نربأ بحكام العرب والمسلمين أن يخضبوا أيديهم بدماء أبناء الشعب العراقي
بقلم:المستشار محمد المأمون الهضيبي المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين
الرئيس الأمريكي بوش يوجه الإنذارات .. والتهديدات .. ويعلن صيحات الحرب ويدق طبولها .. بعد أن حشد الجيوش والأساطيل وكافة أسلحة الدمار الرهيب حول العراق .. وفي قلب وطننا العربي والإسلامي وكأنه المتصرف في شئون الكون ..
والآمر الناهي على ساحة عالمنا العربي والإسلامي .. يقرر حاضره ومصيره، ويرسم مستقبله ويوزع الاتهامات ..
ويسخّر كافة وسائل الإعلام مع كافة أسلحته وجيوشه لنشر أجواء الرعب والهلع .. ويضع العالم كله في زاوية لا يحكمها منطق الحق والعدل .. ولكن يحكمها منطق القوة والبطش ..
وذلك حين يشيح الوجه، ويغض السمع والبصر عن موقف أكثرية الحكومات والدول المعارضة للحرب على العراق، وعن ملايين المتظاهرين في كافة أنحاء العالم الذين هتفوا ويهتفون ضد شن حرب رهيبة على شعب عربي مسلم محاصر .. يدفع وحده الثمن باهظًا على مستوى الملايين من أبنائه.. ستسفك دماؤهم وتهدم دورهم، وتهدر وتدمر مصادر أرزاقهم وثرواتهم .. ويهيمون مشردين على وجوههم، أو لاجئين يبحثون عن المأوى أو لقمة العيش.
منطق القوة والبطش يبرز في سفور حين يتحدى الرئيس الأمريكي مشاعر ملايين العرب والمسلمين، وملايين المنحازين لحق الشعب العراقي في الأمن والسلام في كافة أنحاء العالم، ويهمّش بل ويلغي دور المنظمات الدولية، وهو يعلن أنه ليس أمام مجلس الأمن إلا يومًا واحدًا لإصدار قرار يُلزم فيه الحكم في بغداد بتدمير أسلحة الدمار الشامل خلال أيام معدودات، أو تنهمر الحمم من الأساطيل والطائرات والصواريخ على العراق، ويزداد منطق القوة والبطش الذي يتبعه الرئيس الأمريكي إزاء العراق وإزاء عالمنا العربي والإسلامي سفورًا حينما يصدر بيانًا يطالب فيه الحكم في العراق بمغادرة بغداد في خلال ثمانٍ وأربعين ساعة، وأن القوات الأمريكية ستقيم في العراق نظام حكم يكون نموذجًا لكافة دول المنطقة،
أي أن القوات الأمريكية ستدخل العراق في كافة الأحوال .. وأن ما ستفرضه وتفعله في العراق اليوم ستفرضه وتفعله في غير العراق في الغد على مستوى الشعوب ومستوى الحكام، ومستوى الأرض والديار، ومستوى الهوية ومناهج التعليم ..
رغم أن في العراق المفتشين الدوليين تجوّلوا في كافة أراضي وقرى ومدن ومؤسسات العراق دون اعتراض أو تعويق، وقدموا أكثر من تقرير في اتجاه خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل، الأمر الذي يستدعى منطقيًا أن تتاح لهم الفرصة والوقت لإتمام عملهم ..
وإن كان منطق الحق والعدل والإنصاف يقول إن أمريكا وهى أكبر دولة تملك ترسانات مهولة من أسلحة الدمار الشامل، كما تملك غيرها من الدول الأخرى، كما يملك الكيان الصهيوني الغاصب في قلب عالمنا العربي والإسلامي ترساناته الضخمة من نفس الأسلحة مشكلاً خطرًا جسيمًا على كل العرب والمسلمين ..
الأمر الذي يعني تغييب الرئيس الأمريكي لكافة أسباب وأوجه العدل والمساواة .. مع الافتئات على حق المنظمات الدولية في ممارسة دورها في الرقابة على هذه الأسلحة، بل والحيلولة دونها وممارسة هذا الدور.
يلفت النظر أن الرئيس الأمريكي وهو في سبيله لإصدار بيانه معلنًا أنه على وشك إطلاق شرارة الحرب على العراق.. رضخ مجلس الأمن وتبنى قراره بالحرب أو رفض الرضوخ، وتمسكت دوله بمنطق العقل والحكمة أعلن أنه يسعى كي يخلص شعب العراق من أقسى حاكم ديكتاتوري استخدم أسلحة الدمار في إبادة أهل حلبجة.. وغيرها، ونكّل بالناس وصادر حقهم في الأمن والحياة.. والرئيس الأمريكي يتجاهل أو يتناسى ما سيتعرض له شعب العراق حين يشن الرئيس الأمريكي حربه على العراق..
