خالد مشعل في حوار الساعة لـ"إخوان أون لاين"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
خالد مشعل في حوار الساعة لـ"إخوان أون لاين"
04-02-2005

مقدمة

الأستاذ.خالد مشعل

خاص- إخوان أون لاين

  • لن تُقدم هدنة دون مقابل ومن ينتظر غير ذلك واهم
  • الجانب الصهيوني في مأزق وعليه أن يقدم حسن النية
  • ما عاد مقبولاً أن يقدم الفلسطينيون مزيدًا من التنازلات
  • على أمريكا أن تجبر الصهاينة لشروطنا إن كانوا يريدون الاستقرار

حدَّد الأستاذخالد مشعل- رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس"- شروط الحركة لقبول أي هدنة مع الكيان الصهيوني، موضحًا أنه لم يعد هناك مبرر لوقف المقاومة لمجرد إثبات حسن النوايا، أو ما يقول البعض بطرح بالحد الأدنى من الشروط والمطالب الفلسطينية للتفاوض بشأنها، وأن مجرد قبول الكيان الصهيوني ببحث هذه الشروط إنجاز في حد ذاته.

وقال مشعل في حوارٍ أجراه معه موقع "إخوان أون لاين" أثناء زيارته للقاهرة، قال إنه لا يجب التعويل كثيرًا أو التفاؤل أكثر من اللازم على لقاء أبو مازن وشارون، معربًا في الوقت نفسه على قوة الموقف الفلسطيني وضعف الموقف الصهيوني.

وفي السطور القادمة نستعرض- مع المطلوب رقم واحد للصهاينة- رؤية حماس للتهدئة وعلاقتها المتوقعة مع محمود عباس أبو مازن، وهل ستقبل بتهدئة صهيونية بضمانة أمريكية، وقضايا أخرى تناولها مع خالد مشعل في هذا الحوار.

  • دعت مصر لعقد قمة رباعية في مدينة شرم الشيخ بعد أيامٍ تضمُّ الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن والملك عبد الله الثاني ملك الأردن، إضافة لرئيس الوزراء الصهيوني شارون، فهل ترى أن هذه القمة والتي سبق الترتيب لها لقاءٌ جمعك بمدير المخابرات المصرية، هل ترى أنها ستقدم حلاً ممكنًا للقضية الفلسطينية يرضيكم على أقل تقدير؟!
لحماس شروط محددة لقبول أي هدنة مع العدو الصهيوني، وهذه الشروط ليست جديدة وهي معلومة للجميع في مقدمتها، الإفراج عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، ووقف العدوان على القرى والأراضي الفلسطينية، والانسحاب من الأراضي المحتلة، ووقف استهداف النشطاء الفلسطينيين في الداخل والخارج، هذه شروطنا وهي تشكل إجماع كل القوى الفلسطينية، فإذا التزم الكيان الصهيوني بذلك فإن قوى المقاومة الفلسطينية لديها استعداد أن تتعامل مع فكرة التهدئة، وتعتبر ذلك خطوة وليس هو نهاية المطاف؛ لأن النهاية الحقيقية بالنسبة لنا هو رحيل الاحتلال من أرضنا واستعادة الشعب الفلسطيني لكافة حقوقه الوطنية.
وهو ما يدعونا إلى التأكيد مرة ثانية على ما طرحته حماس- ولقي الترحيب من الشارع الفلسطيني- وهو أنه ليس هناك هدنة دون مقابل؛ لأن الأزمنة الأخيرة شهدت تحركات أخذت إيقاعًا سريعًا، وهو ما يدعوني إلى المطالبة بألا نعوِّل الكثير من الآمال على هذه التحركات، لأن المسألة لا تعتمد على النوايا الفلسطينية سواء الممثلة في السلطة أو قوى المقاومة، ولا حتى بالنوايا العربية وعلى رأسها مصر، وإنما تعتمد على الموقف الصهيوني ومدى جديته ومدى استعداده بأن يلتزم بالشروط الفلسطينية، وأن يلتزم بعد ذلك ويعترف بالحقوق الوطنية الفلسطينية، إضافة لمدى الجدية الأمريكية في إلزام الكيان الصهيوني بالانسحاب من أرضنا والتسليم بشرعية الحقوق الفلسطينية.


