حوار مع " سعود أبو محفوظ" رئيس مجلس إدارة صحيفة السبيل

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حوار مع " سعود أبو محفوظ" رئيس مجلس إدارة صحيفة السبيل

[16/08/2003]

مقدمة

التجربة الإعلامية لإسلاميِّي الأُرْدن

(السبيل) إخوانية، توجهاتها إسلامية، قضاياها قومية، جمهورها يسع الجميع.

توزيعنا يفوق سائر الصحف الأردنية، باستثناء واحدة، ويكتب لدينا ناصريون ويساريون ومسيحيون.

حريصون على الالتزام بالصدق والموضوعية وانتقاد السياسات لا الأشخاص.

جريدة (السبيل) الأردنية الأسبوعية جريدة إسلامية سياسية مستقلة، رسالتها خدمة الفكرة الإسلامية، لكنَّها مفتوحة لجميع الاتجاهات، إذْ يكتب فيها القوميُّون واليساريُّون، فضلاً عن المسيحيين، وقد حققت الصحيفة نجاحًا كبيرًا، ويكفي أنَّ توزيعَها يبلغ 15 ألفَ نسخة، أيْ أكثر من الصحف الأردنية الـ13 مجتمعة، إضافةً إلى أنها الأكثر توزيعًا، عدا صحيفة (الرأي) الحكومية.

في هذا الحوار لـ"إخوان أون لاين" يؤكد الأستاذ "سعود أبو محفوظ"- أحد رموز الحركة الإسلامية في الأردن ورئيس مجلس إدارة صحيفة (السبيل)، وأحد مؤسسيها- أن الجريدة حقَّقت هدف إصدارها، وهو التعبير عن فكر جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، منفتحةً على جميع التيارات، على قاعدة الالتقاء على الأسس الوطنية العامة، ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، والانتصار للقضايا الفلسطينية والعربية والإسلامية، مع الالتزام بالمصداقية والموضوعية، وانتقاد السياسات لا الأشخاص.

  • بدايةً: ما تقييمكم للعمل الإسلامي الإعلامي في الأردن؟
التجربة في مجملها متواضعة، فقد كان للجماعة صحيفة في بداية الخمسينيات، وأغلقها النظام؛ لأن سقفها كان أعلى من السقف المسموح به، وظلَّ الوضع هكذا حتى دخل عدد من الإخوان برلمان 1989م، وأسهموا في إرساء قوانين الحريات كلها، ومنها قانون المطبوعات، الذي أجاز حرية إصدار الصحف، فأصدر الإخوان جريدة (الرباط)، وصدر منها 70 عددًا ولم تستمر، برغم وجود الخِبرات فيها، ثم بادر عددٌ من وجهاء الإخوان المهتمين بالعمل الإعلامي إلى إصدار جريدة (السبيل) على أساس أنها شركة محدودة.
والجريدة إسلامية سياسية مستقلة، رسالتُها خدمة الفكرة الإسلامية، لكنَّها مفتوحة لجميع الأقلام والاتجاهات، ولا تحجر على أحد، وتلتزم بالخط الإسلامي الأصيل وِفْق خطّ الإخوان المسلمين، وتلتزم بالضوابط الشرعية في الإعلام، مع انفتاحها على التيارات كافة، فيكتب فيها قوميُّون ويساريُّون، إضافةً إلى أربعةٍ من الإخوة المسيحيين.