من دمار وتدمير وخراب وتخريب ليس على مستوى حلبجة فقط، ولكن على مستوى كافة قرى ومدن العراق وعلى مستوى الملايين من أبنائه لأن أرضه ستُدك ودوره ومدنه وقراه ستخرب بكافة أسلحة الدمار الأمريكية.. ويدعو للعجب أن تنطلق تصريحات المسئولين الأمريكيين في استخفاف أو استهزاء بالعقول، ويعدون بإعادة إعمار وبناء العراق من جديد فيما بعد الحرب.. وكأنهم يبررون أو يمررون جريمة تدميرهم وتخريبهم للعراق.. وإبادة وتشريد الملايين من شعب عربي مسلم عانى ما عاناه غيره من الشعوب العربية والإسلامية من ديكتاتوريات دعمتها أمريكا لعقود بالمال والسلاح لتسحق شعوبها..
أو تفرض حولها حصار التأخر حتى لا تلحق بثورة العصر العلمية والتكنولوجية، فتظل القبضة الأمريكية حول الأعناق والرقاب والثروات محكمة.. ويظل التفوق والغلبة للكيان الصهيوني الغاصب.. ليبقى خنجرًا في ظهر الأمة.
مطلوب من شعوب العرب والمسلمين إلغاء العقول، وأن يصدقوا أن ربع مليون جندي أمريكي صاروا متمركزين في قلب عالم العرب والمسلمين ويحيطون بالعراق.. مدججين بكمٍ ضخم من شتّى أسلحة الإبادة الشاملة، وربما اجتاحوا العراق قبل أن يصدر عدد الرسالة القادم..
مهمتهم هي تدمير أسلحة الإبادة التي يمتلكها نظام العراق الحاكم، لأنها تشكل خطرًا على أمن أمريكا وأمن العالم.. الذي هبّت شعوبه تعارض وتستنكر هذه الحرب.. أو أن هدفهم هو تحرير شعب العراق من نظام حكمه الديكتاتوري وأن سفك دماء الملايين من أبنائه وتدمير قراه ومدنه.. سيعقبه إعادة البناء والتعمير.. في ظل الإدارة التي عينتها أمريكا.. تحت إشراف الجيوش الأمريكية الجرّارة التي ستحتل العراق.. وفي أجواء الديمقراطية المزعومة التي ستنشرها وتعززها جيوش الاحتلال الأمريكي للعراق.
وهذا يعني أن على الشعوب العربية والإسلامية أن تغض النظر عن تاريخ أمريكا الطويل في عالمنا العربي والإسلامي.. وأن تغض السمع والبصر عما أعلنه الرئيس الأمريكي والمسئولون في إدارته عن أهداف وغايات يسعون لتحقيقها على حساب أقطارنا وشعوبنا.. جاءت صراحة وفي جلاء في برنامج الرئيس الأمريكي الانتخابي.
وفي استراتيجية الأمن القومي التي عرضت على الكونجرس.. وكتب الرئيس مقدمتها.. وأيضًا التغاضي عن التصريحات الأمريكية الرسمية المتكررة التي جهرت وتجهر بأن السياسة الأمريكية إنما تسعى من وراء تمركز هذا الحشد الضخم من الجيوش الأمريكية بعتادها وأسلحتها الرهيبة في قلب عالمنا ومن حربها على شعب العراق لسحقه لوضع اليد على بتروله وثرواته.. وإعادة رسم خريطة المنطقة.. بما يؤكد تجزيئها وتفتيتها وأمركتها وإسقاط نظم حكمها.. وتقوية الكيان الصهيوني ليجتز رقاب الشعب الفلسطيني.. ويصادر كل أرضه ودياره ليقيم مشروعه على حساب وجود ومصير العرب والمسلمين.. وأن تعاد صياغة مناهج تعليمنا وبرامج إعلامنا لتغيير الهوية وطمس الأصالة.
إن الشعوب والحكومات العربية والإسلامية أمام حقائق.. من الصعب إغفالها أو التغاضي عنها من ذلك: - إعلان ريتشارد هاس مدير مكتب التخطيط للسياسة الخارجية أن الهدف الأساسي للسياسة الخارجية الأمريكية في القرن 21 هو إدماج بلدان ومنظمات أخرى في الترتيبات التي ستدعم عالمًا يتسق مع المصالح والقيم الأمريكية.
