د.زغلول النجار ... رائد الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د.زغلول النجار ... رائد الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

بقلم: أحمد عادل

مقدمة

(لو اهتم علماء المسلمين بقضية الإعجاز العلمي وعرضوها بالأدلة العلمية الواضحة؛ لأصبحت من أهم وسائل الدعوة إلى الله عز وجل)، هذا هو شعاره في الحياة، وهدفه الذي سعى من أجله دائمًا إنه العالم الجليل الذي هدى الله على يديه الكثير من البشر، إنه الدكتور العالم: زغلول النجار.

مولده ومراحل حياته

ولد الدكتور زغلول النجار في السابع عشر من شهر نوفمبر لسنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة وألف (17/11/1933م) بقرية مشالِ مركز بسيون محافظة الغربية.

في عام 1941م: التحق بمدرسة عباس الابتدائية بعد انتقاله مع أسرته إلى القاهرة، وهي نفس المدرسة التي كان والده يعمل بها مدرساً.

1946 م: كان هو عام تخرجه من مدرسه عباس، وهو نفس عام التحاقه بمدرسة شبرا الثانوية.

1951 م: حصل على جائزة التوجيهية في اللغة العربية، وقد حصل على المركز الأول متفوقاً على أستاذه في مادة اللغة العربية في المدرسة.

1951 م: حصل على الثانوية، ثم التحق بكلية العلوم جامعة القاهرة .

1955 م: تخرج من كلية العلوم بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وكان الطالب الوحيد الذي حصل على هذا التقدير.

1955 م: أيضاً حصل على جائزة مصطفى بركة للعلوم، وكان أول الحاصلين عليها.

1957 م: عمل بالمركز القومي للبحوث بناءً على دعوة موجهة إليه من أ.د.محمد عبد المنعم أبو العزم، وقد تعلم منه أشياءً كثيرة ومفيدة عن تقنية الزجاج.

1958 م: عمل على استخراج الفوسفات من وادي النيل بعدما عمل مع المهندس محمود الهواري الذي دعاه إلى العمل معه بعدما عرف تفوقه في تخصصه، والجدير بالذكر أن رسالة الماجستير له كانت في مجال استخراج الفوسفات.

1959 م: شارك في تأسيس قسم الجيولوجيا بجامعة الملك سعود، وقد ظل الدكتور زغلول يعمل بها حتى عام 1967م.

1963 م: حصل على الدكتوراه من جامعة ويلز في أقل من سنتين، كما حصل على زمالة جامعة ويلز بعد ذلك، وقد نشر المتحف البريطاني رسالة الدكتوراه الخاصة به في طبعة خاصة بعد ذلك بثلاث سنوات 1966 م.

1963 م: عمل كمستشار علمي لمؤسسة روبرستون للأبحاث ببريطانيا.

1967 م: شارك في تأسيس قسم الجيولوجيا بجامعة الكويت

1972 م: حصل على الأستاذية، ورأس قسم الجيولوجيا بجامعة الكويت، وذلك بعدما ظل يعمل بهذا القسم لمدة خمس سنوات.

1978 م: عمل بجامعة قطر ـ الدوحة.

1996-1999م: عمل مستشاراً للتعليم العالي بالمعهد العربي للتنمية بالخبر السعودية.

2000-2001م: عمل مديراً لمعهد ماركفيلد للدراسات العليا ببريطانيا.

2001 م: حتى اليوم: تنصب منصب رئيس لجنة الإعجاز العلمي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر.

[مستفاد من موقع الدكتور زغلول النجار على شبكة الإنترنت]

العوامل المؤثرة في فكره

تأثر الدكتور زغلول النجار كثيرًا بوالده رحمه الله، وبالشيخ حسن البنا في ذلك الوقت، حيث (حفظ القرآن الكريم منذ الصغر على يد والده الذي كان يعمل مدرسًا بإحدى مدارس قريتهم، وقد حرص الوالد دائمًا على غرس القيم الدينية والأخلاقية في حياة أبنائه، حتى إنه كان يعطي للأسرة درسًا في السيرة أو الفقه أو الحديث على كل وجبة طعام، ويذكر الدكتور عن والده عادة غريبة أثناء تسميعه القرآن لأبنائه؛

حيث كان يرد الخطأ حتى ولو كان في نعاس تام، فلم يكن غريبًا إذًا أن ينشأ الدكتور زغلول النجار بقلب متعلق بالإيمان بالله والدعوة في سبيله

وفي شبابه، تأثر الشاب زغلول النجار بالفكرة الإسلامية التي تواجدت بقوة على الساحة في ذلك الوقت، وهي الفكرة التي قامت على يد "الشيخ حسن البنا" الذي أسس جماعة "الإخوان المسلمون" في عام 1928م، إلا أن انتمائه لهذه الفكرة أثَّر على مسيرة حياته؛ فلم يُعَيَّن الدكتور زغلول - الحاصل على مرتبة الشرف وأول دفعته - معيدًا بجامعة القاهرة.

