كلمة الأخوات في حفل إفطار الإخوان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
كلمة الأخوات في حفل إفطار الإخوان
د. منال أبو الحسن
بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه ...

فضيلةَ الأستاذ/ محمد مهدي عاكف

السادةُ الحضورُ.. المحترمون..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحيةً من عندِ اللهِ مباركةً طيبةً في شهرِ رمضانَ المباركِ، أعادَهُ اللهُ علينا وعلى الأمةِ الإسلاميةِ بالخيرِ واليمنِ والبركاتِ.

السادةُ الكرامُ..

لقد مَنَّ اللهُ على جميعِ خلقِهِ بنعمةِ الخلقِ، ومنَّ على الإنسانِ ففضَّلَه على جميعِ مَن خلَقَ، ومنَّ على المسلمينَ بنعمةِ الإسلامِ، وعلى المرأةِ فجعلَها زوجةً وشريكةً وشقيقةً للرجلِ، في تحمُّلِ المسئولياتِ، والقيامِ بالواجباتِ، كما جعلَها أمًّا، ومربيةً للأبناءِ، وبنتًا حبيبةً، وأختًا حنونةً، وهي في كلِّ الأحوالِ عابدةٌ لربِّها، غيرُ عاجزةٍ عن نَيْلِ ثوابِ المشاركةِ في الخيراتِ، كما جعلَ اللهُ عزَّ وجلَّ معيارَ التفضيلِ بينها وبين الرجلِ الإيمانُ والتقوى والعملُ الصالحُ، قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ولَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (النحل: 97).. فالحمدُ للهِ على نعمةِ الإسلامِ، ونعمةِ الإيمانِ، ونعمةِ الانتماءِ إلى جماعةِ الإخوانِ المسلمين.

لقد منَّ اللهُ علينا بمجتمعٍ مترابطٍ، يمثِّلُ نموذجًا قلَّ وجودُه في هذا الزمانِ.. هو مجتمعُ الإخوانِ.. مجتمعٌ يزدادُ ترابطًا في الأزماتِ.. مجتمعٌ كالجسدِ الواحدِ، إذا اشتكَى منه عضوٌ تداعَى له سائرُ الأعضاءِ بالسهرِ والحمَّى.. مجتمعٌ عرَف مغزَى الابتلاءِ فأحسَنَ العملَ، ولم يفتُرْ عن الجهادِ بالمالِ والنفسِ والولدِ.. مجتمعٌ لا ينكسِرُ.. إنه كالبناءِ يشدُّ بعضُه بعضًا.

لا تَسَلني مَن بناه!!

إنه البنا حسن

الحضورُ الكريم..

ماذا تظنون عن المرأةِ في هذا المجتمعِ؟!

عَرفت المرأةُ في هذا المجتمعِ معنى الحبِّ الذي يؤلِّفُ بين القلوبِ، ويُصلحُ ذاتَ النفوسِ، فتستقرُّ به الحياةُ، وينعمُ به الناسُ في الدنيا، ويتلاقَوْنَ على منابرَ من نورٍ في الآخرةِ.. ثمرةُ الحبِّ في اللهِ الذي يتواصلون ويتزاورون من أجلِهِ، ويتنافسون في عملِ الخيراتِ تقربًا إليهِ.. ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ (الحشر: من الآية 9)؛ أملاً في نَيلِ ثوابِهِ، ويبذلون كلَّ رخيصٍ وغالٍ؛ دفاعًا عن الأوطانِ، وإعلاءً لشأنِها، ورفعًا لرايتِها، كما حضَّ على ذلك النبيُّ- صلى الله عليه وسلم-: حبُّ الوطنِ من الإيمانِ.

هذه المرأةُ المسلمةُ لها رسالةٌ هادفةٌ، تستطيعُ من خلالِها نشْرَ الإسلامِ، ودفعَ الجيلِ الجديدِ لمقاومةِ الدعاوَى الفاسدةِ والهجماتِ الشرسةِ، يساعدُها في ذلك الإعدادُ المتواصلُ خلقيًّا وفكريًّا وماديًّا وعقائديًّا ونفسيًّا، وهي تتحلَّى بالفهمِ الصحيحِ للدينِ، الذي يتناولُ مظاهرَ الحياةِ جميعًا.

وتتمتعُ الأخواتُ المسلماتُ بفرصةِ تنميةِ ثقافتِهِنَّ، وترشيدِ أفكارِهنَّ، وأفكارِ من يتعاملْنَ معهن، من خلالِ قاعدةٍ واسعةٍ عريضةٍ للفكرِ، ودعوةٍ صحيحةٍ للإسلامِ، بعيدةٍ عن التحيُّزِ والتطرفِ والجهلِ.

المرأةُ في جماعةِ الإخوانِ المسلمينَ تسعَى دائمًا إلى إصلاحِ النفسِ أولاً، ثم إصلاحِ المجتمعِ ثانيًا، يؤهِّلُها هذا التدرُّجُ في الإصلاحِ لأن تكونَ قادرةً على تقديمِ النفعِ للجميعِ، ويجعلُ دعوتَها إلى الإصلاحَ مبنيةً على أساسٍ راسخٍ سليمٍ ومنطلقٍ إيمانيٍّ عميقٍ.

