6 استجوابات تتهم الحكومة بالفشل في مواجهة حوادث الطرق
16-04-2009
- النواب: 5.8 مليارات جنيه أنفقتها الحكومة على السكك الحديدية والنتيجة لا شيء!
- المسيري: عدد وفيات الطرق سنويًّا يفوق عدد الشهداء في حروب مصر
- عزب: أطالب بكشف حقيقة علاقة منصور بأمريكا
اتهمت 6 استجوابات الحكومة بالفشل في مواجهة حوادث الطرق؛ بعد أن احتلَّت مصر المرتبة الأولى عالميًّا في حوادث الطرق، كما كشف النواب عن التدهور الكبير في قطاع السكك الحديدية، وإهدار المال العام في هذا القطاع الحيوي.
وطالب النواب يحيى المسيري وبهاء الدين عطية وإبراهيم الجعفري وعزب مصطفى وكمال أحمد ومحمد العمدة بسحب الثقة من الحكومة، وتساءل النواب: ماذا فعل وزير النقل في 5.8 مليارات جنيه كانت مخصصة لتطوير قطاع السكك الحديدية؟!
وكشف النائب يحيى المسيري عن أنَّ مصر أصبحت تُمَثِّل المركز الأول في حوادث الطرق والقطارات على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن عدد وفيات الطرق سنويًّا في مصر يفوق عدد الشهداء في حروب مصر منذ عام 1950م، واستعرض المسيري بيانًا بتطوير حوادث الطرق في مصر منذ عام 1990م وحتى الآن.
وقاطعه الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب قائلاً: أنت تتحدث عن حوادث في وقت لم تكن هذه الحكومة موجودة فيه، وردَّ المسيري: الحكومات المتعاقبة كلها هي حكومات الحزب الوطني، وعقَّب سرور: الاستجواب موجَّه للحكومة وليس للحزب الوطني، وأنبهك بعدم مخالفة الدستور واللائحة.
وأشار المسيري إلى أن حوادث الطرق في مصر وصلت إلى 20 ضعفًا عن المعدلات العالمية، وقال: إن التقارير تؤكد أن 54% من الطرق غير الممهدة، و46% منها تعاني ازدحامًا شديدًا، وقال: إن الخسائر التي يتعرَّض لها الاقتصاد المصري تتزايد بسبب حوادث الطرق، مشيرًا إلى وفاة 18 حالة من ضمن 100 ألف نسمة.
وأضاف أن وزارة النقل ليست هي المسئولة وحدها عن حوادث الطرق، ولكنَّ وزارة الداخلية هي شريك أساسي، مشيرًا إلى أن الخسائر السنوية نتيجة حوادث الطرق قد وصلت إلى 9 مليارات جنيه، وطالب المسيري بسحب الثقة من الحكومة بعد أن احتلَّت مصر المركز الأول بين 35 دولة في عدد وفيات الطرق.
واتهم النائب بهاء الدين سيد عطية الحكومة بالعجز والفشل والإهمال في وضع إستراتيجي؛ لوقف نزيف الدم على الأسفلت، واستشهد بتقرير صادر عن مؤتمر تحسين السلامة على الطرق الذي عُقد منذ أيام، والذي اعترفت فيه وزارة الصحة بأنَّ القتلى المصريين في حوادث الطرق عام 2008م بلغوا 7449 قتيلاً، و93 ألف مصاب.
وخاطب نواب الوطن قائلاً: اسمعوا حتى تروا فساد حكومتكم وإهمالها، وأشار إلى تقرير صادر عن لجنة الصحة بمجلس الشعب عام 2004م، يوضِّح أن نسبة حوادث الطرق في مصر تمثل 40 ضعفًا بالنسبة لما يحدث في دول العالم المتقدم، و15 ضعفًا بالنسبة لدول الجوار.
وقال: إن حوادث الطرق في مصر أصبحت مصدرَ قلق للرأي العام المصري، وتؤثر سلبًا على التنمية الشاملة، مشيرًا إلى أن مصابِي حوادث الطرق يشغلون 15% من نسبة الإشغالات بالمستشفيات، وقال: إن عدد وفيات الطرق في مصر عام 2008م بلغ 12 ألف قتيل و93 ألف مصاب.
وأشار إلى أن الحكومة تراعي البشوات والبهوات ورجال الأعمال على حساب الفقراء، وأضاف قائلاً: "رأيت الحكومة قد مالت إلى من عنده مال، ومن لا عنده مال فعنه الحكومة قد مالت"، مضيفًا أنَّ الحكومة "تعيش في كوكبٍ آخر ووطن غير الوطن"، مطالبًا بسحب الثقة منها.
وقال النائب عزب مصطفى: إن مجلس الشعب قرَّر منح وزير النقل 5.8 مليارات جنيه من صفقة شبكة المحمول الثالثة؛ لتطوير السكك الحديدية والطرق.
وتساءل: ماذا فعل الوزير بهذه الأموال؟ وهل شعر المواطن بتحسن الخدمة؟ وهل قلَّت الحوادث؟!
وأشار إلى أن الوزير مفيد شهاب كان ذاهبًا بالقطار إلى الإسكندرية لحضور مؤتمر، وفوجئ بتوقف تكييف القطار، واتصل مفيد بوزير النقل حتى يتم معالجة المشكلة، فماذا لو لم يرَ الوزير؟ وهل المواطن العادي سيجد الوزير لحلِّ مشكلته؟!
