هل يستحق الروائي "يوسف زيدان" وسام بن جوريون؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
هل يستحق الروائي "يوسف زيدان" وسام بن جوريون؟


(13/05/2017)

كتب: سيد توكل

مقدمة

من رحم الانقلاب العسكري، ظهر الروائي يوسف زيدان يسيء إلى القائد صلاح الدين الأيوبي، ويزعم بأن المسجد الأقصي، أولى القبلتين وثالث الحرمين، ليس هو المسجد المذكور في القرآن، وإنما مسجد آخر يقع بالطائف.

محاولًا بدعم من السفيه عبد الفتاح السيسي التشكيك بمكانة المسجد وأهمية مدينة القدس، مما استوجب الرد عليه من قبل مؤرخين ومفكرين فنّدوا مزاعم زيدان وكلامه الملقى على عواهنه، إلا أن زيدان يريد أن يكون ملكيًا أكثر من الملك، وصهيونيًا أكثر من هرتزل وبن جوريون وليبرمان، عبر تمييع مفاهيم الصراع العربي الصهيوني وتشويشها لأغراض على ما تبدو خدمة لصفقة القرن التي عقدها السفيه مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب.

لا سيما أن حقائق التاريخ يسعى الصهاينة جاهدين ليل نهار لتطويعها خدمة لمشروع احتلال فلسطين، "فلسطين المحتلة" الحق الذي يأبى النسيان، والسؤال لماذا هذا التعمد في تشويش الثوابت التاريخية والدينية لمقدسات ربع سكان المعمورة؟

خادم صهيوني!

بعد تصريحات "يوسف زيدان" عن القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي ، محرر القدس وطار الصليبيين، خرج الصهيوني ليبرمان بالقول: "هذه بداية عودة التاريخ إلى أصوله وتأكيد أن أورشليم القدس هي العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل" على حد زعمه.

أعرب وزير الحرب الصهيوني أفيجدور ليبرمان عن سعادته بخدمات "زيدان"، والتي توجها بالتطاول على القائد صلاح الدين الأيوبي ووصفه بأنه "من أحقر الشخصيات في التاريخ".

وقال ليبرمان على صفحته بفيس بوك:

"سعيد للغاية بتصريحات المؤرخين المصريين التي تنزع القدسية عن أكبر إرهابي في التاريخ الإسلامي صلاح الدين، وعن أسطورة المسجد الأقصي المصطنعة".

وتطاول "زيدان" على القائد صلاح الدين الأيوبي، وقال بأنه "من أحقر شخصيات التاريخ" ، ضمن مشاركته في حلقة ببرنامج "كل يوم" مع مقدمه عمرو أديب؛ أحد أذرع الانقلاب، ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الثقافية المصرية وكذلك الشعبية. واعترف "زيدان" في وقت سابق بصحة تسريبات تحدث فيها عن اتفاقه مع السفيه عبد الفتاح السيسي على الترويج لفكرة أن المسجد الأقصي ليس أحد المقدسات الإسلامية، لكنه قال إن ما طرحه قديم وغير سري!

تسريب مع السيسي

وفي التسجيلات المسربة طلب زيدان من الصحفيين إغلاق أجهزة التسجيل ثم شرح لهم فكرته، وأكد أنه عرضها على السفيه السيسي الذي تحمس لأن يقوم بنشر هذه الفكرة، وأشار إلى أنه قال للسفيه أنه لا يستطيع أن يصدم الناس مباشرة بهذه الأفكار وأنه يحتاج إلى 24 محاضرة.

وعلق عليها المفكر الإسلامي د. محمد عمارة على قناة "الجزيرة"، وقال إن زيدان قال ما لم يقله أحد من علماء المسلمين ولا المستشرقين الذين درسوا تاريخ وحضارة الإسلام. وأكد أن أفكاره منقولة اليهودي مردخاي كيدار الأستاذ بجامعة بارايلان في محاضرة في يونيو 2009 وأن يوسف زيدان يردد فقط ما قاله كيدار.

وهنا من الضروري إذا أردنا تثبيت هذه المفاهيم والحقائق أن نورد اعترافات الصهاينة أنفسهم بأن أرض فلسطين ليست لليهود، فقد نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية مقالًا للبروفيسور روحما فايس بعنوان "لم ينشأ الشعب اليهودي في أرض إسرائيل" ، يجدد فيه الكشف عن حجم استخدام الخرافات والأساطير في تزوير حقائق التاريخ بخصوص فلسطين، عبر تفنيده الأباطيل الواردة في وثيقة إعلان كيان العدو الصهيوني 1948م.

في الوقت نفسه الذي يسعى فيه "زيدان" نزع قدسية القدس عربيًا وإسلاميًا، الأمر الذي يصب في صالح الأيديولوجية الصهيونية، كذلك نرى الكاتب الصهيوني روحما فايس، ينفي الأحقية القانونية لليهود بـ"أرض إسرائيل" كما ينفي بالأدلة الخصوصية اليهودية لفلسطين.. فهل زيدان صهيوني أم فايس عروبي؟

تزامن مع بيع سيناء

ولا عجب إذا وقع القارئ بالحيرة لدى سماعه تخاريف زيدان المستقاة من ادعاءات صهيونية، لاسيما في هذا التوقيت الذي يعرض فيه السفيه عبد الفتاح السيسي سيناء للبيع، وأدار الجيش المصري ظهره لفلسطين واستخدم كل أسلحته الفتاكة لقتل المصريين.

من جهته، رأي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور جمال حشمت أن المؤامرة في سيناء انتقلت خطوة للأمام بعد الكشف عن لقاء سري جمع السيسي ونتنياهو العام الماضي. وأضاف أن الانقلاب يساعد وفق خطة مرسومة على تهجير أهالي سيناء، معتبرا ذلك تمهيدا للتدخل الأجنبي الذي يُعد له منذ الانقلاب العسكري في يوليو 2013.

وبينما يخشى الصهاينة من انتفاضة ثالثة للقدس، بدأت إرهاصاتها قبل نحو شهرين، لعلمهم بحقيقة خصوصية المدينة ومسجدها لدى المسلمين عامة، جاءت تصريحات زيدان على طبق من ذهب يستحق لأجلها وسام "بن جوريون" لأحقر صهيوني عربي، ام انه يطمح لنيل جائزة "نوبل" او ربما يحصل عليهما معاً !

المصدر