ندوة جمعية الإصلاح عن العلامة الشيخ فيصل مولوي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ندوة جمعية الإصلاح عن العلامة الشيخ فيصل مولوي
ندوة الاصلاح.jpg

أمان: فيصل مولوي داعية عامل وعالم رباني شيد صرح الدعوة بأوروبا.

د.الصانع: قطعت زيارتي عنه بعد تدهور صحته حتى لا أثقله بتأثري.

د. أرقه دان: كان أول صوت يستنكر الغزو على الكويت وأفتى بأن الباطل لا ينتج حلالا.

حبلص: الشيخ فيصل مولوي رجل التوافق والإجماع في لبنان.

لبدة: كان صديقا حميما للكويت تجمعه برموزه وعلمائه علاقة خاصة.

الدكتور صلاح أرقه دان - الكويت:

أقامت جمعية الإصلاح الاجتماعي ندوة ثقافية تناولت فيها سيرة الراحل الداعية اللبناني المستشار فيصل مولوي أمين عام الجماعة الإسلامية، وأحد أعلام العلماء المعاصرين ممن كان لهم إسهامات علمية ومؤسساتية في أوروبا والعالم الإسلامي عبر منابر الإفتاء والدعوة والتربية.

أدار الندوة الأستاذ سامي العدواني وحضرها حشد من الدعاة والعلماء ومريدي الشيخ ومحبيه. بدأت الندوة بإلقاء قصيدة للأستاذ فيصل لبدة ممثلاً الجالية اللبنانية في الكويت تضمنت التعريف بسيرة الراحل الكبير وعطائه العلمي والدعوي، وشكر جمعية الإصلاح الوفاء للراحل، وهو أمر من كريم الصفات التي جبل عليها أهل الكويت وأبناء "الإصلاح" فقد كان رحمه الله صديقا حميما لهذا البلد العزيز تجمعه برموزه وعلمائه علاقة ود واحترام أكدتها التجارب.

وفي كلمة جمعية الإصلاح تحدث العم عبدالواحد أمان عن تجربته الشخصية مع الراحل الكبير فقد وصفه بأنه من أكثر العلماء والدعاة عطاء وكان شخصا يعتمد عليه لدى كبار أهل العلم والدعوة، كما وصفه العم عبدالواحد بأنه يفهم واقعه فهما دقيقا ويدرك طبائع الناس فيعاملهم بما يستحقون.

وتناول في كلمته مرحلة علاجه الأول في فرنسا حيث وفقه تعالى في ترك أكبر الأثر على الساحة الأوروبية منطلقا من باريس التي بدأ فيها نواته الأولى في تأسيس (اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا) الذي بات صرحاً يمثل أطياف ومؤسسات الجالية الإسلامية، وهو الأكثر حضورا في الساحة الغربية يتابع رسالة الشيخ في وعي الإسلام والانفتاح على الآخر.

واستذكر العم عبدالواحد أمان الروحانية العالية التي جمعها مولوي إضافة لسعة اطلاعه وعلمه فقال: "كنا في ألمانيا في أحد المؤتمرات وقد لاحظت تأثر الشيخ لأمر دار في إحدى الجلسات وفي فترة الاستراحة بحثت عنه فوجدته جالساً وحده في إحدى زوايا المسجد يمسك بمصحف يتلوه ويبكي.. فتأثرت بهذا الموقف تأثرا بالغا وترك في نفسي انطباعا آخر عن الشيخ وهي روحانيته العالية إضافة لفكره وفقهه".

وأشاد أمان بتجربة الشيخ فيصل حيث كان له فقه يتميز به عن بقية العلماء لا يقل مكانة عن أكثر الأسماء لمعانا وشهرة، وكان الشيخ القرضاوي يعده ساعده الأيمن يعتمد عليه كثيرا لا يقطع حديثا إلا بعد سماع رأيه في المجلس، فقد كان أمة في نفسه، قريباً من قلوب الخاصة والعامة معاً ، وختم بقوله: "لقد فقدت الجمعية أخا لها، وغيابه ترك في جسد الحركة الإسلامية ثغرة من الصعب أن يتم سدها".

وألقى كلمة لبنان الأستاذ غسان حبلص - رئيس جمعية التربية الإسلامية ب لبنان - الذي حل ضيفا على الكويت وكان صديقا مقربا من الراحل مولوي، وقد وصفه بأنه رجل التوافق والإجماع، صاحب رؤية متميزة ورجل المؤسسات الأول، فقد عاد من رحلة الثمانينات التي قضاها في أوروبا ليباشر إنشاء المؤسسات في لبنان وباتت مدارس الإيمان اليوم تستوعب ٩ آلاف طالب في مختلف المحافظات، كما وصفه بأنه كان يجمع الحزم باللين، وقد كان موقفه فارقا إبان أحداث ١١ أيلول (سبتمبر) حين عبر عن الموقف الشرعي واستنكاره لمثل هذه الأفعال التي لا تمت للإسلام بصلة، كما بذل جهدا وافرا في خدمة القضية الفلسطينية فساهم في تأسيس مؤسسة القدس الدولية التي ترأس مجلس إدارتها لسنوات، ومازالت أكبر تجمع أهلي يجمع أطياف الأمة لخدمة قضية القدس الشريف.

