قالب:أحداث معاصرة
برغم إنتهاج السادات لسياسة مخالفة لسلفه عبد الناصر، سواء في السياسة الداخلية أو الخارجية، إلا أن ما جمع بينهما كان هو (الإستبداد)، ذلك المرض العضال الذي ميز نظام الحكم في مصر منذ انقلاب يوليو 1952، فكما كان عبد الناصر هو صاحب قرار الحرب في يونيو 67، كذلك كان السادات هو صاحب قرار الاتفاق مع دولة الاحتلال (إسرائيل) في عام 1979، والتي فتحت الباب واسعاً أمام تغيرات هائلة في مسار الصراع العربي الإسرائيلي، فبرغم حالة (الإعتلال) التي كان تعانيها الشعوب العربية بُعيد هزيمة يونيو 1967، إلا أن قدرا من التماسك كان يجمع بينها إزاء التغول الإسرئيلي في المنطقة، بما عوَّق محاولات إسرائيل لإختراق النسيج العربي والنفاذ إلى المجتمعات العربية، فجاءت تلك المعاهدة من قِبل أكبر دولة عربية لتُعطي إشارة البدء لإنطلاق قطار التطبيع في الوطن العربي والجوار الإفريقي كذلك، ولم يعوِّق ذلك المخطط الصهيوني التوسعي، سوى نشاط التيار الإسلامي، وتحديدا جماعة الإخوان المسلمين، التي حالت جهودها في مصر والوطن العربي دون قبول الشعوب بذلك التطبيع، لتمثل تياراً معاكساً لإرادة الأنظمة التي رهنت نفسها للنظام الغربي. تشير تلك الورقة إلى أثر الاستبداد في إلحاق الشعوب العربية بقطار التطبيع، ودور الشعوب في مقاومة تلك الجهود، مع بروز دور جماعة الإخوان المسلمين، سواء في الداخل الفلسطيني، أو في الجوار العربي بمصر (الدولة العربية الأكبر)..
تابع القراءة