عبد الغني عابدين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عبد الغني عابدين واتحاد الدراجات في مصر


مقدمة

يعتبر ركوب الدراجات الرياضية أحد أمتع الرياضات التي مارسها الإنسان منذ القدم، فمنذ أن تم اختراعها في عام 1885م في أوروبا لاقت رواجاً كبيراً بين الناس، حيث أقبل على ممارستها الصغار والكبار، لما تقدمه من فوائد جمة لصحة الإنسان العضوية، والنفسية، هذا غير فوائدها الاقتصادية والبيئية.

ومن ثم بدء النشاط الرياضي للدراجات في مصر في بداية القرن ال20 وبالتحديد عام 1920 وذلك من خلال أتحاد الأندية المصرية الذى كان يشرف علي رياضة ألعاب القوى والسباحة والدراجات . وأستقل الاتحاد المصري للدراجات بنشاطه عن الاتحاد السابق عام 1930 وقام بتسجيل نشاطه بالاتحاد الدولي للدراجات عام 1935 وفى عام 1940 تم تعيين أول مجلس أدارة مصري يتكون من السادة فؤاد باشا أنور " وعبد الغنى عابدين" وعلى مخلص الباجوري، وتركز نشاط الاتحاد في هذه المرحلة في مدن القاهرة والإسكندرية . (1)

وبعد تعيين أول مجلس إدارة مصري لاتحاد الدراجات، عمل الاتحاد على نشر اللعبة عبر كل أنحاء القطر المصري التي تركزت فيه اللعبة في مدن القاهرة والإسكندرية والإسكندرية، وفي عام 1953 أقام الاتحاد المصري للدراجات أول سباق، ثم أقيم أول دورة محلية للدراجات والتي أطلق عليها (دورة مصر حول الدلتا)، وفي عام 1954 أقيم أول سباق دولي للدراجات في مصر باشتراك 10 دول أوروبية لمدة عشر سنوات متتالية حتى 1964م. (2)

كان هذا أول مرة يتردد فيه اسم عبدالغني عابدين حيث لم تذكر المصادر ميلاده ولا مكان مولده، إلا أن الأحداث يتضح منها أنه من مواليد القاهرة، وأهتم منذ صغره بالجوانب الرياضية، حيث استمالته لعبة الدراجات والتي برز فيها حتى وصل إلى عضوية أول مجلس إدارة لاتحاد للدراجات، بل حينما أجريت انتخابات الاتحاد المصري للدراجات اعيد انتخاب الأستاذ عبدالغني عابدين سكرتيرا للاتحاد المصري للدراجات، وفى اتحاد النقاد الرياضيين اختير الأستاذ الناقد محمد شميس سكرتيرا عاما للاتحاد وهو من قيادات الإخوان. (3)

عابدين بين صفوف الإخوان

تعرف عبد الغني عابدين على دعوة الإخوان المسلمين في وقت مبكر، حتى بلغ به الأمر إلى مرتبة القيادة داخل الجماعة، حتى أن الأستاذ البنا أسند إليه مهمة قسم هام من أقسام الجماعة.

فبعد الخطوات التي قطعها الأستاذ محمود أبو السعود في تنظيم الجوالة تولى إدارتها الدكتور حسين كمال الدين الذى أصبح مدير فرق جوالة الإخوان في الفترة من صيف عام 1942م وحتى فبراير 1945م، - حينما انتقل للعمل بالتدريس بكلية الهندسة بالعراق- ثم أسندت إلى سعد الدين الوليلي قبل أن تسند إدارتها إلى الأستاذ عبدالغني عابدين.

