د. جمال عبد السلام يروي تفاصيل رحلة الإغاثة لغزة
اذهب إلى التنقل
اذهب إلى البحث
د. جمال عبد السلام يروي تفاصيل رحلة الإغاثة لغزة
20-09-2005
كتب- سمير سعيد
مقدمة
- اتحاد الأطباء كان أول وفد عربي يزور غزة بعد الانسحاب
- نشاطنا الإغاثي في الضفة ما زال ضعيفًا بسبب ظروف الاحتلال
- 40% من مساحة غزة كانت مغتصبات وتحتاج لإعادة إعمار
- نُجري تحديثًا لمركز أطراف صناعية بتكلفة 206 آلاف دولار
قام اتحاد الأطباء العرب مؤخرًا بإرسال وفدٍ إلى قطاع غزة لزيارة القطاع والوقوف على الأوضاع هناك بعد الانسحاب الصهيوني من القطاع، وهو أول وفدٍ عربيٍّ يدخل القطاع بعد الانسحاب وتحرير القطاع من الاحتلال، وعلى هذه الخلفية التقى (إخوان أون لاين) برئيس الوفد الدكتور جمال عبد السلام رئيس لجنة الإغاثة والطوارئ التابعة للاتحاد لإلقاء الضوء على هذه الزيارة:
- قمتم مؤخرًا بزيارةٍ لقطاع غزة.. فهل كانت زيارةً إغاثيةً؟!
- الزيارة كانت تفقديةً بالأساس، ولتقديم التهنئة لشعب غزة، ولم يكن فيها شحناتُ إغاثة؛ لأن الوقت لم يسعفْنا لإرسال شحنة إغاثة، والحقيقة أننا كجزءٍ من الشعب المصري والعربي كان لزامًا علينا أن نتوجَّه إلى غزة لتقديم التهنئة لمؤسسات وشعب فلسطين العظيم، وتوجَّهْنا يوم الخميس مساءً ووصلنا رفح الفلسطينية مع صلاة الفجر، وأدَّينا الصلاة في رفح الفلسطينية مع بعض الفلسطينيين الذين استقبلونا، وبعد ذلك قمنا بزيارة جميع المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تقوم بالعمل الطبي بالتنسيق معنا، وزُرنا أيضًا المغتصَبات الصهيونية، وزُرنا أيضًا مقابر الشهداء في حي الشيخ رضوان، ومنها مقابر الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، والأخ صلاح شحادة، والأخ إسماعيل أبو شنب.
دمار واسع
- وما ملاحظاتكم خلال هذه الزيارة؟!
- الانطباع الذي يتبادر إلى ذهن كل مَن يزور القطاع هو أنَّ قطاع غزة منهكٌ جدًّا، وأعني بذلك أن كل البنية التحتية هناك تمَّ تدميرها؛ حيث قام الاحتلال بتدمير كل شيء بمعنى الكلمة، وسياسة الأرض المحروقة تمَّ تطبيقها بمعنى الكلمة، فالناس في فلسطين يمتلكون إرادةً رهيبة فوق العادة، ولكن الإمكانات أقل من المطلوب بشكل ضخم للغاية.
- فعلى سبيل المثال لا يوجد هناك شبكة صرف صحي, واليهود كانوا يسيطرون على 40% من مساحة غزة تحت مسمى المغتصبات، وبعد رحيلهم يحتاج كل ذلك لإعادة إعمار مرةً أخرى؛ حيث لم يكن لدى الناس أدنى معلوماتٍ عمَّا هو موجود في هذه المناطق، والمساعدات مطلوبة أكثر من ذي قبل، فلا توجد مصانع أو منشآت أو مؤسسات دولة، ولا توجد أي مشاريع لاستيعاب كمِّ العمالة الكبيرة في القطاع والتي تعاني بطالةً مزمنةً، ومن هنا نوجه الدعوة إلى الدور الشعبي عبر المنظمات الأهلية والتعاون من خلال النقابات المهنية والتنسيق مع الجمعيات الأهلية في غزة.
