شكرٌ للأخوات واجب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
شكرٌ للأخوات واجب


بقلم: أ. جمعة أمين عبد العزيز


الأستاذ جمعة أمين


الأخوات الفُضليات.. شكرًا لله على نعمائه، ونستغفره من القصور والتقصير، ونسأله العونَ على ذكره وشكره وحُسْن عبادته، فلقد ترجمتن عمليًا وأنزلتن على أرض الواقع ما تعلَّمناه جميعًا من كتاب ربنا وسنة نبينا- صلى الله عليه وسلم- عن دور المرأة ومكانتها في الإسلام.

وما كان يُقرأ في السطور ووقر في القلوب تحرَّكت به جوارحكن، وأصبح شاهدًا لكل ذي عينين على كذبِ الكاذبين وادِّعاء المفترين على أن المشروع الإسلامي ليس للمرأة دورٌ فيه.

كيف وهي تشكل نصفَ المجتمع وبالتالي عليها نصف العبء الواجب للعمران وبناء الحضارة، فهي شريكة الرجل في هذه الحياة؛ يتقاسمان العمل والمسئولية ويمثِّلان شطر الإنسانية، ولقد أكدتن هذه المعاني لمشاركتكن الفعَّالة، ورأى الجميعُ منكن ما تُسر به النفس، ويطمئن له القلب، ويُشعرنا جميعًا أن الأخوات الفضليات ضحَّين تضحيةً شهد بها الأعداء قبل الأحباب؛ وهنَّ يقفن تحت أشعة الشمس الحارقة ظهرًا، ولا يبالين بالمطر عصرًا، ولا ينصرفن إلى بيوتهن حتى مطلع الفجر، ولا ينتظرن ولا يُردن من أحدٍ جزاءً ولا شكورًا.

لا يبالين بفعل المجرمات المسجونات اللاتي سُلِّطن عليهن، ولا بإرهاب أي قوة تريد أن تصرفهن عن ثباتهن حتى تعجَّبت من صنيعهن وسائلُ الإعلام المحلية والعالمية المقروءة منها والمسموعة، والجميع يسأل كيف رُبّيت هؤلاء الأخوات هذه التربية التي صنعت منهن هذه النماذج الفريدة التي لفتت الأنظار لهنَّ في مشارق الأرض ومغاربها.

لقد أكدتُنّ بالأدلة القاطعة والمواقف العملية المشاهدة والبراهين الساطعة أن الإسلام دين الله هو الوحيد الذي أكرم المرأة وأعزَّها وجعلها شريكةً للرجل لا في البيت وحده ولكن في صنع الحضارة وإقامة الدولة.

وأهم من ذلك كله فقد أفسدتن وأجهضتن المشروعَ الوضعي المحلي والعالمي الذي لا يكرم المرأة بل يهينها وهو المناهض لمشروعكن الإسلامي، خاصةً بعد أن أصبحت المرأة في العصر الحاضر هدفًا للتيارات الفكرية الهدامة التي تريد أن تشكِّك المرأةَ في دينها وقيَمها ومبادئها بإثارة الشبهات حول حقوقها وواجباتها ودورها الفعال في مجتمعها، فأظهرتن للعالم أن للمرأة المسلمة حقوقها وواجباتها كما أنزل الله في كتابه وتحدث بذلك المصطفى- صلى الله عليه وسلم.

فضربْتُنَّ المثل العملي لأخواتكن المسلمات وغير المسلمات أنه لا منقذ من الحيرة التي تعيشها المرأة اليوم إلا الإسلام، وكنتن سببًا في إزالة هذه الحيرة بمواقفكن التي يرضى عنها الله ورسوله، فجزاكن الله خيرًا على ما قدمتن وبذلتن من جهودٍ طيبة، وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكن، يوم تُوفَّى كلُّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون.

وما أريد أن أؤكده أنَّنا ما زلنا بعد هذا الفوز والنجاح الذي وفَّقنا الله إليه في بداية الطريق، والطريق شاق ويحتاج إلى مزيدٍ من العطاء والتضحية، وليست العبرة بالفوز والنجاح ولكن العبرة في كيفية المحافظة عليه والاستمرارية فيه، وهذا يتطلب إخلاصًا وجهدًا أكبر وشعورًا بالمسئولية الجسيمة، خاصةً وأن أعين الجميع تتطلع إلينا جميعًا كأصحاب مشروع إسلامي.

فالعيون الحاقدة تنتظر الإخفاق وتتمنّاه، وقد بدأت في التمهيد لهذه الأمنية بالتشويه وإثارة الشبهات والله يقول ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمْ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾ (الأنبياء : 18) ولا يشغلنا هؤلاء بباطلهم، فهي سنة الله التي جعلتنا لا نبالي بما يفعلون.

وأما العيون المحبَّة فهي عينٌ باتت ساهرة تدعو الله في السَّحَر أن يوفقنا حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، فأَروا الله من أنفسِكنَّ خيرًا، واستعينوا بالصبر والصلاة، والله معكم ولن يَتِرَكم أعمالكم.. بارك الله فيكن وحفظكن ورعاكن، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.