عبدالرحمن محمد عويس

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الدكتور عبد الرحمن محمد علي عويس من شهداء رابعة العداوية


ما جرى في رابعة العداوية يوم 14 أغسطس 2013 كان مذبحة فاقت التصور والإجرام، والذي لم يكن يتوقعه أعتى عتاة الإجرام والديكتاتورية في العالم.لا ندرى بأى قلب أو عقل أحاط الجيش والشرطة بالمدنيين العزل (القيادة السياسية والعسكرية والشرطية كان لديهم يقين مائة بالمائة أن الاعتصام سلمي) وأمعنوا في قتلهم بهذا الاجرام وهذا الجبروت والخسة.

فحتى في الحروب لا يفعل الجندي بعدوة مثلما فعل هؤلاء العسكريون والشرطيون بأبناء وطنهم من المدنيين لمجرد اختلافهم في وجهات الرأى السياسية. لقد مات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال لا لشيء إلا لمجرد أنهم اعتصموا في ميدان رابعة العدوية، مج رد اعتصام سلمي، فلم نرهم يهجمون على مؤسسة عسكرية أو شرطية أو يمعنوا القتل في الأهالي.

لكن كل سلاحهم القرآن الذي كانوا يصلون به ويتحلقون حوله. فكان من ضمن هؤلاء الشهداء الدكتور عبدالرحمن محمد علي عويس الذي كان أحد صحايا إجرام العسكر في فض اعتصام رابعة العداوية، والذي استشهد هو وابنه في نفس الأحداث ليرتقى الأب أولا ثم يلحق به ابنه متأثرا بإصابته.

وُلِدَ الدكتور عبد الرحمن محمد علي عويس في قرية منشأة الكرام التابعة لشبين القناطر بمحافظة القليوبية (على بعد نحو خمسين كيلومترًا من القاهرة) في عام 1954م، وتدرج في تعليمه حتى نال الدكتوراة من جامعة الأزهر في التفسير وعلوم القرآن، وعمل أستاذًا بتخصصه.

عرف عنه الكرم والتواضع مع طلابه، بخاصة الغرباء المُبتعثين، حتى أن أحد طلابه الأفارقة واسمه نور الله كورت قال عنه: إنه يذكره بعد تخرجه بأكثر من عشرين عامًا؛ لأنه لم يكن معلمًا له بكلية أصول الدين عام 1990م للمادة تخصصه فحسب، بل بكل ما يخص الدعوة، كما كان مثلًا أعلى وقدوة في الحياة له ولجميع أقرانه.

شارك في ثورة 25 يناير 2011م رغم إقامته في حي المرج في شرق القاهرة البعيد نسبيًا عن ميدان التحرير (قبل أن ينتقل ليعيش في حلوان)؛ وبعدها كان متحدثًا في دورات إعداد الأئمة الأزهريين العاملين بوزارة الأوقاف مثل: "الملتقى الدوري للقراء والأئمة" في يوليو - تموز 2012م، ولم تمنعه إصابة سابقة في حادث سير عقب تشييعه جنازة شقيقه في مايو - آيار 2011م من مواصلة العمل الدعوي والثوري، بخاصة وهو عضو بجماعة الإخوان المسلمين.

وعندما قام الجيش المصري بعزل الرئيس المنتخب في يوليو 2013، انضم الدكتور عبد الرحمن للمُعتصمين في ميدان رابعة العدوية، وعن تلك الفترة يقول صديقه عضو رابطة علماء ضد الانقلاب الدكتور منير جمعة أنه كان كثير الحديث عن الشهادة في سبيل الله، ولصدق حديثه اُستشهد بعد أن عاش حياته: "عالمًا كبيرًا لا يرى نفسه"!

ويؤكد الدكتور منير أن الراحل:

"عرف الحق فعمل به وجهر بالدعوة إليه، لم يسع إلى شهرة أو منصب، لم تمنعه مكانته ولا سنه من أن ينام على الأرض في رابعة العدوية، ليضرب بذلك المثل للعلماء الربانيين العاملين.. والذين تعاملوا معه يصفونه بأنه زيّن القرآن بالفعال.. فصار حجة على العلماء إلى يوم الدين، نحسبه كذلك ولا نزكيه على رب العالمين".

