حقوق عمالية طي النسيان في ظل حكم العسكر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حقوق عمالية طي النسيان في ظل حكم العسكر


(الخميس 19 مارس 2015)

مصنع سيراميك- أرشيفية

على الرغم من أن البعض يتغنى بالاستثمارات التي جلبها المؤتمر الاقتصادي، ويردّد آخرون عبارات ككون المصنع نموذجا مصغرا للدولة، وأن المصانع تعكس بناء الدولة بما فيها من مصالح ومفاسد، فإن حقوق العمال ما زالت طي النسيان.

العمال تكبدوا الأمرين سواء قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير، أو عقب انقلاب الثالث من يوليو، حيث إنهم حاولوا تنفس الصعداء في فترة ما بعد ثورة 25 يناير 2011، محاولين الحصول على حقوقهم، مع محاولة تفعيل دورهم في النقابات العمالية، والحراك العمالي، لإعادة حقوقهم المسلوبة.

مدينة الفتح الصناعية الواقعة في كوم أوشيم بمدينة الفيوم، مثال بسيط على ما تعانيه المصانع والمدن الصناعية في ظل حكم العسكر، من تسريحٍ للعمال للكساد الاقتصادي الذي تعانيه تلك المصانع، أو تحكم وفرض سلطة على العمال وخصم من مرتباتهم أو إيقاف تثبيتهم، في ظل غياب للدور الرقابي.

فيؤكد عمال مصنع سيراميك الفراعنة المملوك لرجل الأعمال محمد فوزي أن المصنع في ركود اقتصادي كبير عقب انقلاب 3 يوليو، كما أن صاحب المصنع يقوم بالتحكم فيهم وفرض سلطانه عليهم، فيقول "أحمد عامل بمصنع سيراميك الفراعنة": "إحنا اتنفسنا شوية بعد ثورة يناير، إنما من اليوم المشؤوم بتاع الانقلاب ده وصاحب المصنع بيتحكم في العمال ومصيرهم، ودلوقتي بيدي العمال على دماغهم بالجزمة، والدولة شايفة وساكتة، واللي بيفتح بقه بيتاخد على أمن الدولة عدل".

وأضاف عامل آخر يعمل بذات المصنع لـ"رصد": "صاحب المصنع قال لنا بذات نفسه إن الأيام اللي جاية سودا، في آخر اجتماع معاه، وقال إن لا فيه زيادات ولا أرباح ولا بتاع، وإن اللي مش عاجبه المصنع فيه 8 بوابات، البوابة فيهم تعدي فيل".

ويضيف "محمد -عامل": "المصنع رفض تثبيت الناس اللي كانوا شغالين في 2014 نحو 350 عاملا، ومشاهم قالهم مافيش فلوس علشان أثبتكم عاوزين تشتغلوا باليومية ماشي مش عاوزين خلاص، وبدأ المصنع في تسريح العمالة بيتلكك لأي حد علشان يمشيه".

وتابع قوله: "الشهر اللي فات صاحب المصنع طلع قرار إن ماينفعش أي عامل في المصنع يجمع بين وظيفيتين حكومية وشغله في المصنع، رغم إن القرار ده مش قانوني ومشّى من العمال 400، وبقى كده كل شوية يخترع حاجة علشان يقلل المرتبات ويقلل العمالة فى المصنع".

وبسؤال العمال عن دور النقابات في مساندتهم ضد تسلط رجال الأعمال، قال أحدهم إن النقابات ومكتب العمل يقعان تحت يد رجال الأعمال، وإن صاحب المصنع يتحكم في تسريح عدد كبير منهم وصل إلى 1000 عامل خلال شهرين، دون تدخل نقابي، وأضاف قوله: "دول بييجوا في زيارات المصنع يشربوا الشاي ويقعدوا في الأوضة المكيفة ويمشوا، لا بيلفوا علينا ولا بيسألوا فينا، أيام كانت النقابات دي شادة حيلها وكل شوية تنط في المصنع دلوقتى سمع هس".

من جانبه يضيف آخر أنه في ظل مجلس الشعب عقب الثورة كان برلمانيون أغلبهم تابع لحزب الحرية والعدالة يقومون بحل واحتواء المشاكل بالمصنع، كما كانوا يتابعون ويتوسطون بين العمال وصاحب المصنع، على عكس ما يهملهم كل الجهات النقابية والعمالية الآن، واختتم بقوله: "خلاص كل المكتسبات والمميزات اللي أخدناها بعد الثورة بح، مش باقي من الثورة غير ذكرى التاريخ بتاعها، وربنا يعلم هيحصل فينا إيه تاني".

المصدر