وخاطب وزير النقل قائلاً: يا سيادة الوزير عملت إيه بـ5.8 مليارات جنيه؟ وقال: إن الوزير انشغل بإنشاء الكافتيريات وبعض المزلقانات وتطوير بعض المحطات، ولكنَّه لم يواجه الفساد، ولم يقلِّل من نسبة الحوادث.
وأبدى استغرابه من إصرار الوزير على استيراد الجرارات الجديدة من أمريكا، وقال: إنَّ الوزير "شريك مع الأمريكان"، وتربطه بهم علاقات عمل، خاصةً في مجال السجائر ومعدات السيارات في شركاته، وأضاف: "عشان عيون أمريكا ومصالح الوزير الخاصة؛ نبيع قوت الشعب ونضيَّع 5.8 مليارات جنيه".
وأنهى استجوابه بطلب سحب الثقة من الحكومة، وقال: "ارحمونا يرحمكم الله"!!.
واتهم النائب إبراهيم الجعفري الحكومة بالتقصير والإهمال في إدارة مرافق وزارة النقل، مشيرًا إلى أن الفساد في الوزارة لا يزال كامنًا ومستقرًّا، سواء في السكك الحديدية أو هيئة الطرق أو مترو الإنفاق.
وحذَّر الجعفري من اعتماد وزارة النقل على غرفة التجارة الأمريكية وتساءل: أين الدولة وأين الحكومة والحزب الحاكم؟!
وكشف الجعفري عن أنه في الوقت الذي يُلقي فيه استجوابه أمام مجلس الشعب تجري سرقة قضبان السكك الحديدية في "أبو حماد" بمحافظة الشرقية بين العلامتين 34 و49 مسافة 6 كيلو مترات، كما يجري سرقة قضبان السكك الحديدية بسيناء بعد أن تكلَّف إنشاؤها 200 مليون جنيه.
واستشهد بتقرير للمجالس القومية المتخصصة الذي أشار إلى تراجع السلامة الآمنة في السكك الحديدية؛ بسبب عدم وجود طفايات حريق، ومعظم الإشارات معطلة، وعدم كفاية الكوادر البشرية المدرَّبة، وأنهى استجوابه مطالبًا بسحب الثقة من الحكومة قائلاً: "أقيلوهم أو أقيلونا".
وقال النائب كمال أحمد: إن مرفق السكك الحديدية يعاني الإهمال الشامل، ولا تزال السكك الحديدية تعتمد على النظام اليدوي لصيانة الخطوط، مشيرًا إلى أن وزارة النقل تركت بيت الخبرة الألماني، وتعاقدت مع أمريكان دون أبداء أية أسباب.
وأشار إلى أن عربات القطار بلا أبواب أو شبابيك، وتأبى الحيوانات أن تركبها؛ سواءٌ في خطوط بحري أو قبلي، وكشف عن قيام مستشار بهيئة السكك الحديد بتقاضي مكافآت من إحدى الشركات التي من المفترض أن يقوم بإرساء بعض المناقصات عليها.
وقال النائب محمد العمدة: إن المواطن لم يشعر بأي مجهودات لتحسين مرفق السكك الحديدية، مشيرًا إلى رفع أسعار القطارات، خاصةً قطارات النوم، والتي وصلت التذكرة فيها إلى 230 إلى أسوان؛ بما يحمِّل المواطن أعباء متزايدة.
وأشار إلى أن الإهمال في السكك الحديد امتدَّ إلى العربات المكيَّفة؛ فإما التكييف لا يعمل، أو برودته شديدة مما يضرُّ بصحة المواطن، وطالب بتحسين عربات القطارات، مستشهدًا بوقعة سقوط إحدى السيدات بطفلها من دورة مياه أحد القطارات.
من جانبه قال محمد منصور وزير النقل في رده على الاستجوابات إنه لا يوجد نية مطلقًا لخصخصة مرفق السكك الحديدية، مشيرًا إلى أن 95% من الجرارات الموجودة بالهيئة مستوردة من أمريكا، وأنَّ الجرارات التي تمَّ استيرادها مؤخرًا جاءت من شركة أمريكية أخرى لتنويع مصادر السلاح، وهي الشركة الأولى على مستوى العالم.
وأشار إلى أنَّ 52 جرارًا جديدًا يعملون على جميع خطوط مصر، ومواصفاتها الفنية قد وضعتها مجموعة من الخبراء الأكفاء، وهي أحدث جرارات على مستوى العالم.
وقال الوزير: إن نسبة الحوادث التي تقع على الطرق السريعة التابعة للوزارة لا تتعدى 9% من إجمالي عدد الحوادث على شبكة الطرق، وأن جميع التقارير الحكومية والأهلية تؤكِّد أن أسباب حوادث الطرق ترجع إلى الأخطاء البشرية بنسبة 66%، وسوء الحالة الفنية للمركبات 29%، والظروف المناخية 3%، والحالة الفنية للطرق بنسبة لا تتجاوز 2%.
واعترف الدكتور مفيد شهاب بزيادة حوادث الطرق في مصر، وقال: إن الحكومة تبذل جهودًا لتطوير مرفق الإسعاف، وتمَّ شراء أكثر من 1000 عربة إسعاف جديدة.
وكان وزير النقل قد عرض فيلمًا تسجيليًّا يستعرض خلاله حالة الجرارات الحديثة المستوردة من أمريكا، وقد شهدت القاعة حالةً من الهرج خلال عرض الفيلم الذي استمر 15 دقيقة، وطالب بعض النواب بإطفاء أضواء المجلس؛ حتى يشاهدوا الفيلم جيدًا.
المصدر
- 6 استجوابات تتهم الحكومة بالفشل في مواجهة حوادث الطرقإخوان أون لاين