ومن ثَمَّ التحق بعدة وظائف في الفترة ما بين 1955م إلى 1963م؛ حيث التحق بشركة صحارى للبترول لمدة 5 أشهر، ثم بالمركز القومي للبحوث 5 أشهر أخرى.. حتى انضم إلى مناجم الفوسفات في وادي النيل (من إسنا إلى إدفو) لمدة 5 أعوام؛ حيث أثبت الدكتور تفوقًا ملحوظًا، وتمَّ إنتاج الفوسفات في مناجم "أبو طرطور" في خلال 6 أشهر فقط، وخرجت شحنات تجارية تقدر بمليارات الجنيهات.. ولم تنتج هذه المناجم مثل هذه الكمية بعد ذلك حتى هذا الوقت.

وفي احتفالية فريق العمل بمناجم الفوسفات بهذا الإنجاز، كانت الإشادة بتفوق الشاب زغلول النجار ودوره في هذا النجاح، وعرفه رئيس اتحاد العمال في كلمته قائلاً "عندنا شخصية جيدة تجمع العمال على قلب رجل واحد…"، ولكنه بدلاً من أن يلقى التكريم اللائق كشاب وطني نابغ في مهنته، "فصل" من وظيفته.. لنفس الأسباب السياسية الفكرية.

وهكذا.. لم يثبت الدكتور زغلول في وظيفة من أي من هذه الوظائف فترات طويلة، وإنما الثبات كله كان في قلبه المتعلق بالإيمان المضحي في سبيل فكرته، وفي عام 1959م لاحت أول انطلاقة حقيقية للدكتور زغلول النجار في إثبات ذاته، حيث دعي من جامعة آل سعود بالرياض إلى المشاركة في تأسيس قسم الجيولوجيا هناك.

ومن المملكة السعودية استطاع السفر إلى إنجلترا.. وحصل هناك على درجة "الدكتوراه في الفلسفة" في الجيولوجيا من جامعة ويلز ببريطانيا عام 1963م، ثم رشحته الجامعة.. لاستكمال أبحاث ما بعد الدكتوراه من خلال منحة علمية من جامعته..Robertson, Post-Doctoral Research fellows. ويذكر الدكتور زغلول أنه حينما حاولت إدارة البعثات المصرية الرفض، بعث أستاذه الإنجليزي الذي كان نسيبًا لملكة بريطانيا بخطاب شديد اللهجة إلى البعثات قال فيه: إنه لا يوجد من يختلف على أن الدكتور زغلول هو أحق الدارسين بهذه المنحة التي تمنح لفرد واحد فقط، وهدَّد أن بريطانيا لن تقبل أي طالب مصري بعد ذلك إذا لم يقبل الدكتور زغلول في هذه المنحة.. فبالطبع كانت الموافقة) [المعجم الجامع في تراجم العلماء وطلبة العلم، ص(75)].

جهوده في نصرة الشريعة

الدكتور زغلول النجار بحر من الإنجازات في مختلف المجالات وله العديد من الإسهامات في نصرة الشريعة سواء في جانب إبراز الإعجاز العلمي على الأسس الشرعية الصحيحة، أو في غيره من الجوانب، عبر شغله العديد من الوظائف في حياته.

1. حيث عمل كعضو مؤسس للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، (رابطة العالم الإسلامي – مكة المكرمة)، وعضو مجلس إدارتها.

2. عضو مجلس إدارة المجلس العالمي للبحوث الإسلامية – القاهرة .

3. عضوا مجلس أمناء الهيئة الإسلامية للإعلام – ببريطانيا .

4. عضو جمعية المسلم المعاصر – لختنشتاين .

5. مستشار علمي لمتحف الحضارة الإسلامية في سويسرا .

6. عضو مؤسس بالهيئة الخيرية الإسلامية العالمية – الكويت – وعضو مجلس إدارتها .

7. شارك في تأسيس كل من بنك دبي الإسلامي – وبنك فيصل الإسلامي المصري – وبنك التقوى.

