرف بتحديد موعد لزيارتكم ومناقشة النقاط السابقة.

وتفضلوا سيادتكم بقبول فائق الاحترام والتقدير ،،،،

د/ مراد محمد محمد علي

المدير الإقليمي للشرق الأوسط

شركة لندبك للأدوية .