محمد جبر التميمي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
محمد جبر التميمي عضو الهيئة التأسيسية


سعد-جبر-التميمي.2.jpg

إخوان ويكي

لكل عالم أو مفكر مراحل فكرية وعلمية تمثل قمة نضجه وعطائه ومنهم الشيخ محمد جبر التميمي الذي كان مثالا للصبر والرضا على المحنة رغم تجاوز عمره السبعين بل شاركه المحنة ابنه سعد. ولد الشيخ محمد جبر التميمي عام 1880م تقريبا حيث كان أحد مشايخ الأزهر الذين وهبهم الله حجة في العلم وهو ما جذبه لدعوة الإخوان المسلمين التي رأى فيها القوة والحق فانضم لها هو وابناءه.

كان الشيخ جبر التميمي أحد دعاة الإخوان الذين كانوا يجوبون الشعب لتربية وتعليم الناس أمور دينهم حيث يحكي الدكتور جمال الدين عطية كيفية معرفته بدعوة الإخوان بقوله: وكانت أقرب شعبة لنا هي شعبة الظاهر، حيث كنت أصلي الجمعة هناك وأحضر الدرس بعدها الذي كان يلقيه الشيخ جبر التميمي عام 1364هـ 1945م. وكان لمكانة الشيخ أن تم اختياره عضوا في أول هيئة تأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين عام 1945م.

ويقول أحمد عادل كمال:

ولما وقفنا لننصرف قالوا لنا عندهم محاضرة يسرهم جدا أن نسمعها وأن نحضرها معهم, والتفوا حولنا كل يحبذ لنا حضور المحاضرة. كانت فصلا من مدرسة رصت به القمطرات. وكان محاضر الليلة الشيخ محمد جبر التميمى. وحضر معنا تلك الليلة الأستاذ عبد السميع الغنيمى وكان معه نجله حسين.

كما كان شاعر كتب ديوان قوصرة الثمرات من 104 صفحة عام 1925م ونشرته مطبعة السعادة بالقاهرة

اعتقاله وابنه

رغم كبر سن الشيخ والذي اقترب من السبعين عاما إلا أن حكومة عبدالهادي قررت اعتقاله، حيث قال يوسف القرضاوي:

وصلنا إلى معتقل الهايكستب، ووُضعنا في أحد عنابره، ووجدنا بعض الإخوان قد سبقونا إليه؛ منهم: الطبيب الأديب الشاعر د. حسان حتحوت الذي تخرج حديثًا، ومنهم العالم الداعية الشيخ محمد جبر التميمي، ومنهم العربي الأصيل الأستاذ صالح أبو رقيق، ومنهم الطالب الأزهري الأديب الشاعر عبدالودود شلبي، ومنهم الأخ سعد كمال، والأخ علي الخولي، ومنهم أصغر طالب في المرحلة الثانوية، وهو الطالب النابه محيي الدين عطية، ومنهم عدد من طلبة معهد دمياط الديني الابتدائي، كانوا قاموا بإضرابٍ في المعهد.

ويتذكر الأستاذ محمد هلال عضو مكتب الإرشاد (1920 - 2009) قوله:

ثم نقلونا إلى الطور ووضعونا في منطقة الفحص الطبي للحجاج العائدين من الأراضي المقدسة، واعتبرها :الإخوان خلوةً ونزهة، وتعرَّفتُ خلال هذا المعتقل على كل أعضاء مكتب إرشاد الجماعة، وكان من بين الإخوان رجل اسمه الشيخ محمد جبر التميمي كان يجلس بنا عقب صلاة التراويح في شهر رمضان لإرسال تلغرافات إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والذكر، وظللنا على هذا النحو طيلة شهر رمضان، وإذا بالأخبار تأتي بعنوانين في الصحف (هدية الملك فاروق للمصريين.. إقالة إبراهيم عبد الهادي) حتى جاء فؤاد سراج الدين وتمَّ الإفراج عن كل الإخوان.

القبض على ابنه سعد

سعد-جبر-التميمي.1.jpg

ولقد تم القبض على ابنه الأستاذ سعد محمد جبر التميمي ضمن أعضاء النظام الخاص في قضية السيارة الجيب بتهمة إدارة إذاعة لاسلكية غير مرخصة، كما اتهم أيضا فيما عرف بقضية إخفاء مالك، وقد قبض على والده أيضا الشيخ جبر التميمي حيث سألت المحكمة الضابط محمد الجزار (ضابط البوليس السياسي) عن وظيفتهم في هذه القضية ، فأجاب بأننا نبحث عن جميع الخطرين ونضبطهم .

الرئيس – من مِن هؤلاء كان خطرا؟

الجزار – اتضح أنهم كلهم كانوا خطرين . ولكن لا أذكر أحدا بالذات .

الرئيس – هل يعد من الخطرين في الكشوف الشيخ عبد اللطيف الشعشاعي وهو ضرير والشيخ جبر التميمي وسنه 70 سنة والشيخ أحمد الشناوي القاضي الشرعي والشيخ إبراهيم علي سعده المدرس في كلية الشريعة ؟

الجزار – ما أنا إلا ضابط . فلو أمر لي بضبط أحد فأنا أضبطه.