8. أختير رئيسا للجنة الإعجاز العلمي فى القرآن الكريم بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى القاهرة.

كما جاب أقطار الأرض محاضرًا عن الإسلام وقضايا المسلمين خاصة قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، امتدت من كندا شمالاً إلى استراليا وجنوب أفريقيا جنوباً، ومن الأمريكتين غربًا إلى أواسط آسيا واليابان شرقًا.

له أكثر من مائة وخمسين بحثًا ومقالا علميًا منشورًا، وخمسة وأربعين كتابًا باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية.

وله مقال أسبوعي بجريدة الأهرام القاهرية عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم تحت عنوان (من أسرار القرآن) صدر منه حتى الآن أكثر من مائتين وخمسين مقالًا.

وله سلسلة مقالات متنوعة في كل من مجلات (الدعوة) و(الإعجاز) و(الفرقان) و(قافلة الزيت) و(المجتمع) و(الرسالة)، الشبيبة العمانية، الأهرام العربى وغيرها.

وللدكتور زغلول النجار اهتمامات واسعة متميزة ومعروفة في مجال "الإعجاز العلمي في القرآن الكريم"، حيث يرى أنه وسيلة هامة وفعالة في الدعوة إلى الله عز وجل، ويرى أن علماء المسلمين هم القادرون وحدهم بما لهم من دراسة علمية ودينية على الدمج بين هاتين الرسالتين وتوضيحهما إلى العالم أجمع، لذلك اهتم الدكتور زغلول بهذه الرسالة النابعة من مرجعيته العلمية والدينية في فكره، منذ شبابه.

ويوجه د. زغلول حديثه إلى كل شاب وفتاة بأن عليهم فَهْم هذا الدين، وحمل تعاليمه إلى الناس جميعًا؛ فيقول في إحدى محاضراته: (نحن المسلمون بأيدينا الوحي السماوي الوحيد المحفوظ بحفظ الله كلمة كلمة وحرفًا حرفًا قبل أربعة عشر قرنًا من الزمان، وأنا أؤكد على هذا المعنى؛ لأني أريد لكل شاب وكل شابة مسلمة أن يخرج به مسجلاً في قلبه وفي عقله؛ ليشعر بمدى الأمانة التي يحملها على كتفيه).

كما يؤمن د. زغلول بأن علينا تسخير العلم النافع بجميع إمكاناته، وأن أحق من يقوم بهذا هو العالم المسلم: (فنحن نحيا في عصر العلم، عصر وصل الإنسان فيه إلى قدر من المعرفة بالكون ومكوناته لم تتوفر في زمن من الأزمنة السابقة؛ لأن العلم له طبيعة تراكمية، وربنا سبحانه وتعالى أعطى الإنسان من وسائل الحس والعقل ما يعينه على النظر في الكون واستنتاج سنن الله)، ويقول في موضع آخر: (ولما كانت المعارف الكونية في تطور مستمر، وجب على أمة الإسلام أن ينفر في كل جيل نفر من علماء المسلمين الذين يتزودون بالأدوات اللازمة للتعرض لتفسير كتاب الله).

إلا أن د. زغلول وبرغم اهتمامه الشديد بما في القرآن من إعجاز علمي، يؤكد أنه كتاب هداية للبشر وليس كتابًا للعلم والمعرفة موضحًا ذلك في قوله: (أشار القرآن في محكم آياته إلى هذا الكون ومكوناته التي تحصى بما يقارب ألف آية صريحة، بالإضافة إلى آيات تقترب دلالتها من الصراحة، وردت هذه الآيات من قبيل الاستشهاد على بديع صنع الله سبحانه وتعالى، ولم ترد بمعنى أنها معلومة علمية مباشرة تعطى للإنسان لتثقيفه علميًّا)، ويدعو د. زغلول دائمًا إلى أن يهتم كل متخصص بجزئيته في الإعجاز العلمي ولا يخوض فيما لا يعلم فيقول: (أما الإعجاز العلمي للآيات الكونية فلا يجوز أن يوظف فيه إلا القطعي من الثوابت العلمية، ولا بد للتعرض لقضايا الإعجاز من قبل المتخصصين كلٌّ في حقل تخصصه) [مستفاد من موقع الدكتور على شبكة الإنترنت].

المصادر:

1. المعجم الجامع في تراجم العلماء وطلبة العلم، ملتقى أهل الحديث.

2. موقع الدكتور زغلول النجار على شبكة الإنترنت، www.elnaggarzr.com

المصدر