شروطنا أساسية

  • أنت تحدثت عن شروط حماس التي وافق عليها الشارع الفلسطيني، ولكنك لم تشر إلى ما تم الاتفاق عليه بينكم وبين السلطة الفلسطينية من جانب، وبينكم وبين المسئولين المصريين من جانب آخر لوضعه على طاولة المفاوضات في قمة شرم الشيخ، أو بمعنى مختلف هل تكلمتم مع الجانبين عن تنازلات ممكن تقدموها في سبيل التهدئة؟
أكرر لك مرة أخرى أننا لن نقبل بهدنة دون تنفيذ شروط، لأن الشعب الفلسطيني مرَّ بمحطات تاريخية عديدة قدم فيها الحلول الوسطى، وقدم الحل الأدنى، وظل من حد أدنى إلى حد آخر أدنى، حتى لم يعد هناك إلا النذر القليل من الحقوق، وأوضح لك أنه ما عاد مقبولاً أن يُطالب الفلسطينيون بتقديم التنازلات، فنحن نناضل من أجل قضية وطنية مشروعة، وهناك حقوق للشعب الفلسطيني، وإذا لم تلبَ هذه الحقوق فلا استقرار ولا هدوء في المنطقة.
وإذا أراد كل الأطراف في المنطقة فترة من التهدئة فعليهم أن يلتزموا بالشروط الفلسطينية التي ذكرتها، وإذا أرادوا استقرارًا في المنطقة فلا بدَّ من أن يدخلوا ذلك من باب رحيل الاحتلال عن أرضنا، والاعتراف بالحقوق الفلسطينية الوطنية.
وهنا أريد أن أوضح أن مشكلة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة أنهما بحكم غطرسة القوة والتفوق على المنطقة عامة- وليس فقط على الفلسطينيين- فهم يريدون أمنًا وسلامًا وهدوءًا واستقرارًا مع استمرار العدوان الصهيوني دون أي اعتبار لأي طرف آخر، ونحن نقول: لا أمن مع الاحتلال، ولا أمن مع العدوان، وهذا موقفنا وهو موقف مشروع، والشعب الفلسطيني مستعد أن يواصل نضاله حتى ينتزع هذه الحقوق الفلسطينية، أما أن نقدم تنازلات فقط.. فقد قُدمت في الماضي ولم تجدِ؛ بل العكس لأن سياسة تقديم التنازلات تقوي العدو الصهيوني وتمنحه مزيدًا من التصلب لأنه يشعر أننا ضعفاء.
  • ولكنكم تحتاجون لفترة تهدئة خاصة وأن قادة المقاومة- وخاصة من حماس- مطلوبون بشكل يومي للعدو الصهيوني، فما المانع من أن تليِّنوا موقفكم في سبيل التقاط الأنفاس؟!
الشيخ احمد ياسين
أولاً: كوننا مطلوبين بشكل يومي للجانب الصهيوني كما ذكرت لا يمثل لدينا مشكلة؛ لأن طريقنا عرفناه منذ البداية وهو النصر أو الاستشهاد، وكلنا أمل في الله عز وجل أن نستشهد كما استشهد شيخ المجاهدين الشيخ أحمد ياسين، ومن بعده الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وغيرهم آلاف الفلسطينيين، وبالتالي فالتهدئة ليس الهدف منها هو حماية أنفسنا من الاغتيال أو القتل.
ثانيًا: هناك دلائل على أن المأزق في الطرف الصهيوني أكثر منه بكثير عند الطرف الفلسطيني، وما فكر شارون بالخروج من غزة وبقصة فك الارتباط من طرف واحد إلا مضطرًا؛ بسبب عجزه عن قهر المقاومة، ولذلك فإنه لم يتعاط الصهاينة في الأيام الأخيرة ومنهم موفاز بشكلٍ من الإيجابية مع فكرة التهدئة الفلسطينية، بل إنهم هم الذين بشَّروا بتوافق وتفاهم الأخ أبو مازن مع حماس وقوى المقاومة إلا لأنهم محتاجون لهذا الأمر، ولذلك فلا يجب أن نعتقد أننا نحن أصحاب الحاجة بينما الطرف الصهيوني مستغنٍ عنه، بل العكس لأن المأزق هو المأزق الصهيوني ونحن قادرون على انتزاع حقوقنا ولدينا نفسٌ طويل في المقاومة والصمود في وجه العدوان.