شاء الله أن يصطفيه هو وولده (عمرو) يوم المذبحة الكبرى (رابعة العدوية)، وكثيرًا ما حدث الشهيد العلماء الذين كانوا يتحدثون على منصة رابعة، لكن خلفها (لعدم حبّه الظهور).

أصيب ابنه عمرو بعد أن لقي أبوه حتفه إثر رصاصة قناص بالصدر في نفس يوم مذبحة رابعة العدوية يوم 14 من أغسطس - آب 2013م، ومن عجيب القصص التي يرويها أحد الأطباء في المستشفى الميداني برابعة أنه لما حضر إليه الشهيد الابن مُصابًا، أراد إبلاغ أهله فوجد بهاتفه رقمًا مسجلًا باسم "أبي"، فتصل به ليرد عليه أحد زملاءه الأطباء من الطابق الأسفل للمستشفى نفسه قائلًا: هذا الهاتف يخص شهيدًا لدينا. كما استشهد معه عدد من علماء الأزهر وأئمة الأوقاف، يقدر في أول إحصاء بنحو أكثر من ثلاثين شهيدًا.

تم تشييع جنازة الشهيد الأب في منشأة الكرام بعد رحيله بيوم واحد (الخميس 15 من أغسطس - آب)، فيما ظل عمرو الابن رهين غيبوبة كاملة حتى اُستشهِدَ في 3 من نوفمبر - تشرين الثاني التالي ليدفن إلى جوار أبيه أيضًا.

وشهد له طلابه بأنه:"كان نعم الأستاذ الخلوق الرباني"، كما نعاه موقع "ملتقى أهل التفسير" المعروف بالقول: "كان من أطيب الأساتذة واكثرهم أدبًا وخُلقًا".

نظرة على تاريخ ابنه الشهيد عمرو

عمرو عبد الرحمن نجل الدكتور عويس

واعتبر متابعون أن عمرو عبد الرحمن، نجل الدكتور عويس، أحد أبرز العقول التقنية وأحد أفراد فريق تعريب الأيفون التي خسرتها مصر نتيجة مذبحة فض رابعة، وتحدثت مواقع كثيرة عن علمه التقني في إدارة الشركة، وأسهم في تطوير منتجات مصرية عربية خالصة، أجبرت شركة عالمية مثل "آبل" على تعريب نظامها وإصدار نسخة للعربية.

وكان عمرو عبد الرحمن، المدير العام لشركة MiMV التي قامت بتوفير الكيبورد العربي للأيفون في بداية نزوله، بالإضافة لأبرز التطبيقات الإسلامية علي (آيفون) المعروفة "آيفون إسلام"، والتي ربما لا يوجد مستخدم عربي لآيفون إلا وقد استخدم تطبيقا لها.

ومن إنجازات الشركة منذ البداية في 2007، "فتح مستودع برامج يعمل على Installer ليكون أول مصدر عربي لبرامج الآي-فون"، ثم في 2008 "عربتالر (Arabtaller) أول تعريب كامل للآي-فون ومجاني والذي كان أكثر برنامج مبيعا في الوطن العربي في تلك الفترة"

وفي 2009 أنتج محركا متطورا للآي-فون (iFlipPage) يعمل على محاكاة الكتاب الحقيقي على بيئة آي-فون "، ثم في 2010 أصدر برنامجا لتفعيل الفيس تايم في الشرق الأوسط بعد حجب آبل للخاصية"، بالإضافة إلى "إنجاز عالمي وتفعيل خدمة فيس تايم على هواتف 3 جي إس".

وفي 2011 "ثاني إنجاز عالمي تكلمت عنه عدد من الصحف العالمية بتحويل الآيباد إلى هاتف"، وفي 2012 "إطلاق موقع آب- عاد موقع متخصص في تطبيقات أجهزة آبل، ليكون متجر تطبيقات للمستخدم العربي".

والعجيب في الموضوع أنه وبرغم كل هذه الإنجازات لا يوجد له أي تكريم أو ذكر في الإعلام المصري التقليدي، برغم تأثيره الكبير في المنطقة العربية كلها.

المصادر

  1. استشهاد د. عبد الرحمن عويس و30 آخرين من العلماء والدعاة إخوان أون لاين
  2. الدكتور عبد الرحمن محمد علي عويس: موقع قتل في مصر
  3. أستاذ التفسير بالأزهر عانق وولده “رابعة”.. ولم يرجعا من “الفض” بشيء