بوش وسنوات الفشل "بالحذاء"!!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

بوش وسنوات الفشل "بالحذاء" !!

بقلم / محمد السروجي

الحزاء.png

منذ شهورٍ وأنا أحاول الكتابة عن رحيل الرئيس الأمريكي بوش تاركًا خلفه رصيدًا كريهًا من الحرب والظلم والدمار لكل بلدان العالم؛ بما فيها أمريكا نفسها، وكذا مدى الفشل الذي لحق بمشروعه الرسولي "الصهيوأمريكي" في المنطقة رغم الكلفة العالية التي أهدرها المحافظون الجدد لإنجاح هذا المشروع من مليارات الدولارات التي أُنفقت، وملايين الأرواح التي أُزهقت.

ولم يخطر ببالي أن تكون النهاية بهذا القدر من المذلة والانكسار لرجلٍ أجمع أصدقاؤه قبل خصومه على أنه أسوأ رئيسٍ حَكَم أمريكا، وكان المشهد الذي رآه العالم على الهواء مباشرةً عندما قذفه مراسل قناة (البغدادية) بحذاءيه في رسالةٍ تعبِّر عن مدى الغضب والكراهية التي تحملها شعوب المنطقة والعالم لرجلٍ يراه البعض مجرم حرب من الطراز الأول، وأكدت استطلاعات الرأي أنه ثاني أخطر رجل "بعد بن لادن" جعل العالم أقل أمنًا.


المشهد يحمل دلالات ويطرح تساؤلات تناولها الإعلام الأمريكي صباح الإثنين 16/12/2008م، حين تساءل:

"ألم تكن أسلحتنا في العراق كافيةً لصد الحذاء العراقي؟! كيف تم وصول صحفي بهذا الفكر إلى هذا المكان؟!- المنطقة الخضراء الأكثر تحصينًا في المنطقة العربية وكم الإجراءات الأمنية المصاحبة- أليس هذا دليلاً على هشاشة الأمن الأمريكي وترهُّل مؤسستنا الاستخباراتية التي طالما وصفها بوش بأنها غرَّرت به فتورَّط في حرب العراق؟! لماذا يكرهوننا؟! وما هي دلالات كلمات منتظر الزيدي حين صرخ بأعلى صوته وهو يُلقي بالحذاء الأول في وجه بوش قائلاً: "هذه هي قبلة وداع الشعب العراقي لك أيها الكلب"، وأضاف مع إلقائه الحذاء الثاني: "وهذه من الأرامل والأيتام والأشخاص الذين قتلتهم في العراق"؟!.

وما هي دلالات إصابة الحذاء للعلم الأمريكي المُعلَّق خلف بوش؟! ألم يكن الموقف مشابهًا لما رتَّب له بوش عند إسقاط تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس عام 2003م (الضرب بالحذاء)؛ يعني أن هذه بتلك؟! هل هي مصادفة أن يكون يوم الذلة لبوش ومشروعه الصهيوأمريكي هو يوم البهجة والعزة والكرامة لمئات الآلاف في غزة الذين كانوا يحتفلون بالذكرى الـ21 لتأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس؛ يشاركهم الملايين على شاشات التلفاز؟!

ومع ربكة الحدث لكنه لم يَخْلُ من التعليقات العربية الطريفة؛ فقد رأى البعض أن إلقاء الحذاء على رئيس أقوى دولة في العالم يُنبِئ عن أن الحرب العالمية المقبلة ستكون بالأحذية، في حين رأى البعض الآخر أنه لمزيدٍ من الاحتياطات الأمنية مستقبلاً ستعقد الندوات الصحفية دون أحذية؛ حتى لا تتكرر الحادثة، وبالطبع لم يترك رجال المال والأعمال الحدث يمر دون إفادة مالية؛ حيث تسابقت شركات السيارات إلى عرض إعلاناتها قبل عرض شريط الرمي بالحذاء دلالةً على الإقبال الخفير على مشاهدة الحدث!.

عمومًا.. رغم الجولات المتكررة التي نفَّذتها الفاشلة رايس أملاً في إحياء جسد السلام الميت وتحسين صورة بوش الكريهة، إلا أن الحذاء فرض نفسه على المشهد لتكون نهايةً مناسبةً لمجرم حرب.


المصدر : نافذة مصر