هي تعلم أنه من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم

وهي تعلمُ أيضًا أن الدينَ النصيحةُ، وأنها للهِ ولكتابِهِ ولرسولِهِ ولأئمةِ المسلمين وعامتِهم.

وهي ليست متقولبةً حولَ ذاتها، بل تسعَى إلى تحقيقِ ذاتِ الأمةِ، فهي ليست فردًا في ذاتِهِا، ولكنها جزءٌ من أمةٍ.

الأختُ في جماعةِ الإخوانِ المسلمينَ حريصةٌ على وقتِها، فلا تضيِّعُه لغوًا ولا لهوًا غيرَ مباح، ولا كسلاً ولا تراخيًا، بل تُدرك "أن الواجباتِ أكثرُ من الأوقاتِ" فتحرصُ على أدائها.

أمهاتُ الإخوانٍ يربِّين أبناءَهن على الوسطيةِ والاعتدالِ، فلا إفراطَ ولا تفريطَ، حتى لو قُدِّر لهنَّ العيشُ في ظلِّ حكوماتٍ استبداديةٍ، تَنتهكُ حقوقَ الإنسانِ، وتستبيحُ حرياتِ المواطنينِ، ولا تحكمُ بالعدلِ بين رعاياها، وهنا يجدْنَ أن عليهن واجبَ الإنكارِ والعملِ الدؤوبِ؛ من أجلِ إيجادِ الحكومةِ العادلةِ التي تطبِّقُ شرعَ اللهِ في كلِّ مناحي الحياةِ.

لقد شاركت المرأةُ- ممثلةً لجماعةِ الإخوانِ المسلمينَ- في الانتخاباتِ البرلمانيةِ الأخيرةِ، وأحرزَت نجاحًا حقيقيًّا، لَمَسَه الشارعُ المصريُّ بأكملِه.

فهي مرشحةٌ لا تبغي النجاحَ التقليديَّ الذي يسعى له منافسوها، ولكنها سعت نحوَ التمثيلِ الحقيقيِّ للجماهيرِ بشتَّى فئاتِها وطوائفِها، فلم تفتُرْ عن العملِ حتى بعد تزويرِ النتيجةِ لصالحِ خصمِها، وكان شعارُها الإصلاح.

وهي أيضًا ناخبةٌ واعيةٌ، تشاركُ في الإدلاء بصوتِها، وتصرُّ على أخذِ حقِّها السياسيِّ، حتى في أجواءِ العنفِ السياسيِّ المنظَّمِ، الذي أحجمت فيه كثيرٌ من النساءِ المتعلماتِ والمثقفاتِ عن المشاركةِ السياسية، وهي أيضًا محفِّزةٌ لغيرِها بالمشاركةِ الواعيةِ، ولا سيما أولادُها وجيرانُها وزميلاتُها في العمل.

كما خَرجت المرأةُ في جماعةِ الإخوان تعبيرًا عن غضبِها للإساءةِ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في الإعلامِ الغربيِّ، من خلالِ المسيراتِ المنظمةِ والشرعيةِ، ووقفَت بجانبِ الشعبِ اللبنانيِّ حينما تعرَّضَ للغزوِ الصهيونيِّ، فتبرعت بالمالِ والذهبِ، وشاركت في مسيراتٍ للاحتجاجِ على العدوانِ وعلى سلبيةِ الحكوماتِ العربيةِ، وللمطالبةِ بالوقوفِِ بجانبِ الشعبِ اللبنانيِّ الشقيقِ.

السادةُ الحضورُ..

إن المرأةَ تواجهُ العديدَ من التحديات، فهي تحتَ الحصارِ في فلسطينَ والعراقِ، تعاني هي وأولادُها الجوعَ والتشرُّدَ، كما تعاني في بعضِ البلدانِ تميزًا ضدَّها، في مجالاتِ العملِ والدراسةِ وميادينِ العملِ السياسيِّ والإعلاميِّ والتعليميِّ؛ بسبب ارتدائها الحجابَ، كما تتعرض للعنفِ السياسيِّ والضغطِ النفسيِّ، خاصةً عندما تُقتحم بيوتُهن وتُنتهك حرماتُها بعد منتصفِ الليل.

ثم ما تواجهُهُ من عنفٍ في المحاكمِ والسجونِ، ويكفي أن ترَى من أعزَّهم اللهُ بالعلمِ والدينِ والإيمانِ في هذا المقامِ الظالمِ وما تواجِهُهُ من أزماتٍ ماديةٍ؛ بسبب وقفِ الزوجِ عن العملِ، وتوقيفِ أنشطتهِِ العمليةِ والعلميةِ، وهي في وسط التحدياتِ تزدادُ تماسكًا؛ لتحافظَ على بيتِها وأولادِها وبلدِها.

الحضورُ الأجلاءُ..

إن القُوى السياسيةَ والوطنيةَ عليها واجبُ النصرةِ للمظلومين، والوقوفِ بجانبِ المرأةِ لتنتصرَ على الظلمِ وتحصلَ على حقوقِها.. ونحن على ثقةٍ أنكم لن تتخلَّوا عن واجبِكِم نحو الأمِّ والأختِ والبنتِ.