بين الحق الفلسطيني والنهب اليهودي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بين الحق الفلسطيني والنهب اليهودي

بقلم: أ. عمر التلمساني

مركز الدراسات التاريخية ويكيبيديا الإخوان المسلمين

مقدمة

الأستاذ عمر التلمساني

هناك حقيقة لا يمتري فيها أبلهان: وهي أن الحق الفلسطيني المنتهب، لم ولن تستعيده إلا الوحدة الإسلامية الفعالة المخلصة، وليكن معلومًا أن الحق الفلسطيني لم تنهبه إسرائيل فهي أتفه من أن تقوى عليه، لولا مساندة أمريكا وروسيا والعالم الصليبي، لا حبًا في إسرائيل، فموقف المسيحية من اليهود منذ القدم واضح ومعروف، ولكن تخطيطًا لضرب الإسلام في أمنع مواقعه.

وبعيدًا عن التاريخ، القريب، والحديث، يجمل بنا أن ننظر إلى واقع إسرائيل اليوم، وحلفائها من الشرق والغرب، لنتبين بوضوح، هل يمكن أن يكون للسلام والهدوء والأمن والاستقرار، وجود في هذه المنطقة، منطقة الشرق الأوسط مهما قدم لهم من ضمانات وتنازلات وعهود واعترافات، أم أنهم، ومن يتبعونهم، لا إربة لهم إلا النفوذ إلى قلب العالم الإسلامي، ليقفوا عليه بكل وسائل الخبث التي يتقنونها إلى أبعد الحدود.

دعونا من مؤتمر بازل سنة 1897م، ودعونا من وعد بلفور سنة 1917م، ودعونا من تزويد اليهود النازلين في فلسطين بكل أنواع الأسلحة وتجريد أهل فلسطين من كل الأسلحة، دعونا من هذا كله وتعالوا ننظر إلى إسرائيل ونصرائها من أمريكان وروس وغيرهم؛

ننظر إلى تصرفاتهم وأقوالهم لنرى هل حقًا تريد إسرائيل ومن يعينونها سلامًا في هذه المنطقة، أم أنهم جميعًا لا يريدون إلا القضاء على دين، ظلوا يكيدون له منذ قيامه إلى الآن، ﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُوا﴾ (البقرة: 217)، وما أدق القرآن، شأنه في كل شيء، عندما يعبر عن مقاومة اليهود ومن إليهم بكلمة (يقاتلونكم) بدلا من يقاومونكم، ويعادونكم أو يظالمونكم!!

ما يزال أعداء الإسلام يقاتلون المسلمين منذ مكة وبدر وخيبر وحنين وعين جالوت وحرب سنة 1914م إلى دير ياسين وحرب سنة 1967م هذا رأيهم وهكذا سيظل شأنهم حتى يردوا المسلمين عن دينهم إن استطاعوا ولن يستطيعوا بفضل من الله ونصره وعونه.

كارتر وحقوق الإنسان

يتحدث كارتر عن حقوق الإنسان ويبكي على ضياعها، ويعلم ما يفعله اليهود اليوم بالمسلمين من سلب ونهب وتشريد وفتك وتعذيب في سجون إسرائيل، فماذا فعل؟؟ لا شيء إلا الصمت العميق إن لم يكن الرضا العجيب ثم يستيقظ ضميره المفعم بحب حقوق الإنسان، يوم يقتل أفراد من يهود في سيارة عامة؛

فبدا الحزن على وجهه ويقول أن هذا عمل غير إنساني، ويقر بصحة ما يفعله اليهود في جنوب لبنان، ومع ذلك ما تزال تُبنى عليه الآمال في الانتصار لحق المسلمين، ونُضفي عليه من الصفات والنعوت ما الله أعلم بحقيقته ودوافعه.

وستالين وخروشوف وبدجورني وبريجنيف.. ألم تتوال تصريحاتهم بالوقوف إلى جانب الحق العربي .. هذا قولهم .. أما فعلهم فإرسال الشباب اليهودي المثقف المدرب إلى إسرائيل تقوية لها، وحبسهم السلاح عن المسلمين ليدافعوا به عن أنفسهم، ومنعهم الحكم السابق عن المبادرة بالهجوم حتى وقعت كارثة 1967م، وما يزال طائفة من بني مصر ينادون بالصداقة الشيوعية ويعملون على ترويجها وترسيخها في ديار المسلمين، ولو اقتضاهم الأمر التنكر لكل مصالح وطنهم ومواطنيهم.

ويطالب الحلف المركزي بانسحاب إسرائيل من جميع الجبهات والاعتراف بحقوق الفلسطينيين والصحف التي أسقطت نيكسون تهاجم استخدام إسرائيل للقنابل المحرمة وتنشر صحف يوم 21/4/1978 أن أثرتون المندوب الأمريكي المتجول يزور القاهرة ولا يزور إسرائيل؛

ويعترف وايزمان الوزير الإسرائيلي في صحف نفس التاريخ بأن إسرائيل أخطأت عند استعمالها القنابل المحرمة في جنوب لبنان، وبنفس التاريخ تندد يوغوسلافيا أي صديقنا السيد تيتو بتفسير إسرائيل لقرار مجلس الأمن 242 سنة 1967 ويكتب سياسي ألماني غربي أن مبادرة السلام كشفت عن نوايا إسرائيل.

