لو نطق المنبر
شعر : أحمد عبد الجواد
ابتليت مصر – في هذه الأيام – بخطباء لا يعرفون قيمة المنبر الذي يخاطبون الناس من فوقه ، فهم إلى الموظف الروتيني أقرب منه إلى صاحب الرسالة ، فصارت معظم خطبهم لا تحمل علماً للسامعين ولا تأثيراً في القلوب ، ولا نعني بهذا كل الخطباء وإنما من تنطبق عليه هذه الأوصاف فقط وهذه الأبيات رسالة إلى هؤلاء وأمثالهم :-
قل قولك هذا واستغفر
- لصعودك درجات المنبر
فالجمع تجمع كي يحظى
- بالعلم النافع كالعنبر
ويعود بزاد يدفعه
- خطوات للهدف الأكبر
فإذا موضوعك أشتات
- والقول بشفتيك تعثر
وحديثك " فيما معناه "
- والحفظ المتقن قد أدبر
والغوص بعمق في نص
- بالدر وباللؤلؤ يزخر
أعياك فرحت تفسره
- تفسيراً أعرج ، بل أبتر
قد كان حرياً أن تمضي
- بالعلم تعالج ما يظهر
من علل أوهت أمتنا
- قد ساء المظهر والمخبر
كم كان الخطباء دماءاً
- في الأمة تحيي ، وتدمر
أفكاراً تزحف غازية
- كي يشقى الإنسان ويكفر
كم كانوا أسداً لا ترضى
- أن تركع يوماً أو تُقهر
ذو البغي يخاف زئيرهمو
- والشعب بهمتهم يزأر
لو نطق المنبر لهجاكم
- ولصاح من الهم وزمجر
عفواً يامنبر لا تحزن
- الداء عضال فلتصبر
رباه : توالت حسرتنا
- مذ صعد الأقزام المنبر
المصدر : نافذة مصر