- وقمنا أيضًا بزيارة الجمعيات الخيرية التي أقامها الاتحاد، وقمنا بجولة في حوالي عشر جمعيات ومراكز طبية منتشرة في غزة وخان يونس ودير البلح وفي رفح لمتابعة مسيرة العمل الطبي هناك، ووجدناه يقدم الخدمات على أعلى مستوى من استعمال التقنيات الحديثة من خلال الأجهزة والمعدات الطبية, التي يقدمها الاتحاد ونقابة أطباء مصر من تبرعات أهل الخير في مصر، وأطباء على مستوى علمي متقدم ومتميز معظمهما من خريجي الكليات المصرية، وكل ذلك رغم قلة الإمكانات؛ حيث ما زال هناك احتياج لعشرات الملايين من الجنيهات لاستكمال المنشآت ولعمل خدمة متميزة أكثر.
الصلاة في المغتصبات
- هل زرتم المغتصبات الصهيونية؟
- بالطبع، ووقفنا على ما فعله اليهود من تدميرٍ لكل المباني التي أقاموها وتجريف الأراضي الزراعية واقتلاع الأشجار خاصةً أشجار الزيتون والموالح، وتمادى اليهود بعد ذلك وقاموا بتحطيم البنية التحتية حتى في الشوارع الخارجية التي تربط قطاع غزة ببعضه البعض حتى لا يتمكَّن الفلسطينيون من استخدام هذه الطرق وتُستعمل عوضًا عنها الطرق التُرابية المحاذية والموازية لهذه الطرق الإسفلتية، وأدينا بعد ذلك صلاة الجمعة في إحدى المغتصبات في غزة، وكان هناك صلاة للجمعة في ثلاث مغتصبات أحدها في مغتصبة "نستاريم"، وهي مستعمرة مشهورة، وكان هناك مغتصبة أخرى ولكن غير مشهورة تُسمى "نتسانيت" وصلينا في الخلاء داخلها، وقالوا إنَّ هذا من السُنَّة التي قام بها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عندما أجلى اليهود، وبعد زيارة المغتصبات والصلاة فيها حضرنا مؤتمرًا جماهيريًّا بعد العصر في خان يونس أقامته حركة "حماس" تعبيرًا عن الفرحة بالانسحاب الصهيوني من غزة، وحضرنا جزءًا يسيرًا منه، وشاركنا أهالي غزة الاحتفالاتِ وفرحة الانسحاب ثم رجعنا لاستكمال جولتنا في رفح وخان يونس ثم غادرنا بعد ذلك متوجهين إلى القاهرة.
- وكم استغرقت هذا الزيارة؟
- مدة الزيارة حوالي عشرين ساعة تقريبًا وصلنا في الخامسة فجرًا وغادرنا في الساعة العاشرة مساءً، وهي زيارة قصيرة ونعد الآن لزيارة أخرى مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الأمين العام للاتحاد، وقد تحدثنا مع وزير الصحة ومع الهيئات هناك لإرسال دعوة خاصة لزيارة غزة المحررة وجاري الإعداد لهذه الزيارة للدكتور عبد المنعم وبعض أعضاء اللجنة.
زيارة جديدة
- وهل تمَّ تحديد موعدٍ لزيارة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح؟
- بالنسبة لزيارة الدكتور عبد المنعم لم يتحدد موعدها بعدُ، لكنَّ هناك احتمالاً أن تكون خلال أيام، والهدف منها هو تقديم التهنئة إلى الشعبِ الفلسطيني وزيارة نقابة أطباء فلسطين في غزة بصفته الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب وزيارة وزير الصحة في غزة أيضًا.