ويقول متحدث أمريكي في صحف 22 أبريل أن إنشاء المستوطنات الإسرائيلية الجديدة وتأمل في كلمة الجديدة هذه خطأ يعرقل مجهودات السلام وتأمل كذلك كلمة خطأ لا أكثر ولا أقل وبنفس الصحف والتاريخ يأمل ويزمان في استئناف المحادثات بينه وبين مصر؛

كما أن يهود أمريكا يؤيدون حركة السلام في إسرائيل، وبنفس التاريخ يزورنا أثرتون السفير الأمريكي المتجول مصرحًا أنه لا يحمل اقتراحات جديدة ويقول السكرتير العام للأمم المتحدة أن الموقف في الشرق الأوسط متوتر ومعقد للغاية وفي صحف 24 أبريل تدرس الحكومة الأمريكية صيغة إسرائيلية جديدة لكسر الجمود في الشرق الأوسط وبنفس التاريخ والصحف يدعو كارتر بيجين للاجتماع به في واشنطون.

ويعلق وزير خارجيتنا في صحف الثلاثاء 25 أبريل سنة 1978 بعد اختتام محادثاته مع أثرتون أنه لا تغيير في الموقف الإسرائيلي ويصرح ديان في تل أبيب قبل سفره إلى أمريكا "صحف الخميس 27 أبريل 1978" أن إسرائيل تفضل عدم الحصول على الطائرات الأمريكية الجديدة إذا أصرت الحكومة الأمريكية على بيع الطائرات المتطورة المقاتلة لمصر والسعودية وللعلم فهذه الصفقة خاصة ببيع أمريكا لمصر والسعودية وإسرائيل طائرات مقاتلة حديثة وعندما قيل أن مجلس النواب الأمريكي لن يوافق على بيع الطائرات لمصر والسعودية يكون تهديد كارتر المريع؛

كارتر صاحبنا المخلص، يهدد بأنه سيلغي الصفقة كلها بما فيها إسرائيل أيها القارئ ماذا تخسر إسرائيل لو ألغيت هذه الصفقة؟؟ بعد أن دججها العالم الصليبي كله بالأسلحة المجانية من قمة رأسها إلى أخمص قدمها إنها لا تخسر شيئًا، ولكن الذي يخسر هو العالم الإسلامي، فأنعم به وأكرم من تهديد نبيل ومن عاطفة إنسانية عادلة؟؟

وحسبي هذا معكم يا دول المسلمين، ما تقرأونه وتمارسونه وتدرسونه وتعرفونه ثم أنتم بعد ذلك على ما أنتم عليه، هذه مواقفكم إما أنها داء عضال لا برء للمسلمين منه وإما إنها غضب من الله على المسلمين حكامًا ومحكومين بسبب ما يعيشون فيه من تبديل بل وتنكر لكل ما أمر الله به.

الحق والباطل

هل بلغت البلاهة بنا إلى الحد الذي أصبحنا لا نتبين به الفرق بين الحق والباطل، بل بين الخطأ والصواب وبين الصدق والكذب، إنَّ أمريكا لما أجمعت بخطر القواعد الذرية الروسية في كوبا تحركت، فانكمش الدب الروسي هاربًا مذعورًا ولما أحست بخطر الغزو الثلاثي سنة 1956 على مصالحها .. مصالحها هي فقط تحركت فانسحبت الدول الثلاث، إنجلترا وفرنسا وإسرائيل، محتسبة الملايين التي أنفقتها في تلك الحرب قربانًا لرضاء الأمريكان وأمريكا التي تتظاهر بصداقتنا، وبريطانيا وفرنسا اللتان تناديان بأحقية فلسطين فيما تطلب؛

وروسيا التي تزعم مناصرتها للمسلمين كل هذه القوى تستطيع أن تفعل شيئًا بوقف إسرائيل عند قدرها ولكنها لا تفعل متعمدة، وتمضي إسرائيل في إنشاء المستوطنات بين احتجاج الدول الغربية والشرقية وغضب أمريكا فلا يردعها الاحتجاج ولا يوقفها الغضب لأنها على ثقة قاطعة من نتيجة هذه الثورة الصفية الكلامية إن لم تكن هذه الظاهرة تخطيطًا آثمًا بين الجميع لتخدير المسلمين تخديرًا يؤدي بهم إلى عدم الاحتياط من ضربة غادرة مفاجئة قاضية.

