فانتظروا إنا منتظرون

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
فانتظروا إنا منتظرون


الاربعاء 18 مارس 2015

كفر الشيخ اون لاين | خاص

ليس أدل على الإرهاق والإنهيار النفسي الذي ألم بطغمة الإنقلاب من لجوئهم إلى تلك الأكاذيب المفضوحة والتي أطلق عليها النشطاء لقب " الفنكوش " تفوقها في الإحكام والضبط قصص عمو حسن وأبلة فضيلة ، ومن فضيحة إلى فضيحة ومن فشل إلى فشل يتحرك الإنقلابيون حاملين على ظهورهم اصر الإنقلاب وأغلال الداعمين له ، لا استطيع أن أزعم أنه يوم أن وقع الإنقلابيون مع احدي شركات الخليج عقدا لبناء مليون وحدة سكنية كانوا يعلمون باستحالة نجاحهم في ذلك ولكني متأكد أنهم يومئذ كانوا تواقين لإنجاز ثمة شئ .. أي شئ يحتسب لهم على أنه نجاح ، وغير بعيدين في الفهم عن نظرائهم الخليجيين لابد وأنهم قد استجابوا للنفاق الشخصي الذي صور لهم فكرهم وحراكهم على أنه عبقرية منقطة النظير ، ما حدا بقائد الإنقلاب إلى الحديث دائما عن الإنجاز والتطوير بصوت عال يقرع سمع الحاضرين ظنا منه أنه كلما رفع صوته كلما كان ذلك أدعى للنجاح والحماس و التقدم ، الأمر الذي لا يكلف أي مراقب عناء التحليل للتوصل إلى نتيجة مؤداها أن القاطرة التي يقودها هؤلاء المكفوفين لابد وأنها ستتحطم مع التصادم الأول .

لا يكاد يختلف اثنان على أن عنصر الوقت لم يعد في صالح الإنقلاب ، وأمام كم المشاكل السياسية المتزايدة لا يجد الإنقلابيون الوقت لمعالجة التفاصيل الإدارية للدولة بأسلوب فني ، فيلجأون إلى المسكنات والمهدئات التي لم تعد تخفي على أدني الناس ثقافة ، ولعل الملاحظ في الأمر أن الإنقلابيين بعد أن كانوا يراهنون في الشهور الأولي للإنقلاب على عنصر الوقت باعتباره معززا لحكم العسكر يقفون اليوم مرتعدين خشية مرور الوقت وقد مال الخط البياني للإنقلاب ناحية الصفر ، وبعد أن كانت الأمال عريضة أصبحت المخاوف كبيرة وبعد أن كان المستقبل يبدو وكأنه " رز في رز " أصبح أمل العسكر لقيمات يقمن صلبهم أو الهروب في مكان يقبل وجودهم فيه عندما تزأر الجماهير في الشوارع طلبا لحاجاتهم الإجتماعية الملحة .

فارق كبير بين انتظار الصابرين المجاهدين وعد الله الذي لا يخلف وعده بالنصر المبين وانتظار الإنقلابيين يوما يخرجون فيه من القصور سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون ، وقد أصبح كلا الفريقين موقنا بنتيجة انتظاره كأنه يراها رأي العين ، فباستنفاد القدرة على القيام بأية أنجازات أسلم العسكر الروح وفقدوا الأمل في الإستمرار وكذلك أغلب من أيدوهم ، فالملفات الخارجية جميعها فاشلة والملفات الداخلية تتطور بسرعة نحو الأسوأ سياسيا واقتصاديا واداريا وأمنيا ، ولم يكن المؤتمر الإقتصادي الذي انعقد في شرم الشيخ والذي وصفه قائد الإنقلاب بوصف غريب " دراعي " ناجحا بأي مقياس اقتصادي أو حتى " تسولي " ، فعدة مليارات دفعها أمراء الخليج على عجل قبل أن ينصرفوا جميعا من القاعة أشبه ما يكونوا بمن أدى واجب العزاء على كره منه فخرج لاعنا المتوفي وأولياءه ، وان كان حالهم كذلك وهم في مصر وفي قلب تلك الإحتفالية التي دعوا هم أنفسهم إليها فكيف بهم بعد أن يعودوا إلى بلادهم وكيف تكون دعوتهم للمستثمرين بادخال أموالهم إلى مصر ولسان حال حاكم دبي يقول : أين ذهبت أربعة عشر مليار دولار دفعناها لكم ؟

بفشل الإنقلابيين في الحصول على دعم خليجي كبير تكون نهاية الإنقلاب المحتومة قد كتبت أو على الأقل نهاية قادة الإنقلاب ، فلا خمسة مليارات ولا حتى مائة مليار أصبحت تجبر كسر البلاد التي توقفت حركة التجديد فيها الآن ما يقرب من الخمس سنوات ، وإن الإحتقان المتزايد في كل يوم يعطي أرضية جديدة للثورة ومصداقية كبيرة للتيار الإسلامي الذي يقع الإخوان المسلمون في القلب منه بأنهم الأجدر بثقة الشعب المصري ، وإن الإرتفاع بأعداد القتلي والمعتقلين قد أصبح واضحا أنه لا يزيد الثورة إلا قوة ، وأن الشعب كله الآن يقف خلف الثوار ولو أخفى الكثيرون ذلك فأغلب الناس لم يسلموا من أذي الجيش والشرطة في فترة ما بعد الإنقلاب وحتي من لم تصل إليه يد البطش فقد رأي من آيات الكذب والتلفيق ما يجعله يخجل من ابداء ثمة تأييد لذلك العبث والفشل .

يقال أن أحد الفاشلين قام بتأليف مجلد ضخم ودعا إلى حفل كبير يقرأ على الناس فيه ملخص محتوى الكتاب ولما أجتمعوا قرأ لهم الجملة الأولي " عبد الفتاح يركب الحصان " والجملة الأخيرة في الصفحة الأخيرة منه " عبد الفتاح ينزل من على ظهر الحصان " بينما كانت بقية صفحات الكتاب مكتوب فيها جميعا صوت مشية الحصان " ترك ترك ترك ترك "

فليس بين الثوار والإنقلابيين إلا الوقت وقد علم كل أناس مصيرهم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

المصدر