قالو عن (الإمام حسن البنا)
(13/02/2015)
بقلم : محمد يونس سالم
قالو عن (الإمام حسن البنا)
إننا في ذكرى الإمام البنا الشاب الفتى النقي التقى الذى أنشا جماعته وهو فى الثانية والعشرين من عمره والتي ذاع صيتها أرجاء المعمورة منذ بداية نشأتها إلى الآن . انه رجل ذو همه عالية ونفس تواقة وقلب متأثر مؤثر نابض بحب الدين وإبراز الهوية الإسلامية للعالم كله . ونسرد بعض ما قاله الأساتذة والعلماء عنه :-
يقول أ. عمر التلمساني عن الإمام البنا (حسن البنا كلما باعدت الأيام بيننا وبين يوم استشهاده ازدادت شخصيته وضوحا وإشراقا وإثارة نورا وبهاء .. إنه كاللوحة الفنية البديعة .. كلما ابتعدت عنها محملقا في روعتها كلما وضح أمام ناظريك رواؤها ودقة الإبداع فيها. وحقا ما مضي عام إلا ازداد تاريخ حسن البنا وضوحا في ميادين الدعوة الإسلامية وظهر ما أجراه الله من خير على يديه للإسلام والمسلمين)
ويقول أ. سيد قطب رحمه الله (في بعض الأحيان تبدو المصادفة العابرة كأنها قدر مقدور ، وحكمة مدبرة في كتاب مسطور .. حسن " البنا " .. إنها مجرد مصادفة أن يكون هذا لقبه .. ولكن من يقول : إنها مصادفة ، والحقيقة الكبرى لهذا الرجل هي البناء وإحسان البناء ، بل عبقرية البناء ؟ لقد عرفت العقيدة الإسلامية كثيراً من الدعاة .. ولكن الدعاية غير البناء .. وما كان كل داعية يملك أن يكون بنّاء ، وما كل بناء يوهب هذه العبقرية الضخمة في البناء .هذا البناء الضخم .. الإخوان المسلمون)
يقول الداعية الإسلامي الشيخ خيري ركوة: إن الأستاذ البنا يتميز بأنه كان يعي دورَه في الحياة، ولذلك لم يضيِّعْ شيئًا من وقته، حتى وهو طالب في المراحل الأولى من التعليم كان يتوسم في نفسه أنه سيكون صاحب دعوة، وذلك رُوي أنه في فترة المرحلتين الابتدائية والإعدادية أو ما يعادلهما في ذلك الوقت كان يجمع التلاميذَ معه وينظرون إلى البيئةِ التي تحيط بهم، ويحاولون أن يعالجوا ما ليس طيبًا فيها وبطريقةٍ سهلةٍ وليست مثيرةً أو عنيفةً، ككتابة الرسائل إلى بعض الناس يذكِّرونهم بالخيرِ ويحذِّرونهم من الانحرافِ إلى الشر، وفى سبيل ذلك لم يضيِّعْ وقتَه وأفادَ منه تمامًا، إذ كان يحرص على الدرس وطلب العلم والتزود منه، وكان يحب اللغة العربية لأنها لغة القرآن الكريم وبها يمكن أن يتعاملَ مع القرآن والحديث، فكان يقرأ الكثير من كتب الأدب المنثور والشعر، فحفظ كثيرًا من الخطب الوصايا والنصائح للبلغاء من العرب سواء في العصر الجاهلي أو عصر النبوة وكذلك خطب الخلفاء الراشدين ومن بعدهم العصر الأموي والعباسي، حتى إنه عندما أراد الالتحاق بكلية دار لعلوم كان هناك امتحان شفوي (مقابلة) وامتحن في القرآن فكان يحفظه، ثم قيل له ماذا تحفظ من الشعر فقال احفظ 18 ألف بيت من الشعر، مما جعل لسانه فصيحًا وعباراته حلوة إذا تكلَّم أسمع غيره وإذا سمع له الناس أنصتوا له وفهموا ما يقول.
