قالب:أحداث معاصرة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٣:٥٣، ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٢ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
هل عجزت بريطانيا عن التنبوء بثورة يوليو 1952م

شهدت أوروبا في بداية العصر الحديث تطورا كبيرا غير مجرى طبيعة الحياة فيها حيث الثورة الصناعية التي كان لها تأثيرها الخطير على الحياة السياسية والاجتماعية بل والدينية في أوروبا والتي أهلتها لقيادة العالم في فترة بل وبسط نفوذها على معظم دول العالم خاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهو ما يعجز كثير من الباحثين عن تفسيره في كون بريطانيا مثلا دولة صغيرة وعدد جيشها – ناهيك عن سكانها – صغير ودخلت حربين عالميتين خسرت فيهما الكثير ومع ذلك بسط نفوذها على شعوب تعدى عددها نصف الكرة الأرضية

مما يوضح لك مدى الخلل والضعف والخيانة الذي أصاب هذه الشعوب وعلى رأسها الشعوب العربية والإسلامية التي استطاعت بريطانيا وحلفائها في الغرب أن يغرى بعض الأسر في الخروج على دولة الخلافة – خاصة بعدما اعتراها الضعف- والقتال جنبا لجنب مع الغرب ضد الدولة العثمانية.

لكن وكحال نواميس الكون من ولادة ضعيفة فقوة فضعف وانكسار وصلت بريطانيا وفرنسا لمرحلة الشيخوخة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حتى أن فرنسا احتلها الجيش الألماني في سويعات ولولا دخول قوة جديدة فتية وهى الولايات المتحدة الأمريكية الحرب العالمية الثانية أحسب أن بريطانيا وفرنسا كانا سيكونان في عداد الدول المحتلة وأمبرطوريتها في الشرق.

وهو أيضا ما يفسر بقوة عجز بريطانيا عن نصرة الملك فاروق حينما تحرك الجيش لخلعه وفرض الإرادة الأمريكية بالتغيير وتنصيب من تراه مناسبا لسياستها الجديدة وتأخر بريطانيا عن مقعد الصدارة كونها أصبحت وصيفة لأمريكا.

ثورة يوليو ثورة مفاجأة

إن دراسة كل ثورة تقتضي البحث عن أسبابها ومقدماتها، وما سبقها ومهد لها، حيث رصدت الوثائق البريطانية والأمريكية الأوضاع الداخلية المتدهورة في مصر قبل قيام ثورة 23 يوليو 1952، فالملك أصبح هو المسيطر على الأمور

وساعد ضعف الوزارة على التنبؤ بسقوطها، وهو ما حدث في 22 يوليو 1952، حيث عين نجيب الهلالي رئيسا لها. وقد عكست الوثائق البريطانية في هذه الفترة القلق من تذمر شباب الضباط داخل الجيش، وانخفاض شعبية الملك بينهم بسبب إصراره على تعيين ضباط حاشيته في المراكز المهمة في الجيش.

يقول عبد الرحمن الرافعي:

"والرأي عندي أن مقدمات ثورة 23 يوليو سنة 1922 ترجع إلى سيرة الملك السابق فاروق في الحكم، فإن حكمه كان هو التمهيد للثورة، أما أسباب الثورة وبواعثها فترجع إلى أبعد من ذلك وأعمق، إذ هي تمتد إلى بدء الاحتلال البريطاني لمصر سنة 1882، لأن ثورة 23 يوليو هي قبل كل شيء ثورة على الاحتلال والاستعمار.

ومن ناحية أخرى فإن ترادف الحوادث منذ إلغاء معاهدة 1936 في 8 أكتوبر سنة 1951 كان يتطور نحو الثورة، فإن إلغاء هذه المعاهدة كان بداية مرحلة جديدة من كفاح الشعب ضد الاحتلال البريطاني، وكانت الحوادث تتدرج وتتدافع يومًا بعد يوم نحو الثورة" (1) ..تابع القراءة