من جانبه، حرص د.ناصر الصانع أمين عام الحركة الدستورية الإسلامية في الكويت على المشاركة بكلمة في حق الشيخ فيصل مولوي وعبر عن تجربته الشخصية حين عاصره في أوروبا أوائل الثمانينات عندما كان د.الصانع يحضر رسالة الدكتوراه، قال في كلمته: "لقد قام الراحل بدور تاريخي حيث أسس منظومة العمل الإسلامي الأوروبي ولم يكن من السهل حينها أن تجمع الأقليات المسلمة على خطاب جامع توحد فيه مرجعيتهم الشرعية في مجلس الإفتاء الأوروبي الذي جمع له العلماء في تأسيسه من يتصفون بالعلم وعمق الفهم للواقع فواجه به تحديات العيش في بلد غير مسلم يتعامل مع غير المسلمين تعترضه قوانين خاصة وإجراءات تربك عيش المسلم إن لم يتكئ على مرجعية تحسن التعامل مع الإشكالات الفقهية والفكرية.

وأضاف د.الصانع بأن مولوي كان أصيلا في ارتباطه بالمنهج الإسلامي واستيعابه للحياة المعاصرة فأحسن تكييف النصوص الشرعية على واقع التطبيق الماثل، وبهذا ساهم في ترشيد الحماس لدى بعض المتنطعين والغالين وحقق قدرا من الاستقرار للأسرة المسلمة بأوروبا ، وقد لاحظ رحمه الله أن دعاة الشرق حين يأتون إلى الغرب فإنهم ينقلون خطابه وهمومه إلى أوروبا فتبنى مع إخوانه في فرنسا إنشاء الكلية الأوروبية للعلوم الإنسانية بهدف تخريج الأئمة والدعاة الذين يعيشون واقعهم الأوروبي بخطابه وتحدياته.

وختم الصانع كلمته بالتأكيد على أن بصمة الشيخ في أوروبا كانت أضعاف عطائه في الشرق و"أقولها عن معايشة" فالعمل الإسلامي ينعم اليوم بنبته وتأسيسه، وكشف عن آخر لقاء جمعه مع الراحل مضى عليه أكثر من عام لم يشأ الصانع بعدها أن يزوره بسبب تراجع حالته الصحية وأضاف: "كنت أخشى على نفسي من زيارته حتى لا أثقله بتأثري"، وتمنى على جمعية الإصلاح ورفاق وتلاميذه في لبنان أن يعملوا على طباعة إنتاجه وخلاصة تجربته في إصدارات يستلهم منها الجيل ما يحتاجه لواقعه ومستقبله.

ختمت الندوة بكلمة جامعة للأكاديمي والكاتب اللبناني المقيم في الكويت، د.صلاح الدين أرقه دان الذي جمع في كلمته ما بين الخاص والعام، العلمي والدعوي، التخطيطي والإداري في حياة العلامة الشيخ فيصل، فطوف بسيرته وعبر عن منهجه في الدعوة وأهم المكتسبات التي شكلت إضافة للعمل الإسلامي في أوروبا ولبنان، وهو الذي عايشه وتلقى عليه في لبنان وخارجه، وهو القائد المربي الذي يعمل من أجل الأمة بكل أطيافها، فالوحدة في فكر الشيخ مولوي ليست ترفاً فكرياً، وليست تكتيكاً آنياً، وإنما هي قناعة حملها وعمل من أجلها داخل لبنان وخارجه، وهو الذي أسس (بيت الدعوة والدعاة) في لبنان ليرفع عن الدعاة عن مرتبة اليد السفلى ويكفيهم ذل السؤال.

وكشف د. صلاح الدين في كلمته عن قوة الشيخ في الحق أنه كان أول صوت شعبي يستنكر الغزو الغاشم على الكويت في العام 1990م حتى قبل دولة رئيس الوزراء سليم الحص - الذي كان من أول القيادات الحكومية استنكارا له - وقد أفتى الشيخ فيصل يومها بأن "ما بني على باطل لا ينتج حلالا"، وأنه حمله يومها رسالة على رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي حينها الشيخ عبدالله العلي المطوع (رحمه الله) يفيده فيها بأن "امكاناتنا مسخرة لكم لرد العدوان".

واختتم العريف الندوة بقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد/41]، والنقل عن ابن عباس (رضي الله عنهما) بأن خرابها بموت علمائها وفقهائها و أهل الخير منها، وكذا قال مجاهد: هو موت العلماء.

للمزيد عن الإخوان في الكويت

وصلات داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات متعلقة

.

.

من أعلام الإخوان في الكويت

وصلات خارجية

مواقع الإخوان في الكويت

وصلات فيديو