تهنئة المرشد العام بعيد الأضحى المبارك

(31-01-2004)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
جاء العيد، والعيد دائمًا فيه فرحة، وخصوصًا لأنه عيد يأتي بعد أداء فريضة؛ عيد الفطر يأتي بعد أداء فريضة الصيام، وعيد الأضحى يأتي بعد يوم عرفات، وفيه تغفر الذنوب، فالحمد لله على نعمة الإسلام، الذي جمعنا على هذا الدين، وجعل لنا فيه عيدًا.
وبهذه المناسبة أتقدم بخالص التهنئة لجميع المسلمين على الساحة العالمية بعيد الأضحى المبارك، عيد التضحية والفداء، هذا العيد الذي يذكرنا دائمًا بأن نكون على أهبة الاستعداد لفداء هذا الدين وهذا الوطن بكل ما نملك؛ بالنفس، والمال، والولد.
أكرر تهنئتي للعالم الإسلامي، ولكل المسلمين في أنحاء العالم، وكل عام وأنتم جميعًا- أيها الأحباب- بخير، وأخص بالتهنئة أحبابي وإخواني (الإخوان المسلمين)، الذين حباهم الله وأكرمهم بأن يحملوا هذه الرسالة في هذا العصر، يحملوها بحقها؛ عقيدةً، وشريعةً، وحياةً، يحملونها بعد أن تخلى عنها كثير من الناس. فهذه نعمة كبرى أيها الإخوان، احفظوها واذكروا نعمة ربكم عليكم بأن تكونوا دائمًا حيث أمر الله، وحيث يحب رب العالمين، فالعبء ثقيل، والأمانة كبيرة، ونسأل الله تعالى أن يعيننا عليها.
ولن نستطيع أن نحمل هذه الأمانة، إلا إذا كنا على مستوى المسئولية، ونكون متميزين في كل شيء، متميزين في أخلاقنا، متميزين في ثقافاتنا- كلٌّ منا متميز في تخصصه- متميزين في أن نسبق العالم في كل أسباب القوة إن شاء الله تعالى، فأدعو الله لكم وللجميع أن نكون عند حسن ظن الأمة الإسلامية إن شاء الله.
ولا يفوتني في هذا الوقت العصيب، ونحن نفرح بالعيد، ونسأل الله- سبحانه وتعالى- أن يتقبل منَّا، وأن يتقبل من إخواننا في الحجيج.. هناك قضايا لا ننساها بحال من الأحوال، قضايا كبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطنية.
ونذكر في هذا اليوم- يوم عيد الأضحى- هؤلاء الرجال والنساء والأطفال، الذين ضحوا بأموالهم وأرواحهم، ورحم الله شهداءهم، وهم مازالوا يقفون يحملون الراية عاليةً، خفاقة؛ حتى أصبحوا حجة على كل المسلمين، وهم لا يملكون شيئًا، ويقفون أمام هذا الطغيان، وهذا السلاح الأمريكي، الذي تستعمله إسرائيل (الكيان الصهيوني) ضد هؤلاء العزل، الذين لا يملكون شيئًا إلا إيمانهم العميق بالله، ثم إيمانهم العميق بقضيتهم، وحبهم العميق لأرضهم، ونحن معهم- إن شاء الله- في كل شيء، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يأتي اليوم الذي نشاركهم فيه جهادهم إن شاء الله تعالى.
هذه فلسطين، التي يجب أن لا تغيب عنا إطلاقًا في حال من الأحوال؛ كبيرنا وصغيرنا، ونسأل الجميع أن يقدموا لهم ما استطاعوا من مالٍ ومن عونٍ على كل المستويات، وهذا أمرٌ يُرضي ربنا- إن شاء الله تعالى- ونسأله سبحانه وتعالى لنا ولهم بالنصر المبين بإذن الله.
أما ما يتعلق بالعراق، ويتعلق بأفغانستان، هذه البلاد التي دُكَّت عدوانًا وظلمًا من أهل الظلم والعدوان، نسأل الله- سبحانه وتعالى- أن تكون مقبرةً للطغاة؛ سواء في أفغانستان، أو في العراق- إن شاء الله تعالى- وكشمير والشيشان، وكثير من البلاد العربية والإسلامية، وهي ترزخ تحت هذا العدوان.
نسأل الله- سبحانه وتعالى- في هذه الأيام المباركة أن يرفع عنا الظلم، وأن يأخذ بأيدينا إلى الخير، وكل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.