وفي جلسة 22/4/ 1951 استمعت المحكمة إلي شهادة أحمد طلعت الضابط بالبوليس السياسي .. فقدم للمحكمة ورقتين ، أحداهما مكتوب فيها شهادة من الشيخ محمد جبر التميمي أنه يثني علي حسن معاملة البوليس السياسي له – فأحضرته المحكمة وسألته فاعترف بأنه كتب هذه الورقة

ولكنه قال:

ظللت في القسم حوالي عشرين يوما لم أطلب فيها . وكانوا يعرضون علي بين الفترة والأخرى المعذبين أمثال محمد مالك وأحمد فؤاد الصادق وكان في القسم معتقل من الإخوان اسمه علي إبراهيم كان يتولي تضميد جراح الإخوان .

وقال الشيخ إجابة علي سؤال من المحكمة:

إن الإخوان كانوا يؤخذون بغير سؤال ولا جواب . وأنا شخصيا كرهت كلمة "الله أكبر ولله الحمد" ؛ لأنها كانت تجر إلي جحيم لا نهاية له . وقال إنني لم أكتب هذه الشهادة إلا بعد أن طالبوها مني.

وتعرض ابنه سعد لكثير من التعذيب والذي وصفه بقوله:

في أثناء محاكمته في القضية التي عُرفت بقضية (السيارة الجيب) ، قال الأخ المعتقل سعد جبر التميمي: أثناء التحقيق معي في سجن مصر طلبوا أن أقول أنني أعرف فلان أو فلان وأشخاص معينين ، ولم أقل الكلام اللي هم عاوزينه ، وبعدين ضربوني حتى منتصف الليل واللي ضربوني الصاغين (الرائدين) توفيق السعيد وعبد المجيد العشري وكان الجاويش مصطفي التركي يضربني بالجزمه (الحذاء) في وجهي

"وقال: علقوني في شباك القسم زي الذبيحة ، ولما صرخت شووني بالسجاير المولعة ، وجاء إبراهيم عبد الهادي باشا رئيس الحكومة فاستغثت به ولكنه لم يعبأ بي وأشار علي ضابط ضخم معه لمواصلة تعذيبي قائلا شرِّحوه ، ولم يسمحوا لي بالنوم أبدا وحاصرني ضابطان كانا يقومان بصفعي كلما همت عيني بالنوم ، وجعلوني أوقع علي أوراق لا أدري ما فيها وأنا كالجثة الهامدة ، وقد استغثت بحضرة المحقق محمد عبد السلام بك فلم يعبأ بي وتخلي عني.

سعد-جبر-التميمي.3.jpg

وأمام المحكمة قام بالاعتراف بما حدث له من انتهاكات وتعذيب حيث جاء في اعترافه:

  • س: بعد ما قبض عليك عندما كنت تخرج من السجن. هل كان يذهب بك إلى النيابة أو إلى مكان آخر؟
ج: مرة رحت المحافظة وضربوني وطلعت الساعة 11 ورجعت الساعة 1.30 صباحًا وده ثاني يوم قبض علي حوالي 7 أو 9 أو 10 مايو سنة 1949.
  • س: هل تستطيع أن تذكر لنا من اشتركوا في تعذيبك؟
ج: نعم اشترك توفيق السعيد وعبد المجيد العشري وواحد جاويش اسمه مصطفى التركي، وعملت بذلك محضر رسمي في سجن مصر أول ما رجعت والنيابة لم تسأل عني والطبيب بعد 21 يوم وصف الإصابات جميعها.
  • س: وما الغرض من ذلك؟
ج: كانوا طالبين بعض البيانات بالذات تتلخص في أني أقول أعرف فلان أو فلان وأشخاص معينين، وأول يوم رحت لطلعت بك عزم علي بسجاير وجاب لي فطار، ولم أقبل السجائر ولا الفطار، وبعدين ضربوني واللي ضربوني سبعة، وتوفيق السعيد قعَّدْني على كرسي مخروق وكان على جنبي الشمال، والعشري على جنبي اليمين، والتركي يضربني بالجزمة في وشي، ولم أقل الكلام اللي هم عاوزينه وأصريت على الحقيقة التي أعرفها والضرب لم يزعزعني.

وقال محمود عساف:

اعتقلت للمرة الثانية بعد يومين من الإفراج لأني كنت أقطن بفيلا بشارع الأصبغ بحلمية الزيتون تقرب من فيلا استأجرها المهندس سعد جبر نجل الشيخ محمد جبر التميمي عضو الهيئة التأسيسية للإخوان . وكانت هذه الفيلا مقرا لمحطة إذاعة أنشأها سعد جبر لحساب الهيئة العليا لفلسطين بزعامة الحاج أمين الحسيني . وتصور رجل القلم السياسي – كما هو دأبهم دائما – أن هذا المحطة تابعة للنظام السري للإخوان بالرغم من أنها لم تذع رسالة واحدة تتعلق بالإخوان أو مشاكلهم مع الحكومة.

كغيرهم من الإخوان لم نعرف تاريخ حياتهم بعد ذلك أو مماتهم