كلمة المرشد في تأبين الشيخ "ياسين"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
كلمة المرشد في تأبين الشيخ "ياسين"


(25-03-2004)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه من ولاه.

جئنا هنا أيها الأحباب.. نودع شيخنا الجليل والمجاهد الكبير.. أراد الله- سبحانه وتعالى- أن يختاره شهيدًا وهو خارجٌ من صلاة الفجر.. هذا معنى عظيم.. نسأل الله- سبحانه وتعالى- أن نكون جميعًا على هذا المستوى الذي مات عليه الشيخ "ياسين".. تقبله الله في الصالحين، مضى كما مضى الشهداء من قبله، وبقِيَت مبادئ "أحمد ياسين".. بقيت المبادئ التي بعث الله بها نبيَّنا محمدَ بن عبدالله- صلى الله عليه وسلم.

الشيخ الشهيد أحمد ياسين

مضى "ياسين" وترك وراءه مبادئ ورجال.. وبقيت فلسطين ورجالها حجةً علينا جميعًا.. هذا الشعب الأعزل يقف أمام هذه القوة الغاصبة الغاشمة من الصهاينة ومَن وراءهم يريهم الذل، ويقذف في قلوبهم الرعب.. هذا نصر عظيم أيها الأحباب.. والسؤال الآن: ما هو دورنا نحن كشعوب وحكومات؟!

يقول الله عز وجل: ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (التوبة: 111).. على كل واحد منَّا أن يُطهِّر نفسَه ويزكِّيَها أولاً كما فعل شيخُنا رضي الله عنه وأرضاه، وقد اختاره الله- سبحانه وتعالى- وهو طاهر خارج من صلاة الفجر.

المهمة عظيمة أيها الأحباب.. وكما يقول المثل: "درهمُ عملٍ خيرٌ من قنطارِ كلام".. فالواجبات علينا كثيرة لمناصرة أمتنا وخروجها من كبوتها.. كيف نفرِّط في حريتنا، كيف نفرِّط في إنسانيَّتَنا؟ كيف نفرِّط في هذا الدين وفي أخلاق هذا الدين وفي منهجه، والعالم كله يتسلَّط علينا بذبانيته من الخارج والداخل؟!

يريدون أن يجردوا أبناء هذه الأمة من قيمها وأخلاقها ومبادئها.. كل فرد منا مسئولٌ عن التصدِّي لهذه الهجمة الشرسة، وعلينا أن نُقوِّمَ أنفسنا أولاً، ونعبُدَ الله حقَّ عبادتِه، ونجاهدَ من أجل نصرة ديننا وأمتنا.. وفي هذه الساعة نكون قد صدقنا الله، وصدقنا مع أنفسنا، وصدقنا مع أمتنا؛ لكي ننتشلَها مما هي فيه الآن من بلاءٍ وظلمٍ.

أصلِحوا أنفسكم أيها الأحباب.. واتخِذوا جميعًا أبناءَ هذه الأمة- بكل طوائفها وفصائلها- أمةً واحدةً، لتحملوا راية الجهاد ضد الصهاينة ومَن وراء الصهاينة، ونحن الأقوى بإذن الله، ونحن أصحاب الدين الذي لا يستطيع أحد أن يقضي عليه بإذن الله؛ لأن الله أَذِنَ بحفظه.. سارعوا أيها الإخوة للاقتراب من الله عز وجل.. سارعوا للجهاد في سبيل الله.. والنصر قريب بإذن الله تعالى.

كلمتي الأخيرة لحكامنا وللنظُم الممتدة من الشرق إلى الغرب ولا نسمع لهم صوتًا كأنهم أموات.. نسأل الله- سبحانه وتعالى- أن يهديهم للطريق المستقيم، وألا يخافوا من أحد، وأن يتترَّسوا بأوطانهم وشعوبهم.. فوالله الذي لا إله إلا هو لو تترَّس حكامُنا بشعوبهم لمَا استطاع إنسان وما استطاعت قوة في الأرض أن تُذلَّهم.. نسألهم أن يرفعوا الظلم عن شعوبهم، ويتصالحوا معهم حتى تكون لهم القوة التي تغلب هذا الطغيان.

في النهاية أشكر هذا الجمع المبارك، وأسأل الله تعالى أن يُبارك فيه، وأن يتقبل شهداءَنا في الصالحين، وأن يجمَعنا معهم في مستقرِّ رحمته.


المصدر