المأزق الصهيوني

  • أشرت إلى أن القادة الصهاينة هم الذين بشَّروا بالاتفاق بينكم وبين أبو مازن، فما هو من وجهة نظرك سبب هذا التفاؤل الصهيوني؟، وهل هذا التفاؤل سيمتد إلى إجراءات نشهدها على الأرض؟ أم أنه سيبقى مجرد تفاؤل كلامي وللتصريحات الصحفية فقط؟!
الأمريكان والصهاينة وأطراف أخرى عديدة بشرت بمرحلة جديدة بعد رحيل الأخ أبو عمار، وقالوا لقد أزيلت عقبة من الطريق، وطبقًا للمفهوم الصهيوني والأمريكي فإن المشكلة كانت في الطرف الفلسطيني وهو مفهوم مغلوط، بل إنه تضليل لأن المشكلة لم تكن يومًا ما في الطرف الفلسطيني، ولم تكن في الأخ أبو عمار، ولا الأخ أبو مازن، وليست في السلطة ولا في حماس وقوى المعارضة الأخرى؛ وإنما المشكلة في الاحتلال الصهيوني، فهم الآن يبشرون بدخولنا مرحلة جديدة، وعندما وجدوا الأخ أبو مازن نجح في قطع شوط في الحوار الفلسطيني الداخلي استبشروا بذلك أيضًا، وربما عوَّلوا عليه الكثير وأقصد بالكثير الأطراف الصهيونية والأمريكية، وقالوا إن هناك إمكانية للتفاهم على شيء.
إلا أنني أحب أن أضع النقاط فوق الحروف؛ بالتأكيد على أنه إذا ظن الصهاينة والأمريكان أنه بإمكانهم أن يصنعوا شيئًا في المنطقة بالقفز على الحقوق الفلسطينية بمجرد أن أبو مازن تفاهم مع قوى المقاومة الفلسطينية وبالتالي يرضوننا بمجموعة من الشعارات والوعود دون الاعتراف بالحقوق الفلسطينية فهم واهمون، وإذا أراد الصهاينة الآن مثلاً تهدئة بلا ثمن حقيقي، بمعنى أرادوا تهدئة مع الاحتفاظ بالأسرى والمعتقلين، وأن يستمروا في ترديد مقولتهم بأنه لا إفراج عن من أيديهم ملطخة بالدماء، أو يقولوا إنهم يريدون تهدئة مع استمرار أيديهم طليقة تلاحق من تشاء وتقتل من تشاء فهم واهمون.
وأكرر إذا ظن الصهاينة أننا في مأزق فإننا نؤكد أننا لسنا في مأزق، ولا أحد ينكر أن الشعب الفلسطيني مستنزف ولكننا لسنا في مأزق، وانظروا إلى الانتخابات البلدية في غزة ولاحظوا معي أن أهلنا الأعزاء في رفح البوابة الجنوبية وأهلنا الأعزاء في بيت حانون البوابة الشمالية لغزة، وهما المنطقتان الأكثر تضررًا بفعل الاجتياحات والهدم ومع ذلك فقد صوَّتوا للمقاومة، وهذا دليل على أن الشعب الفلسطيني لم يتعب، وأكرر مرة أخرى أو ثالثة بأن الشيء الوحيد الذي يوقف نضال الشعب الفلسطيني هو رحيل الاحتلال.
  • فيما يتعلق بحواركم مع أبو مازن- وقد أشدتم به- هل تم الاتفاق على جدول زمني وفترة زمنية محددة توقفون فيها المقاومة لو حدث لين في الجانب الصهيوني؟!
التفاهم الذي جرى مع الأخ أبو مازن هو أننا مستعدون لتعاون الإيجابي مع التهدئة وبحث تفاصيلها عندما يأتي الأخ أبو مازن بحقيقة الموقف الصهيوني من الشروط الفلسطينية، بمعنى أننا ننتظر نتائج الحوارات مع أبو مازن والطرف الصهيوني، وكذلك تحركات الأخوة في مصر مع الطرف الصهيوني، ومدى ما سيذهب إليه الجانب الصهيوني من مطالبنا وخاصة قضية المعتقلين والأسرى وموضوع وقف العدوان، ووقتها سوف نبحث مع الأخ أبو مازن والأخوة المصريين تفاصيل التهدئة من حيث آلياتها وشروطها ومن حيث مداها الزمني، وما عدا ذلك فليس هناك جدوى من التهدئة؛ لأنه سبق في عام 2003 وأن قدمنا مبادرة كقوى مقاومة من طرف واحد، واستمرت حوالي 55 يومًا، ولم يعترف بها الجانب الصهيوني واستمر في عدوانه وفشلت الهدنة لأن العدو : الصهيوني أصرَّ على مواصلة العدوان، وهو ما دفعنا إلى التأكيد لكل من تحدث معنا على أن التهدئة بلا ثمن لن تجدي، كما أنه لن يكون هناك استقرار في المنطقة دون رحيل الاحتلال.
  • إذن أنتم ترفضون ما يدور الآن من ترتيبات سواء في قمة شرم الشيخ القادمة أو غيرها مما يتم التوصل إليه مع الجانب الصهيوني؟!
أن تكون هناك حركة دبلوماسية أو لقاءات في شرم الشيخ أو غيرها من اللقاءات فهي حركة جيدة ولا اعتراض عليها من جانب حماس، بشرط ألا تكون هذه اللقاءات بداية الاختراق السياسي المطلوب من الصهاينة نحو القضية الفلسطينية من خلال تقديم تنازلات فلسطينية أو عربية، وإنما المطلوب هو إلزام الجانب الصهيوني والأمريكي بأن يعترف بالحقوق الفلسطينية، وعلى الكيان أن يلتزم بذلك وعلى أمريكا أن تجبر الكيان الصهيوني بأن يلتزم بهذه الحقوق، أما أن يجبروننا نحن ويريدون وقف الانتفاضة والمقاومة وأن نتخلى عن حقوقنا فهذا في الحقيقية ظلم وحيف كبيرين.

المصدر