11فبراير ... عندما تنحى الطاغية مرغما
ريحانة الثورة
يومٌ مجيد في تاريخ أمتنا و يزين أيام المصريين ، يومٌ تجلت فيه إرادة الشعب المصري حين أراد الحياة فاستجابت له الأقدار، فسقط الطاغية مبارك وهو في عرينه وتنحى غير مأسوف عليه، تلاحقه لعنات تكفي قارة بأكملها.
يومٌ اجتمعت فيه الكلمة وتوحَّد الصف و عظمت التضحيات فكافأنا الله تعالى ومنحنا يوما عزيزا يضاف إلى سجل الأيام المجيدة في تاريخنا.
يومٌ تأكدت فيه سنة من سنن الله تعالى في كونه الفسيح " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
تغيرنا إلى الأفضل طوال أيام الثورة التي أخرجت أطيب وأنقى ما في الشعب المصري من أخلاق وقيم، فكانت النتيجة أن حدث التغيير الأكبر، فكان تنحي الطاغية مبارك.
يومٌ أبهرنا فيه شعوب العالم كلها، فنطق زعماؤهم وهتفوا لشعب مصر وطأطأوا رؤوسهم احتراما للشعب المصري وإرادته.
إننا نقف اليوم أمام الذكرى الثامنة لرحيل الطاغية، نسترجع مشاهد هذا اليوم وكيف كانت إرادتنا وكيف كانت تضحياتنا و كيف كانت وحدتنا، ونتأمل كيف تسرب النصر وأفلت من بين أيدينا، كيف عاد الطاغية من جديد ليدخل قاعة المحكمة التى تحوي بين جنباتها أعز من أنجبتهم مصر و أشرف من ساروا على ترابها و أعظم من ثاروا على طاغيتها .
مشهد عودة الطاغية مبارك في كامل هيئته ليمثل شاهدا على رئيس مصر الشرعي، من أتت به الثورة المصرية ليكون رئيسا لمصر، هذا المشهد يقابل مشهد التنحي.
ثمانية أعوام مضت تغيرت فيها أمور كثيرة، انقلابات متنوعة ومتعددة، لم يكن إنقلاب العسكر فقط بل كان إنقلاب المفاهيم والقيم، إنقلاب رفاق الثورة على نتاج ثورتهم، ورضوا أن يكون في خدمة بيادة العسكر و دباباته
باعوا كل شئ و خسروا كل شئ وخرجوا من المولد بلا حمص، بل خرجوا مكللين بالعار تلاحقهم اللعنات.
المصدر
- مقال: 11 فبراير ... عندما تنحى الطاغية مرغما موقع نافذة مصر