كونوا مع الله

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
كونوا مع الله

بقلم / الإمام حسن البنا

﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (البقرة: 186).

فرصة تتاح في كل عام مرة، هي فرصة شهر رمضان المعظم الذي لم يبقَ بيننا وبينه إلا ليال قلائل.. تفتح أبواب السماوات، وتتنزَّل رحمة الله على عباده بالبركات، وينظر الله تعالى إلى عباده في أيامه ولياليه؛ فيستجيب للداعين، ويضاعف مثوبة الطائعين، ويمنُّ بالمغفرة والقبول على المذنبين المقصرين.. ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُولَئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ (آل عمران: 135- 136).

ويقول الرسول: "إذا أقبل رمضان فتحت أبواب الجنة، وأغلقت أبواب النار، وصفّدت الشياطين، ونادى منادٍ من قبل الحق تبارك وتعالى: يا باغي الشر أقصر، ويا باغي الخير هلمّ" (انظر: صحيح الإمام البخاري، كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده: 3/1194 رقم 3103، وصحيح الإمام مسلم، كتاب الصيام، باب فضل شهر رمضان: 2/758 رقم 1079، ومسند الإمام أحمد: 5/411 رقم 23538).

والمسلمون اليوم وجهًا لوجه أمام شئون حيوية، لا ينفعهم فيها إلا تأييد الله تبارك وتعالى، ونصره العزيز الذي وعد به عباده المؤمنين ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ في الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾ (الحج: 41).

أمامهم قضية وادي النيل، وقضية فلسطين، وقضايا الجزيرة العربية، ومشاكل الهند الثلاث: الباكستان وحيدر آباد والأقلية الإسلامية في الهندوستان، وأمامهم قضية برقة وإفريقيا الشمالية، وقضية الأقليات الإسلامية في جنوب إفريقيا، وفي شمال أوروبا.

وأمامهم وضع الجمهوريات الإسلامية الصرفة في الاتحاد السوفييتي، وما هي عليه الآن، وما يجب أن تكون عليه.. هذا إلى جانب ما يصل بإيران والأفغان وتركيا وغيرها من بلدان العالم الإسلامي.. كل هذه القضايا مع المشاكل الداخلية في الأوطان العربية والإسلامية ومع حال القلق والتبلبل والاضطراب التي تسود العالم، لا حول لنا أمامها ولا قوة إلا بحول الله وقوته، وما عند الله- تبارك وتعالى- لا يُنال بمعصيته، ولكن يُنال بطاعته.

فيا أيها المسلمون..

لم يبقَ بينكم وبين الفرصة إلا ليال قلائل، فطهِّروا الأفئدة، وصَفُّوا النفوس، وأعِدُّوا الأرواح والقلوب، وأكثِروا من التوبة والاستغفار، وانتهِزوا هذه الفرصة؛ لتكونوا مع الله؛ فيكون الله معكم، وإذا كان الله معكم نصركم، وإن تنصروا الله ينصركم، وإن ينصركم الله فلا غالب لكم.

والله أكبر ولله الحمد.