التوزيع .. والتأثير

  • البعض يرى أن الصُّحُف الإسلامية محدودة التوزيع- غالبًا-، خاصةً بين الأوساط الشعبية... ما رأيكم؟
تُوصف صحيفة (السبيل) في الأردن بأنها الأولى من حيث الموقف؛ لتوجهاتها الإسلامية، وكذا معدَّل توزيعها المرتفع داخل الأردن الذي يصل إلى 15 ألف نسخة، أي أكثر من الصحف الأردنية الـ 13 مجتمعة، إضافةً إلى أنها أكبر توزيعًا من جميع الصحف اليومية، عدا صحيفة (الرأي) الحكومية.
  • إذن: لماذا لا تقومون بإصدار صحيفة يومية؟
نحن حديثو عهد بحرية إصدار الصحف، كما أنَّ هناك أسبابًا ماديةً تحُول دون إصدار صحيفة يومية؛ لأن القانون رفع سقف إصدار الصحف إلى رقم لا نقدر عليه.
  • لكنْ من الناحية المادية البعض يرى أن الجماعة تملك الإمكانات لإصدار صحيفة يومية؟
تجربة إصدار الصحف الحزبية أو الأيديولوجية فاشلة، وارتباط الصحيفة مباشرةً بالجماعة قد يَحِدُّ من حركتها وانتشارها، فضلاً عن تأثيرها.
  • هل يعني ذلك أن هناك انفصالاً تامًا بين الصحيفة والجماعة؟
المسئولون الأساسيون في الجريدة من الإخوان، ويطبِّقون السياسات العامة للجماعة، وهي واضحة لديهم، والجماعة لا تمارس تدخُّلاً مباشرًا، ولا تضع قيودًا على توجُّهات الجريدة، فهناك قدر كبير من المرونة، وبالتالي فإن الجريدة حققت هدف نقل رسالة الجماعة، ولكن بطريقة معقولة، فنحن ننفتح على التيارات، ولكن على قاعدة رفض التطبيع، والاتفاق على أسس عامة وطنية وقومية، ولا نجد غضاضةً في انتقاد بعض سياسات الجماعة أو نتائجها، لا سيما في بعض الانتخابات الطلابية أو النقابية أو البرلمانية، ومعظم قرّاء الجريدة من عامة الشعب، ومن يشتريها من الإسلاميين يفعل ذلك طواعيةً دون أوامر من أحد؛ لاقتناعه بأنها تستحق القراءة، لا لأنها ناطقة باسم الجماعة، وتتميز الجريدة بأنها تخصص أكثر من نصف عدد صفحاتها للقضايا المحلية، وثلاث صفحات لفلسطين، وصفحتين للشئون العربية والإسلامية، كما أنها تلتزم المصداقية والموضوعية، وتنتقد أو تعارض السياسات لا الأشخاص.

الانتخابات والجماعة

  • بالرَّغم من كونكم أحد رموز الحركة في الأردن، إلاَّ أنك كنت المسئول عن الحملة الانتخابية للمرشَّحة الإسلامية في الانتخابات النيابية الأخيرة، ألم تشعر بحرج بسبب تلك المهمَّة؟!
لا... لم يحدث ذلك، بل كنتُ أشعر بالفخر؛ لأنني كنت أنفِّذ قرار الجبهة بدعم أول مرشحة إسلامية لنا، وهي الدكتورة "حياة المسيمي"، التي حصلت على أعلى الأصوات، وكان مجموع ما حصلت عليه من أصوات أكبر من إجمالي ما حصلت عليه بقية الناجحات الخمس بمرَّة ونصف، وكان أداء الأخت الانتخابي مثالاً لأداء المرأة المسلمة الملتزمة؛ حيث نظمت الأخوات لها في الدائرة أكثر من 300 فاعلية خلال شهر واحد، ما بين لقاء انتخابي، واستقبال، ومهرجان بحضورها أو نيابةً عنها، وكان أداؤها الأقوى بين جميع مرشحي الدائرة، ويكفي أن تعلم أن الدائرة فيها قضاءان و34 حيًا كبيرًا، استطاعت التطواف بها كلها، وحصلت على أصوات من كل صناديق الدائرة البالغ عددها250 صندوقًا.
  • لماذا لم يتم ترشيح قيادات الصفّ الأول من الجبهة والجماعة، برغم أن فُرص نجاحها أكبر من قيادات الصف الثاني التي تمَّ ترشيحها للانتخابات؟
المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان مكوَّن من سبعة أعضاء، وللجبهة مكون من 13 عضوًا، وصدر قرار بحظر ترشيح أيٍّ من هذه القيادات، وذلك حتَّى يكون للكتلة النيابية مرجعية سياسية أعلى وهي قيادة الجبهة، ومرجعية تنظيمية هي قيادة الجماعة.
كما تسهم هذه القيادات في تهيئة النجاح للكتلة ومدها بالخبرات لمساعدة الجهد النيابي للنواب، خبرةً ومرجعيةً.
لذلك تمَّ إفساح المجال للقيادات الشابَّة، وكذلك لإرساء أعراف جديدة في تداول المواقع داخل الصفِّ الإسلامي، وفي هذا الصدد لدينا في الجبهة تجربةٌ جديرة بالدراسة، وهي أن الأمين العام للجبهة لا يجوز أن تتكرر رئاسته لأكثر من دورتين، كلُّ دورة عامان فقط، بل نحن الحزب الوحيد في العالم العربي الذي يفعل ذلك.
أحد كوادر "جماعة الإخوان المسلمين" و"حزب جبهة العمل الإسلامي" في الأردن.
عضو مؤسِّس للجبهة، وعضو مكتبها التنفيذي حاليًا، كما أنه عضو مجلس شورى الجماعة بالأردن.
عمِل بجميع مجالات الدعوة، وأسْهم في تأسيس عدد كبير من المشروعات الدعوية والخيرية، كجمعيتَي المركز الإسلامي، والمحافظة على القرآن الكريم، وهما من أهم الجمعيات في الأردن.

المصدر