- بالنسبة لعملية الدخول لغزة هل كانت مختلفة عمَّا سبق؟
- بالطبع مختلفة كل الاختلاف؛ فالقوافل تدخل من منفذ رفح البري وهو منفذ غير مستعمل، ودخلنا مثل الشعب المصري والفلسطيني ولا توجد أي عوائق، وهو عبارة عن سور ارتفاعه متر نقوم بالدخول منه، وفي الحقيقة موقف الأمن المصري والفلسطيني كان موقفًا مشرفًا؛ حيث إنهم لم يعارضوا أو يقدموا أي عوائق للفلسطينيين أو المصريين وكان الأمر مفتوحًا تمامًا.
برنامج الإغاثة
- ماذا عن برنامج الاتحاد خاصةً لجنة الإغاثة والطوارئ في غزة ما بعد الانسحاب؟
- نود أن نُعلن للشعب المصري أنَّ الأمور لم تتغير وهناك احتياج شديد لكافة المؤن سواء غذائية أو مستلزمات طبية أو أجهزة، ونحن نُركِّز بصورةٍ أكبر على الخدمات الطبية، فنحتاج إلى تطويرٍ للمستشفيات ورفع مستوى الخدمة هناك، كما نحتاج إلى تبرعاتٍ من الشعب المصري لاستكمال المشروعات التي قُمنا بها خلال الفترة الماضية.
- وأستطيع أن أقول إنه سيكون هناك اختلاف في طريقة الأداء فقط، ولكن إستراتيجية الدعم ثابتة، ففي طريقة الأداء كنَّا نركز قبل ذلك على طرق الإغاثة السريعة والعاجلة من سيارات إسعاف وطوارئ ونقل جرحي، وفي الزيارة الأخيرة حاولنا أن يكون هناك اتفاق على المشروعات التنموية التي تدر دخلاً على الأسرة الفلسطينية وتحقق لها الاكتفاء المعيشي بدلاً من انتظار المساعدات فقط، وبذلك تكون الاستفادة مضاعفة, وقد بدأنا أيضًا في إقامة مشروع مركزٍ للأطراف الصناعية في غزة، ونحاول أن نقوم بتحديثه بتكلفة 206 آلاف دولار.
- ما الوضع بالنسبة لنشاطكم الإغاثي في الضفة الغربية التي ما زالت محتلة؟
- الحقيقة أن نشاطنا في الضفة ضعيف بالمقارنة مع غزة بسبب صعوبة الوضع وعدم وجود حدود معها مثل غزة، ولكن هناك تحويلاتٍ تتم عن طريق البنوك، ونحن نركز على العمل في غزة ومع فتح الحدود بيننا وبين غزة أصبح الأمر أيسرَ بكثير؛ حيث إننا قمنا بتوقيع بروتوكول تعاون بيننا وبين وزارة الصحة الفلسطينية على إرسال عناصر طبية متميزة من حملة الدكتوراه لتدريب الأطباء هناك ورفع مستواهم العلمي والتقني، ومع فتح الحدود بيننا وبين غزة سيكون من السهل جدًا هذا الموضوع؛ حيث يمكن للدكتور أن يسافر يومًا أو يومين كل أسبوع وليس هناك داعٍ إلى شهرٍ أو شهرين كما كنا نتخيل، ففي اليومين يمكن للطبيب المتطوع ذي الخبرة أن يقوم بإجراء العمليات ويُعلِّم مجموعةً من الأطباء ويدربهم ثم يعود إلى مصر وهكذا.
- هل هناك تنسيق وتعاون في هذه النشاطات الطبية والإغاثية مع نقابة أطباء مصر أو وزارة الصحة المصرية؟
- نحن ننسق مع النقابة العامة، وقمنا بتقديمِ التقارير الخاصة بهذه الزيارة إلى الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء المصريين، وأعتقد أنه سيكون هناك تنسيقٌ وتعاونٌ مثمر في المرحلة القادمة.
المصدر
- حوار: د. جمال عبد السلام يروي تفاصيل رحلة الإغاثة لغزة موقع اخوان اون لاين