تطبيق شرع الله

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فهرس الكتاب

فلتدبر لنا المؤامرات ولتبذل الجهود فى محاولة الصد عن سبيل الله ولتفعل بنا القوى الظاهرة والمحركة لها ما تشاء فليست هزيمة الداعية فى مطاردته واستغلال ضعفه ولكن هزيمته يوم أن يشك فى صدق وعود الله أو ا لتفكير فى ترك ما عاهدو الله عليه يوم أن بايع على الوفاء لدعوة ا لله .

ستظل هذه البيعة قائمة ومتجددة لا تحديا لأحد ولا تدليلا على وجود تنظيم كما يزعمون ..

إن كل أخ يبايع أخاه علىا لمضى فى سبيل الله لا ترهبه قوة ولا يقعده سلطان لأن الله هو الذى بايعناه فإن استطاعت القوة أن توقفنا عند حد معين فإنها أعجز وأعجز من أن تحول بين القوى القادر وإنفاذ مشيئته { وما تشاءون إلا أن يشاء الله } . وكل شىء عنده بمقدار . ولهذا وضع الامام الشهيد المصحف بين سيفين وسيبقى هذا الشعار ما بقى على الارض أخ من الاخوان المسلمين لأنهم يؤمنون بضرورة حماية العقيدة من الذين يحاولون النيل منها والاعتداء عليها ..

أنها حمايه بالقوة للدفاع فقط لا للاعتداء فمن العجب حقا أن ينكر الناس حق المسلم فى حماية نفسه ووطنه وعقيدته أم أن القوة حلال لكل إنس وجن وحرام على الاخوان دون غيرهم إن قيادة ا لاخوان لم تأمر طلبة الجامعة يوما بضرب مخاليفهم فى الرأى أما السادات ومن قبله ـ رحمنى ورحمهم الله ـ فقد طلبوا من أتباعهم فى الجامعة أن يضربوا إخوانهم الجامعيين ورغم ذلك فلم يجرؤ طالب منتم الى أى حزب أن يمس واحد ا من الطلبة الداعين لدينهم لأنه يعرف حجمه وحجمهم والنتيجة التى تترتب على ذلك !

وإذا عرضنا لقول الامام الشهيد ( نحن حرب على كل زعيم أو رئيس أو هيئة لا تستجيب لدعوتنا وسنعلنها خصومة لا سلم فيها ولا هوادة حتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق ) فإننا نرى خصوم الدعوة سلخوا هذهالعبارة سلخا من بين خطب الامام وأحاديثة ورسائله كمن يقول { ولا تقربوا الصلاة } ثم صدق الله العظيم .

إننا نعلم أن ا لقرآن يكمل بعضه بعضا ولا يناقض بعضه بعضا فمن أراد أن يستخرج حكما إما أن يستند الى آية واحدة دون غيرها فى الباب الذى يطرقه فهو أ ضر علىالدين من جهلة القرآن والحديث ، إن دعوة الاخوان قامت تنادى بكتاب الله وسنة رسوله بأسلوب الدعوة الهينة والكلمة اللينة والحجة المبينة فليس من المعقول أن يناقض المتمسك بهذه التعاليم نفسه داعيا الى العنف والارهاب إنما هى الأساليب اللغوية من كناية واستعارة ومجاز وتشبيه .. وكل ما جاء فى علوم البلاغة فنحن حرب على من يخالف الكتاب والسنة حرب بأقلامنا وألستنا وجهودهنا وهى حرب فعلا وقد تكون أفتك من الرصاصة والقنبلة . ثم ليس لدينا مدافع وطائرات حتى نقاوم الشرطة والأمن المركزى والجيش وحتى لو كان هذا فى أيدينا فلن يوجه الى صدور المسلمين ولكن الى قلوب أعداء المسلمين . المعتدين منهم والباغين .

ولو أنك استمعت الى صعيدى مثلا يحقق معه فى قضية ضرب عادية لسمعته يقول : “ جتلنى جتلته “ أى ضربنى ضربته ولكن ما حيلتنا فى من يقول عن شراب اللوز أنه “ منقوع الطرابيش “ وهل من يقول “ سأخرص خصمى “ يريد بذلك أن يقطع لسانه ليكون أبكم ؟ فهم غريب إنها ا لحمية الطاهرة والرغبة الملحة فى نشر الدعوة الاسلامية تحمل علىا لحماسة فى التعبيرات .. ألست معى فى أ ن كلمة “طيب “ تخرج من فم المتحدث ولها معان متباينه كل التباين ويعطيها المعنى المقصود النبره التى تخرج بها هذه الكلمة ا لرقيقة قد تكون كلمة “ طيب “ موافقة وقد تكون استخفافا وقد تكون تهديدا .

إن الامام الشهيد قام يدعو الى تطبيق شرع الله فى كل ناحية من نواحى الحياة وألا يخرج أى تصرف عن هذه التعاليم وشرع الله ينكر الدكتاتورية من أساسها . بل ويحاربها هل بعد قول الله { من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } من قول ؟ وإذا كان الله جل علاه ينهى النبى صلى الله عليه وسلم عن إكراه الناس على الدخول فى الاسلام { أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين } هل بعد هذا الوضوح عند داعية يدعو لله بهذه المثل يمكن القول أن حسن البنا يريد أن يفرض دكتاتورية إسلامية ؟ وهل يقبل عقل مسلم أن يجمع بين الايمان بالدكتاتورية درع الظالمين الأشرار بالشورى التى يدعو الاسلام عليها دعامة الأطهار الأبرار ؟.