وفي هذا الوقت الخطير المنذر بأفدح الأخطار قلِّب الطرف بين أرجاء الدول الإسلامية فماذا ترى؟؟لا ترى إلا مواقف حزينة محزنة مؤذية مخجلة على خلاف عسكري بينها:بين المغرب وموريتانيا وليبيا على نفس الحال بينها وبين تونس ومصر وسوريا على مثل الحال بينها وبين العراق واليمن الجنوبية تأخذ نفس الصورة بينها وبين السعودية وعمان تجنح إلى مثل هذه الصورة بينها وبين إمارات الخليج وإندونيسيا وباكستان وبنجلاديش وأفغانستان في شغل كامل عن العالم الإسلامي

فماذا بقي للعالم الإسلامي يحتمي به ضد الغول الصهيوني المصمم على ابتلاع الجميع، وخالد الحسن يهاجم ياسر عرفات في منظمة فتح، وبدأ الكتاب يهاجمون الجامعة العربية ويعترضون على مؤتمرات القمة الإسلامية ويعلن الملك حسين ملك الأردن أن السلام الدائم والعادل في الشرق الأوسط أصبح بعيد بسبب تعنت إسرائيل وضعف العرب وتفككهم؛

ويزيد الطين بلة أن بيجين ما يزال يواصل سياسة التعنت فينتهز موقف الدول الإسلامية من بعضها البعض وهذه هي فرصته المبتغاة ثم يبلغ بنا الفهم أو القصد إلى الحد الذي يرضى فيه كاتب مسلم لنفسه ودينه ووطنه أن يكتب في إحدى الصحف بعد عودته من موسكو أن روسيا تحرص على تحسين علاقتها مع القاهرة ووقف الحملات الإعلامية بين البلدين لتحسين العلاقات ..

أية علاقات بيننا وبين هذه الدول بعد ما قيل وكتب وفعل؟ ماذا نسمي مثل هذه الكتابة بعد ما شرح رئيس الدولة كل الأفاعيل والمكايد المردية الروسية ضد مصر لصالح إسرائيل.

أمريكا والفلسطينيون

وتتوج مواقف الغرب والشرق ضد فلسطين المنكوبة بتلك القيادات المتناحرة بما جاء في صحف الجمعة 28 أبريل 1978 من أنَّ لجنة العلاقات الدولية التابعة لمجلس النواب الأمريكي قد وافقت على تعديل في مشروع قانون المساعدات الخارجية يقضي بمنع لجنتين تابعتين للأمم المتحدة تساندان منظمة التحرير الفلسطينية من استخدام الأموال الأمريكية.

هما: اللجنة الخاصة بحقوق الفلسطينيين ولجنة ممارسة الحقوق التابعة للشعب الفلسطيني أما البلايين التي تنفق لتدليل إسرائيل وتقويتها وتدعيمها وإعانتها على اعتداءاتها على المسلمين، فشيء لا يستحق النظر أو البحث، ماذا تنتظر الدول الإسلامية بعد ذلك؟

أيتها الدول الإسلامية هذا هو موقف الشرق والغرب منكم وهذه هي الآمال التي تعلقونها على أولئك الناس، ذوي الضمائر الحية والمشاعر السامية .. أنا أؤمن بأنكم تدركون ذلك وتعرفونه حق المعرفة ولكنكم تتوهمون أنكم ضعاف وأنه لا حيلة لكم إلا الدوران في فلكهم وأنتم موقونون بسوء نواياهم وخبث مقاصدهم وهذا هو السر الوحيد الذي يسود هذه المنطقة من شعور بالضعف والوهن .. ولا عمل للخروج من هذا الضعف ولا النجاة من هذا الهوان أنتم وربي فوق هذا كله ولكن من يهن يسهل الهوان عليه.

إن قوتكم في وحدتكم،إن ارتفاع أسهمكم في نبذ هذا التناحر فإن لم يمكن التخلص منه نهائيًا فلا أقل من تأجيله إلى حين ولن يضير هذا مراكزكم ولا حكمكم ولا سلطانكم إنكم إذا أوقفت هذا التناحر بينكم فمن السهولة كل السهولة أن تحلوا ما بينكم وبين بعضكم البعض من قطيعة وتوجس وتربص ..

جربوا أيها الحكام المسلمون تحكيم دين الله دينكم فيما بينكم جربوا مرة واحدة الصلح مع الله واللجوء إليه بدلاً من هذا التخبط إلى الشرق مرة وإلى الغرب مرة أخرى جربوا فإن لم يصلح حالكم فعودوا وسيرتكم التي أنتم عليها اليوم إنَّ الله ليس بغافلٍ فإن ظللتم على ما أنتم عليه سينغص عليكم حياتكم ولن تستمتعوا مطمئنين بما تحرصون عليه من حكم وسلطان.

استعينوا بربكم فهو وحده، ﴿لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ﴾ (الرعد: 14).

المصدر

للمزيد عن الأستاذ عمر التلمساني

روابط داخلية

كتب متعلقة

مقالات وملفات متعلقة

رسائل الأستاذ عمر التلمساني

.

مؤلفات الأستاذ عمر التلمساني

متعلقات أخرى

وصلات فيديو