عاكف ينتقد الأمم المتحدة لوصفها المقاومة بالإرهاب
(22-09-2005)
كتب- محمد الشريف
انتقد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- الأستاذ محمد مهدي عاكف- بعض مواد الإعلان الصادر عن القمة الأخيرة للأمم المتحدة والتي وصفت المقاومة بالإرهاب.
وقال عاكف في رسالته الأسبوعية إنَّ الإعلان الصادر عن القمة عرف العمل الإرهابي؛ بأنه عملٌ يستهدف الإضرار بالمدنيين غير المحاربين، ومنع المنظمات الدولية من تأدية عملها وقال إنَّ هذ الإطار يُسقط عن عمدٍ ويَتجاهل عن قصدٍ حالاتِ الكفاح ضد الغزو الأجنبي وضد الاحتلال، مما يوفر تكأةً لبعض الحكومات لوصف أعمال المقاومة من أجل التحرير بالإرهابية.
وأكد الأستاذ عاكف أنَّ هذا الموقف يتعارض مع مواقف سابقة للأمم المتحدة دعمت حصول الشعوب الواقعة تحت الاحتلال على حق تقرير المصير، كما دعمت حركات التحرر فيها، مشيرًا إلى أنَّ الفقه الإسلامي وضع ضوابط للتعامل مع غير المحاربين في وقت السلم أو الحرب، فقد أمَّن المستأمنين والمعاهدين والشيوخ والمرأة والأطفال، ودُور العبادة، وحتى الزروع أو المعايش، وهو ما يُعرف بالإطار العام للضوابط الأخلاقية.
كما انتقد فضيلة المرشد اتجاه الخطاب العام لإعلان الأمم المتحدة إلى فرض الحضارة الغربية وما يتفرع عنها من تحررية (الليبرالية) وديمقراطية كقيمة عالمية، ومرجعية لكل الشعوب غير الأمريكية وغير الأوروبية، وفي الإصرار على تبنِّي "الإعلان" للنموذج الليبرالي وترويجه للنظام الرأسمالي تضامنًا مع السياسات الأمريكية والأوروبية، وهو ما يهمل ويتجاهل الخصوصيات الحضارية للشعوب، رغم مساهماتها الخلاَّقة في نهضة البشرية، ورغم اعتراف إعلان قمة الأمم المتحدة بالتعددية الحضارية على مستوى العالم.