وكتب الداعية الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله:الإمام الشهيد حسن البنا هو الداعية الذي بعث الأمل في قلوب اليائسين، وقاد سفينة العالم الحائر في خضمِّ المحيط إلى طريق الله رب العالمين.هو الرجل الذي كان يقول لأتباعه: "كونوا مع الناس كالشجر؛ يرمونه بالحجر فيرميهم بالثمر"!. عرفتُه من كتاباته، وعرفتُه من مريديه ومحبِّيه، وعرفتُه من آثاره الطيبة وأعماله المجيدة، عرفتُه داعيةً يجمع ولا يفرِّق، يحمي ولا يبدِّد، يصون ولا يهدِّد، يشدُّ أزر الأصدقاء ويردُّ كيد الأعداء. عرفته رجلاً بعيد النظر، قويَّ الحجة، فاهمًا لأحداث عصره، مجدِّدًا رجلا يتلافى الخلاف ويعمل على توحيد الأمة عندما سئل الإمام الشهيد ذات يوم من أحد عشَّاق الفُرقة: لماذا تبني الجمعية الشرعية المساجد وأنتم لا تبنون؟! فقال: عليهم أن يبنوا المساجد، وعلينا أن نملأها.
وكتب الكاتب احسان عبد القدوس: تحت عنوان (في ذكرى الإمام الشهيد) يقول :- لم أقابل فى حياتى الصحفية زعيمًا سياسيًّا متمكنًا من دعوته تمكُّن المغفور له الأستاذ حسن البنا، كنت أقابله دائمًا متحديًا، متعمدًا أن أحطم منطقه بمنطقى، وكنت أفترق عنه دائمًا مقتنعًا بإيمانه وبصدق دعوته وبقوة عزمه على الوصول إلى هدفه، وهو ما دعانى إلى أن أنشر أول تحقيق صحفى عن الإخوان المسلمين، وهو التحقيق الذى نقلته عنى وكالات الأنباء، وأصبح الإخوان من يومها حديث العالم. وكنت أعتقد أن قوة حسن البنا فى عقليته التنظيمية، فقد كان يجلس فى مكتبه بالمركز العام بالقاهرة، وفى ذهنه صورة صحيحة لما يجرى فى شعبة الإخوان فى أسوان، وكان يعرف الإخوان واحدًا واحدًا، ويكاد يعرفهم بالاسم رغم أن عددهم كان يزيد عن نصف المليون، وكان يعد لكل منهم دوره فى الجهاد، وكان يشغل كلا منهم طول يومه بخدمة الجماعة حتى لا يجد ما يلهيه عن مبادئها . ولكن عقلية حسن البنا التنظيمية وحدها لم تكن تكفى، لولا نشاطه الفذ، الذى كان يستعين به على الطواف بالقطر المصرى كله، كل أسبوع تقريبًا، ولولا سرعة خاطره فى الرد على كل ما يعترضه من حالات ولولا قدرته على تفسير القرآن بحيث تنطبق آياته على كل مشكلة من مشاكل الحديث، ولولا أنه كان صورة صادقة للزعيم يمثل شعب مصر، فى قناعته وفى زيه، وفى إيمانه، وفى لغته، وفى تواضعه، وفى إحساسه كان حسن البنا يمتاز بكل ذلك، وقد ذهب حسن البنا، عوَّضنا الله فيه خيرًا .
ويقول روبير جاكسون فى كتابه ) حسن البنا الرجل القرآني) : كنت تري الرجل بسيطا غاية البساطة ينام في الأكواخ أحياناً ، ويجلس علي المصاطب ويأكل ما يقدم له .. ولا يحرص إلا علي شيء واحد وهو ألا يفهم الناس عنه أنه شيخ طريقة .. أو من الطامعين في المنفعة العاجلة . ولقد حدثني أنه كان يدخل بلدا من البلاد أحياناً لا يعرف فيها أحداً فيقصد إلي المسجد ، فيصلي مع الناس ، ثم يتحدث بعد الصلاة عن الإسلام .. وأحيانا ينصرف الناس عنه فينام علي حصير المسجد وقد وضع حقيبته تحت رأسه .. والتف بعباءته ، ولا شك أنه قد لقي في زياراته شيوخاً وشبابا ، مثقفين وعوام .. وإنه قد استمع إليهم وقال لهم .. وأفاد منهم خبرة ضخمة واسعة .. أضافها إلي علمه وثقافته .. وإنني علي ثقة من أن حسن البنا رجل لا ضريب له في هذا العصر ، وأنه قد مر في تاريخ مصر ، مرور الطيف العابر .. الذي لا يتكرر
اللهم عوضنا فيه خيرا .
المصدر
- مقال:قالو عن (الإمام حسن البنا) موقع:نافذة مصر