لتؤمنن به ولتنصرنه

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحاج فؤاد الهجرسى يكتب : لتؤمنن به ولتنصرنه


بقلم : الحاج فؤاد الهجرسى

الإيمان تصديق بالقلب وعمل بالجوارح ، وفى عمل الجوارح نصرة وتأييد لأهل الإيمان ، ولا ينقشع ظلام الضلالة إلا أن يسطع ضوء الإيمان , والإيمان بحاجة إلى وقود مستمر يزيد الإشعال ، وليظل سطوع الضوء ينير الطريق للضالين التائهين .

والله جل جلاله خلق الخلق وبثهم في أرضه ، وتعهدهم بإنارة الطريق ، فاصطفى الرسل أئمة يقودون ويبلغون فيضيئون ، وأتبعهم على الطريق كل من آمن بإيمانهم واحتمل من خلفهم المشعل الذي كانوا يحملون قال تعالى : ( منَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ )(الأحزاب: من الآية23) وهم الذين عُرِفوا بملء قلوبهم ، والتزموا نصرة نبيهم إذ الإيمان عندهم : إعانة لأهل الحق ، ومساعدة لهم باليد والمال ، وانتصار لهم في صراعهم مع أهل الباطل ، وقد انضموا إلى كتيبة المؤمنين يناضلون نضالهم ، وبهذا يزداد لمعان الضوء ، وينقشع ظلام الطريق .

سئل وهب بن منبه اليماني : من المسلم ؟ فأجاب : ( هو الذي يقتدي بمن قبله ، وهو إمام لمن بعده ) .

ومجموع رسل الله ، الذين اصطفاهم لهداية خلقه ، وإنارة طريق الهدى لهم ، هم كتيبة الهداة ، وهم متتابعون متواصلون على مر السنين ، حتى ختم الله بهم رسوله صلى الله عليه وسلم ... أولئك من أخذ الله عليهم ميثاقه ليؤمنن ولينصرن .. يصدق بعضهم بعضا ، وأولئك هم الذين أمرهم الله بأخذ المواثيق المؤكدة على أقوالهم لئن أدركهم هذا النبي وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه . قال تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ. فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (آل عمران:82)

قال بن عباس رضي الله عنه ( ما بعث الله نبيا إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه ، وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته لئن بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه ) فتاوى ابن تيميه .

ونحن ورثة محمد صلى الله عليه وسلم أخذ البيعة علينا أوجب ، ما بقيت بنا حياة ، قال الشاطبى : ( ومن كان به عجز من قوة أو علم أو مال ، لزمه تأييد المجاهدين بأن يبعث همم القادرين ، للنهوض بأداء الواجب المؤكد المشروع ، والذين يتخلون عن ذلك فسقة خارجون عن عهد الله ، خارجون عن تعاليم أنبيائهم : (فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )

وجاء فى سورة الفتح قول الله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً. لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً . )

وفيه بيان وظيفة رسول الله الخاتم صلى الله عليه وسلم (شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) وفيه بيان وظيفة المؤمنين (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ) إيمانا لا ينتهي علوا عند حد ، وإعزازا ونصرة يهون أمامها كل شيء حتى الروح قبل المال ، وكلما زاد الإيمان في قلبك ، زاد اهتمامك بالقيام على منهج الله بمنهج الله وفى التوقير لله وتسبيحه زاد ينهض الهمة عند المؤمن ليؤدى ما وجب عليه .

أيها العاملون بمنهج الله في أارض الله ، أيها الواقفون سدا منيعا أمام المعطلين لمنهج الله .

الطريق واضحة ، والأضواء ساطعة " أقيموا دولة الأيمان فى قلوبكم تقم على أرضكم "

المصدر