- خطاب ترشيح الرئيس بوش أعلن:
أن لأمريكا زمن القوة العسكرية التي لا منافس لها.. وطريق الأمل الاقتصادي، والنفوذ الثقافي.. إنه السلام الذي يأتى بعد الانتصار الساحق"
- ما جاء في استراتيجية الأمن القومي التي عرضت على الكونجرس وكتب الرئيس الأمريكي مقدمتها "إنه يحب العمل على الدفاع عن أمريكا والشعب الأمريكي.. ومصالحنا في الداخل والخارج من خلال تحديد التهديدات، والقضاء عليها قبل وصولها إلى حدودنا، وأن أمريكا لازالت مستمرة في جهودها للحصول على دعم المجتمع الدولي، إلا أننا لن نتردد في اتخاذ خطوات من جانب واحد إذا لزم الأمر.. كما سنشن حرب أفكار لننتصر في المعركة، "وأن أمريكا ستعمل على حسم معركة العالم الإسلامي".
- كما أن وثيقة السياسة الخارجية الأمريكية التي التزمها الرئيس الأمريكي حددت سمات هذه السياسة من خلال وصفها "بأنها يمينية من حيث الأيديولوجية ببعديها السياسى والديني، تسعى لتحقيق مصلحة قومية عليا كونيًا واقتصاديًا وثقافيًا، وتتجاوز كل تحركات أمريكا من أجله على مدى قرون سابقة، إنها الحركة التي تعكس كيانًا إمبراطوريًا يسعى للوجود في كل بقعة من بقاع الأرض".
'- ما قاله نائب وزير الدفاع الأمريكي وولفتز في شأن الاستراتيجية الأمريكية الأمنية: "ينبغي منع أي قوة معادية من السيطرة على مناطق يمكن لثرواتها أن تجعل هذه القوة قوة عظمى، كما ينبغي تثبيط عزيمة الدول المتقدمة إزاء أي محاولة لتحدي زعامتنا، أو تقلب النظام السياسي والاقتصادي القائم، كما علينا التنبيه والتوقع لأي بروز يحمل منافسة لنا على مستوى العالم".
- وتؤكد استراتيجية الأمن القومي الأمريكي على أمركة الشعوب "إن هناك نظامًا للقيم الأمريكية لا يمكن المساومة عليه.. وهذه هي القيم التي نتمسك بها، وإذا كانت هذه القيم خيرة لشعبنا فإنها خيرة لغيرنا، ولا يعني أننا نفرضها، بل نعني أنها قيم الهيبة، قيم لم نخلقها..
الحقائق كما جاءت في الوثائق الأمريكية والتصريحات الأمريكية الرسمية.. ما يجري على ساحتنا تقول إن الرئيس بوش يمضي في إطار سياسة لها أهدافها وغاياتها.. عالمنا العربي والإسلامي هو ساحتها الرئيسية.. وأن أقطارنا وشعوبنا وثوراتنا حاضرنا ومستقبلنا.. فهي وقودها، وقضايانا وحقوقنا فستكون ضمن الثمن الفادح الذي ستدفعه والأمثلة والشواهد.. أكثر من حاضر وواضحة:
- الكيان الصهيوني منذ سبتمبر 2000 يحاصر المدن والقرى الفلسطينية، ويسلط عليها طائرات وصواريخ في قصف وحشي متواصل ويستخدم أسلوب التصفية والاغتيالات والاعتقالات للقيادات أو الشباب ويجرف البيوت والأراضي، ويدمر كافة أسباب الحياة، ويمنع كافة أسباب الغوث أو المساعدة الإنسانية.. ويوسع من حملات الإبادة والتدمير في معسكرات اللاجئين.. ويخطط لتهجير الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة وتفريغ أرضه، والولايات المتحدة تغض الطرف وتواصل الدعم للصهاينة، لم تستنكر وحشية الصهاينة.. ولم تتحرك لتأكيد قيمة من قيم الإنسانية.. التي ظلت ترفع شعاراتها لعقود، بل اعتبرت ومازالت تعتبر أن وحشية الصهاينة هى دفاع عن النفس!! وأن أي محاولة فلسطينية لاستنكار قهر أو بطش أو وحشية الصهاينة فهي العنف والإرهاب!!.
- واليوم تحرك أمريكا خطة الطريق.. مع تعديلات تؤكد أن الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية لم يتغير.. وأن الهدف من تحريك الخطة المزعومة لا يعدو تسويغ أو تسويق ضرب العراق وتخدير المشاعر العربية.. بل لقد جاءت فيه الخطة وتعديلاتها الجديدة لتؤكد على تجريم وتحريم أي حق للشعب الفلسطيني في الانتفاضة أو المقاومة ضد القهر لصهيوني.. إضافة إلى أن الدويلة الفلسطينية المزعومة في المفهوم الأمريكي لا تعدو الوعود الكاذبة.. ولا مجال لها على أرض الواقع.. فالحدود مؤقتة.. والشروع في التنفيذ لا يأتي إلا بعد أكثر من سنة.. وهو متوقع على مدى فاعلية السلطة الفلسطينية في تأكيد الأمن اليهودي.. والنهوض بكافة تبعات هذا الأمن، وشجب وتجريم المقاومة.
