قراءة سريعة حول نشر بريطانيا نتائج "تقرير الإخوان"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
قراءة سريعة حول نشر بريطانيا نتائج "تقرير الإخوان"


خالد فؤاد يكتب لرصد

(الجمعة 18 ديسمبر 2015 - القاهرة)

مقدمة

تأتي هذه القراءة السريعة في اطار محاولة لفهم نشر بريطانيا لنتائج "تقرير الإخوان" و ربطها بالازمة الداخلية للاخوان. اعلنت (رويترز) اليوم الخميس 17 ديسمبر 2015: ان الحكومة البريطانية خلصت مراجعة أجرتها في أمر جماعة الإخوان المسلمين ونشرت نتائجها اليوم

و التي تشير إلى أن الانتماء للجماعة السياسية أو الارتباط بها ينبغي اعتباره مؤشرا محتملا على التطرف، وقال كاميرون في بيان مصاحب للتقرير "هناك قطاعات من الإخوان المسلمين لها علاقة مشبوهة بقوة مع التطرف المشوب بالعنف، أصبحت الجماعة كفكر وكشبكة نقطة عبور لبعض الأفراد والجماعات ممن انخرطوا في العنف والإرهاب.

حقائق لابد من ذكرها

  • قام رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" بتشكيل لجنه يترأسها "جون جنكينز" السفير السابق لبريطانيا بالسعودية في أبريل 2014 لإعداد تقرير عن مناهج و افكار جماعه الإخوان ومدى ارتباطها بالتنظيمات الارهابية، وهو التقرير الذي انتهت اللجنة منه وسلمته للحكومة البريطانية في يوليو 2014 دون الاعلان عن نتائجه في وقتها، فيما بعد تم ارجاء الاعلان عن نتائج التقرير خمس مرات كان اخرها فى مارس 2015 دون اسباب معلنة، الا انه في شهر سبتمبر 2015 كشفت مصادر عن قيام بريطانيا باعادة فتح التقرير و اليوم اعلنت الحكومة البريطانية عن نتائج التقرير.
  • ظلت بريطانيا حتى سبتمبر 2105 في حالة من التردد حول نشر نتائج "تقرير الإخوان" حيث اكتفت بريطانيا خلال هذه الفترة بعدم نشر النتائج و تسريبها فقط للصحافة، حيث اظهرت التسريبات التي نشرت في صحيفة "الجارديان" البريطانية انتهاء التقرير إلى "سلمية نشاط و فلسفة الجماعة" و عدم التوصل إلى أدلة تظهر دعم الإخوان لنشاطات إرهابية، ربما ارجاء بريطانيا للنشر جاء لاكثر من سبب كان اهمها عدم الدخول فى صراعات مع الإمارات و مصر التىان كانتا تنتظران إدانة التقرير للإخوان، ولعدم إفساد اية مشاريع او ارتباطات اقتصادية معهما، بالاضافة الى خلو التشريعات البريطانية التي صدرت منذ هجمات سبتمبر 2001 لمكافحة الإرهاب، من اي مخرج قانوني يمكن الحكومة البريطانية من وقف نشاطات الإخوان.
  • اكدت مصادر دبلوماسية بريطانية في 29 سبتمبر 2015 ان الحكومة البريطانية اعادت فتح ملف "تقرير الإخوان"، حيث جاء ذلك بناء على مطالبات عدة تقدمت بها سفارات دول عربية، و اكدت المصادر ان ما تم إضافته الى التقرير غير متعلق بتورط الإخوان في أعمال عنف وإرهاب مباشرة، إنما بإضافة أجزاء من أدبيات و المراجع الفكرية للجماعة التي شكلت الاطار الفكري و الشرعي لجماعات متشددة اعتمدت عليها في تبرير أعمال إرهابية تقوم بها.
  • كانت الحكومة البريطانية قد اعلنت في وقت سابق انها بصدد إعلان استراتيجيتها الجديدة لـمكافحة التطرف، قبل نهاية العام الجاري، والتي تتضمن عددا من التعديلات القانونية و التي تمكنها من حظر المنظمات التي لا ترقى أنشطتهم لحظرها بوصفهم مجموعة إرهابية حسب القانون البريطاني.

دلالة اعلان بريطانيا نتائج "تقرير الإخوان" في هذا التوقيت

بدا واضحا منذ انتهاء "تقرير الإخوان" في يوليو 2014 عدم رغبة بريطانيا في نشر نتائجه التي لن تحقق اي شكل من اشكال الحظر او التشديد على جماعة الإخوان في ضوء القانون البريطاني الحالي، يؤكد ذلك تصريحات سابقة ل"ديفيد كاميرون" ذكر فيها أنه اتخذ قرار تأجيل نشر التقرير لأنه يتوجب نشره بالتزامن مع اصدار استراتيجية الحكومة لمحاربة التطرف في البلاد، قبل نهاية العام الجاري"، لذلك يبدو ان نشر الحكومة البريطانية لنتائج التقرير اليوم هو امر متوقع في ظل تصريحات المسؤولين البريطانيين السابقة. لكن يتبادر الى الذهن سؤالين من المهم ان نسعى الى ايجاد اجابات لهما:

(1) لماذا اعادت بريطانيا فتح "تقرير الإخوان" مرة اخرى ؟

ربما كان اعادة فتح "تقرير الإخوان" مرة اخرى يحقق أكثر من هدف لبريطانيا، كان اهمهما:

  • استجابة بريطانيا لضغوط دول عربية دون الاصطدام بالقانون البريطاني، حيث تهدف بعض الدول العربية الى تقويض الوجود الاخواني في بريطانيا، حيث يتواجد قيادات التنظيم الدولي للاخوان.
  • استمرار استخدام بريطانيا لملف التحقيقات كورقة ضغط و تهديد دائمة على قيادات الاخوان في بريطانيا، في حال ارتفاع وتيرة الحراك الثوري المصاحب لأي موجة ثورية، بدا ذلك واضحا من خلال تصريحات قيادات الإخوان في بريطانيا و التي كانت تظهر دائما في موقف المتهم الذي يدافع دائما عن سلمية منهج الجماعة.

(2) ما هي دلالة توقيت نشر بيريطانيا لنتائج "تقرير الاخوان" اليوم، تزامنا مع الازمة الاخلية للاخوان و التي ارتفعت وتيرتها بشكل غير مسبوق في اليومين الماضيين؟

لا نستطيع ان نفصل بين نشر الحكومة البريطانية لنتائج التقرير اليوم و بين الازمة الداخلية المشتعلة بين قيادات الاخوان في اليومين الماضيين، حيث ان النشر فى هذا التوقيت ربما يحمل العديد من الدلالات و هي:

  • تعميق الازمة الداخلية للاخوان و حصرها فقط في اطار صراع بين منهج سلمي و منهج عنيف، في حين ان الازمة اعمق بكثير من الصورة التي يريد البعض ان يصورها بهذا الشكل السطحي.
  • دفع قيادات التنظيم الدولي في بريطانيا بشكل غير مباشر للاستمرار في التعامل مع ازمة الاخوان الداخلية، فقط من منظور سلمية المنهج و البعد عن العنف.
  • خلق صورة ذهنية ناتجة عن الازمة الداخلية في الاخوان، مفادها ان الصراع داخل الاخوان بين فريقين، فريق ينتهج السلمية و فريق ينتهج العنف.

المصدر