قام الأستاذ عبد الغنى عابدين بإدارتها " فحظت الجوالة في تلك الفترة خطوات واسعة في الارتقاء في تكوينها" واتساع مجال انتشارها " وقد عمل الإخوان على تربية أفراد جوالتها على الأخلاق الإسلامية" وعلى منهج كتاب الله وسنة رسوله

وعلى مبادئ الكشافة والتي لم تخرج مبادئها عن تعاليم الإسلام فكان من قوانينها:

  1. شرف الكشاف موثوق به.
  2. الكشاف مخلص لوطنه ولوالديه ولرؤسائه ومرؤوسيه.
  3. الكشاف نافعا ومعين لغيره.
  4. الكشاف صديق الجميع وأخ لكل كشاف آخر مهما اختلف جنسيته ومنزلته.
  5. الكشاف حميد السجايا ورفيق بالحيوان.
  6. يبتسم الكشاف للشدائد.
  7. الكشاف نقى السريرة طيب الأقوال كريم الأفعال. (4)

كما أقامت الجوالة العامة حفل تكريم لفرقة الكشافة الإسلامية بمناسبة زيارتها لمصر " حيث بدأ الحفل بتلاوة آى الذكر الحكيم ثم قدم خلال ذلك بعض السمر والتمثيليات والأناشيد الإسلامية" كما ألقى الأخويين سعد الدين الوليلى وعبد الغنى عابدين كلمة الحفل " وألقى فريق الضيوف نشيد الحاج أمين الحسيني" وتفقد الفريق جميع مؤسسات الإخوان المسلمين. (5)

كما أقامت الجوالة حفلا كبيرا بمناسبة شفاء فضيلة المرشد العام ووجود بعثة الكشاف العربي الفلسطيني بالقاهرة يوم 11 مايو بدار شارع محمد على نمرة "76 " في الساعة السابعة "وقد حضره آلاف من الشباب" وتحدث الأخ عبد الغنى عابدين ثم أعقبه فضيلة المرشد العام فالأستاذ أحمد السكري الوكيل العام. (6)

وظل عابدين يقود هذا القسم المهم حتى عمدت الجماعة إلى إنشاء إدارة للفرق الرياضية، تتمتع بقدر عال من الاستقلال عن قسم الجوالة واختير الأستاذ عبدالغني عابدين مراقب عام الإدارة الرياضية بالمركز العام، وضم لتلك الإدارة مجموعة من السكرتارية العامة للإشراف على الناحية الرياضية، ومعاونة المناطق على إنشاء الفرق الرياضية المختلفة

فاختير:

  1. الأستاذ حسين صبرى للألعاب السويدية
  2. الأستاذ محمود المويلحى للمصارعة وحمل الأثقال
  3. الأستاذ حسن عبد الرحيم للسباحة
  4. الأستاذ عبده درويش لكرة القدم
  5. الأستاذ صلاح عثمان للملاكمة
  6. الأستاذ عطية خطاب للسلة

كما انضم للإدارة بعد ذلك الإخوان عبد المنعم الديب وإبراهيم برعي للقيام بأعمال المراقبة الفنية للفرق الرياضية للإخوان المسلمين. (7)

وفى أواخر عام 1364هـ 1945م تكون مجلس الرياضة الأعلى للإخوان المسلمين من:

  1. الأستاذ حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين رئيسا أعلى للقسم.
  2. الأستاذ حسين كمال الدين رئيسا عاما.
  3. الصاغ محمد لبيب نائبا للرئيس.
  4. الأستاذ سعد الدين الوليلى وكيلا.
  5. الأستاذ عبد المنعم الديب وكيلا نائبا.
  6. الأستاذ عبد الغنى عابدين سكرتيرا عاما.
  7. إبراهيم ولبيب برعى ومحمود رشدى مراقبين.
  8. محمد على أمين الصندوق.
  9. محمود المويلحى وعبده درويش مشرفين. (8)

وقد كان الأستاذ عبد الغنى عابدين دائم التوجيه لفرق وشباب الإخوان، يذكرهم بالهدف من ممارسة الرياضة وآداب الممارسة

ونتيجة ذلك كتب يقول:

"يا شباب الإخوان المسلمين، الرياضة نوعان: رياضة النفس والروح ورياضة الجسم؛ فأما الأولى فترويض النفس على الإيمان بالنظام، والإخلاص لله في العمل، والاعتماد على النفس، والصبر عند الهزيمة، والتحلي بالأخلاق الكريمة. وأما الثانية فتدريب للعضلات وتقويتها، وإصلاح الجسم وإعادة بنائه. وإن شبيبة تشب على ترويض النفس والروح والجسم لجديرة بأن تعيد للإسلام مجده وعزه. (9)

كما خصص الإخوان صفحة في صحف الإخوان تتحدث عن الرياضة وأهميتها لكل فرد وكان يقوم على تحرير تلك الصفحة بعض أعضاء القسم مثل: عبد الغنى عابدين وعلى طه الجمل ومحمد شميس وزيد شريف.

اعتنى القسم الرياضة بالجماعة بإصدار النشرات الدورية والتي تقوم بتوجيه المناطق والشعب " وإقرار سياسة القسم" ففي الجلسة الأخيرة لمجلس الرياضة الأعلى للإخوان قرر إصدار نشرات دورية رياضية كشفية تحوى بحوثا فنية وتكون سجلا شاملا لنشاط "الإخوان" ومن أجل ذلك تكونت لجنة للتحرير والإشراف عليها من الأساتذة: حسين كمال الدين وسعد الوليلى وعبد الغنى عابدين ومحمود بدر الدين ومحمد شميس وعبد المنعم الديب ومحمد أحمد على وقرروا أن تصدر النشرة الأولى أول يناير 1947م. (10)

اعتمد عابدين بإقامة المسابقات بين فرق الإخوان فأقاموا بطولة القاهرة الإخوانية والتي اختتمت يوم الجمعة 6 يونيو 1947م " وأقيمت على ملعب الإستاد بجامعة فؤاد الأول بالجيزة بين فريق إخوان الزيتون وفريق الإخوان بين السرايات والتي انتهت بفوز بين السرايات على الزيتون (5-1) وتسلم الكأس وسط حضور غفير" وقد حضر حفل الختام الأستاذ عبد الغنى عابدين. (11)

ولم يقتصر الأمر على القاهرة بل أقيمت مسابقة في الإسكندرية حيث أقاموا حفل بهذه المناسبة حضره الأستاذ أمين مرعى رئيس المكتب الإداري بالإسكندرية والأستاذ مختار عبد العليم وكيل المكتب والأستاذ سعد الدين الوليلى وكيل عام الجوالة والفرق الرياضية والأستاذ عبد الغنى عابدين مندوب عام الجوالة والرياضة. (12)

كما أقيمت حفل ملاكمة للهواة " واختتم الحفل بمباراة للمحترفين في وزن المتوسط بين أنطونو بولو بطل اليونان وعبد العزيز أحمد بطل الإسكندرية" وكانت عشرة جولات كل جولة ثلاث دقائق وأقيمت على ملعب البلدية في السابعة مساء، وقد فاز في هذه المباراة عبد العزيز أحمد بطل إسكندرية في الجولة الثامنة وقد حضر هذه المباراة الأستاذ عبد الغنى عابدين. (13)

وحينما زار الملك عبد العزيز آل سعود مصر كانت مناسبة لاستعراض الإخوان لجوالتهم، حيث بدأ من شعبة الظاهر بالسكاكيني إلى سراي الزعفران – قصر الضيافة في حينه – فاستعرضها من شرفة القصر ثم رجعت الطوابير سيرا على الأقدام وينظم خطوها دق الطبول إلى سراي عابدين فالمركز العام بالحلمية الجديدة حيث انصرف الإخوان.