“ وليس يصح فى ألأذهان شىء إذا احتاج النهار الى دليل “ سيظل خصوم الاسلام على هذه الشائعات والأباطيل تشوبها لحركة الاخوان المسلمين التى تفزعهم وتقض مضاجعهم وتسبب لهم “ ارتباكا “ فى أذهانهم أما نحن الاخوان المسلمين فلا ندعى أننا وحدنا أصحاب الاسلام ولكننا من بين دعاته والذى يطيب نفوسنا بأننا على الحق نقمة الصليبية والصهيونية والشيوعية علينا وحدنا دون غيرنا من الجماعات الاسلامية فى كل أرجاء العالم .

أننا نقول بأعلى صوتنا وأوضح عباراتنا إننا دعاة للعودة الى تعاليم الاسلام الصحيحة فنحن أجناد لكل من يدعو الى ذلك نتبعه ونؤيده ولا نريد أن نكون رؤساء له أو زعماء . وكم فرحنا لما لجأت الأحزاب كلها عند الدعاية ا لانتخابية أن تجعل على رأس برامجها تطبيق الشريعة الاسلامية . وسيرينا القريب العاجل هل كان هذا دعاية انتخابية أو قناعة حقيقية وسيكشف هذا للرأى العام فتعرف ا لأمة كلها من ا لصادق الذى تحمل كل المتاعب فى سبيل هذا الهدف ومن غيره الذى لا يذكر الاسلام إلا عند حاجته الى تأييد شعبى . وإذا كان هذا هو مذهب الأحزاب حقيقة فما بال بعض صحفها لا تدع يوما يمر دون أن تلحق بالاخوان ما يسوء ولايسر . إن مجا ل القول فى هؤلاء الناس طويل وفسيح ولكن الاخوان لا يضيعون أوقاتهم فى الرد على مثل هذه ا لترهات ولا يحبون أن يخرج من بين شفاههم أو أقلامهم لفظ نابى أو جارح حتى ولو كان ذلك حصنا لهم أو دفاعا عن نفس ، إننا حريصون على أن نكون خير ابنى آدم { لئن بسطت الى يدك لتقتلنى ما أنا بباسط يدى إليك لأقتلك } ..

هذا موقفنا مع الناس جميعا لا نبدأ احدا بشر ولكن إذا هوجمنا واعتدى علينا بلا مبرر فقوانين السماء والأرض تبرر لنا الدفاع الشرعى عن أنفسنا لا عن طريق فتنة تأتى على الأخضر واليابس ثم تقضى على الجميع ولكن كما قال الامام الشهيد ( نستعين عليهم بسهام القدر ودعاء السحر ) ويالها من أسلحة فتاكة ثبت فعلها ولكن أكثر الناس لا يفهمون إنما يؤمن بآيات الله الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا خشعا وسبحوا بعظمة ربهم وقدرته ثم لا يتعالون عليها ولا يستكبرون .

والدليل على ذلك أنه لما صدرت مجلة النذير فى مايو 1938 معلنة بدء الكفاح السياسى للإخوان المسلمين فى الداخل والخارج علم الناس جميعا أننا نكافح ونناضل كفاحا ونضالا سياسيا لا إجراميا ولا إرهابيا ويوضح هذا أن كفاحنا لا يقتصر على وطننا ولكن فى داخل البلاد وخارجها وما اظن أبله يمكن أن يتصور أننا سنحارب بالمدفع والطائرة أمم العالم أجمع ولكنها الدعاية والاعلام بكل وسائله .

هل يمكن لعاقل أن يتصور الاخوان المسلمين يحاربون أمريكا وروسيا ألد أعداء الاسلام وأقوى دول العالم كاديا على الارض . ما بال الناس !! كيف يقدرون وكيف يحكمون إنها لا تضل العقول ولكن التعصب الأعمى وغيبة العقل المخلص تدفع بأصحابها الى هاوية ما لها من قرار إن كل ما نطلبه من خصومنا هو الانصاف إن كان له اليوم من وجود .

القانون حكم بيننا وبين الناس فإذا أجرى تحقيق عادل غير موجه ولا مؤثر عليه وتثبت أدلة وأدلى باعترافات خالية من الاكراه والتعذيب فهنا يمكن لكل قائل أن يقول ما يشتهى من القول والدليل الى جانبه . فليدع المتجنون هذه الافتراضات وهذه المقولات و الشائعات فإن الله لا يصلح قول المفسدين ولا أعمالهم " والله من ورائهم محيط " وكفى بالله وليا " " وكفى بالله نصيرا " .

وسيرى القارىء فيما يلى إن شاء الله إن كان الامام الشهيد يؤمن بالديمقراطية أم لا وسيرى كذلك منهج الامام الشهيد للوصول الى الحكم لا لذات الحكم ولكن لاصلاحه .

وأبادر فأقول إننا جند وأعوان لكل من يبدأ فى تطبيق شرع الله بدءا متئدا عاقلا ورزينا يقدر لقدمه قبل الخطو موضعها حتى لا يكون التسرع والحماس سببا فى تشويه تطبيق التعاليم ا لاسلامية كما أرادها الله ورسوله .


فهرس الكتاب