- كما أن أمريكا أعلنت موقفها من قضية الشعب المسلم في كشمير وفي الشيشان.. هذه الشعوب التي تسعى للتحرر اتهموها بالإرهاب وبأنها.. حركات انفصالية تبغي الخروج على شرعية الحكومات. حكام العرب والمسلمين.. مهمشون اليوم
على الساحة الدولية.. على ساحتنا العربية والإسلامية.. المتحركون والذين يحرّكون.. هم الغير.. والذين يبتُّون ويصدرون القرارات في شأن أقطارنا.. وأوطاننا.. وثرواتنا وشعوبنا.. هم الغير!!.
لقد حشدت أمريكا قواتها في قلب ديارنا.. وحاصرت العراق.. وأصدر الرئيس الأمريكي بيانه يعلن اجتياح العراق.. أما العرب على مستوى الحكام فهم مهمشون!! وقفوا عند مستوى رفض الحرب.. ولا يفكرون في رفع المستوى ليصل إلى مستوى العمل لمنع الحرب.. وفي الوقت نفسه همّشوا الشعوب.. ليقضوا على دورها والغضبة لشعب شقيق.
الموقف العربي الرسمي الآن يجسّم التراجع العربي.. مهد الطريق للحرب الأمريكية على العراق.. ثم ما بعد العراق، ولا يظن ظان أن هناك قطرًا أو حكمًا سينجو.. فاليوم العراق.. وغدا السعودية.. وسوريا.. ومصر.. وكل شعوب وأقطار وحكام العرب والمسلمين.. إنها حرب يشنّها الرئيس الأمريكي على الجميع سعيًا للهيمنة على العالم.. والطريق إليها هو عبر أقطارنا، وعلى جثث شعوبنا وهويتنا وعقيدتنا.. ومن خلال موقعنا وثرواتها.. أكدت هذا استراتيجية الأمن القومي الأمريكي.. وسياسات بوش الرسمية.. وتصريحات منفذيه وأعوانه.. فهل نعي الدرس؟
لقد طالبنا ونطالب بإعادة ترتيب البيت العربي والإسلامي.. وأكدنا ونؤكد على أهمية البيت المصري ودوره.. وقلنا ونقول إنه لا منجاة ولا خروج من الأزمة.. ولا رد للطوفان.. إلا من خلال وِحدة.. تتأكد فيها الثقة بين الحكام والحكام، والحكام والشعوب.. ويلتزم فيها الحكام والشعوب كتاب ربهم وسنة نبيهم، ويرفعون فيها راية الجهاد.. متمثلين لقوله تعالى (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)(الحج:78)
إن المسلمين في الأندلس.. انهارت دولتهم يوم أن تفرقوا.. وصار في الأندلس ملوك وأمراء للطوائف.. دبّ بينهم النزاع والخلاف، واستعان بعضهم بالأجنبي!!، وخضع الآخر لسطوة الأجنبي.
وقضية شاور وضرغام في مصر معروفة يوم أن تحصّن أحدهم بأجنبي.. والآخر بأجنبي.. فزالت دولتهما. أما وحدة المسلمين تحت لواء صلاح الدين.. وتحت شعار الجهاد.. على مستوى الشعوب.. ومستوى الحكام.. فقد حررت القدس.. ودحرت الصليبية.
أما الوحدة في مصر.. على مستوى السلطان قطز وعلى مستوى الشعب المجاهد.. فقد أكدت النصر في عين جالوت.. ودحرت التتار، وردت عن عالم الإسلام والمسلمين.. غزوًا.. هدد باقتلاع الجذور.. وتعميم الكفر والظلم..
أخشى ما أخشاه إن لم ينهض حكامنا بدورهم الصحيح أن تخضب أيديهم بدماء الشعب العراقي.. المحاصر.. ويفتحوا الباب أمام الطوفان الأمريكي ليجتاح الجميع.. رغم أن في أيديهم أسباب ردّ ودحر العدوان.. ومفاتيح النصر.. وفي مقدمتها إطلاق الحرية للشعوب.. وإفساح المجال أمامها لتمارس دورها.. وتأكيد أواصر الثقة والصلة معها على أساس من إيمانها بكتاب ربها وسنة نبيه.. (وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا)(آل عمران: من الآية103)، (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)(الروم: من الآية21)، (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(الحجرات:10).
المرشد العام للإخوان المسلمين
القاهرة: 18 محرم 1424هـ
الموافق 21 / 3 / 2003م