ثلاث دلالات وراء مغادرة السفير السعودي القاهرة للتشاور مع بلاده

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ثلاث دلالات وراء مغادرة السفير السعودي القاهرة للتشاور مع بلاده


السفير أحمد بن عبد العزيز قطان.jpg

(12/10/2016)

كتب: أحمدي البنهاوي

مقدمة

في وقت رفع فيه إعلام الانقلاب من حدة هجومه على المملكة العربية السعودية ومواطنيها، غادر السفير "أحمد بن عبد العزيز قطان" سفير المملكة العربية السعودية لدى مصر متوجها إلى الرياض فى زيارة للمملكة تستغرق ثلاثة أيام يستعرض خلالها ملف العلاقات المصرية السعودية، الذي شهد توترا ملحوظا الأيام الماضية.

وتأتي زيارة القطان القصيرة إلى المملكة، استعداداً لسفر وفد مصري رفيع المستوى إلى السعودية خلال الساعات القليلة المقبلة، في محاولة لإحتواء الأزمة الأخيرة بين القاهرة والرياض، والتي نتج عنها تراشقاً بين إعلاميي البلدين. ورغم أن مغادرة السفير القطان القاهرة متوجها للرياض ليست المرة الأولى من نوعها إلا أن البعض يشبهها بتلك المغادرة التي تمت في 29 أبريل 2012، والتي تزامنت مع الانتخابات الرئاسية في مصر.

وآخرون يعتبرونها تمهيدية على غرار مغادرة "قطان" القاهرة متوجهاً إلى الرياض في 4 يناير 2013، للمشاركة فى اجتماعات لجنة المتابعة والتشاور المصرية السعودية والتى عقدت بالرياض للمرة الأولى، برئاسة د.محمد مرسي والملك عبدالله آل سعود.

الرز شاط

ورأى كثير من النشطاء أن الزيارة تأتي على هامش إنتهاء الرز السعودي، وتنكر السيسي لشركاه وداعميه في الانقلاب على الرئيس الشرعي د.محمد مرسي، وعلق الفنان الشهير، عمرو واكد، على التوتر الذي تشهده العلاقات بين مصر والمملكة السعودية، على خلفية إتهامات متبادلة بشأن الموقف من سوريا.

وقال "واكد" في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" : "كده تقدر نقول الرز شاط"، مضيفا في أخرى "إحنا نقضيها فودكا الفترة اللي جاية. أكيد مغذية"، في إشارة منه للتقارب مع روسيا.

وقال موقع "ميدل إيست مونيتور" أن بداية التوتر بين السعودية ومصر جاءت قبل أيام، عندما صوتت مصر لمشروع القرار الروسي في مجلس الأمن الدولي، وهذا أغضب عددا من المسؤولين السعوديين وأدى إلى اتخاذ شركة أرامكو النفطية قرارا بوقف التعاون وإلغاء مبيعات النفط المقدمة إلى مصر.

وتوقعت "ميدل ايست" أن تبدأ السعودية قطع المساعدات عن مصر بشكل كامل، وقال دبلوماسي مصري رفض الكشف عن هويته في مقابلة صحفية أن خطوة أرامكو ليست مفاجأة، وأكد أن المملكة العربية السعودية أوقفت بالفعل تنفيذ مشاريع استثمارية في مصر، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

أذرع الأخطبوط

وتشن العديد من وسائل الإعلام المصرية، هجوما عنيفا ضد السعودية و الملك سلمان، على خلفية إتهامات متبادلة بشأن الموقف من سوريا، وإيقاف إمداد مصر بالمواد البترولية، يقابله هجوما سعوديا، مما يدفع إلى ازمة بين البلدين الشقيقين.

وكشفت لميس الحديدي عن الوجه القبيح للانقلاب عندما هاجمت المملكة، وقالت إن "إسرائيل" بديل، فقالت: "مصر لا تعاقب ولا تلوى ذراعها.. وإسرائيل موجودة بدلها!". وضبط يوسف الحسيني "الأريال" ناحية اليسار، فهاجم السعوديين قائلا: "أكلناكم وكسيناكم وحميناكم..ومازلنا..وانتم لا تدرون!.

فردّ سعوديون: "لن نصمت على الاساءة للملك ونجله الأمير محمد"، فزادهم الحسيني من الشعر بيتا قائلا: "الولد هيعيط لأبوه!". حتى إعلامي "مانشيت" جابر القرموطي فخاطب السعوديين: "افهموا.. إحنا مش تابعين ليكم وخيرنا مغرقكم". فما كان من السعودية إلا أن أغلقت مكتب قناة "العربية" بالقاهرة، وزاد كتابها وإعلاميوها جرعة السلخ على مصر.

أداء متذبذب

ووصفت صحيفة "الوطن" الانقلابية أداء المملكة في ظل الملك سلمان تجاه مصر بالمتذبذب مقارنة بموقف سابقه الملك عبدالله؛ "أول قائد عربى وعالمى يعلن تأييده صراحة للإطاحة بنظام الإخوان من الحكم فى مصر".

وأدعت الصحيفة أن الدعم السعودى الموجَّه إلى مصر آنذاك كان غير مشروط.."لا بضمان التزامات معينة ولا بضمان التزام سياسات المملكة فى القضايا الإقليمية المختلفة". مع وفاة الملك عبدالله، تباينت التكهنات حول نوايا الملك سلمان بن عبدالعزيز تجاه مصر، ولكن سرعان ما تبددت شائعات الخلاف بإعلان اتفاقيات مشتركة كبيرة بين البلدين، إلا أن تلك الاتفاقيات دوماً ما كانت تتضمن التزامات أو شروطاً غير مباشرة.

بداية الأزمة

وكشف الوطن أن ما يتردد عن أن "الأزمة تفجَّرت بالفعل بسبب تصويت مصر لصالح مشروع القرار الروسى"، ليس صحيحا، ولكن الحقيقة هى أن

"أزمة خافتة تلوح فى الأفق بين البلدين منذ عدة أشهر، بسبب الخلاف فى عدد من القضايا الإقليمية على رأسها اليمن الذى رفضت مصر التورط فيه، إضافة إلى الخلاف حول الموقف المصرى فيما يتعلق بالإطاحة بنظام الرئيس السورى بشار الأسد باستخدام الحلول العسكرية، وهو ما يراه خبراء ودبلوماسيون على أنه بداية لمرحلة جديدة فى تاريخ العلاقات بين البلدين، تثبت أن القرار المصرى مستقل لا يخضع لشروط أو ضغوط خارجية، وإنما يهدف إلى الحفاظ على المصالح المصرية فى المقام الأول".

المصدر