اشترك في هذا العرض عشرة آلاف جوال كانوا يسيرون سداسيات " كل رهط يتقدمه علم الإخوان الأخضر ذو المصحف الأحمر والسيفين وعليه اسم الرهط" وكانوا يحملون بأوامر تلقى من ميكروفون محمول على سيارة، وكان يشرف على قيادة هذه الطوابير غالبا الإخوان سعد الدين الوليلي وعبد الغنى عابدين. (14)

محن

تعرض عبدالغني عابدين إلى الكثير من المحن التي تعرضت لها الجماعة فقد اعتقل عام 1948م وحينما وقعت المحنة بين عبد الناصر والإخوان عام 1954م اعتقل عبد الغني عابدين وظل في السجن الحربي حتى عام 1956م حينما تم الإفراج عنه وعن العديد من الإخوان بعد عامين من المحنة دون محاكمات

حيث يقول أحمد عادل كمال:

وفى النهاية أفرجوا عن الذين لم يقدموا إلى محاكمات فلما جاء يوم الإفراج عنى كنت آخر اسم في أخر فوج " وأذكر من ذلك الفوج أنور العزب رحمه الله وعبد الغنى عابدين والدكتور عبد العزيز كامل، ونحن وقوف صفا أمام بوابة السجن الحربي في انتظار السيارات التي تنقلنا إلى معتقل القلعة لنمضي أياما قبل الإفراج النهائي عنا" وجاء حمزة البسيوني يتفرس وجوهنا وينظر إلينا واحدا واحدا.
كانت المحاكمات قد انتهت منذ زمن طويل وأغلقت المحاكم الخاصة التي كانت تقارفها لانتهاء مهمتها " وكان السجن الحربي يقفل في وجوه المدنيين بخروجنا ذاك في شهر يونيو 1956م" (15). ما إن خرج الأستاذ عبدالغني من السجن حتى انقطعت أخباره فلم يعرف عنه شيء بعدها ولا متى توفي.

المراجع

  1. موقع الاتحاد المصري للدراجات
  2. كريم رزق: الدراجات.. صديقة البسطاء، 22 يونيو 2016م
  3. جريدة الإخوان اليومية: العدد 719، السنة الثالثة ، 2 ذو القعدة 1367" 5 سبتمبر 1948م، صـ27 من الملحق.
  4. جريدة الإخوان المسلمين اليومية: العدد 428، السنة الثانية، 9 ذو القعدة 1366" 24 سبتمبر 1947م، صـ6.
  5. مجلة الإخوان المسلمين: العدد 128 السنة الرابعة، 6 محرم 1366" 30 نوفمبر 1946م، صـ2.
  6. جريدة الإخوان المسلمين اليومية: العدد 313، السنة الثانية، 20 جماد ثان 1366هـ 11 مايو1947م، صـ3.
  7. مجلة الإخوان المسلمين: العدد 31، السنة الثانية ، 1 ربيع الآخر 1363هـ / 25 مارس 1944م، صـ19.
  8. مجلة الإخوان المسلمين: العدد 89، السنة الرابعة، 7 ربيع أول 1365" 9 فبراير 1946م، صـ23.
  9. مجلة الإخوان المسلمين: العدد 31، السنة الثانية ، 1 ربيع الآخر 1363هـ / 25 مارس 1944م، صـ19.
  10. جريدة الإخوان المسلمين اليومية: العدد 166، السنة الأولى، 25 ذو الحجة 1365هـ" 19 نوفمبر 1946م، صـ4.
  11. المرجع السابق: العدد 337، السنة الثانية،19 رجب 1366 8 يونيو 1947م، صـ4.
  12. المرجع السابق: العدد 157، السنة الأولى، 15 ذو الحجة 1365هـ 9 نوفمبر 1946م، صـ5.
  13. المرجع السابق: العدد 295، السنة الأولى، 28 جماد أول 1366هـ 20 أبريل 1947م، صـ4.
  14. أحمد عادل كمال: النقط فوق الحروف، طـ1، الزهراء للإعلام العربي، القاهرة، 1989م.
  15. أحمد عادل كمال: المرجع السابق.