في ذكرى الشهيد فضل شناعة
بقلم : غسان مصطفى الشامي
لقد احتارت أفكاري وتاهت بي الكلمات وأنا ابحث في أمواج متلاطمة من العبارات والجمل والحروف عند الحديث في حضرة شهداء الحركة الإعلامية الفلسطينية، الذين سَطروا بدمائهم الزكية دروب العزة والشهادة ورسموا ملامح الطريق نحو تحرير فلسطين ..
الذين جعلوا من أرواحهم جسرا يعبر عليه الثائرون نحو الحرية والاستقلال ...
إنهم من عشقوا السلاح الصحفي ليقدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله والوطن ..
إنهم شهداء الحقيقة ...
شهداء الحركة الصحفية الفلسطينية ..
الذين مَنحوا القضية الفلسطينية جل وقتهم وجهدهم وأعطوا الكثير لهذه القضية المقدسة ..
فقد حملوا الرسالة والهم الفلسطيني ..
وجسدوا أسمى معاني البطولات على ارض المعارك الثورات اليومية ..
نحيا في هذه الأيام الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد فارس الصورة الشهيد الصحفي فضل شناعة ، الذي تعرض قبل استشهاده لإطلاق النار والقصف الإسرائيلي ولكنه أصر على مواصلة المسيرة ومواصلة العطاء ومواصلة الطريق من اجل كشف الحقيقة وفضح جرائم العدو الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا الفلسطيني ..
تحية وألف تحية إلى روح الشهيد فضل شناعة الذي زار القدس قبل استشهاده وتراه ينظر إلى مآذن القدس وأحجار القدس وشوارعها ويسلم على أطفالها ..
ترى في عيونه الحب والوفاء للقدس، فما أن وطأت قدماه بيت المقدس حتى تهلهلت أساريره وبدا فرحا وعاشقا للقدس والمسجد الأقصى ..
في ذكراك ..
فضل ..
تحية إلى روحك المعطاءة وبسمات وجهك الجميل ..
في ذكراك تبكيك غزة وبحرها وشاطئها العريق ..
في ذكراك تفتقد الحركة الصحفية الفلسطينية فارسا شجاعا مقداما نذر نفسه لخدمة دينه ووطنه ..
فالأرض والشوارع والطرقات لا تنسى فارس الصورة وهو يقف عليها في أقسى اللحظات وأصعبها بين أزيز الرصاص الإسرائيلي وقصف الطائرات وفي البرد القارس وظلمة الليل الشديد ..
تجده يسارع لنقل الصورة ونقل الحقيقة للعالم كله ..
ولم يغب يوما عن المشاركة في رفع الألم والمعاناة عن أبناء شعبه وتصوير المجازر الصهيونية بحق أبناء شعبه ..
إلى أن باغته قذيفة صهيونية في مساء اليوم السادس عشر من شهر ابريل من العام 2008 ، فقد كان شهيدنا فضل يوم استشهاده يقوم بنقل وقائع الاجتياح الإسرائيلي لحي الشجاعية و كان من أوائل الصحفيين الذين وصلوا إلى مكان الأحداث التي أسفرت عن استشهاد عشرين فلسطينيا وإصابة آخرين وبعدها انتقل الفارس المقدام الشهيد فضل ليرصد جرائم الاحتلال في مكان آخر من قطاع غزة، ففي الساعة الرابعة عصرا من اليوم نفسه كان فارسنا على موعد مع الشهادة أثناء قيامه بتصوير أحداث الاجتياح الإسرائيلي على منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة وعندما شاهد الدبابات الإسرائيلية بدا بتوثيق الجريمة ليسجلها بكاميرته ولكن باغتته القذيفة المسمارية وكانت آخر جريمة سجلها شهينا المغوار فضل وارتقى إلى العلياء ...
ولكن سنمضي قدما في مواصلة مشوار الشهيد الصحفي فضل ..
وسنواصل الرسالة والمسيرة وحمل الهم الفلسطيني إلى أن تحرر أرضنا ونرفع الأعلام الفلسطينية عالية على مآذن القدس وأسوارها وقبابها ..
.. رحمك الله يا فارس الصورة وأسدها وستبقى ذكراك خالدة في قلوبنا ..
إلى الملتقى ،،
المصدر
- مقال:في ذكرى الشهيد فضل شناعةالمركز الفلسطينى للتوثيق والمعلومات